واحات

الأم مدرسة الفتاة الأولى

بقلم / مريم المدحوب

marayem2@hotmail.com

الأسرة هي الخلية الأولى التي يقوم عليها كيان المجتمعات المدنية. ولتكون هذه الخلية خلية حقيقة لا بد من احتوائها على نواة مركزية تساعد العضيات الخلوية الأخرى على القيام بوظائفها كما يجب. هذه النواة تمثل في واقع الأسرة الأم.

 عندما نقول الأم هي نواة الأسرة لا نريد بذلك إجحاف حق الأب وتهميش دوره الكبير في عملية التربية، وإنما لكونها _الأم_ الأكثر التصاقاً.. قرباً.. من الفتاة.

 هذا الالتصاق الذي يبدأ منذ المراحل الأولى من عمرها،والتي أطلق عليها علماء النفس والتربية المرحلة التأسيسية لتشكيل شخصية الإنسان، يجب أن يعزز في مرحلة المراهقة ( مرحلة النتيجة ).

 فالأم المثالية هي التي تدرك أهمية قربها لزهرتها في هذه المرحلة الحرجة. فتتعامل معها بمنهجية تتوافق مع التغييرات الفسيولوجية والبيولوجية التي طرأت عليها فأخرجتها من عالمها الطفولي الصغير إلى هذا العالم الرحب.

 فالأم تقضي مع فتاتها المراهقة معظم وقتها كما أنها النموذج المثالي بالنسبة لها. فالمراهقة تتعلم من مواقف وسلوكيات الأم الدروس المختلفة.. تتعلم كيف تكون امرأة.. زوجة.. أم.. تنهل منها الثقافة المختلفة.. فعندما تنظر الفتاة إلى والدتها وهي تحل الأزمات والمشاكل التي تعاني منها تتعلم درساً في ذلك.  

وعندما تستمع   الأم لمشاكل وهموم فتاتها تعلمها درساً في المحبة والحنان فتتغذى عاطفتها، وبالتالي بإمكان الأم الإطمئنان على فتاتها من الفراغ العاطفي.

لذلك على الأم أن تعلم فتاتها مواجهة الصعاب.. لتتغلب عليها.. تعلمها دروساً في الطهر والعفاف لتصل إلى مرحلة السمو الروحي.

ومن هنا يتضح أن الأم تلعب دورا هاما في عملية تنشئة المراهقة اجتماعيا، نفسيا، دينيا، تربويا.

ولما كانت الأم هي المؤسسة الأولى التي تستقبل المراهقة وتحتضنها استحقت أن توصف بحق المعلم الأول.  و وجب عليها إتباع منهجية سيدة النساء فاطمة الزهراء في التربية لنضمن تفوق الفتيات المتخرجات من هذه المدرسة ونضمن بذلك سلامة المجتمع. 


 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com