تحقيقات  

 

 

منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل ماذا اعدت للمواطن داخل محافظته

 

 

تحقيق: علياء الانصاري

على هامش الدورات التي يقيمها مركز المجتمع المدني في محافظة بابل لمنظمات المجتمع المدني في المحافظة لأجل تأهيل وتفعيل دورها في بناء المجتمع الديمقراطي الحر، التقت بنت الرافدين مجموعة من هذه المنظمات وطرحت السؤال التالي:

منظمات المجتمع المدني في محافظة بابل ماذا اعدت للمواطن داخل محافظته مواكبة لعملية التغيير نحو بناء مجتمع مدني ديمقراطي في ظل الظروف الراهنة؟

قالت اشواق علي عبد الامير حسن، جمعية الطليعة الانسانية، مجيبة عن السؤال: ان منظمات المجتمع المدني هي ظاهرة جديدة بالنسبة لمحافظة بابل والعراق فلقد كانت حبيسة من قبل النظام السابق لكونها الصوت الذي ينطلق منه المواطن ليعبر عن الحالات السلبية التي لا يرضاها والتي يطمح في تغييرها واليوم وبما اننا نعيش في ظل الديمقراطية هذا المصطلح الذي طالما حرمنا منه واصبحنا اليوم نواكبه برزت مؤسسات المجتمع المدني وكانت محافظة بابل السباقة في تنظيمه وهيكليته فصدح صدى تلك المنظمات ليصل الى اعماق المواطن العراقي عامة والبابل خاصة، واول شيء اعدته للمواطن في ظل الظروف الراهنة بأن فجرت فيه القوة لتصل كلماته وما يدور في خلده من تغيير للحالات السلبية التي يريد بها نحو الايجابية ونحو الافضل ولتحقيق غاياته في استيفاء حقوقه والوصول الى شرعيتها.

اما الشيء الاخر لقد جعلت للمواطن موقع يستطيع في اي وقت ان يصل اليه لتقديم مقترحاته واعتراضاته وهي بدورها تساعده في ذلك لكونها الورقة الضاغطة على تغيير القرارات المجحفة بحق المواطن.

تعتبر حلقة وصل بين المنظمات والجمعيات لتفعيل دورها نحو الافضل وتمكينها من اجل تقديم الخدمات الجليلة للمواطن.

فمؤسسات المجتمع المدني ليست اليوم فقط فهي منذ عهد الرسول محمد (ص) وليومنا هذا فهي ظاهرة انسانية تخدم المواطن من اجل مجتمع مدني ديمقراطي متطور.

واجابت السيدة سوسن جواد عبدالحسين، رئيسة جمعية الرافدين لحقوق الانسان: على المنظمات العمل على نشر الوعي والثقافة الجديدة والحث والتعريف بالديمقراطية، ولدينا مشروع ننفذه حاليا بالقاء محاضرات عن الدستور كل جمعة وسبت الساعة التاسعة صباحاً ولمدة شهرين على قاعة حقوق الانسان قرب المحكمة.

ويجب على المنظمات الاهتمام بشؤون المهجرين والمقابر الجامعية.

وقالت السيدة سوسن البراك، عن منظمة مركز فاطمة الزهراء عليها السلام لحقوق المرأة بالقول: لم تقدم المنظمات الكثير للمواطن والمسألة نسبية فبعض المنظمات فاعلة بدرجة معينة والبعض الاخر تأثيره صفر على المجتمع.

وبالنسبة لي ولمركز فاطمة فقد كان له دور ريادي في الحصول على نسبة 25 بالمئة للمرأة في كل مناصب الحكم وقمت بادارة حملة كبيرة لجمع التواقيع التي وصل عددها الى 18596 صوت، كما كان لي دور في الغاء قرار 137 والتظاهر في ساحة الفردوس وكل نشاطي هذا كان باسم مركز فاطمة الزهراء لحقوق المرأة في بابل.

من جهتها قالت السيدة نضال هاشم، من جمعية هي النسوية، بالقول: هدف الجمعية هو تطوير المرأة الريفية من كل النواحي الثقافية والصحية والاجتماعية وفي الحقيقة انها بداية لخلق امرأة ريفية متطورة.

اما السيد يوسف عبدالكاظم مزهر، مؤسسة الوطن العربي للاغاثة العالمية، فاجاب على السؤال قائلاً:

عرف المواطن ان هناك منظمات مجتمع مدني تهتم باموره وتساعده لكنه تفاجأ بأن المنظمات تهتم بأمور اخرى لا تمت لاهدافهم بشكل صحيح لذلك اصبح لدى المواطن احباط من هذه المنظمات وهي كثيرة.

وبعض المنظمات التي يرأسها ويديرها كادر واعي مؤمن بالله وبالعمل الانساني قد قدم برامج استفاد منها المواطن لكنها قليلة جداً.

وحول كيفية تفعيل دور منظمات المجتمع المدني، قال السيد يوسف مزهر:

النية الصادقة والعمل ضمن النظام الداخلي الذي كتب بالتأكيد على أسس ومبادئ وطنية واخلاقية، واختيار اعضاء الهيئة الادارية بشكل دقيق، وعلى الدولة ان تهتم بشكل اكبر واوسع بالمجتمع المدني واعطاءه اهمية كبيرة لغرض اداء دوره بشكل صحيح، ومن خلال اقامة دورات تطويرة وايفادات الى خارج القطر لغرض التعرف على منظمات المجتمع المدني في الدول الاخرى.

وقال السيد عبد الحسن رسمي، جمعية حقوق الانسان في بابل: منظمات المجتمع المدني في بابل كان لها الدور الفعال في المشاركة في بناء المجتمع المدني الديمقراطي من خلال التوعية والتثقيف واخر مشاركة لها في مؤتمر بغداد الاسبوع الماضي بخصوص اشراك منظمات المجتمع المدني بالدستور وقد تم تشكيل لجنة متخصصة من محافظات القطر تشمل منظمات المجتمع المدني تكون مهمتها الاسهام في ادخال بنود خاصة بالمجتمع المدني في الدستور وقد تم اختيار السيد حازم الصافي عضو في هذه اللجنة المكونة من 18 محافظة.

اما السيد احمد كريم كاظم، الجمعية الخيرية للتنمية والتطور، فقال: لاشك ان منظمات المجتمع المدني قد قدمت بعض الشيء ولكن ليس الطموح الذي كنا نبغيه من تلك المنظمات لذلك ان بقت على تلك الحالة سوف تضمحل وتنتهي الجمعيات في بابل وخاصةان كثيرا منها يفكرون بانفسهم لا بالمجتمع البابلي.

وقال السيد علي فاضل تاج الدين، نقابة السادة العلويين: لم تقدم للمواطن لحد الان اي شيء، الجميع ظل يراوح في مكانه، يتصور المواطن ان منظمات المجتمع المدني هي اشباع الجياع وتحقيق ما يطمحوا اليه لان اغلب المنظمات لا يملك اعضاءها مفهوم المجتمع المدني ودور منظمات المجتمع المدني في الحياة العامة لبناء مجتمع مدني ديمقراطي.

وحول كيفية تفعيل دور منظمات المجتمع المدني قال السيد تاج الدين: لاي منظمة او جمعية منذ تأسيسها يجب ان يكون لديها رأسمال اولي ولديها رصيد يكفي لتغطية المنظمة من مصروفات ونثريات لا تقل عن سنة اي ما معنى انه لا يمكن للمنظمة او الجمعية ان تعلن افلاسها خلال شهر او شهرين من تأسيسها. وان يكون لدى المؤسسين او مسوؤل المنظمة او الهيئة الادارية القناعة التامة لفكرة وهدف المنظمة وان تكون هناك نزاهة ونكران ذات لدى الهيئة الادارية وطموح مشروع لتلبية متطلبات الهيئة العامة وان يكون للجنة التنسيق الخبرة والكفاءة لايصال اهداف المنظمة او الجمعية الى اكبر عدد من الناس والدول المانحة داخليا وخارجيا ومد جسور الصلة. وكذلك الاطلاع باستمرار عن نشاط الجمعيات والمنظمات المشابهة عن طريق الانترنيت ووسائل الاعلام لغرض توحيد الهدف الذي انشأت من اجله المنظمة. الشفافية في عمل المنظمات وعدم الانانية وعدم الاحتكار، والتفرغ في عمل هذه المنظمات تفرغ تام.

وقال السيد عباس علاوي خضر، اتحاد الجمعيات الفلاحية: قام الاتحاد بعقد ندوات زراعية وثقافية في المحافظة لتوعية الانسان الريفي على تطوير العملية الديمقراطية الجديدة في البلد وتوعية الانسان الريفي وخلق انسان يتماشى مع الظروف الحالية وانها تبشر بالخير على الانسان العراقي الجديد.

وقالت السيدة نضال صبري علي البدري، مؤسسة الامام الصادق عليه السلام لاغاثة المرأة: لحد الان لم ترى العمل المطلوب اي على مستوى المرحلة الحرجة الذي يمر به البلد هناك بعض من يقوم باعداد برامج ثقافية في المجتمع الحلي ولكن الدور محدد جدا وليس بمستوى الطموح حقيقة هناك اناس ترغب وتطمح ان تعمل لنهضة المجتمع ولكن لم ترى الدعم من اية جهة لا من المؤسسات الحكومية ولا من المؤسسات الدينية ولا من اعيان البلد الا في حالات نادرة.

وقال السيد فارس السماوي، شبكة الاعلام العراقي: اعتقد ان منظمات المجتمع المدني في بابل سيكون لها دور فعال ومتميز وبدأت في ذلك لامتلاكها القاعدة الشعبية التي ستأخذ دورها في صنع القرار والنهوض بمستوى الخدمات العامة والتأثير على الاحزاب السياسية احيانا والتوافق احيانا اخرى عندما يصب ذلك في المصلحة العامة ومسافة الالف ميل تبدأ بخطوة.

ومن مشاكل المنظمات والمؤسسات هو صعوبة الحصول على المنح المالية التي من خلالها يتم تفعيل دور المنظمة الانساني اضافة الى عدم وجود شبكات اتصال معلوماتية تسهل عملية الخطاب او التواصل والاستمرارية لذا اقترح انشاء مكتب تنسيقي بهذا الخصوص، وحث الممول المحلي على المشاركة في بناء قدرات البلد ومنها المجتمع المدني، وانشاء مشاريع مشتركة بين المنظمات بدلا عن المنظمة الواحدة، وكذلك تكثيف الدورات والبحوث بصدد تنمية قابلية المنظمات على السير بخطوات صحيحة وواثقة وتهيئة كوادر خاصة مؤهلة للعمل في مجالات المجتمع المدني.

السيد حسين ناصر علي، جمعية الفيحاء، قال مجيبا على سؤال بنت الرافدين: بما ان منظمات المجتمع المدني هو مفهوم حديث علينا وان كان في السابق موجود شكلياً ولكن لم تمارس عمليا بالشكل الذي من اجله شكل (مثل اتحاد النساء والطلبة) ولكن جميعها شغله صفة حكومية وذلك من خلال تنفيذ سياسة الدولة ولكن بعد السقوط ظهرت وبشكل كثير هذه المنظمات وهب كل من له معرفة بدور هذه المنظمات ومن لم يملك المعرفة وكثير من هذه المنظمات شكلت على اساس المنفعة الخاصة ومنها لم تكن لها هيئات ادارية ولا مقرات وكان همهم على كيفية الحصول على المنفعة لذا اخر هذا عمل منظمات المجتمع المدني الذي من المفروض ان يكون ورقة ضاغطة على الدولة لتوفير ما يطمح به الشعب او المدينة وبقيت هذه المنظمات تتصارع فيما بينها وبدون اي عمل تقوم به اتجاه المدنية، على عملها بالاعتصام في احداث الحلة المؤلمة كذلك يوجد دور اخر بعدم نهوض هذه المنظمات وهو عدم انتباه صاحبي القرار بالمحافظة لدور هذه المنظمات من اجل ان تفعل دورها بنشر الوعي الديمقراطي والانتخابي قوة تأثيرها بالمساهمة في كتابة الدستور وممارسة دورها بمكافحة الفساد الاداري والعمل على تطوير المحافظة حضاريا ولكن نأمل من خلال تطبيق العملية الديمقراطية والاستمرار في العمل ان تسقط كثير من اوراق المصلحة الخاصة والمنتفعون وتبقى المنظمات الوطنية لغرض ممارسة نشاطها المدني.

نحن امام ظاهرة حضارية تسمى منظمات المجتمع المدني وهذه الظاهرة برزت في مجتمع عاش الاستبداد وثقافة الرأي الواحد وحكم الاداري المستبد فيا ترى كيف لهذه الظاهرة الصحية ان تعيش في هذا الجو المريض الخانق.

منظمات المجتمع المدني ظاهرة صحية أم..؟!

مازال امامنا زمن ليس بالقصير لنتمكن من الاجابة عن هذا السؤال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com