|
دنيا الطفل
مشكلة الخوف عند الأطفال اعداد/ وسن الزبيدي
ليس غريبًا أن نخاف !! فالخوف أمر طبيعي يشعر به
الإنسان في بعض المواقف التي تهدد حياته بالخطر.
من أين يأتي الخوف للأطفال؟ هناك بعض الأمور التي
تسبب الخوف عند الطفل، ومنها:
- مشاهدة المناظر العنيفة أو المرعبة، واستماعه إلي
القصص المخيفة، وهذا يبين خطورة قصص الجن والعفاريت، وكذلك أفلام الرعب والقصص
البوليسية. - الخوف بالعدوى، فحالات الخوف كغيرها من الحالات الانفعالية تنتقل من فرد إلي آخر بالتأثير، فالكثير من الأمهات يظهرن الخوف والهلع أمام أطفالهن، مثل خوفهن من الحيوانات الأليفة، فينشأ أطفالهن علي الخوف من هذه الحيوانات. - المبالغة في الخوف والقلق من الآباء علي الأبناء، فإذا رأي الصغير علي وجه أمه الارتباك وشحوب اللون إذا جرح جرحًا صغيرًا، أو وقع علي الأرض؛ فإنه سيصاب بالذعر والخوف، وبهذا ينشأ الطفل شديد الخوف علي نفسه.
- البيئة العائلية المليئة بالتهديدات والمشاجرات
والخلافات، والتي تزعزع اطمئنان الطفل وتجعله ينشأ علي الخوف. ويمكن تقسيم الأولاد من حيث الخوف إلي: (1) أطفال لا يخافون: وهذا أمر نادر للغاية، ويرجع عادة لقلة الإدراك، مثل: ضعاف العقل، أو الصغير الذي لا يفهم ما حوله. كالذي يمسك الثعبان جهلا، أو سهوًا، أو من عدم الانتباه. (2) أطفال يخافون خوفا عاديًّا: قد يكون الخوف شعورًا طبيعيا يحسه كل من الطفل والبالغ عندما يخاف مما يخاف منه أغلب من في سنه كالخوف من حيوان مفترس. (3) أطفال يخافون خوفا مَرَضِيًّا: وهو خوف شاذ مبالغ فيه ومتكرر أو شبه دائم مما لا يخيف أغلب من في سن الطفل، وقد يكون وهميّا (Phobia)...إلخ. علامات الخوف:
في سن الطفل الأولي: فزع علي ملامح الوجه وصراخ.
التعرف علي مدي تأثير الخوف عند الأطفال بمقارنته
بدرجة مخاوف الآخرين: - مرحلة الحضانة والطفولة المبكرة مرحلة هامة لزرع الشعور بالأمن والطمأنينة. - كبح جماح الطفل في التعبير عن الخوف، والضغط عليه لضبط انفعالاته بالتخويف، يحول دون نموه وجدانيّا نحو حياة غنية بالخبرات، ويؤدي به إلي الضحالة الانفعالية والانطواء.
- دفع الطفل في المواقف التي تخيفه بهدف مساعدته
للتغلب علي الخوف لا يجدي معه، وقد يضره بشدة. * الخوف من المجهول. * الخوف من الفشل. * الخوف من الموت المرتبط بالتهديد. وعمومًا الخوف من الأشياء التي لا تمثل تهديدًا حقيقيًا وفعليا للإنسان في الحاضر. مِمَّ يخاف الأطفال؟ في السنة الأولي: يخاف الطفل من الأصوات العالية الفجائية بصفة أساسية. ومن 2: 5 سنوات: تزداد تأثيرات الخوف بتعدد أنواعها.
والطفل يخاف من الأماكن الغريبة الشاذة، ويخاف
الوقوع من مكان مرتفع، ويخاف الغرباء، كما يخاف الحيوانات والطيور التي لم يألفها،
ويخاف تكرار الخبرات المؤلمة كالعلاج والعمليات الجراحية مما يخاف منه الكبار في
بيئته سواء كانت مخاوف واقعية أو وهمية أو خرافية، ويخاف الظلام، والدخان المتصاعد
من النار، ويخاف الغول، ويخاف تصديق الأطفال للتهديدات المحيطة مثل: سأذبحك وسأصل
الكهرباء إلي جسمك، العفريت ينتظرك في هذا المكان. (1) التربية الخاطئة في الطفولة الأولي، كالحماية الزائدة، أو التدليل الزائد. (2) مقارنة الآباء بين طفل وآخر، بهدف التحفيز والتحميس مما يأتي بنتائج عكسية. (3) النقد والزجر والتوبيخ والضرب. (4) التنشئة الاعتمادية.. التي لا تدفع الطفل إلي التعرف بمفرده علي مواقف الحياة. (5) تسلط الآباء وسيطرتهم. (6) اضطراب الجو العائلي ومنازعات الوالدين. (7) النقص الجسماني (عرج - حول - طول مفرط - قصر شديد - تشوه - سمنة مفرطة - انخفاض درجة الذكاء- والتأخر الدراسي). (8) النشأة في بيئة تعاني من القلق النفسي والخوف وعدم الثقة. (9) تكرار الفشل والإخفاق. الوقاية من الخوف: (1) إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي والحنان والمحبة، مع الحزم المعتدل والمرن. (2) إذا صادف الطفل ما يخيفه يجب علي الأم ألا تساعده علي النسيان حتى لا تصبح مخاوف مدفونة، فبالتفهم والطمأنينة وإجابة الأسئلة التي تُحيِّرهُ يستطيع التخلص من مخاوفه. (3) تربية روح الاستقلال والاعتماد علي النفس في الطفل.. بالتقدير وعدم السخرية وعدم المقارنة. (4) توفير جو عائلي هادئ ومستقر يشبع حاجاته النفسية. (5) اتزان وهدوء سلوك الآباء (بلا هلع ولا فزع) في المواقف المختلفة خاصة عند مرضه، أو إصابته بمكروه؛ لتفادي الإيحاء والتقليد والمشاركة. (6) مساعدته علي مواجهة مواقف الخوف - دون إجبار أو نقد - وتفهمه حقيقة الشيء الذي يخاف منه برقة وحنان. (7) إبعاده عن مثيرات الخوف (المآتم- الروايات المخيفة- الخرافات- الجن والعفاريت-.. إلخ). (8) عدم الإسراف في حثه علي التدين والسلوك القويم بالتخويف من جهنم والشياطين حتى لا يزيد شعوره بالضيق والخوف. (9) مساعدته علي معرفة الحياة وتفهم ما يجهل، وبث الأمن والطمأنينة في نفسه. (10) تنشئته علي ممارسة الخبرات السارة كي يعتاد التعامل بثقة وبلا خوف.
(11) عدم قلق الآباء علي الأبناء، والتقليل من
التحذير وعدم المبالغة والاستهزاء والحماية الزائدة. (1) إزالة خوف الطفل بربط ما يخيفه بانفعال سرور(تطبيق قاعدة الإشتراط تطبيقا عكسيا). (2) العلاج النفسي بالكشف عن مخاوفه ودوافعها المكبوتة، وتصحيح مفاهيمه. (3) العلاج الجماعي بتشجيعه علي الاندماج مع الأطفال وتفاعله الاجتماعي السليم. (4) علاج مخاوف الوالدين وتحسين الجو المنزلي.
(5) تعاون المدرسة مع الآباء في علاج الأطفال وعدم
استعمال التخويف والضرب في المدرسة.
{وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى. فإن
الجنة هي المأوي} [النازعات: 40- 41]. وقال: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن:
46]، وتعلمه الخوف من المعاصي: {قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم} [الأنعام:
15]، ولكن عليها أن تحذر من الإسراف في تهديد طفلها من التخويف والتهديد بالعذاب
والنار، وتدرك أن خوف الطفل من الله وحده يمنع عنه الخوف مما سواه.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |