|
واحات الصوص قلبي .. بقلم / مريم المدحوب لا أنسى اليوم العصيب .. حيث رأت عيناي الموقف الرهيب .. لدى عودتي من المدرسة .. عندما وجدت ريشة ورديه مقطوفة .. فتقدمت نحوها بخطوات ملهوفة.. وإذا بي أرى القفص مفتوحاً.. و الصوص مفقوداً .. والريش منفوشاً .. ترى من الفاعل ؟؟ ركضت مسرعه نحو والدتي .. ودموعي تسبق كلماتي .. خاطبتها ببراءة الطفولة " ماما .. أين الكتكوت"؟؟ أكلته القطه يا ابنتي .. نزل عليّ جوابها كالصاعقة .. جلست ابكي واضرب بقدمي على قاع الأرض.. لا لا أريد كتكوتي .. كتكوتي الوردي أريده .. لن ابرح مكاني حتى تعيده لي قطتكم .. وكانت تخاطبني بقدر عقلي .. كيف يا ابنتي .. ليت باستطاعتي ذلك .. ولكنها أكلته وولت هاربة .. أو لم تجدي بأم عينيك بقايا ريشه ملقاة على قاع الأرض القريبة من القفص؟؟ ولكنني لا استطيع العيش من دونه فلم اشتريه من الحفل الذي أقيم في المدرسة وأرعاه لتأتي تلك القطة العنيفة وتخطفه من سماء حياتي !! ربتت والدتي على كتفي متمتمة بكلمات لم أشأ افهمها حينها .. فقد قالت لي.. عزيزتي هدى.. الصوص باستطاعتنا شراء غيره لكِ ... ولكن هنالك أشياء ليس باستطاعتنا تعويضها .. وإنني لم اعمد إلى كتابة هذا المشهد من حياتي بعد أن أكل عليه الدهر وشرب إلا لأنني وجدت كلام والدتي ذا أهداف ومساعي سامية .. بعد إن التقطت أذني خبراً عن فتاة فقدت ما هو أكبر من الصوص .. فقدت شيئاً .. لو اجتمع الجن والإنس على أن يعوضوها إياه لما استطاعوا .. فقدت عفتها وشرفها! اذاً .. فلنقفل القفص جيداً ولا نتركه مفتوحاً .. فيكون ما بداخله فريسة سهلة للقطط الوحشية من بني البشر.. فأنا صوص بإمكاني شراء غيره تأثر قلبي عليه .. فكيف لو كان ذلك الصوص شرفي وعفتي .. فلن أجد له بديلاً ..
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |