الموت النفسي Psychological Death

 

قصي الموسوي / ماجستير بالصحة النفسيه

كما لو ان جزء من جسم الانسان اصابه التموت كاحد اطرافه او اصابعه نتيجة حادث او الاصابة بالغرغيرنيا،فمع هذه الاصابات تستمر حياة الانسان و يبقى على قيد الحياة مالم تكن الاصابة متفاقمة و مع استمرارالعلاج، و هنا نتناول موضوع الحالة فيه شبيهة بما سلف من مثال طبي اعلاه، فالموت النفسي هو ايضا حالة مرضية نفسية داخلية في نفس الانسان، قد يبدو لنا بأن الفرد عندما يتحرك ويلهو ويأكل وينام بأنه حي، والفكرة هنا على غير ذلك، فقد يكون هذا الفرد يمشي على قدميه ولكنه بمنئى عن الحياة، أي أنه ميتا من الداخل، حيث ان الموت نوعان:

 النوع الأول ـ الموت الفسيولوجي (الجسماني) أي أن أعضاء الجسم تتوقف عن العمل وتعود إلى تراكيبتها الأصلية، و عواملها الطبيعية الاولى.

 النوع الثاني ـ وهو الموت السيكولوجي (النفسي)، ومن هؤلاء الذين يموتون من الداخل، الفرد الذي يحمل الكره Hatred إلى الآخرين، وما أكثر هؤلاء الأفراد،حيث أن غالبية المجتمعات تعج بهم، فتراهم يتعاملون معك آليا لأن العنصر الإنساني مفقود عندهم، وليسوا على درجة علمية متدنية، بل إن منهم من يحمل أعلى الدرجات العلمية،وليسوا من المقصرين في تأدية واجباتهم الدينية تجاه ربهم، بل بعضهم متدين لدرجة عالية

 إن الكره Hatred شعور نفسي سلبي يجعل الفرد الذي يحمله ثقيلا جدا، وتبدأ أشعة سلبية تظهر منه متافيزيقيا، أي أننا لا نراها، ولكن نحسها من خلال السلوكية و التصرفات و السمعة و الحركة الاجتماعية للشخص، وبالذات عندما نقترب من هؤلاء الأفراد، فإذا أصابتك حزمة من هذه الأشعة فإنها سوف تؤثر عليك وتشعر بالضيق والكآبة والتعب، وقد ثبت ذلك في مجال ما وراء علم النفس Para Psychology، ويبدأ الشعور بالكره يسيطر على الفرد، وكأنه خلية سرطانية، سرعان ما تستشري وتتوسع في نفس الفرد، حيث أنها تبدأ صغيرة، ولكنها تكبر يوما بعد يوم إلى أن تأكل الفرد داخليا وخارجيا، حيث الحالة النفسية تؤثر على مظهر الإنسان أيضا، فتبدأ بالسيطرة على بقية المشاعر الطيبة والتهامها الواحدة بعد الأخرى، ويقوم أيضا بتلوين مشاهدات الحياة بألوان الكره التي لا يعرف وصفها إلا حاملها فقط، وأيضا يحسها الفرد الذي يتعامل معه، أي أن الفرد الذي يحمل الكره يرى كل شيء مشوها وقبيحا، وهذا التشوه والقبح يتوسع يوميا، حتى يصل لدرجة أن يرى الفرد نفسه مشوها، وقد تتطور مراحله إلى الشعور بطعم الكره، وهو طعم المر الذي لا يطاق، والذي يقوم بقتل كل البراعم الطيبة النامية في النفس، وعندها يصل الفرد إلى مرحلة الموت النفسي الكامل، عندها لا يصلح الفرد أن يكون عنصر مشارك في المجموعة البشرية لأن صورة التشوه سوف يؤثر بها على الآخرين، ويطفئ شموعهم المضيئة، لهذا فلا بد من المسارعة إلى إنقاذ هؤلاء.

 إن الكره قد يتطور حتى يأخذ صفة الشمولية، فنجد الكره الشخصي، والكره الديني، والكره السياسي، والكره التاريخي، إلخ.

 وقد حث ديننا الإسلامي الحنيف على نبذ الكره جانبا واقتلاع جذور الكراهية، واستبدالها بالمحبة والتي هي البلسم Panacea في شفاء كل أمراض الكره.

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com