|
زوجيات
ذكريات زوجين (1) ضامئ قرب النهر
هند السعد كان يوما شاقا على كليهما فهما في حركة دائمة منذ الصباح واكتفيا بتناول بعض الشطائر على الغداء لانشغالهما كليا فقد انتقالا للسكن في المنزل الجديد، وهما يعدان حفلة عائلية صغيرة بهذه المناسبة. هاهو المساء يقترب ويقترب موعد الحفلة وها هي تنفض الماء عن شعرها الطويل وتجلس امام المرآة لتسرحه يدخل هو الغرفة ليأخذ المنشفة وتتعلق نظراته بشعرها الملقى على كتفيها وينساب امامه شريط من الذكريات. كانا يجلسان قريبان من بعضهما في منزلها ايام الخطوبة وكانت تريه ما اشترت من ملابس واغراض لجهاز العرس ويندهش (أهذا كله سترتديه؟ ومتى واين؟) تجيبه وابتسامتها لا تغادر شفتيها) كل هذا لك ... كل يوم سارتدي لك شكلا لاكون احلى واحدة في عينيك). يمد يده ويلمسها في شعرها الحريري المنساب على كتفيها كنهر عذب ( يكفيني هذا النبع العذب ... هو وحده كاف لجعلك احلى امراة في العالم). ترد عليه بثقة (حسنا ... ساجعلك تمل منه يوما ما ... سانثره لك دائما حتى تتوسل الي كي ارفعه). اغمض عينيه بالم فقد بقي شعرها مرفوعا حينا وملفوفا برباط العمل حينا آخر ولم يره منثورا له .. فقط في المناسبات حين يستقبلون ضيوفا وملابسها الرائعة هي ايضا بقيت للمناسبات الرسمية وهي دوما في ثوب فضفاض لا يثير فيه اي شيء... لاحظت وجومه وشروده فاستدارت تنبه الى الساعة (سيتاخر الوقت وياتي الضيوف). يتمتم كلمات خافتة وهو يسير نحو الحمام (ليتك تنبهتي الى ساعة عمرنا التي تجري). وفي الحفلة تتنقل هي بين الضيوف بكل رشاقة وخفة ويتنهد هو مع كل خصلة تطير من شعرها غير عابئ بالناس الذين حوله فهي فرصته يملأ عيناه منها (انها اليوم فاتنة ... فقط اصبحت للاخرين اكثر مما هي لي). وحين تصافح هي بعض الحاضرين الواقفين الى جانبه تصل عنده فيمد يده لمصافحتها تضحك معتبرة ذلك مزحة .. ولكنه يتمتم دون ان يسمعه سواها وقد اعتصر قلبه الالم ( لست اتمنى ان اصافحك فقط ... بل وان المس شعرك بيدي ايضا .. فانت احلى امراة في العالم بهذا الشعر الحريري) تخفض راسها باسف وقد غابت ابتسامتها .. وتنسحب ببط من المكان وخلفته ينظر الى اصابع يده وهو يقول في نفسه( ليتني فعلتها).
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |