صحة نفسية

أخطر ما يهدد الحياة

 

منار العابدي

manaralabedi@gmail.com

 نتيجة الفراغ المستفحل والذي يحيط بالكثير منا في معظم الأحيان، ونتيجة عدم وجود جهات معنية بمساعدة من يعانون من مشكلة الفراغ والوحدة اضافة لعزوف الشخص عن ممارسة هواية القراءة والإنخراط بالفعاليات الجماعية المختلفة لذلك تجد حالة من الياس والملل والوضع النفسي السئ يكاد يكون هو السائد في العديد من المجتمعات هذه الأيام.

ان اصحاب الاختصاص في هذا الجانب يؤكدون بأن الياس من الحياة والإستسلام للقدر وكل ما حولنا من أحزان ومشاكل عصيبة هو الذي يوصلنا الى الأمراض النفسية ومن ثم الى الأخطر وهو الاكتئاب، فالأمراض النفسية والاكتئاب تمنع الشخص المصاب بالمرض من ممارسة حياته الطبيعية ونشاطاته اليومية ويمنعه كذلك من النوم بشكل صحيح وفي بعض الأحيان وفي الحالات الأكثر خطورة يصبح الشخص أسيرا للأرق وإنعدام النوم بشكل كامل. تعود اسباب هذا المرض لمشاكل عديدة حصلت او قد تحصل للشخص مثل عدم إيجاد مكان عمل وهذا يخص في أغلب الأحيان الشباب الذين يبدأون حياتهم بعد إنتهاء الدراسة في البحث عن العمل فلا يجدون العون والمساعدة ولا فرصة البداية التي لطالما انتظروها فترة الدراسة.

كل انسان سليم العقل يمر في مرحلة ما من حياته في مشاكل عديدة ومضايقات او مواقف حزينة ومحبطة ويأس لكن بعض الأشخاص يكونون اقوى من كل ما يحصل لهم فبالإرادة والعزيمة يتخطون هذه المرحلة ويعودون لحالتهم الطبيعية بحيث ان الحالة لا تصل الى الاكتئاب فهي مجرد مرحلة حزن بسطية وتذهب بعد مرور فترة قليلة، لكن من هو معرض وبشدة لهذه الامراض النفسية هم الشباب بالدرجة الأولى ولأن الشباب عادة تكون خبرتهم وتجربتهم قليلة في الحياة لهذا يستسلمون وبسرعة كبيرة لأي موقف مزعج ويضعون انفسهم في متاهة الوحدة والإنعزال الكامل عن العالم الخارجي والنظر للحياة بسوداوية وتشاؤم لا مثيب له ومن هنا تبدأ الخطورة..

إن اعراض الاكتئاب تنتشر بنسبة 13ـ20 بالمئة من السكان في العالم، وبعض الدراسات تؤكد ان أكثر من 7 بالمئة يعانون من الاكتئاب الشديد في العالم.

 فمن أخطر ما يمكن ان  يصل له الشخص المصاب بالإكتئاب  هو القدوم على الانتحار وانهاء الحياة بطريقة سهلة، يصل مريض الاكتئاب الى هذه النتجية بعد احساسه بالضيق الشديد او حتى عدم القدرة على تحمل اي شي ونفاذ صبره. فبلا تفكير ولا نقاش لإيجاد اي حل لمشكلاته او ما يعاني منه يكون برايه الحل الوحيد هو الخلاص من الحياة وهذا حل الضعفاء والمهزومين.

في الختام لابد من القول بأن هناك العديد من الامور المساعدة لإنهاء او حتى الخروج من هذه الحالات الخطيرة منها التفاعل  بشكل اكبر مع المحيط  و ايجاد صداقات اخرى جديدة وتغيير نظامه اليومي بحيث يكون بعيدا عن الروتين، كما ان شغل اوقات الفراغ بكل ما هو مفيد وممتع وكذلك التواصل دوما مع الأهل والأصدقاء وكل ما نحبه في الحياة هو الطريق الأمثل للخلاص من الروتين القاتل.  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com