حوار مع الفنان العراقي مازن
المنصور
المنصور: الموسيقى فعل تدويني
… وتبدأ في وجداني
لعبة أفكار، اهتممت بها منذ سنين
اسمها لعبة الكريات الزجاجية،
اختراعة جميلة،
هيكلها الموسيقى وأساسها التأمل.
هرمان هسة
الحياة رياضيات وموسيقى
فيثاغورس
سيدي المايسترو … حين انتهت
فرقتك الموسيقية
من العزف أين ذهبت الموسيقى؟
مقطع من فلم ايطالي
لم تعد الأفكار تلعب لعبتها
إلا من خلال صراعها الأوحد
المتشظي في كل الأبعاد
والاحتمالات، الموسيقى هي بمثابة
لعبة زجاجية تتدحرج في ملكوت
اللغة والإنتاج والإبداع، ولان
الوقت جاء لكي ننتج الحوار الفني
الأكثر ارتفاعاً من المشهد الفكري
التقليدي لدى الفنانين الذين
أسسوا فكراً فنياً عمل ويعمل على
ارتداد الحدث والشغل حسا ونبعاً
ومادام الفكر الفني يتولد بين
منتج ومبدع بشكل مستمر ومن غير
انقطاع في خضم أحداث ومسارات لم
تعد تتصارع مع الفكر الموسيقي
والفني وحسب وإنما تتعارك مع كل
ما هو منتج على مستوى العمل
الجمالي، باتَ من المؤكد أن
يتهيكل عمل فني ومناطق فنية ترتبط
بالموسيقى والغناء على انشراح
مساحات واسعة في البلاد التي
ارتفعت أكثر من ارتفاعات الثلج
وأوسع من بسط السهول، تلك البلاد
التي تأثرت كثيرا بصوت الطبيعة
حتى أنتجت الموسيقى والغناء في
أور في بداية الأمر حيث تبلور
الأفكار التي انصبت عليها
المنتجات الجمالية وأدوات العمل
الفني بشكل عام. الموسيقى عمل حسي
وإيحائي بالرغم من انه شغل فني
منصب على كتابة النوتة وعزفها على
آلات متنوعة ومتطورة إلى حد ما،
الموسيقى كذلك عمل بنائي مبعثه
الشغل على حس الكائنات وأخيلتها
ومنبعها الفكري والفطري حيث
الغناء هو روح الموسيقى في بعد من
أبعادها، وفقاً لهذا المقياس
وطبقاً لمعيار الأفكار و صراعها
وما أنتجته من مديات أو فضاءات
موسيقية متداخلة خلاّقة ذهبتُ إلى
مركب قديم كان ومازال نائماً على
ذراع بحر الشمال في اوسلو العاصمة
النرويجية، ذهبتُ هناك كي التقي
الفنان مازن المنصور من اجل إقامة
حوار معه على وزن موسيقى الأشياء
وغناء الأحجار التي غفلت عن نفسها
زمناً ………، سألتهُ:
*أين ذهبت الموسيقى؟
- الموسيقى عندما تُعزف تمضي نحو
أفول وفصول لم تشكلا معنىً في خضم
التحولات الشيئية وربما الموسيقى
تذهب إلى المجهول المطلق أو ربما
تذهب إلى عدمية الأشياء وحتى ربما
تذهب إلى مناطق القبح لكي يحدث ما
يلي : ينحسرُ القبح ويتقلص فيظهر
الجمال بشبق حتى ينتشر في
المساحات التي كانت تعاني من
رمزية القبح نفسه، الغياب ودورات
الوهم الفصلية تبدأ في الدوران في
مدارات المعنى حتى تتخضم الشيئيات
فينبجس التحول وحسب، المجهول يبدأ
هو الأخر يجرجر نفسه لكي ينعم
بمناطق المعلوم ومن المؤكد إن
الأشياء وعدميتها سيكون لها معنى
راقياً في خضم المنصهرات التي
تعمل الموسيقى على حركتها بعد ما
كانت عدمية، انه فعل موسيقي هائل
وانه فعل انعكاسي وحسب. الموسيقى
يا صديقي العزيز هو بناء عظيم
مبعثه استدراك القوة في خلق
الجمال والمعنى فطر وحس والموسيقى
هي العزف الذي لن ولم يتوقف ما
دام هناك حب.
* الغناء والموسيقى زورق متسق أو
متجانس في اللون والتصميم وهو
بحار ويمثل البحر والإبحار في آن
واحد، كيف تنظر إلى هذه الفكرة؟
- حسناً ليكن كذلك، المشهد
الجمالي لوصفك للموسيقى والغناء
لا يبتعد كثيراً عن ما نحن عليه
أو سنكون في مداره فالموسيقى
والغناء يقترنان تضادياً فهما
مضمران حسيان وهما وزن ينتج وزناً
فالموسيقى أنتجت الغناء في منطقة
مجهولة بينما الغناء أنتج
الموسيقى في منطقة معلومة فكان
المشهد عبارة عن منتج جدلي بين
ضدين متناغمين في الإنتاج والحركة
حيث الموسيقى هي بمثابة خلق حسي
والغناء يمثل المنتج الفكري حسياً
للموسيقى التي أصبحت تشكل المعيار
الوجودي للحس والشعور والفكر
والروح والعقل الذي هو بحاجة إلى
غذاء باستمرار ينهل منه ويتحد معه
اتحاداً كاثوليكيا إذا جازت
العبارة، حسناً ليكن المشهد
القادم عبارة عن موسيقى حداثوية
مرتبطة بفلكلور يانع أساسه التراث
الموسيقي والغنائي وعليه يتعين
عليَّ أنا شخصياً أن ارتب موسيقاي
في التركيب الجديد الذي يمثل
الارتباط الجمعي والكلي لمجرى
غنائي وموسيقي في آن معا، حسنا
ليكن كذلك الأمر إذ إني أجد نفسي
تواقة لربط أو كشف العلاقة بين
التراث والحديث من الموسيقى وحتى
الغناء الذي أنا أشكله في المسار
الذي احلم به وأنفذه عملاً فنياً
يكون مبعثهُ تشكيلات جديدة في
الموسيقى الغنائية أو فلنقل
التعبيرية الموسيقية التي ذهبت في
فكري لتؤسس فكرة اللون والتصميم
في الأشكال الجديدة من الموسيقى،
وفكرة الإبحار في بحر الموسيقي
وموج الغناء كما أشرت أنت ما هي
إلا دعوة بنائية سوف يشتغل عليها
الفنان الموسيقي والغنائي أيضا
على وتيرة الدمج أو الولوج بين
عنصرين أو ضفتين
أو منشئين والإبحار أيضا هنا يعني
سبر أغوار المجهول في البعد
الموسيقي عن ما هو جديد في الكتل
الموسيقية التي تأتي من حيث لا
نعلم والى أين ستمضي أيضا لا نعلم
لكن الذي نعلمه تماما هو أن
الموسيقى عمل لابد منه لأنه واحد
من مداميك
المنتج الفني والإنساني العظيم،
قلتُ أن العمل والشغل في عالم
الموسيقى أمر يستحق أن نقف عليه
أينما حلّ وهلَّ بنا نحن أبناء
هذا الجنون المنظم إذا منحتني
العبارة وصفاً مثل هذا الوصف،
الموسيقى منتج غنائي والغناء منتج
موسيقي والاثنان صنوان أو روحان
في جسد واحد أو بُعدان في كتلة
واحدة.
* لكَ نظرة نقدية ومعرفية بتاريخ
الموسيقى والعمل على استخدام
معابر فنية جديدة في العزف
الموسيقي؟
- الحق و كل الحق إن العمل الفني
بكل تنوعه يحتاج إلى محطة نقدية
متنوعة أيضا حاله حال الأدب
والفنون الأخرى وأنا أظن أن
العملية النقدية وخاصة في المسار
الموسيقي ضرورة تاريخية وفنية على
حد سواء حيث العمل الموسيقي
والغنائي لا يمكن أن يتم ويستكمل
شروطه الزمنية إلا من خلال النظرة
النقدية لأي عمل من أعمال الفنون
الموسيقية التي ترتبط ارتباط
وثيقا بكل الفنون الأخرى ونقديتها
في التاريخ الحديث وهذا أمر كاد
إن يكون في غاية الأهمية من
الناحية الفنية بمعنى من المعاني
أني أجد من الضروري جدا أن يتكون
لدي وأنا في طريقي لان أرى النقد
مجرى موسيقياً في مجمل العمليات
الفنية الموسيقية الفنية واقصد
حداثة الصفائح والرقائق الموسيقية
التي تعبر عبر جديد ومعرفة
الموسيقى باعتبارها علم من علوم
الإبداع والخلق، العزف على ما
تكتبه النوتات أو عزف اللغة
الموسيقية هي بمثابة تفريغ
الشحنات الضائعة في مجال تتكهرب
فيه قوى ولغات غريبة في بلاد
تتكون من فوضى واحتمالات مفزعة،
الموسيقى أو التفريغ الضائع من
الشحنات سوف يلهب اللامعنى ويكسر
الفوضى ليخلق مناطق أكثر ارتفاعا
من مناطق الفوضى أي بمعنى هنا أن
العمل ألتفريغي سيكون بمثابة عصف
فني وجمالي بوجه ارهب القبح
والفوضى، الموسيقى ولغتها عمل جاد
وجمالي يتعين على الفنان أن يدركه
معرفيا كما أدركه الموسيقي الكبير
ماكلدن أو شتراوس أو جايكوفسكي أو
اديت بياف او الفيس برسلي أو عازف
القيثار العالمي باكو دولوثيو او
الموسيقي البروفيسور مانويل
غيرنادوس، ……، أنا اقصد أيضا
الفطرة الموسيقية لكل فنان يدرك
إن المعنى يأخذ معه الحس المرهف
والعقل النافذ في النفاذ إلى
مكونات العمل الموسيقي وحسه، أقول
إن النقد أيضا سوف يعمل على
استحداث بناءات جديدة في مجمل
العمليات الموسيقية الفطرية التي
تتأتى من معنى جياش وحسب والنقد
أيضا كونه عمل بنائي لابد من
محاكاته فنيا على مستوى الإدراك
الحسي والنفسي وكما هو عليه في
نقديات الفنون والآداب والأعمال
العالمية التحفة حتى. العزف لحظة
سحرية تبدأ وتنتهي من منطقة حسية
إلى منطقة فكرية وحسية …هنا يتحرك
عند المتلقي وتتكسر في مكامنه
اغلفة حجرية كانت تصطك على منابع
الحب فتتدفق تلك المياه الملونة
حتى تسير في المجرى الفكري والحسي
عند المتلقي والعازف نفسه فيكون
الجمال والخلق والنمو في الحياة
بفرح وقوة وجدانية هائلة. العزف
أيضا بحاجة إلى موزانة كبيرة في
المسار النقدي والمسار الموسيقي
من الجانب الفني والإنتاجي وحتى
من الجانب التكنلوجي الموسيقي حيث
الآلة الموسيقي هي الدافع
والمراقب الرائع والباعث للصوت
الموسيقي في أبعاد مختلفة اليوم
وحتى هذه اللحظة هناك من يعمل على
تطوير الصوت والآلة في المنتج
الجديد من الفن ……..
*الكتابة المعرفة والنقد والأخيلة
الموسيقية وكأنك تريد أن تعرج إلى
الكتابة النقدية والمعرفة في
مسارات النقد؟
الكتابة تدوين لتاريخ الموسيقى
والكتابة هي بمثابة تعرية لمجمل
الحركة الموسيقية في إبعاد المعنى
أو أبعاد الكتل الميتة، والكتابة
تدوين نقدي أيضا لكن العزف على
الكتابة أمر خطير بل في غاية
الخطورة حتى ذلك لأنه يتطلب حساً
عاليا في معظم الأحيان بل ويتطلب
جهدا شاقا في ترهيف الحس ونفاذ
العقل حتى في الحجر الغير المرئي،
انه عمل جبار لم يستطع أن يدخله
هرمان هسة في روايته الحسية
والموسيقية (لعبة الكريات
الزجاجية) الحائزة على جائزة نوبل
إلا بالقدرة الذهنية الهائلة التي
تتربع على عرشها الموسيقى بوصفها
كائن خرافي واسطوري جاء من
الطبيعة فجاة لكنه كان ومازال
ينعم بفعل سومري وحسب من الجانب
التدويني على الأقل أو من جانب
تعرية التاريخ الموسيقي الحقيقي
للإنسان وجماليته وانفعاله، قلت
يا صديقي أن الموسيقى فعل تدويني
أيضا، انه فعل يجمل معه جميع
الأفعال الفنية والجمالية على سطح
العزف والتدوين. النقد أيضا فعل
انعكاسي لعملية التدوين الموسيقي
وهو كتابة حسية أيضا وبنائية في
بعد من إبعاده الضرورية جدا
لمراقبة الموسيقى وهي تجري في
مجرى لم توافق عليه هي أحيان لأنه
لا يمثل خصوصيتها وملامحها فبذلك
البعد أو تلك الكتل التي تدور بلا
جدوى أو جدوى على حد سواء، هناك
افتراضات موسيقية أيضا نحن بحاجة
إلى دراستها وإعطائها أبعادا أكثر
غرائبية من تلك الأبعاد التي نحن
بصدد الحديث عنها وهكذا، لا يمكن
بتاتاً هنا العمل على تعرية النقد
نفسه مالم يكن في أذهاننا مقدار
نوعي من الدفع بالأشياء نحو
الشيئية أي بمعنى انه من الضروري
أن تكون الأشياء تشبه نفسها وحسب،
إننا هنا نشتغل ونعمل على خضم
الإحداث الفنية القوية بل نعمل
على جسها لتحويلها إلى شفافية
هائلة ذلك لان الجمال يتطلب هذا
وحسب. كنت فرحاً يومها حين شكلنا
الفرقة الموسيقية الخاصة بنا في
بلاد الميزوبوتاميا …اور، وكانت
الفرقة حملت العنوان
( فرانكو آرب ) وكنا قد توازنا
كثيرا مع استخدام آلة الكيتار
وموسيقاها في العمل داخل الفرقة
وأنا لما كنت أدرس فن هذه الآلة
كنت قد جررت عند مخيلتي العمل
والعرض الفني الموسيقي من خلال
الفرقة ولما جاء الوقت لان نعرض
بشكل جاد في مهرجانات وكرنفالات
واماسي ثقافية وفنية كانت الخطوة
الأساس في تحميل أنفسنا نحن أعضاء
الفرقة تاريخاً موسيقيا وفناً هو
يشكل الولوج والدمج ربما فيما بعد
بين فكرين أو ثقافتين وأنا اقصد
الشرق والغرب في التدوين والنقد
والموسيقى والعزف على آلات في
غاية الروعة والإبداع واقصد
الآلات الغربية رغم إني شخصيا
مقتنع من أن آلة الكيتار هو إنتاج
عراقي قديم واقصد سومري البتة.
• إذاً أنت تعمل على موازنة كبيرة
بين مخيلتك الموسيقية الشرقية إذا
جازت العبارة وبين الموسيقى
الغربية حتى من خلال العمل أو
العزف في القيثارة كآلة فنية تمثل
المزيج بين الثقافتين؟
- نعم، الموازنة أمر في غاية
الأهمية بالنسبة لي في العمل
الموسيقي وحتى الثقافي بشكل عام
فاالكيتار كآلة ليست غريبة عليَّ
نفسياً ذلك لأنها تقع تاريخيا في
نفسي وهي أيضا تمضي موسيقيا وفنيا
في الغرب بشكل عام، والعلاقة التي
تتجسم من خلال الكيتار بل وتتجسد
وعياً علاقة ثقافة موزعة بين
مسارين أو بعدين وحتى يكون الشرق
والغرب قوة فنية وجمالية واحدة
اشتركا في آلة موسيقية كانت قد
اندلقت من صوت الانسان والطبيعة
بشكل هائل ومثير حقا. الة العود
ايضا كانت مؤثرة تماما على حركة
الثقافة الموسيقية في الغرب ذلك
لمعرفة الغرب والثقافة الموسيقية
الغربية بخصوصية الشرق وآلاته
وخاصة إلة العود التي تمثل معنى
موسيقيا ومظهرا من مظاهر الحضارة
الشرقية الموسيقية، آلات الغرب
دخلة الشرق عزفا ومموسقة فعالة
وقد بدا الشرقيون يعيشون مع آلات
الغرب لأنها تمثل معنى موسيقيا
وتطورا فنيا هائلا على مستوى الفن
والخلق والإنتاج وهذا يدلل على أن
التفاعل الحضاري الموسيقي بالدرجة
الأساس له قوته الجمالية وقوته
الفكرية وتفاعله الغني في حركة
الفن الموسيقي. أنا أجد نفسي
اليوم وانا في النرويج خاصة انه
من الضروري وانه من الجمال ان
اتابع هنا وهناك بين التراث
الموسيقي الشرقي وبين الموسيقى
الحديثة أو بين الموسيقى
الفلكلورية والموسيقى المتطورة
والمتقدمة على مستوى الإنتاج
والفن وعلى مستوى السرعة
الموسيقية ألان، العزف على آلة
الكيتار بروح شرقية والعزف بروح
غربية يمثل أيضا دفعا معرفيا
وثقافيا هائلا في الفن المتين
الذي ينتشر بين الشرق والغرب على
حد سواء وبشكل جميل وطبعا بسبب
تدفق وتفاعل الموسيقى وخاصة على
مستوى تفاعل الآلات. مؤكدا نحن
بحاجة إلى موازنة فنية وموسيقية
تجعل من الفن الموسيقي قناة
جمالية وفكرية تدفع بالتفاعل
الثقافي والإنساني بين الشرق
والغرب مادام الموسيقى أيضا لغة
عالمية يشترك بها الجميع وحتى
الكائنات الأخرى من النباتات
والحيوانات وأصناف الطيور الأخرى.
• لنعود إلى إخبار القيثار
والفرقة الموسيقية التي قمت
بتأسيسها؟
- أسعى الآن لتهيأت المدونات
الموسيقية المطلوبة لأجل أكمال
كتابي عن كيفية تعلم العزف على
الة الكيتاربعد أن وردتني رسائل
كثيرة من القراء ومحبين آلة
الكيتار الذين يطلبون مني حصص
لتعليمهم العزف على آلة الكيتار
رغم أني لدي العديد من الطلبة هنا
في النرويج أدرسهم فن العزف على
الكيتار ولكن الصعوبة تكمن في
تنقلي بين البلدان لتعليم العزف
على هذه الالة الجميلة كفن وعزف
وبناء عليه قررت أن أكمل كتابي عن
تعليم آلة الكيتار بوصفها كائنا
جميلا كائنا من نوع خاص جدا، أنا
على ثقة من أن هذا الكتاب سوف
يكون بمثابة معرفة كبيرة بهذه
الآلة العريقة التي عشقتها منذ
ثلاثين عاما وطفت بها عازفاً في
العديد من الدول أما بالنسبة إلى
فرقتي) (mazen bandolers تأسست
هذه الفرقة عام 1998 في أسبانيا
عندما كنت طالباً في الكنسر فتوار
وكانت الفرقة تتكون من فتاتين
وأخوهما الذي يعزف على الكيتارمعي
وهؤلاء كانوا من عائلة خيتانوس
وكذلك عازف آلة الكاخون الأسبانية
لكن لم تتقدم الفرقة كما خططت لها
فتوقفت فترة من الزمن حتى عدتها
في عام 2004 عند وصولي الى
النرويج ولكن قررت أن أضيف عليها
الطابع الشرقي والعربي من الجانب
الموسيقي والجانب الفني واقصد
استخدام الآلات العربية الشرقية
وكذلك الرقص الشرقي والرقص
الفلامنكو والموسيقى الأسبانية
وتتكون الفرقة الحديثة من ثمانية
فنانين ومن دول مختلفة وتربطهم حب
الموسيقى و هدفهم أيضا مناوئة
العنصرية والوقف ضدها أينما كانت
وتسعى هذه الفرقة من خلال عملها
الفني أيضا إلى بناء جسور بين
الثقافات والفنون الموسيقية
المتنوعة ومن عدة دول مختلفة والى
فهم واحترام الثقافات المتباينة
وخصوصيتها . أقامت فرقتنا عدة
أمسيات فنية في النرويج وقد عكست
فرقتنا شكلاً راقياً من خلال بث
المزيج من الفنون المتنوعة
موسيقياً ومنها العربي والأسباني
و الفلامنكو والعزف الشرقي
والموسيقى العراقية الأصيلة، إذ
تعيد إلى الأذهان أيضا ذلك العراق
الذي يمثل الامتداد الحضاري
والإرث الموسيقي الذي بدأت منه
القيثارة السومرية حبا وفنا وطبعا
اليوم نحن بحاجة إلى مد جسور فنية
وثقافية كبيرة بين العراق الجديد
وبين العالم وخاصة الأوروبي.
عن ايلاف