|
تحقيقات
سلوى ... فخر فتيات العالم * صبايا العراق... بين الأمية والأمل
تحقيق: الهام ناظم اشراف: علياء الانصاري
ظاهرة الأمية في صفوف النساء العراقيات اخذت تشكل معلما بارزا من معالم بلاد النهرين التي قامت عليها اعرق واعظم الحضارات. فمن المؤلم ان اكتب في الالفية الثالثة عن صبايا جميلات وبريئات لايعرفن القراءة والكتابة والعالم اليوم لغته الانترنت وارتياد الفضاء !! وما يزيد ألمي هو تهميش هذه القضية وعدم الاهتمام بها على الصعيد الحكومي والاعلامي، فلا مؤسسات الدولة ولا الاحزاب السياسية ولا المؤسسات الدينية وضعت خطة للقضاء على هذه الظاهرة ماعدا مساعي حميدة لبعض منظمات المجتمع المدني في اقامة دورات لمحو الامية وهو نوع من تسكين الألم وليس اجتثاث الداء. فريق التحقيق في منظمة بنت الرافدين التقت مجموعة من نساء وفتيات ناحية الحمزة جنوب محافظة الحلة وكان الحديث التالي: السيدة صبيحة عبد الله ام لخمس بنات قالت لنا (الاوضاع في السابق ايام صدام كانت مخيفة البنات في المدارس يأخذونهن جيش شعبي اضافة الى اوضاع الشارع، فالتي يعتقلون ابيها تخاف وتترك المدرسة والتي يستشهد ابوها في الحرب تترك المدرسة... المشاكل كثيرة, انا لي خمس بنات كلهن اخرجتهن من المدارس وزوجتهن... راحة بال!!) السيدة صبيحة تظن ان بالها قد ارتاح وحلت مشكلة بناتها بالزواج... وهذا اوجع حال يمكن ان يصير اليه المجتمع. الفتيات من اعمار 1982 الى السنة الحالية كلهن تاركات الدراسة... امال الصبية ذات السبع عشر ربيعا يشرق وجهها املا بعد ان تحدثنا معها حول اهمية الدراسة والعلم وضرورة ان تكمل الفتاة دراستها لتلتحق بركب العلم والتطور والبناء حيث كانت لنا معهم احاديث سابقة حول هذا الموضوع قالت: (لقد نقلت حديثك الى امي وابي وقد اقتنعوا باكمال دراستي... سوف اذهب الى الحلة وأسجل دوام خارجي لكي امتحن واكمل دراستي المتوسطة والاعدادية ). سلوى حسين (21 عاما) تركت دراستها في الرابع الاعدادي وعندما سألتها عن السبب قالت(اهلي يقولون ماذا تصبحين اذا اكملت دراستك؟ البنت مكانها البيت). تقول سلوى:(لي ثمانية اخوة كلهم اكملوا دراستهم، ثلاثة منهم أساتذة جامعة ). وعندما سألتها: ماذا تفعلين الان في البيت؟! كيف تقضين اوقاتك ؟! اجابت سلوى بحسرة:( احوك واخيط واحفظ القران) سالتها ثانية: وماهي امنيتك ؟ قالت: ( اكمل دراستي ). الشئ الرائع في هذه الفتاة العراقية الجميلة انها تجمع النساء والفتيات لتعلمهن القراءة والكتابة. تقول سلوى: (اعمل حلقات لمحو الأمية ولكني احتاج الى المال، الان هناك حلقة للفتيات اللواتي لم يدخلن المدرسة اصلا، اشتريت انا لهن الدفاتر والاقلام ولكني لا استطيع ان انفق اكثر من هذا)... ولأجل عيون سلوى والامل الذي يداعب روحها الجميلة تعهدت بنت الرافدين لها ان تكون معها في هذا الدرب وان تعمل لاجل كل فتيات العراق ان يمسكن القلم ويتحلين بالعلم... سلوى فتاة عراقية من منطقة فقيرة وبسيطة ولكنها بطلة... سلوى افضل واعظم من الكثير من فتيات العالم اللواتي يتمتعن بكل شئ ويمارسن كل حقوقهن وحياتهن الطبيعية والمترفه ايضا... سلوى فقدت كل هذا حتى ابسط حقوق الحياة الا وهي الكهرباء والماء والامان، ولكنها تعمل بجد لاجل بنات جنسها ولاجل تغيير الواقع المحيط بها... تتحرك مع فقدانها كل الامكانيات يحدوها الأمل... الامل بغد لعله يأتي مشرقا، فتحية لك ياسلوى يافخر فتيات العراق بل فخر فتيات العالم كلهن. ولنترك سلوى لننتقل الى الاختين هبة حسن ورنا، هبة من مواليد 1988 تركت المدرسة في اول ابتدائي واختها رنا (15 سنة) لم تدخل المدرسة وعندما سألتها: هبة لماذا؟ قالت وضحكة مريرة على محياها: ( لا ادري... اهلي فعلوا ذلك ؟!! انا واختي حزينات ( ضايجات في البيت), نريد ان ندرس ونتعلم... جئنا الى حلقة سلوى لتعلمنا القراءة والكتابة... والدي صعب ويرفض خروجنا من البيت ).
الطفلة زينب عامر مواليد 1993 في
الصف السادس الابتدائي تركت
المدرسة هذا العام تقول: ابي يرفض
ان اكمل الدراسة !! السيدة ام شيماء ام لاربعة اطفال قالت: (تركت الدراسة فيما مضى لاجل الخياطة... الحياة صعبة واكثر البنات يتركن الدراسة لاجل العمل). الفتاة فرات عباس مواليد1982 تركت الدراسة في اول متوسط تقول ( عائلتي فيها الكثير من المشاكل، بعد وفاة والدي ظهرت مشاكل كثيرة عن الورث ومشاكل مع اخوتي من غير ام... قلة الوعي في بيتنا السبب في تركي المدرسة ) وعندما سألت فرات: ماذا تفعلين الان ؟! كيف تقضين الوقت ؟! قالت: ( انا الان لدي درس للاطفال الصغار اعلمهم قراءة القران والرسم، احكي لهم القصص كما اني اقرأ واتعلم بعض الامور الدينية المهمة ولكني اتمنى ان اكمل دراستي من هو في عمري الان في السنة الاخيرة من الجامعة). سكينة صبري من مواليد 1973 تركت المدرسة في الثالث متوسط وعندما سالتها عن السبب قالت:(ظروف... اهلي يقولون عيب، ماذا تفعلين بالدراسة اخوتي ايضا لم يكملوا دراستهم... في رايي عوائلنا جاهلة يعني قلة الوعي عندهم هي التي اوصلتنا الى هذه الدرجة). السيدة فضيلة عبد محمد ام لستة اطفال قالت لنا: (البنات اللواتي بلاشهادة ولاعمل... ياريت تفتحون لهن مصنع او مشغل تعلموهن صنعة تفيدهن في حياتهن وتؤمن لهن مستقبلهن ). وهناك الكثير مما يدمي القلب... مستقبل الفتاة العراقية في خطر... بل مستقبلنا جميعا في خطر، واقع المرأة على ارضنا مؤلم دامي... فالى كل من يهمه الامر... امر سلوى وفرات وهبة والاف امثالهن... في زمن تتمتع فيه فتيات العالم بكل شئ وتحرم بنت العراق الاصيلة من ابسط مقومات الحياة... هبوا لاجل انقاذ فتياتنا وبناتنا... وشمروا عن سواعد العمل فالارض خصبة تنتظر من يزرعها بالامل والغد المشرق.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |