دنيا الطفل

اهمية ادب الاطفال

أمير عبد الحسين الخفاجي
العراق / ذي قار /الرفاعي

ameeer00kafaji@yahoo.co.uk

تراه صغيرا في حجمه ..بسيطا في عقله .. عظيما في موقعه .. ضخما في دائرة تاثره بالمحيط الذي يتمحور فيه ..او الوسط الذي يتحرك خلاله.. لايقوى على الارشاد بل ديدنه التامل وسجيته حب الاستطلاع  وطبيعته تقليد الغير .. نقي الجوانب .لين العريكة سهل الاستغفال .. تلك الحمامة البيضاء .. انه الطفل ..ذلك  السر العجيب ؟

 ان شئت جعلت منه اديبا .. لكن كيف السبيل الى ذلك ؟

اعتقد ان السبيل يكمن في الاجابة على السؤال التالي :

هل للطفل ادب خاص ؟ او بعبارة اخرى هل هناك ادب خاص بالطفل ؟

الجواب : نعم ، ولربما نصطلح عليه ب(ادب الطفل ) يلتقي هدفه مع اهداف تربية الطفل .. وثقافة الطفل ..وغير ذلك مما يتعلق بالطفل0

وحيث ان هناك ادب المراة وادب الشباب فلابد ان يكون هناك ادب الطفولة تتناول طبيعة تلقي الطفل للادب والفن في مرحلة الطفولة..لكي ترافق الحركة الادبية الانسان عبر مراحل حياته المختلفة منذ طفولته وحتى كهولته..وهذا ليس بالامر الهين جدا ، ولا بالعسير جدا ، الا انه من قبيل الاسلوب السهل الممتنع الذي يرغبك ولا يسمع لك بالتجاوز او العبث0

فانت ايها الاديب - او المختص بادب الاطفال - عليك اولا الانفتاح على عالم الطفل والتوغل فيه للتعاطى معه كي ينكشف لك سره وتعرف ملكاته الادبية المغمورة في عالمه الداخلي الى ان تستقر انت بداخله وتعيش بداخله وتكتب بداخله .. فتحاور داخله حتى يشعر هو بنفسه من الداخل وينصهر في بوتقة الخطاب الموجه اليه من خارجه لداخله فيتلاشى امامه ويتبعه كظله وعند ذالك يكون الادب قد وصل غايته وحقق للطفل رغبته ليحكي مع الاديب قصته ويغني للاخرين غنوته قائلا لهم :دار الزمان وعاد ليقول : (حصل الان في حديث الزمان) وليس ( كان يا ما كان في قديم الزمان)0 ) 

ثم ان ادب الطفل يتم ببناء شخصية الطفل كاولى اهتماماته ثم يتخذ دور الموجه له في المرحلة التالية من عمره 00

 فهو يهيء الارضية الخيالية للطفل بحيث يخلق جوا فضائيا لديه ليسمح له بالتحليق خارج دائرته الانية المحصور ذهنه فيها00

ولعل من مهامه انه لا يسمح للطفل بالسفر بعيدا كي لا يفرط في التحليق فلا يعود الى ارض الواقع مرة اخرى او انه يفصل بين الواقع والفضاء الذهني الادبي .. وهذا ما يحدث كثيرا في اي مرحلة من مراحل عمر الانسان وفي اي مجال علمي او ادبي او ديني ..الخ

بسبب ما يروى من المور او القصص التي تعتبر من الاساطير الخرافية التي لاواقعية لها امثال روايات الخيال العلمي مما يسبب رفضها بالكامل .. لذا يراعي الكاتب او المؤلف نسبة الواقعية في القصة او الرواية0

.وبغض النظر عن نوع العمل الادبي فان المطلوب هو الصورة الموجودة فيه فانها تعتبر مركز العمل الادبي ومحوره الاساسي وعليها يعتمد المغزى (الثيم ) للاديب او القاص او الروائي0

واما المسرح فلايخفى ما لمسرح الطفل من اهمية كبرى من ابراز شخصية الطفل فمن جراة الوقوف على منصة المسرح امام المشاهدين وحتى الضحك من قبل المشاهدين كلها لها اهميتها في ذلك المجال كما ان الحوار المسرحي له اثره ايضا في تنمية احاسيسه ومشاعره وزرع بذرة المواضيع العصرية فيصبح ذا مشاعر حية تتفاعل مع الحدث الذي يضحكه او يبكيه حتى اذا ما شاهد موقفا مماثلا لتلك المواقف خارج دائرة المسرح اي في مسرح الحياة الحقيقية اخذ يحركه من الداخل ليحدث اثره فيه بالصميم 0

ويضيق المجال بنا لذكر اهمية فن الخطابة لدى الطفل والاقصوصة وغيرها .. كلها تعتبر ركائز يجمعها ادب الاطفال.

 


 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com