|
واحات زهرة المستنقع بقلم / مريم المدحوب الفراش مبثوث .. متخبط .. يحلق في العلياء .. كسرب حمام .. يبحث عن ملجأ .. تنفلت منه فراشه .. تظل سبيلها .. تحوم في الفضاء .. عيناها شاخصة نحو الأفق البعيد .. تتطلع للوحة التي رسمتها السماء .. تصفق بجناحيها المزخرفين بالزخارف الهندسية الإلهية .. تصل إليها .. تتأملها .. الله .. كم هي بديعة مخلوقاتكِ يا الله .. ؟ وجنتها الحمراء ترسل حباً دافئاً للنجوم .... تعانق الطيور بحنانها .. تنضح بالعطاء .. أريجها يتضوع في كل ناحية من نواحي المكان .. ساقها تبدو كعروس هيفاء .. وأوراقها ناعمة كالحرير .. ألقت بنفسها .. احتضنتها .. ضمتها بين ضلوعها .. شعرت بالدفء يتسلل لروحها.. ارتعشت الزهرة وأحست بعطش الفراشة وحاجتها للحنان .. فغمرتها به .. تجرأت الفراشة على امتصاص الرحيق .. وشرب العصير .. شحب لونها .. نحل جسدها .. وغاب جمالها .. سقطت في المستنقع .. وجاءت الفراشات .. رفعتها أمها .. أخذت تنظر إليها .. وتقلبها .. وجاء الطبيب .. حاملا مشرطه وعدته الجراحية.. فقال قضي القضاء .. انتهت .. صرخت الفراشات ماذا ؟ ! فقال : يؤسفني هذا .. ولكنها عرضت نفسها لهذا المصير ، بامتصاصها لرحيق زهرة نمت وربت في مستنقع مليء بالأوبئة والميكروبات .. فماذا تتوقعون يكون رحيقها ؟ ! بكت الأم وقالت ( ألم أحذركم وأقول لكم وصية الرسول الأكرم ، إياكم وخضراء الدمن ؟!) .
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |