الكذبة الكبرى

آمنة الكفيشي / بابل

كان في قديم الزمان، ملك شاب يحكم مملكة واسعة الأركان، عظيم الجاه والمال وذات مرة أمر أن يعلن في أرجاء مملكته الخبر الآتي: ((إذا تمكن أحد من أبناء مملكتي من اختراع كذبة وجعلني أصدقها فإنني سأمنحه نصف ما أملك أي نصف مملكتي)).

وسرعان ما انتشر الخبر، وهب الناس من كل إرجاء المملكة لاختراع كذبة عسى أن يصدقها الملك.

وفي اليوم التالي جاء إلى الملك طباخ، وقال له(مولاي مالك هذه البلاد، لقد استطعت أن أطبخ طعاما لا تشعر بعده بجوع لعشر أيام). فأجابه الملك: (عندي طباخ إذا طبخ طعاما لا تشبع منه لعشر أيام). وذهب الطباخ دون أن ينال شيئا مما أراد.

فجاء خياط وقال للملك: (يا مولاي لقد تأخرت قليلا عن القدوم إلى جلالتكم). فقال الملك: (ولماذا تأخرت) قال الخياط: (البارحة انشقت السماء فهبت الرياح، وبرق الفضاء كله فذهبت على الفور لإصلاح ذلك بإبرة الخياطة) فأجابه الملك: (ولكنك لم تحكم خياطته فقد تساقط رذاذ من المطر هذا الصباح). وذهب هذا الآخر دون أن ينال شيئا.

وبعد عدة ليالٍ جاء إلى الملك حطّاب وهو يحمل برميلا كبيرا. وعندما شاهد الملك البرميل سأله مندهشا: (ما أنت صانع بهذا) فقال الحطاب: (جئت كي أسترد من جلالتكم برميل الذهب الذي أقرضتك إياه).

فغضب الملك غضبا شديدا وبدأ بالصراخ قائلا: (ما هذا الكلام يا رجل؟ أنا الملك أقترض منك هذا، هذا كذب). قال الفلاح بهدوء: (إذا كان كذبا، فأعطني نصف مملكتك كما وعدت يا مولاي) فخاف الملك وهدأ وقال: (هذا صحيح). فقال الحطّاب: (إذا كان صحيحا فأعطني إذا برميل الذهب)

وأعطى الملك للحطّاب برميلا مملوءا بالذهب، وبذلك غلب هذا الحطاب الملك بذكائه ودهائه.