واحات

افكار عنها!!

بقلم / مريم المدحوب

marayem2@hotmail.com

آه، لا أعلم متى سيعرفون أن( وسن) لا ترغب أن يتدخل أحداً في خصوصياتها! متى يكفون عن مضايقتها بنصائحهم المعادة .. ألا يعرفون أن لكل إنسان خصوصيته الشخصية التي يحتفظ بها لنفسه فقط حتى انفعالاته يكتمها متى شاء ويعلنها متى شاء .. وهو احق برؤيتها عوجاء ام سليمة فكلنا نمتلك العقل ونفكر بالطريقة التي تناسبنا وان احتجنا لان نعرف نطلب!! ولا يحق ان يتدخل فيها مهما كانت قرابته؟؟

كانت هذه الكلمات تنطق بها فتاة مراهقة ولكن مشاعرها يحسها اي منا حينما نسمع دقات القلب تخفق مستعجلة بدون انتظام ونحس بانفاسها من عبراتها، انها تعاني _ كما تعتقد _؟؟ من اين؟ ربما كانت الام هي سبب المعاناة او زوجة الاب او الاخ الاكبر الذي نقل تراث الوالد في التربية والتعلم! انها جدلية متواصلة من الاب الى الابن ومن الام الى البنت، وهكذا هي الحياة تواصل في العبر والخبرات ولكن لكل زمان خصوصية وتربية وتوجيه، فزمان الاب ليس كما هو زمان الابن وزمان الام ليس كما هو زمان البنت .. انها تعاني من تدخل أهلها في شؤونها الخاصة، فهم يعتقدون تمام الاعتقاد انهم يقدمون لها التوجيه الناجح والنصيحة الملائمة، وربما اخطأ الاباء والامهات في الطريقة التي يوصلون بها هذا التوجيه، انها مشكلة في ايجاد لغة التفاهم والتواصل بين هذه الفتاة وبين من يوجهها ..

 كثيراً ما عانت ( وسن) من تلك النصائح البالية التي عفى عليها الزمن حتى باتت ا نشودة كريهة غير مسموعة على حد تعبيرها، انهم لا يعرفون ما نفكر به وما نريده من ملبس او طريقة في التعامل وحتى كيف نفكر، انهم انجبونا وقطعوا الصلة بيننا، حتى بات الحديث مع امي مملا ومع ابي وأخي متعباً بلا لغة مفهومة او لحن جميل ينشد السامع .. انها ازمة بين ما افكر به وما يفكرون به، آه، كم هو مؤلم ان تدور في دوامة فارغة لا يعرف الاهل رغباتنا وهي بسيطة، انا على يقين تام انها ليست الوحيده من تردد هذه الكلمات الممزوجة بالاهات والحسرات على لسانها، والاعمق منها في ما يدور في ثنايا داخلها الذي بات ان ينهدم لولا صلابتها وقدرتها على التحمل، فهناك الكثير من الفتيات الآخريات يعشن الحالة ذاتها ولكن تختلف الوسيلة في التعبير والطريقة في الشكوى .

صحيح ...إلى متى ونحن نجهل هذه الحقيقة؟؟ إلى متى .. ونحن نرى بعضنا البعض يتعذب دون ان نحرك ساكن تجاهه؟؟ أنا على علم انك تتألمين واعلم ان سبب التألم هي الام او الاب، ولكن كلنا على ثقة تامة بان الكل لايريد الاذى باي منكن، ولكن، اما الجهل او قلة المعرفة بالطريقةالتي توصل الى ايجاد الحل المناسب أيتها الأخت الكبرى وانت أيتها الأم التي تتحدثين لها بصوت مسموع وبلغة يشوبها العنف و الشدة احيانا خوفا على مصلحتها ومستقبلها وما تفكر به! اننا امام ازمة في التفكير وازمة في النمو الانفعالي المصاحب لفلذات اكبادنا ولكن نخطئ التقدير ونخطئ التدبير حتى صرنا نرى فيها العنيدة التي لاتلين، وهي فكرة ربما لاتمت بالسوية اطلاقا .. حتى باتت المضايقة هي الحل .

احبتي .. عزيزاتي الامهات

 وسن وفاطمة وزهراء وزينب وهدى، كتلة من المشاعر والاحاسيس تنمو كل يوم، هذا النمو الذي لا نشعر به ولكن يشعرنا بان مسؤلياتنا تتزايد في الملاحظة العيانية والتوجيه غير المباشر والارشاد عن بعد، فإحسني التعامل معها لكي لا تتحول الى عدو وتصاب بازمة انت في غنى عنها وليكن قول الامام علي بن ابي طالب (ع) دليلا لنا بقوله : من لانت كلمته وجبت محبته .

 إن أخطأت البنت في التصرف، تعاملي مع الموقف بلا ردود افعال ولا تجعلي الغضب هو الوسيلة في التفاهم والشدة هي الحل واعلمي سيدتي ان بنتك تمتلك العقل ولكن لا تعرف الطريق اليه، فكوني انت اول من يعلمها الصحيح بدون ان تلجأ الى الاخرين فتتعلم الخطأ وانت كنت السبب في ذلك، كوني صديقتها قبل ان تكوني امها، كوني مكمن اسرارها، قبل ان تختطفها ايدي زميلاتها فتكونين انت اول اعدائها، لانك تحولت الى مصدر نقمة بعد ان كنت مصدر نعمة، فتنهال كلماتك المعاتبه عليها فينجرح قلبها . أحسني أختيار الوقت المناسب للنصح والتوجيه، فلا تقدمي لها نصائحك أمام الآخرين، أحرصي على ان تكون النصائح مستورة بينك وبينها فقط،(اذا ابتليتم فأستتروا ) وبطريقة أكثر حضاريه حتى لا تتحسس منها، فالنصائح المغلفة أكثر جدوى ونفعاً من تلك الصريحه القاسية . أكسبيها بكلماتك الطيبة، حسسيها بأنها فعلاً تمتلك حضور امامك وخصوصية متفردة ليس لأحد حق التدخل فيها ولاتنفي لها ذلك حين تقول . حينها ستصرّ على موقفها ولن تتقبل منك أية كلمة كانت فالتكوين الطبيعي لمرحلة المراهقة يتطلب الكثير من الجهد والقليل من العنف والشدة ويحتاج الى المداراة، وهو نصف العقل، حتى تستطيعين ان تحميها من ان تتقبل آراء الآخرين وتتقبل اراءك، وعلى وجه الخصوص الخالية من الشدة والزجر والتعنيف، وهكذا يبقى التكوين النفسي بلا ازمات ولا مشاكل، فعندما تودين إنتقادها على شئ ما، وافقيها على رآيها أولاً، ثم تكلمي لها عن إيجابيات الرآي الآخر دون التجريح في ما تراه صحيحا من آراء، فالتقارب هو بداية التقبل وهو بنفس الوقت مفتاح الحلول لكل مشكلات المراهقة من الاناث والذكور .

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com