|
كيف نعيش
تحرره: علياء الانصاري
الهمسة الاولى
أزلية جدلية المرأة والرجل أزل
وجودهما. ويكاد يكون هذا الموضوع من اخطر المواضيع واعقدها، لحساسيته وشفافيته
وغموضه في آن واحد. فهما الكائنان البشريان الوحيدان على وجه الارض وهما
الكائنان الوحيدان اللذان لا يفهمان بعضهما البعض!!
وتمظهر سوء الفهم هذا في سلوكيات
كلا الكائنين ما بين ظالم ومظلوم وقوي وضعيف و... ليتجلى فيما بعد في دعوات
للتحرر والمساواة وفي قضايا انتهاك الحقوق ورد المظالم وفي محاولات لاستعادة
السيادة او سحب البساط من تحت قدم هذا او ذاك.
ولكلا منهما جنوده وانصاره، من
مفكر وكاتب وباحث ومحقق وهلم جرا، ومازالت الضجة تعلو حينا وتصمت حينا آخر
حسبما تقتضيه الظروف والاوضاع.
وبما انها ولادة جديدة على ارض
الحضارات، وعهد وليد للحرية والبناء وتحرير الانسان من كل مظاهر الاستبداد
القهر، فلما لا تكن ولادة جديدة في حياتنا الفكرية والثقافية وعهد وليد لواقعنا
الاجتماعي والحركي، عهد جديد لالغاء كل ما يقيد افكارنا ونفسياتنا من سوء فهم
للاخر او تعصب او سوداوية.
دعوة حرة للرجل والمراة معا ليفهم
احدهما الاخر، ليدرس كل منهما نفسية الاخ ويحلل سلوكياته لعلهما يدركان ان
الاختلاف في نسيج تركيبتهما يدعوهما الى التفاهم والتعاضد وادراك الاخر لا الي
اي شيء آخر، ليتمكنا من العيش معا على هذه الارض الطيبة ويتنعما بخيراتها
وثرواتها.
لماذا لا يدرس الرجل نفسية المراة
ويفهم طبيعة تكوينها حتى يراها كما هي، شفافة واضحة، ولماذا لا تدرس المراة
نفسية الرجل وتفهم تركيبته كيما تراه بوضوح وصدق وعندها لن يكون هناك سوء فهم
او تصور خاطئ او ظلم او اجحاف، ومن يفعل ذلك يكن من الظالمين. ولا وجود للظلمة
بيننا بعد الان.
فيا سيدي الرجل ويا سيدتي المراة:
انتما ركنا الحياة وبدونكما لا يمكن ان تقوم الحياة فليفهم كل منا نفسه ويفهم
صاحبه حتى نعيش مطمئنين ونتمكن من الابداع والرقي.
فالرجل ليس ظالما كما تدعي
المراة، كما ان المراة ليست مخلوقا ضعيفا لا يستحق التقدير كما يدعي الرجل،
انما هو سوء فهم وقصور في درك الحقائق.
يقول د. جون كري في كتابه
Men are from mars, women are from venus
(ينسى الرجل والمراة انهما
متفاوتان،فيظهر الاختلاف بينهما، غالبا ما نتعامل بقسوة وغضب مع الجنس المخالف
وننتظر منه ان يكون مثلنا، يتقبل ما نتقبله، يرضى برضانا ويغضبه ما يغضبنا.
الرجل والمراة كلاهما يتصور – خطأ – ان شريك الحياة عندما يحبنا يجب ان يتوحد
معا في السلوك ويتصرف مثلما نتصرف.
الرجل ينتظر من المراة ان تفكر
مثله وتعيش مثله،والمراة تنتظر من الرجل ان ينظر الى الامور بمنظارها).
وهذه هي مشكلتنا، في علاقتنا
الاسرية والاجتماعية وحتى السياسية. نريد من الاخرين ان يفكروا مثلنا، ان
يبرمجوا كل افكارهم واحاسيسهم على ذبذبات ارادتنا ورؤيتنا الخاصة فان ظهر العكس
قامت القيامة الكبرى.
فعندما تتحكم ثقافة الغاء الاخر
في السلوكيات عموما وخصوصا، يبرز الظلم وتنتهك الحقوق.
التفاوت كائن في كل مظاهر الحياة،
كما هو حقيقة في ذات الرجل والمراة ولكن التفاوت لا يعني الخلاف كما لا يعني
التفاضل والتناحر، بل هو دعوة الى التفاهم لبناء الحياة.
فكيف يفهم بعضنا الاخر؟!
ذلك ما سنتحدث عنه في سلسلتنا
(همسات).
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |