الشاعر الشعبي طارق حسين:

القصيدة السبعينية اتسمت بالنضج الفكري والحسي

 

حاوره: كاظم غيلان

يتفق معظم مؤرخي مسيرة الشعر الشعبي العراقي على ان الجيل السبعيني هو الوريث الشرعي لجيل الريادة، واستمد منه خصوصيتي الابداع والفكر ولم يلهث وراء المغريات التي اضفت طابع التسفيه والتراجع الذي لحق بهذا اللون الشعري

وطارق حسين كاظم واحد من ابناء هذا الجيل الذي ترك بصمته على منجز شعري به من التفرد والجمال الكثير، هنا حاورناه عبر هذا اللقاء.

 

* القصيدة الشعبية العراقية وبرغم جذورها الوطنية وامتداداتها اليسارية المعروفة من خلال رموزها الريادية اتهمت او لنقل صنفت ضمن ثقافة العنف.. كيف تدافع عنها من وجهة نظرك؟

- هذا ليس صحيحا.. لان القصيدة الشعبية الحقيقية هي قصيدة مظفر النواب وزاهد محمد وطارق ياسين وشاكر السماوي وعزيز السماوي وذياب كزار واسماعيل محمد اسماعيل وعريان السيد خلف ومجيد الخيون ويعرب الزبيدي وعلي الشيباني وهؤلاء شعراء اليسار في العراق لقد تمردوا على الحاكم وحرضوا ضده وتعرضوا للملاحقة والاعتقال والتهجير ثم جاء الجيل اللاحق جيل الشباب الذي سار على خطا ابيه متمثلا - برياض النعماني وكاظم الركابي وكاظم غيلان وريسان الخزعلي ورحيم الغالبي: اما اولئك الذين ارادوا او اريد حشرهم ضمن هذه اللوحة الجميلة لم يتجاوزوا حدود الاطار.

* بدأت الان مناداة بالعودة للمناخات السبعينية، بما انك من ابناء تلك الحقبة هل تجد في هذا الحين نتيجة للتغييب والتهميش؟

- اتسمت القصيدة السبعينية بالنضج الفكري والحسي واستطاعت ان تفرض نفسها في المشهد الثقافي العراقي لانها ترعرعت في رحم العفة والنقاء وولدت ولادة سليمة وبقيت متعافية ليومنا هذا.. علينا ان نبدأ من حيث توقفت.!!

* في قصائدك هناك هاجس خفي لايمسك به الا من له باع نقدي هل تفسر ذلك تفردا ام نمطا مشابها لكتابات الشاعر الراحل الرائد طارق ياسين؟

- انا سعيد جدا بهذا الاتهام الجميل واتمنى ان تكون صائبا، ولكن دعني اقول لك شيئا قد ينفع للتاريخ ان الشاعر الكبير طارق ياسين واحد من الشعراء الثلاثة المختلف عليهم لريادة القصيدة الشعبية الحديثة وهما: مظفر النواب وسعدي يوسف علينا ان نأخذ بهذا الامر على محمل الجد خدمة للحقيقة.

* ما هي انطباعاتك عن الاعلام الراهن للشعر الشعبي العراقي؟

- انها الفوضى بعينها وستفضي الى خراب اخر مالم يصار الى قانون يحمي الذوق العام.