الأم ... الجنين ... الضغط النفسي

 

قصي الموسوي / ماجستير بالصحة النفسيه

في ظل ضغوط الحياة التي نعيشها، يخطر بالاذهان سؤال طالما واجهته من قبل المرضى بشكل عام و من قبل الاصدقاء ، سؤال هام وهو كيف يمكن أن تؤثر الحالة النفسية للمراة للحامل على جنينها ؟

إذا سألت طبيبك فغالباً سينصحك بالاسترخاء والبعد عن الضغوط النفسية قدر الإمكان، لكن عادةً لا يتدخل أطباء أمراض النساء والتوليد فى تفاصيل الحالة النفسية عند المراة الحامل ، إذا لم تكن لديك بعض المعلومات اوبعض من الثقافة النفسية من خلال القراءة ، أو ربما من خلال مشاهدتك لبرامج تليفزيونية تهتم بهذا المجال او في مجال التثقيف الصحي بشكل عام ، فغالباً ستكونين مثل العديد من السيدات التي يضعن اهتمامهن بحالتهن النفسية فى آخر قائمة اهتماماتهن.

أغلب السيدات الحوامل يهتممن أكثر بحالة الجنين والتجهيزات المناسبة لاستقباله، فهن يهتممن بالأشياء التى يحتجن لشرائها مثل السرير ، عربة الطفل ، الملابس ، .. الخ.

 وفى ظل هذه الاستعدادات والالتزامات والقلق، تتجاهل الحامل أهمية حالتها المزاجية والنفسية التى تؤثر تلقائياً على الجنين.

و تزهر المكتبات بفروعها الطبية بأبحاث علمية تثبت أن العوامل الوراثية ليست فقط هى ما يحدد الطباع المزاجية للطفل ولكن الأهم هى البيئة التى توفرها الأم لجنينها وهو ما زال فى رحمها. فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذى يحتوى على كل العناصر الغذائية والفيتامينات التى تحتاجها الأم وجنينها، وبالإضافة إلى حرص الأم على مزاولة الرياضة المناسبة للحمل مثل المشي أو تمارين ما قبل الولادة، فإن الحامل تحتاج أيضاً لملاحظة حالتها النفسية.

 إن التعرض للكثير من الضغوط يؤدى إلى إفراز هرمونات معينة تمر إلى الجنين من خلال المشيمة، وبالطبع فإن اول و آخر ما تريده الأم هو أن لا يتعرض طفلها للقلق والضغط النفسى.

قد يتسبب فى القلق والضغط النفسي العديد من الأشياء، خاصةً فى ظل الإيقاع السريع للحياة التى نعيشها الآن.

قد يكون الضغط النفسي نتيجة للتلوث الضوئي والسمعي، العمل، الأبناء الآخرين، مرض أو وفاة شخص عزيز، لكن تشير الأبحاث إلى أن التعرض إلى بعض الضغوط النفسية المتباعدة لا يضر الجنين ولكن ما يضره هو التعرض الدائم لها.

فتشير و تؤكد الابحاث الطبية و دراسة بعض الملفاة الطبية ، بانه إذا تعرض الجنين داخل الرحم إلى ضغوط نفسية مستمرة، فالأغلب أنه سيكون طفلاً عصبياً، تهدئته صعبة، لا ينام بسهولة، وربما يعانى من نشاط مفرط ، وقد يعانى أيضاً من نوبات مغص.

كما أن نوبات المغص التى يعانى منها الطفل تكون نتيجة لحالته النفسية وعدم قدرته على تنظيم بكائه، فالطفل يكون لديه حساسية مفرطة تجاه البيئة المحيطة به، ويعكس ردود أفعاله تجاه تلك البيئة أو أى تغيرات تحدث فيها عن طريق البكاء.

و بالاضافة الى ذلك ، أن الأم عندما تتعرض لضغط نفسى أو قلق أو اكتئاب فإن حركة الجنين تصبح أكثر نشاطاً وأقل استقراراً، وكلما زاد الضغط النفسى كلما أصبحت حركة الطفل أقل استقراراً لأن الطفل بدلاً من أن يهنأ بنوم هادئ وآمن، تقوم الهرمونات التى تدخل له من المشيمة والرحم بإزعاجه.

لذا فأن الجنين يستجيب للحالة النفسية السلبية للأم والتى تؤثر بدورها سلبياً على حالته النفسية هو .

 و نحن عادةً نعتقد أن شخصية الطفل ترجع إلى العوامل الوراثية، لكن نعتقد أن جزء كبير منها يعود إلى البيئة التى توفرها الأم للجنين وهو لا زال داخل رحمها.

و كمثال علمي لحالة واقعية تشير إحدى الدراسات إلى أن الأمهات اللاتى تتسم حياتهن بالمنافسة والعمل، واللاتى يتسم سلوكهن بالسرعة فى الأداء، والتصميم على التغلب على المشاكل غالباً ما يكون أطفالهن لهم نفس الحالة النفسية، أى يكونون أطفال حادين، متنبهين، وردود أفعالهم قوية تجاه البيئة التى يعيشون فيها، ولكن لا يعنى ذلك بالضرورة أن يكونوا كثيري البكاء وتهدئتهم صعبة.

نصيحتي لكل حامل (استمتعى بالحمل ) !

حيث ان الحياة فى بلادنا العربية اجمالا تعتبر تحدياً، لكن بالرغم من زحام البشر، زحام السيارات، الفوضى ، ضغط الحياة اللارتيبة ، و الى اخره من ضغوطات الحياة ، والمهام الكثيرة التى تقوم بها الأم فى ظل ضيق الوقت، إلا أنه يمكنك الاستمتاع بحملك، و ضعي في اعتبارك النصائح الآتية:

 *إن قلقك على حملك أو على جنينك سيزيد من ضغطك النفسى، فاسألي طبيبك عن كل ما يدور بذهنك من تساؤلات.

* اقرئى قدر الإمكان، فستساعدك القراءة على الاسترخاء.

 *مارسى رياضة مناسبة، فالرياضة لن تفيد فقط الدورة الدموية والعضلات خاصةً منطقة الحوض التي تحتاج للتقوية من اجل تسهل الولادة، ولكن تساعد الرياضة أيضاً على رفع روحك المعنوية ، اليوجا رياضة ظريفة، فهي لا تساعدك فقط على الاسترخاء، ولكنها تريح أيضاً آلام الظهر .

 * اشركى زوجك أو المقربين إليك فى أحاسيسك ، خاصةً مشاعر الغيظ أو الضيق، فهذه المساندة المعنوية ستساعدك نفسياً.

 *احتفظى بكراس مذكرات، فذلك يساعدك على كتابة الأنشطة اليومية التي تقومين بها والفضفضة عن مشاعرك خاصةً إذا كنت من النوع الذي يجد صعوبة فى الفضفضة مع الآخرين او الانفتاح عليهم.

 *إذا عرض المحيطون بك عليك المساعدة وأرادوا الترفيه عنك، اسمحى لهم بذلك، فأنت تستحقينه!

 *أهم شئ هو أن تكونى سعيدة! فكلما كنت أكثر سعادة، كلما كان جهازك المناعى أقوى لك ولطفلك. انتهزى أى فرصة للسعادة واستمتعي بها.

لا تنسى أنك عاملاً فعالاً في كل ما يخص طفلك الجميل الذى نتمنى أن يكون طفلاً هادئاً ويتمتع بصحة جيدة.

* و لا يفوتني اخيرا ان انصحك بأرتداء ملابس ذات اللون الابيض ، حيث فيه قمة الراحة و الاسترخاء و الانتعاش النفسي . 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com