تحقيقات

آثار الوضع الامني السيء على المرأة العراقية

 تحقيق: فاتن حسين ناجي

ـ متى تنتهي احزان المرأة العراقية بفقدان الاباء والابناء والازواج؟!

ـ تردي الأمن جعل الاف العراقيات المعيل الاول والاخير للعائلة

ان تلعب المرأة دور الرجل داخل مسرح الاسرة تلك هي المسألة. وان تقف متفرجة واطفالها يتضورون جوعا تلك هي المشكلة.

الواقع المؤلم الذي تعيشه المرأة العراقية حاليا والذي فرضه انعدام الامن دفعها للخروج للعمل اضافة الى الاعباء الاخرى التي تقع على عاتقها بعد ان صار خروج الرجال في بعض المناطق الساخنة يشكل خطراً عليهم بسبب الاعتقالات والاغتيالات.

ام لطيف سيدة تجاوز عمرها الخامسة والاربعين يوشحها السواد كما يعلو ملامحها الحزن والاسى. تقول ام لطيف " فقدت ولدي لطيف وابنه كما فقدت ولدي الثاني اكثم، ذهبوا الى عملهم كالاخرين ولكنهم لم يعودوا". ام لطيف من سكنة بغداد تضيف بحزن "الناس في بغداد يخشون الخروج من منازلهم، وأنا علي الآن توفير لقمة العيش لعائلتي وعائلة ولدي لطيف، عائلة الشهيد لديها راتب شهري ولكنه لا يكفي لمنتصف الشهر" وتردف بأسى " المشكلة هي في الذهاب الى استلام الراتب وسط هذه الفوضى وغياب الامن".

السيدة ام نور تصف وقوف المرأة في محطات الوقود عدة ساعات وبيدها (الجلكان) للحصول على البنزين "حالنا كحال المتسول بيده صحنه يتحمل ذل السؤال واراقة ماء الوجه ".

وتضيف ام نور من اهالي المحمودية "اللطيف ان طابور الرجال لا يتجاوز الثمانية أو العشرة فيما يطول طابور النساء الى عشرات الامتار، ومع ذلك فنحن نحمد الله على كل حال، المهم ان نجد الرغيف ويبقى البنزين مشكلة ثانوية".

اما رباب علي خليل التي لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون متزوجة ولها طفلتان كان زوجها تاجراً صغيراً في الشورجة قبل ان يقتل برصاص الارهابيين وتعود هي الى منزل اهلها في مدينة الصدر، لم يكن امامها سوى خيار العمل كـ (( خبازة))، ذلك العمل الذي جعلها محطمة ومنكسرة ولا ترى امامها سوى شبح الموت رغم انها في ريعان شبابها.

 

اخسر صحتي في سبيل اولادي

ام ماجد من سكنة قضاء المحمودية تقول "ان الوضع الامني هو السبب الاساسي في تدهور الاوضاع المادية فالرجال الذين لا يملكون راتب شهري يعملون كسبة يأخذون رزقهم من هنا وهناك فهذا يعمل سائق تكسي وذاك يعمل بائع خضروات ولكن هذه الاعمال باتت الان تشكل خطراً على حياتهم لذا فالوضع المادي الآن تتكفل المرأة بتأمينه. وانا كأم وربة منزل متكفلة بكل صغيرة وكبيرة داخل المنزل كما ان جميع الاعمال التي كان الاولاد يقومون بها ألقيت على عاتقي وهذا يشكل خطورة على صحتي وانا امرأة كبيرة في السن ولكن ما العمل فانا اخشى على اولادي من الموت".
السيد ابو امير تعرض لعدة تهديدات من اولاد المنطقة مما ادى الى بقاءه في المنزل طوال ثلاثة اشهر حتى انه لا يصل الى باب المنزل الا نادراً فكيف يمكن تصور حال رجل محجوز في منزله منذ ثلاثة اشهر قابلة للتمديد لا يرى فيها احدا.
والمشكلــة لا تكمـــن في ابو امير بل في ام امير التي تكفلت بكل امور المنزل من توفير الاحتياجات وجلب البنزين والذهاب لاستلام الراتب اضافة الى مشكلة مرض الاطفال بعد منتصف الليل فكيف لها
الذهاب الى المستشفى لوحدها في ظل تلك الظروف الامنية غير المستقرة.


مشاكل اخرى لبقاء الرجل في البيت

السيدة سامية محمد " ام شيماء " من سكنة بغداد تقول "ان الرجل في ظل الظروف الامنية السابقة والتي كانت جيدة عندما يجلس في المنزل عدة ساعات يسبب للمرأة مشاكل كثيرة فكيف اليوم والرجل يلازم المنزل طوال النهار يتدخل في كل صغيرة وكبيرة داخل المنزل حتى في التنظيف اضافة الى سيطرته الكاملة على برامج التلفزيون واحتكاره لقنوات الاخبار وتدخله في شؤون المطبخ كل هذا يسبب ازعاجاً كبيراً جداً للطرفين سواء كان الرجل او المرأة واحياناً كثيرة حتى الاولاد يتمللون من وضع والدهم".

هيفاء هاتف مدرسة مادة الاحياء في احدى المدارس المتوسطة في قضاء المحمودية تقول " لقد بدأت أفقد هويتي كمدرسة ومربية اجيال لكثرة اختلاطي بطالباتي عندما أملأ الماء من البئر الذي حفره ابناء المنطقة لاستمرار انقطاع الماء عن المنازل نهاراً.

وتقول " اننا نتدافع للحصول عليه في النهار وتنحني ظهورنا للحصول عليه في الليل عندما يبدأ بقطرات في حنفية المنزل الارضية ونحن نترك الماء الصالح للشرب لا نستخدمه الا للشرب اما ماء البئر فهو للغسيل رغم انه مالح جداً وغير صالح لأي شيء حتى اننا لا نحصل على رغوة الصابون فيه ابدا"ً.

 

وما زال الرجل غير راضٍ

تتنوع الحكايا والقصص عن مأساة المرأة العراقية هنا وهناك ولكنها تشترك جميعها في تحمل المرأة لمسؤوليات اضافية وجديدة عما كانت عليه في السابق في ظل عدم رضا الرجل عنها في كل الاحوال ومهما فعلت فهي مازالت في درجة ادنى منه ومازالت ملزمة بالتنازل عن حقوقها لاجل ارضائه.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org