|
(المنذورة)
حسين الهلالي جاءت بالعامية واصلها بالفصحى(النذيرة ) –ج (نذائر )أي مايعطى نذراً واصبحت العادة عند بعض العوائل ان تخصص نذرا من اغنامهم او ابلهم او من الحيوانات الأخرى لشفاء مريض او لمجىء طفل لأمرأة بعد انقطاع سنين او لطلب الرزق 000 لخ وقد اخذت هذه الحالة منحا آخر عند بعض الناس وخاصة في القرىوألأرياف،فاخذوا ينذون البنات الى الذين يدعون( السيودية زوراً وبهتاناً )لطلب اشياء تخصهم ، وهذه من الحالات التعسفية والظالمة للمرأرةالريفية وامتهان وتحطيم لشخصيتهاوأحاسيسها وأمالها كأنسانة لها دور كبير في المجتمع ،وخالصة المجتمع الريفي ، فهي الفلاحة العاملة وهي الأم وهي تلميذة المدرسةالتي تشق طريقها وتضيئه بالمعرفة ومحاربة التقاليد البالية العمياء التي لاتستندعلى أي اساس علمي او اخلاقي او انساني ، وحالة الفتاة سليمة تقع ضمن هذه الدائرة المظلمة، فهي السادسة بعد اخواتها الثلاثة واخوانها الثلاتة ، نذرها ابوها الى السيد ( س ) الذي يكبرها بثلاثين عاماًومتزوج من ثلاث نساء منذورات وقد تعسف بهن وطلقهن ،ولايعلم احدمن اجل من نذرت سليمة ،وهي لاتعلم ماهو النذر ولماذا منذورةالى السيد(س)كونها لاتزال طفلة، اهملت هذا الموضوع عندما انتظمت في المدرسة القروية وكانت متفوقة في دروسها، ولكن التلميذات كن ينادنها (المنذورة )خصوصاً اذا دب خلاف بيينها وبينهن، كانت تتألم من هذا اللقب وتشكو ذلك الى امها بألم ، امها تتألم لها كثيرا وتقول :- شنسوي النه الله ماكو غيره ) لقد سبب هذااللقب لها كثير من العقد ،وشاءت العائلةان تنتقل الى ناحية قريبة من ارضهم مع الأبن الأكبر الذي حصل على وظيفة لأنه خريج السادس الأعدادي وكذلك وجد عملا لأخويه كعمال في المدينة0 انتقلت سليمة الى المنطقة الجديدة مع اهلها وفرحت لأنها تحولت الى المرحلة المتوسطةولا توجد زميلة من زميلاتها معها اللواتي كن سوية في المدرسة الأبتدائية وتخشى لأن لايسمعنها هذ الأسم الغير محبب لديها، استمرت في دراستها بشكل جيد وتحولت الى المدرسة الأعدادية ونست هذا اللقب، لكنها تتذكر وتتخيل الصورة من انها اولاً واخيراً سيكون هذا الرجل المتحذلق (س) زوجهالكنهاتشعر براحة عندما تتذكر اخيهاالذي يقف الى جانبهاوهو الذي يمدها بكل شيء لتواصل دراستها، انهت الدراسة الأعدادية وصار السيد (س) يلح في طلبه وابوها يضغط عليها ، لكن اخوها يقنعه بأن هذا الزواج لم يحن كونها تريد ان تكمل دراستها الجامعية، وفي ليلة من الليالي اجتمعت العائلة وقرروا عدم تزويجها من السيد (س) بحجة تريد ان تكمل دراستهاأ وبعد ذلك سيكون لهم رأي آخر اخذها اخوها الى بغداد بعد ان قبلت في الجامعة المستنصريةووجدت هناك زميلات وزملاء من منطقتها ، كان جو الجامعة منفتحا يعيش فيه الجميع في وئام وتوادد،التقى بها احد الزملاء من منطقتها فكانت ترافقه لما وجدت فيه من الرجولة والعفة ،وكانا يعودان الى اهليهما مع زملائهما خلال العطل الرسمية،كان لايعرف بقضيتها(0 منذورة) الى سيد في منطقتها ، اصبحت العلاقة بينهما اكثر تقاربًا الىان تحولت الى حب حقيقي كان يحدثها عن المستقبل والآمال التي تدور في ذهنيهما وعندما تكبر الصورة الجميلة بذهنها تحزن وتصمت وتبقى ساهمة واحياناً تغيب عن الجلسة وهوينظر اليها بأستغراب ويبادرها بالسؤال:- ( سليمة هاي اشبيج ؟ لازم اكو سر بالموضوع لكن ماتكولينه آن لازم اعرف هذا السر ) (السر آني من جنت ازغيرة نذرني ابوي الى السيد(س)وظليت موقوفة لحد هذي اللحظة ، اوصولي الى الجامعة هوجهاد من اخوتي واخواتي وصراع وي ابوي حول هذا الموضوع ) (وانت الأن منذورة ؟! هذا بياعصر !! واي تعسف بمصير انسانة دم ولحم وعواطف وروح وادراك ،انها تقاليد مجحفة سنتها عقول متخلفةلاصلة لها بالدين انها تشبه هدايا الجواري وبيع العبيد واي سيد هذا الذي منذورة له؟.) يقال له (سيد س في المنطقة يقدر عمره بقدر عمر ابوي ومتزوج من ثلاث منذورات وطلقهن وتقدم سراي ) (هذا ضعف منك وخنوع المجتمع كونك قوية والجميع معك انا واخوانك واخواتك والمجتمع ، ارفضي كل شيء يتعارض مع قيمك الأجتماعية والدينية الصحيحة قالت :- سأحاول000 لاقولي سأرفض ذلك بشدة0 سكتت واجرت حواراً مع نفسها(ايه لازم هذا ايكون أن غيره سوف اسير الى الموت ) حليم زرع بنفسي شيء جديد وتصميم قوي جنت كلما اقترب من حالة الرفض اخافمن العواقب، طرد كل خوف بنفسي وزرع بروحي الثقة والتصميم العالي، يجب ان اتبع اقواله مادام جبهتي قوية بواسطة اخواني قال حليم:- ( هاه شو سكتي هذا الكلام ماعاجبج؟) لابالعكس حليم هذا الكلام انقاذ لي وسوف اسير عليه بكل قوة وسوف اشركك بكل خطوة اخطوها انا اقف الى جانبك حد الموت اعلن جرس الكلية لبدأ المحاضرة الثانية ونهضت ودخلت الى احد الغرف استد عى السيد( س ) ابوها الى داره وتحدث مع حول زواجه من سليمة قال الأب(هي بالكلية سيدنا لمن تكمل وهي الك وهم اتعينك براتبها) ( آنه مابحال راتبها وانت تدري شعندي من نعمة لكن انتم خطيتوامن وديتوها للكلية وآني ماعاتب عليكم اتودونها وشتسويلها الكليةآنة اكلك بس توكح عينهه وتخليها من غير جنسنه،وحن ناس مستورين ومتمسكين بتقاليدنا او دينه بس آنه انصحك لنفسك اذا تريد مايلوحك اذى وآنه شبيدى عليك !! ) (لايسيد بس تخلص هاي السنة جنها ابيتك ) ( على الله نصبر ونريد اشلون اتصير ) انتهت السنة الدراسية وعلم السيد بأنها انتهت من الجامعة طالب بها كزوجة مأجلة له ،وعندما علمت نقلت ذلك الخبر الى حليم قال لها حليم :- كوني صاحبة الموقف القوي وارفضي طلبه علناً واقنعي اخوك الكبيربأن يبلغه بنفسه، وصل الخبر الى ابيها بأنها ترفض زواجها من السيد (س) جاءاليها متحاملا وبدون مقدمات انهال عليها ضرباً ، استطاع اخوها الأكبر ان يخلصها من ابيها وقال الأب( روح انت وحاجيه واذا مارض اخطبها منه او كله لبن عمها) ذهب اخوها الى السيد ، تحدث معه في هذالموضوع ،رفض السيد ذلك رفضا ً قاطعاً متمسكا بالنذر الذي اقره ابوها له وقال :-(اللي يخرب النذر حاط جدي وياه ) اجابه الأخ الأكبر ( واحنه انصر على كلامنا مالك مرة عدنا ) رد السيد (انتظروا او شوفو شيصيربيكم اوبيهه بالخصوص ) قال الأخ الأكبر(احنه وانت تحت رب العالمين سبحانه وتعالى ينظر النه بعين وحدة ولايقبل الأعتداء على الغير ولايظلم احد وهذا اعتداء علينه وحنه لامرتكبين جرم ولا مخالفة رب العالمين ولاالدين بويه خلي شيصير ايصير وخلى بيه آنه المارضي او آنه الماانطي اختي الأنسانة للموت) سعى في اليوم الثاني الى تعيينها في التعليم حيث قام بتقديم اوراقها الى المديرية العامة للتعليم بعد ثلاثة اشهر عينت مدرّسة في احدى المدارس الثانوية ،علمت الهيئة التدرسية بما تعاني وكن يتعاطفن معها لكن تجابه هذا الموقف بقوة اعصاب، وتعلن لهن عن رأيها بكلمات متوقدة قائلة:- ان هذاالزمن ليس زمن الجواري تباع فيه المرأة وتشترى اوتهدى الى الغير ولازمن ( الصدق ) بها ولاالفصلية ، هذا الموضوع الذي يجب ان ترفعن اصواتكن معي ضد التعسف وتصرخن بقوة بوجه المتخلفين ومضطهدي المرأة،مضى شهر على تعيينها وجاء نبأ مرض السيد (س) وبقى يعاني من هذا المرض ثلاثة اشهر ثم توفي عن عمر يناهز السبعين عاماً ،فرحت العائلة جميعا بهذاالنبأ الا ان الأب قال:- ( ان لعنة السيد اتظل اتطاردنا دوم ) ردت زوجته قائلة :- (احن شمسوين وتطاردنه000 احنه الموتناه يو رب العالمين الموته00 كونك خايف يبو جبار اذبحلك ذبيحه فده الوجه الله) ( ايه اذبح آنه خايف00 واذبح اثنين موش وحده ) ابتهجت سليمة بهذا الخبر السار والتقت بحليم في مكان آمن واتفقا ان يتقدم لخطبتها واخبرته ان يتريث ثلاثة اشهر حتى لاتثار الشكوك حولهما قال حليم :-0( اناخايف لايجي واحد اوجلب بثوبج ) قالت :-(آنه اعرف اشلون انزع الثوب الما ارغبه00 ماعليك ) انتهت ثلاثة اشهر وهي تزداد جمالاً وبهاءأً واصبحت مثال للمدرسة بأدبها وثقافتهاوحياتها الروحية للمدرسات والطالبات تقدم لها زميلها حليم ولمعرفة اخوانها به كونه يتمتع بسمعة جيدة في المجتمع وانحداره من عائلة اصيلة وافقوا على زواج اختهم منه وكذلك الأب، احتفلت المدرسة بخطبة سليمة وقدمت المرطبات والحلويات وفي نهاية العام الدراسي تزوجت من حبيبها حليم
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |