|
كيف نعيش
تحرره: علياء الانصاري
الهمسة الثانية
* أكثر شكوى النساء تتمحور حول عدم انصات الرجل اليهن. أما لا يصغي الرجل الى زوجته او اصغاءه قصير المدة، حيث يعتلي غروره ويعطي الحل الفوري. الرجل يحتار لأن المرأة لا تقدر عمله المحب ظاهرياً ـ وهو اعطاء النصيحة ـ، فهو لا يهتم بشكوى زوجته ولا يستمع اليها فهذا الموضوع غير مهم بالنسبة اليه، ويستمر في اسلوبه. المرأة تحتاج الى من يستمع اليها ويشاركها الامها وهمومها، هي تحتاج الى مؤنس وخليل اكثر من أي شيء آخر بينما الرجل يعتقد انها بحاجة الى حل لمشكلتها.
* أكثر شكوى الرجال، ان النساء دائماً يسعين الى تغييرهم. عندما تحب المرأة الرجل تشعر بالمسؤولية تجاهه وتسعى لمساعدته الى القيام بأعماله على أحسن وجه. تقوم المرأة بتشكيل جمعية او منظمة (تحسين الأسرة) برئاستها ويكون هدف المنظمة الأساسي هو الرجل. ليس مهماً لدى المرأة رفض الرجل مساعدتها، فتستمر بهذا الاسلوب حيث تتحين الفرص دوماً لتساعد زوجها وتقول له ماذا عليه ان يفعل لتبرهن له على حبها. المرأة تتصور انها تحمي زوجها وتسانده في الوقت الذي يتصور الرجل انها تريد السيطرة عليه فهو يريد منها ان تطيعه دوماً وتوافقه بالرأي. الرجل يعطي حلولاً .. والمرأة تسعى الى تحسين سلوك زوجها .. فما العمل؟! لنعود الى تحليل نفسية كل من المرأة والرجل ونرى أين تكمن المشكلة؟![1] الرجل يهتم بالقدرة والقوة والقابلية لكي يطرح نفسه، ففي مملكة الرجل تتجسد معنى (الأنا) في الوصول الى الهدف. يعني يرى وجوده تتحقق بالقدرة على الوصول الى هدفه فعندما يصل الى هدفه يحقق ذاته. فالرجل لا يقرأ مثلاً ـ مجلات علم النفس ـ فهو يميل الى النشاطات خارج البيت مثل الصيد او مسابقات السيارات، يتابع الاخبار، الانواء الجوية، أخبار الرياضة. الرجل عادة ما يظهر علاقة بالاشياء اكثر من الاشخاص. فبالنسبة اليه الوصول الى الهدف أمر مهم جداً لأن ذلك هو ما يثبت لياقته وجدارته، لذلك فذهنه دائماً مشغول بالاشياء التي تساعده للوصول الى اهدافه (أي الى تحقيق ذاته) فهو عندما يصل الى هدفه يشعر بالرضا. معرفة هذه النفسية بالنسبة للمرأة امر مهم لتفهم المرأة لماذا يرفض الرجل محاولاتها في اصلاح سلوكياته. فعندما تحاول المرأة نصح الرجل وتقديم المساعدة له يتصور الأخير ان المرأة تشعره أنه لا يعرف ماذا يفعل أو انه غير قادر على اداء واجباته بالشكل الأفضل وهذا يثيره لأنه يتعلق بالقابلية والقدرة وهي أهم شيء عند الرجل. الرجل يسعى لحل مشاكله بنفسه ويندر أن يتحدث عن مشاكله مع الآخرين. وهو يبرر هذا السلوك: (عندما أكون قادراً على حل مشاكلي لماذا استعين بالآخرين؟). الرجل يحتفظ بمشاكله لنفسه فإذا احتاج الى مشورة مع شخص خاص ينفرد به لأنه يرى طلب المساعدة علامة الضعف والعجز. لذلك عندما تتحدث المرأة عن مشاكلها، يندفع الرجل بشكل غريزي الى اعطاء الحل انبثاقاً من نفسيته القائمة على الركيزة المذكورة آنفاً. فعندما تطرح المرأة ـ بشكل عفوي ـ مشاكلها اليومية يتصور الرجل ـ عن طريق الخطأ ـ انها تحتاج الى نصائح، وهذا هو اسلوبه في التعبير عن حبه وعشقه لزوجته. فهو يريد أن يكون شخصاً مفيداً لزوجته لذلك يسعى الى تسخير قدراته وقابلياته لأجل حل مشاكل زوجته حتى يكون جديراً بها وتحترمه زوجته لذلك وتقدر حبه وعشقه لها. فعندما يعطي الرجل حلاً لمشكلة زوجته وتبقى الأخيرة مضطربة وحزينة يصعب على الرجل ان يستمر بالاستماع الى كلامها فهي لم تتقبل نصحه فهو إذن شخص غير مفيد لها.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |