عضو مجلس المحافظة حاتم الحصونة:

المركز التخصصي لامراض القلب إنجاز كبير لقطاع الصحة في ذي قار

- جميع الجهود تظافرت لإنجاز المشروع بأسرع وقت

- الأرض المخصصة لكلية التمريض تمثل مشكلة لصحة ذي قار ومستعدون لدفع تعويضات

حاوره: طالب خيون الموسوي / بنت الرافدين / الناصرية

لا يخفى مدى أهمية توفر مؤسسات طبية متطورة في محافظتنا، يلجا إليها المواطن في الحالات المرضية المزمنة التي تتطلب نوعا من العلاج لطالما كان حكرا على مدن معينة عبر عقود من الزمن، مما جعله يتكبد عناء السفر إلى تلك المدن، وغالبا ماكان الثمن اكبر من عناء السفر والمراجعة والانتظار.. فكان أن توفى معظم المرضى وهم أما ينتظرون دورهم في سلسلة طويلة من المواعيد أو بسبب عدم تمكن بعضهم من مواجهة ظروف الحياة الصعبة التي تحول دون توجههم إلى تلك المدن لغرض العلاج.

في هذا السياق، يأتي مشروع المركز التخصصي لامراض القلب في ذي قار الذي تتظافر في سبيل إنجازه جهود جماعية من المسؤولين والمعنيين في المحافظة والذي من المؤمل أن ينتهي العمل به في غضون الأشهر القليلة القادمة.

السيد حاتم الحصونة عضو مجلس المحافظة والمشرف على المؤسسات الصحية في المحافظة، أوضح جوانب مهمة في طريق تحقيق أهداف هذا المشروع والجهود الساعية إلى جعل هذا المشروع منجزا في خدمة أنباء المحافظة.

وقال في حديث لـ( جريدة بنت الرافدين) تظافرت جميع الجهود منذ نحو ليست بالقصيرة في سبيل وضع هذا المشروع موضع التنفيذ ابتداءا من السيد المحافظ ورئيس مجلس المحافظة ونائب المحافظ ومدير الصحة ومسؤولين وأطباء."

واضاف " يعد هذا المركز الرابع من نوعه في العراق بعد مراكز متخصصة في بغداد والموصل والبصرة، ومن شانه ان يقدم خدمة كبيرة لابناء المحافظة نظرا لكونه يلبي حاجة ملحة في القطاع الصحي تتمثل بضرورة وجود مراكز طبية تعنى بالأمراض المزمنة كأمراض القلب التي تعاني من خطر الإصابة بها شريحة كبيرة من المواطنين في المحافظة."

وحول بدايات المشروع، قال " كان في بادئ الأمر مبادرة من أحد الأطباء وهو الدكتور عقيل الذي تابع الموضوع منذ البداية، وكنا قد قدمنا المقترح في اجتماع ضم السيد عزيز كاظم علوان محافظ ذي قار ورئيس مجلس المحافظة إحسان الطائي ونائب المحافظ احمد الشيخ ومعاون المحافظ الفني تاميم مهدي والدكتور هادي بدر الرياحي مدير دائرة الصحة في ذي قار وعدد من المسؤولين المعنيين."

وقال ان المحافظة قامت بتوفير الدعم الكامل لهذا المشروع حيث لقي ترحيبا من قبل المسؤولين فيها، وكان من ايجابيات هذا الدعم ان تم وضعه مع مشاريع أخرى ضمن خطة استراتيجية عام 2006- 2007."

اما الكادر الطبي للمركز، فقد اوضح " ان نخبة من خيرة الأطباء في العراق سوف يعملون في هذا المركز وهم من الكفاءات المشهود لها من ناحية الخبرة والممارسة المهنية، اذ أبدى عدد من هؤلاء الاطباء استعدادهم للمجئ الى المحافظة والعمل في المركز، لاسيما وانهم من أبناء المحافظة الذي يعملون في بغداد ومن بينهم الدكتور تحسين الذي يعد من ابرز المتخصصين في هذا المجال."

واشار الى ان استقدام مثل هذه النخب الى المحافظة التي تشهد وضعا امنيا مستقرا قياسا بمناطق اخرى في العراق يحول دون توجه العقول العراقية الى الهجرة الى خارج العراق.

وذكر ان الموافقة حصلت على تدريب الكوادر من حملة الشهادات العليا التي ستعمل في المركز في دورات تدريبية متخصصة خارج العراق.

كما ذكر انه " تم الحصول وبالتعاون مع محافظة ذي قار على 5 مليارات دينار لدعم عملية شراء الاجهزة والمواد الطبية، حيث تم شراء جهاز القسطرة، واستطعنا ان نحصل على نفس النوعية التي كان الاطباء يتقنون العمل عليها."

ومن جانب صحة ذي قار، اوضح " ان دائرة الصحة ابدت تعاونها المثمر في هذا المجال، وقد حصلت على موافقة الوزارة على فتح هذا المركز في المحافظة بعد ان تمت دراسته مع المسؤولين والمعنيين في المحافظة."

وتابع " كما خصصت الدائرة جناحا خاصا في المستشفى كنواة مستقبلية للمركز وتم دعمهم بالاجهزة والمعدات الطبية، فضلا عن التنسيق مع الوزارة لهذا الغرض، حيث اعطتنا الوزارة جهاز قسطرة كان في مستشفى اليرموك وايضا جهاز التنفس الاصطناعي تحت التخدير واجهزة طبية اخرى."

واضاف " كذلك فان الوزارة قامت بدعم المركز بالكوادر الصحية المتدربة في بغداد لغرض تدريب الكوادر الطبية في المحافظة على العمل على المعدات والاجهزة الطبية الموجودة في المركز."

وذكر ان الوزير خصص جهاز الرنين المغناطيسي الى دائرة صحة ذي قار الذي تبلغ كلفته نحو مليون دينار.

وحول دور الجامعة في مجال دعم المركز التخصصي لامراض القلب في ذي قار، قال " اننا نطلب من الجامعة ان تزج الكوادر الطبية العاملة في المركز في البعثات والدورات التدريبية والمؤتمرات خارج القطر من اجل التواصل مع التطورات الحاصلة في العالم وتطوير الكفاءات العاملة في هذا المجال."

ومن جانب اخر، طالب السيد الحصونة بضرورة التنسيق بين الجامعة ودائرة الصحة في ذي قار حول الأرض المخصصة لكلية التمريض في المنطقة الواقعة امام مستشفى الناصرية العام.

وذكر انه حسب الاتفاق مع مدير الصحة، فان الدائرة مستعدة ان تعطي الجامعة ارضا مخصصة للصحة تعادل ضعف هذه الارض، فضلا عن ان موقعها يكون بجانب الجامعة مقابل تخصيص هذه الارض لدائرة الصحة."

واوضح ان اسباب ذلك تكمن في " كون تخصيص هذه الارض الى صحة ذي قار سوف يحل مشكلة كبيرة تتمثل بوجود تخصيصات مالية متراكمة من قبل الشركة اليابانية التي تريد ان تقوم اعمال صيانة وتاهيل للمستشفى ولكن على ان تكون هذه الاعمال في محيط المستشفى العام."

واختتم الحصونة حديثه ل(بنت الرافدين) بالتاكيد على اهمية الجهود التي تعمل على تحقيق هذه المشروع، وقال " ان الخطوات الاولى لهذا المشروع كانت مشجعة وبفترة قياسية، والجميع اشترك في وضعها على طريق الانجاز، ومن هؤلاء السيد احمد غني الخفاجي مدير التخطيط في دائرة الصحة والدكتور عقيل والدكتور محمد والمهندس الدكتور رسول اختصاصي الاجهزة الطبية، وغيرهم من الخيرين الذي يعملون لخدمة المحافظة."

كما دعا االلجنة القانونية في المحافظة الى تسهيل الاجراءات الكفيلة بتسريع عملية انجاز المشروع باسرع وقت وبما يخدم مصلحة المحافظة قبل كل شئ.

وناشد الحكومة والقوات المتعددة الجنسيات ومنظمات المجتمع المدني بدعم المركز بالدورات التدريبية وخاصة خلال فترة الستة اشهر القادمة واستغلالها لتدريب الكوادر الطبية العاملة في المركز.