|
واحات لوحات تشكيلية بقلم / مريم المدحوب دقائق معدودات ويعتلي صوت المؤذن ارجاء الحرم الجامعي ،فتستمع آذاننا إلى الكلمات الإيمانية المطمئنة للنفوس المريحة للعقول ، فتوجهتُ الى دورات المياه المخصصه للفتيات استعداداً وشوقاً للصلاة ، وصلتُ اليها وكانت مُكتظه ، فما كان مني الا الركون في احدى الزوايا لعلني اجد فرصه اجدد بها وضوئي ، الغريب في الأمر ان الفتيات كان لديهنّ من العملِ الشاق الكثير فما برحنّ يفتحنّ ويغلقنّ في تلك العلب المنوعه !! فكانت عيناي تراقب المنظر بحدق ، وأفكار تتخاطر في ذهني ، اليس الآن موعد الآذان ؟؟ الم استيقظ صباحاً للمجئ الى الحرم الجامعي ؟؟ الم اخرج من محاضرتي قبل قليل ؟؟ واذا بالإجابة تردد صداها بداخلي (بلى) ! عجبي اذاً ماهذا المنظر !، كريم ، احمر خدود ، كحل ، مسكره ، احمر شفاه والكثير من مستحضرات التجميل ! الا تدل هذه الأدوات على انهنّ يتهئينّ لحفل زفاف بهيج ؟؟ بقيت حائرة ، ونظراتي تزداد حدتها من حيث لا اعلم، الى ان تقدمت احداهنّ اليّ وسئلتني بنبرة استغراب " فيني شئ غلط " ؟؟ ذهلت انا حينها وقلت لها " نعم ، لا اعلم انظري الى نفسك في المرآة واحكمي !! غادرت هي المكان ،فتمكنت من تجديد وضوئي ، وأديتُ صلاتي ، ولكنني سرعان ما عاودت استرجاع تلك المشاهد التي مثلت امام عيناي واكحلتها بسوداويتها ، فكنت ابحث عن اسباب تدفعهن للقيام بذلك ،اوليس الجامعه منبراً لنهل العلوم المختلفة ؟؟ ام انها تحولت الى منبراً للفساد والرذيلة والعياذ بالله ؟؟ وماهي الغاية التي ترمي اليها تلك الأنفس الضعيفة من وضع هذه الكميات الكبيرة من المكياج على تلك الوجوه اليانعه ؟؟ اليس المكياج صنع من اجل ان تضعه المرآة الى زوجها ؟؟ و الحفلات الخاصة بالعنصر النسائي ؟؟ لماذا اذاً يسئ البعض استخدامه ؟؟ بررت لهن ، بقولي حب الظهور في أفضل صورة هو سر تلك القوة الدافعه المحرضه ، فالفتيات دائما يبحثنّ عن الجمال والكمال ، وهذه القوة انما هي نتاج الى تلك الطبيعة الأنثوية . أو قد تكون طبيعة تفكير البعض منهن بأنهن اصبحنّ الآن في سن يؤهلهنّ الى استخدام هذه الأدوات الخاصه بالكبار ، ناهيك عن الرغبه في لفت انتباه الآخرين لا سيما الشباب وذلك لخوفهنّ من عدم الزواج والإلتحاق بركب العنوسه . ولكن يبقى السؤال عن العوامل التي دفعت بهن الى ذلك ؟؟ وللإجابه نقول ان غياب الوازع الديني وطريقة التربية اللا ايمانية التي تربت عليها الفتيات تعتبر نقطة الإنطلاق في عالم الألوان الممزوجه بالاحياء ، فالفتاة حين تسمح لنفسها بالخروج ووجهها ملطخ بالألوان ، وكأنما لوحه لأحد الفنانين التشكليين ، ينم عن عدم حيائها وغياب الوازع الديني لديها، فلو انها تربت على القيم والمعتقدات الإيمانية لما سمحت لها ذاتها بالقيام بذلك . فالرياح قوية نعم ولكن مع الإيمان تذهب قوتها ، وعندما نقول الإيمان فإننا نقصد بذلك الإيمان الحقيقي ، الذي يتصدى لها عن الوقوع في ماحرم الله سبحانه وتعالى ، فهناك الكثير من يؤمن بأن القيام بهذا العمل أمر غير محبب من قبل الشارع المقدس ولكن نرى انهم يصنعونه ، فهل هذا هو الإيمان الحقيقي ؟؟ بالطبع لا .. فلو كان هذا الإيمان حقيقياً لما تمكن الشيطان من دخول قلوب ريحاناتنا . اذاً للبيئة التي تقطنها الفتاة الدور الأول في تكوين سلوكياتها ناهيك عن المجتمع العام وتحدياته ، فمجتمعنا العام قلما نجد حقيبة لفتاة لا تحوي بين طياتها تلك الأدوات والمستحضرات، والفتاة التي لا تضعها تعتبر فتاة غير حضاريه و رجعية، لذلك فالفتاة بمجرد دخولها الى عالم الجامعه نراها تتخلى عن قيمها ومبادئها لئلا تكون اقل مستوى وحضارة من مثيلاتها وهذا يرجع بالأساس الى المبادئ والقيم التي انغرست في عقولهن وافئدتهن وهن براعم صغار فلو كانت تنشئتها الإجتماعيه سليمة لما تزعزعت معتقداتها وتآثرت بالآخريات ، وانعدام ثقتهن بأنفسهن يدفعهن لوضع تلك الكميات بحثاً عن الجمال الخيالي وكأنما الناس لا يعرفون الجمال الحقيقي من الزائف هذا وانعدام الغيره من قبل الوالدين ، الأخوة ، الأزواج ، وافلات العنان اليهن ساعد الكثيرات على الإنحراف والإنجراف مع هذه التيارات الغربية ، في الواقع لا اعلم كيف لا تنهض غيرتهن وهم يرون اعراضهن مكشوفه والجميع ينظر اليها !! و لا ننسى ما تقدمه الفضائيات من اطباق ذهبية للفتيات ، فما ان تنقضي فترة بث برامجهم الواهيه حتى يباشرون في برنامج آخر ، وما على الفتيات الا مشاهدتهم ونهل الدروس المختلفه ، فعندما تأخذ على عاتقها بث ميس ليبنون وغيرها من الخزعبلات فما ذا نتوقع من فتياتنا عمله غير تقليدهن ؟؟؟ همسة اخيرة آنستي .. ان وسامتك نابعه من اخلاقك وارتدائك للعبائة الفاطمية ، والجمال هو جمال الروح ، جمال الباطن . وان اردت وضعها ضعيها وبالكمية التي تروقك ولكن امام زوجك ومحارمك ، فوضعه أمام غير المحرم حرام شرعاً وعندما تقومين بذلك فإنك تتجرئين على جبار السماوات والأرض ! فيسخط عليك وينهال عليك وابل من العذاب الأليم ! فأيهما اهم اعجاب الأخرين ام رضا الرب ؟؟
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |