واحات

مربيات المستقبل

بقلم / مريم المدحوب

marayem2@hotmail.com

إن هذا الكون البديع، خلقه الله سبحانه وتعالى وفق سلسلة مترابطة من الأنظمة، وكل شئ يتضمنه يخض لنظام معين يسير تبعاً له . فبعد مرور الليل المظلم لابد و أن يندلع لسان الصباح ويطل علينا بشمسه المشرقة التي تطوي صفحة الظلام. و من ضمن هذه المنظومة الأجنه، فهي تخرج من الظلمات الى النور وتتغير المرحلة ومسمياتها، فبعدما كنا نطلق عليه جنين واذا بنا نغير المصطلح الى رضيع. وهذا المصطلح لن يرافقه طوال حياته ان قدّر الله له العيش فسيمر بمرحلة الطفولة ومنها الى مرحلة المراهقة فالشباب وهنا محور حديثنا فهذه المرحلة هي المرحلة الحقيقة التي يجب عدم اهمالها او تناسيها، حيث ان الفتاة في مرحلة فيها الفتية تحتاج إلى جرعات كبيرة من التربية الصالحة السليمة القائمة على مبادئ تعاليم ديننا الإسلامي السائرة على نهج آل بيت محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين . ولتحقيق هذه التربية المحمدية كان من الواجب على الأم توعية فتاتها توعية إسلامية شاملة وتهيئتها الى المرحلة المقبلة من حياتها، مرحلة الزواج وتكوين الأسرة فابنتها بحاجة إلى تهيئة تنقلها من عالمها الطفولي الى عالمها الجديد الذي سيقودها في الغذ القريب الى الأمومة، وابسط الطرق وانجحها في تعليمها تتم عبر نقل سلوكيات الزهراء البتول واخلاقياتها الى عقول فتياتهن، فالفتاة اذا تربت ونشأت على أخلاقيات سيدتي فاطمة سلام الله عليها، فلن تكون الا مؤمنة صالحة باره فهي تلميذه في تلك المدرسة العظيمة،. ولكن للآسف الشديد في ايامنا هذه نلاحظ وجود هوه كبيرة بين فتياتنا وبين سيدة نساء العالمين عليها السلام، فالأم لا تعتبر نقل هذه السلوكيات الى فتاتها بالأمر المهم كتعليمها المدرسي، فالأمهات اغلبهن ينظرن إلى العلوم المدرسية من حيث كونها من اساسيات الحياة، ونحن لا ننكر ما لهذه العلوم من اهمية ولكن في الوقت ذاته يجب عدم اهمال العلوم النورانية التي تسعد الفرد في آخرته ودنياه، ولم يذكر التاريخ قط فردا تعلمها وخسر، بل على العكس من ذلك، فكل من وقف على بابها واذا به يرى ابواب السماء مفتحه امام ناظريه وتسهلت أموره . ولا نحصر هذا الواجب على الأمهات فكما يقع هذا الدور على كاهل الأم، فهو يقع بدوره عليك انتي ايتها الفتاة المؤمنة حتى وان لم تقم والدتك بتعليمك تلك المبادئ التي تقوم على كيفية التعامل مع ادارة الأسرة،والتكيف مع المرحلة الجديدة (مرحلة الزواج) وعدم الاكتفاء بدراسة علوم الحياة الأخرى كما تفعل اغلب فتيات مجتمعنا ففي هذا العلم اسباب سعادتك ونجاحك في الدارين ان شاء الله دار الدنيا والآخرة . فعندما تكون فتياتنا مثقفات بهذه الثقافة،سنضمن سلامة الأجيال القادمة ونكون بذلك ساعدنا على نهوض المجتمع، حيث ان الفتيات لسنّ عديمات التآثير في المجتمع، فعلى ايديهن سيتربى جيل المستقبل وتثقيفهن سينعكس على حضارة مجتمعاتنا، والعكس صحيح فعندما تكون الفتيات صاحبات اهتمامات دنيوية ولا هم لهن الا اضافة مساحيق التجميل والتزين ليبدين أكثر جمالا وتأنقا، سينتج لنا مجتمع تافه ليس له قيم ومبادئ . السؤال الذي يطرح نفسه الآن ماهي اسباب وجود مثل هذه الفئة من الفتيات في مجتمعاتنا ؟؟ اقول السبب الأول يقع على عاتق الأسرة والوالدين بالخصوص فعند غياب الوازع الديني وانعدام الرقابة لا عجب ان نرى بأم اعينا اولات الفتيات الاتي لا هم لهم الا هذه الأعمال، فكيف نريد منهن تربية جيل تربية صالحه وهن صاحبات ذوات فاسدة ؟؟ إن فاقد الشئ لا يعطيه وان كانت تفتقر إلى تلك المبادئ والقيم فمن انّى لها القدرة على تربية اجيال المستقبل الصاعد ؟؟ ان اهمال الأهل لفتياتهن يعد سببا ايضا من الأسباب الرئيسبة في ذلك، فنجد الكثير من الأهل يهمل الفتاة في هذه المرحلة الحرجه على اساس انها الآن اصبحت كبيرة وقادره على شد زمام امورها بنفسها ولم تعد بحاجه الى ارشادتهم !! وهل التربية الا عملية مستمرة يحتاجها الإنسان من بداية حياته و حتى آخر رمق فيها ..فكيف بتلك الفتاة التي هي عبارة عن مجموعة من المشاعر والأحاسيس الرقيقة ولا تجربة لها ؟

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com