عالم النحل

حوراء عامر

haawraa@maktoob.com

بدأت الدراسات العلمية الرصينة عن النحل منذ أواسط القرن السابع عشر وحتى اليوم هناك ما يقرب من عشرين ألف دراسة علمية عن هذه الحشرة العجيبة المفيدة التي تشكل أكبر دليل على بطلان نظرية التطور كما يقول بعض علماء السلوك الحيواني. وفي المعلومات القليلة التالية عن النحل يدرك المسلم لماذا سمّى المولى سورة من كتابه الكريم بـ ((النحل)).

حيث قال تعالى في كتابه الكريم: (وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون).

من هذه الآية نجد أن للنحل الحرية في اختيار مكان الخلية خلافاً لكثير من الحشرات التي يجب أن تتوافر لها شروط محددة لكي تتخذ مكانا تتوالد فيه، وهو ما يسمى في علم السلوك الحيواني بـ (الإصرار في اختيار المسكن) حيث يسكن النحل في أي مكان يجده في الطبيعة أو يقدمه له الإنسان.

ويقول تعالى: (ثم كلي من كل الثمرات).

وهنا نجد أنَّ النحلة مأمورة من خالقها بأن تأكل من كل الثمرات في الطبيعة خلافاً لكثير من الحشرات التي تعيش على نوع معين من الغذاء لذلك زودها الله تعالى بكل ما يلزمها للقيام بهذه المهمة، والتي سيرد شرحها في ما بعد.

ويقول المولى أيضاً: (فاسلكي سبل ربك ذللاً).

حيث ذلل المولى للنحل سلوك السبل التي تقودها إلى مختلف الثمرات من الغذاء الموجودة في الطبيعة من خلال لغة تتخاطب بوساطتها العاملات في جني الرحيق وتصنيعه. وقد استطاع العالم النمساوي ((كارل فون فريش)) بعد عشر سنوات من الدراسة فك رموز (رقصة النحل) واستحق على ذلك جائزة نوبل لعام 1973والتي سيرد ذكرها لاحقاً.

وذكر تعالى في كتابه الكريم: (يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه).

حيث كشف علم النحل في زمن ليس ببعيد أنَّ جانيات الرحيق من النحل تُلقِمهُ إلى العاسلات من النحل التي تحوله في بطونها إلى عسل حقيقي بعد أن تدخل عليه تعديلات كيميائية عديدة ثم تعطيه إلى الخازنات من النحل التي تصنّعهُ في عيون قرص الشمع.

ويقول المولى أيضاً: (فيه شفاء للناس).

حيث أثبتت الدراسات الحديثة فوائد العسل الشفائية في فروع الطب المختلفة وفي ما يلي بعض أهم المعادن والعناصر الأساسية الموجودة في العسل مع شرح موجز لفوائدها:

• الألمنيوم: المعدن الخاص بمعالجة الأرق ونقص الحيوية ويساهم في معالجة اضطرابات الذاكرة والاكتئاب.

• الكالسيوم: عنصر أساسي للعظام والأسنان.

• الكروم: يصلح الآثار السلبية الناتجة عن نظام غذائي مشبع بالدهون وهو ضروري لعمل الأنسولين.

• النحاس: وهو عنصر له دور مهم في محاربة الالتهابات الفيروسية.

• الحديد: أحد المكونات الأساسية للهيموغلوبين أو الخضاب الذي يعطي الدم لونه الأحمر وهو ضروري لنقل الأكسجين من الرئتين إلى أعضاء الجسم الأخرى.

• الفلور: عنصر نادر يعرف بدوره في مكافحة تسوس الأسنان، وهو مفيد في معالجة ضعف العظام.

• الزنك: وهو مفيد للشعر والبشرة والأظافر، ووجوده أساس لتكوين البروتينات وصحة الجهاز المناعي.

• الليثيوم: يستعمل لمعالجة الانهيار العصبي، وله تأثير على المزاج والاضطرابات النفسية، ويعالج الأرق والقلق.

• المغنيزيوم: عنصر أساس للجسم، وله تأثير على الجهاز العصبي والقلب والشرايين، ونقصانه سبب رئيسي للضغط النفسي.

• النيكل: من المعروف عن النيكل أنه معدن سام، إلا أنَّ وجوده بكميات قليلة في الجسم ينشط الجهاز الهضمي، والغدد اللعابية والبنكرياس.

• الفوسفور: وهو يسمح لخلايا الجسم بالتزود بالطاقة الحرارية الضرورية لعملها.

• البوتاسيوم: يقي من ارتفاع ضغط الدم، وهو ضروري لعمل عضلات الجسم وأعصابه.

• السيليسيوم: يشكل مادة لاصقة تربط ألياف الكولاجين بعضها ببعض، وتقي الجسم من الشيخوخة، وهو ضروري لتجدد خلايا العظام والجلد.

• الكبريت: من العناصر الأساسية للجسم، وهو يساعد المرارة والكبد على إتمام وظيفتهما، ووجوده ضروري لحماية القلب والشرايين، ولصحة الشعر والبشرة والأظافر.

والآن وبعد هذه الجولة السريعة في عالم النحل لا يسعني إلا القول بأن هذا الإعجاز في عالم النحل أذهل ولا يزال يذهل الكثير من العلماء وهو برأي أكثرهم يشكل ضربة قاصمة لنظريات واهية يجب أن تدخل في عالم النسيان كالصدفة والطبيعة والتطور وما إلى ذلك، وأن هذا الإعجاز في عالم النحل إن دل على شيء فهو يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى.