|
تحقيقات
هجرة الشباب ..
اسبابها وكيف نعالجها
الوضع الامني ام الوضع الاقتصادي السبب في هجرة شبابنا تقنيين هجرة الشباب هل ستضع حدا لهذه الظاهرة فاتن حسين ناجي / عضوة في بنت الرافدين في وقتنا الحالي اصبح اقبال الشباب على الهجرة الى بلدان اخرى في تزايد مستمر ومهما كان المغترب يعاني من القلق والتوتر وحنين دائم الى وطنه الاصلي ومع ذلك يتحملون كل هذا ويقولون المال في الغربة وطن فهل المال هو السبب الاساس في هجرة الشباب نحن نقول ان المال هو سبب اساس لكن هنالك اسباب اخرى تدفع الشباب وخاصة الشباب في العراق الى السفر والهجرة ومن هذه الاسباب: 1- الوضع الامني المتردي داخل البلد حيث (يهرب) الشباب من هذا الوضع خوفا من الموت وايضا ليبتعدوا عن تلك القيود التي تفرض عليهم من قبل العائلة في عدم تنقلهم مابين المحافظات بحرية ونجد ان الاهل هنا هم من يحرض اولادهم على الهجرة خوفا عليهم من الاوضاع الامنية. 2- عدم توفر فرص عمل مناسبة للشباب: حيث اننا نجد ان اكثر المهاجرين من الذين يحملون شهادات جامعية فعدم توفر وظائف كافية واقتصار الوظائف على شريحة معينة تدفع بالشباب الى اللجوء الى بلدان اخرى للبحث عن وظيفة مناسبة فالشاب هنا لايجد في بلده ذلك الحضن الدافيء الذي يحتويه ويقدم له حقه لذا نجد الشباب يهاجرون الى بلدان عربية كنوع من العقاب الذي يوجهونه لبلدهم على عدم توفيره لهم فرص عمل كافية. 3- الوضع الاقتصادي فيوم بعد يوم نجد ان اسعار السوق في ارتفاع مستمر بينما الدخل اليومي للفرد ثابت لايحرك ساكنا مما يجعل الشباب يتطلعون نحو السفر سنة او اكثر حتى يتمكنوا من ان يجمعوا مبلغا من المال يستطيعون معه ان يكونوا مستقبلا لهم فالعازب يريد ان يتزوج والمتزوج يريد ان يستقل بمنزل خاص به وبزوجته والدخل اليومي داخل بلده لايتمكن معه بالعيش بصورة طبيعية. 4- الضغوط النفسية التي يعاني منها الشباب في هذه المرحلة قد تدفع بهم الى الهجرة هربا من تلك الضغوط او عدم تمكنهم من تحقيق هدف ماكانوا يصبون الى تحقيقه لذا يعمدون الى الهجرة ليملؤوا النقص الذي يملاء حياتهم. 5- الاغراء الذي تقدمه البلدان الاخرى: فحالة الانفتاح التي تعيشها بعض البلدان العربية وجميع البلدان الغربية تجعل من الشباب يحلمون بالهجرة ليتمكنوا من العيش بصورة اكثر انفتاحا وعولمة من البلد الذي يعيشون فيه فنجد اليوم ان اكثر شبابنا يهاجرون الى لبنان طلبا للرزق والمتعة في ان واحد 6- ولربما اخر سبب يفكر شبابنا بالهجرة لاجله هو التعليم والحصول على شهادة من بلد اخر لايؤهلهم معدلهم من الحصول عليها داخل بلدهم او الحصول على شهادة عليا من الصعب الحصول عليها داخل بلدهم. ولربما سبب اختياري لهذا التحقيق هو (رعد) وهو شاب من مواليد 1978 من سكنة محافظة كربلاء عائلته ميسورة الحال ومع ذلك اختار (رحلة الهجرة) ابتدأها بالسفر الى الاردن عاش هناك ثلاث سنوات كان يعمل بائع سكائر ثم عاد بعد انتهاء حكم الطاغية الى العراق وبالمبلغ الذي جمعه اشترى سيارة اجرة ثم عاد للسفر حيث ترك السيارة لاخيه وسافر مرة اخرى الى لبنان وعمل هناك (بواب) لاحدى العمارات وبعد الاحداث الاخيرة في لبنان عاد الى العراق ليعيش اسوء ايام في حياته حيث يقول رعد انه قد اعتاد على حياة اخرى غير هذه الحياة ولا يوجد عمل اجره مناسب وبعد خمسة اشهر سافر رعد ولكن هذه المرة الى المانيا ولا نعرف ماذا يعمل هناك الان سوى انه يشعر بالارتياح بينما والدته تبكيه الما هنا... اخصائية علم النفس غدير عامر ترى ان هجرة رعد وعدم تغلبه على واقع العراق يعود الى اسباب نفسية بالدرجة الاولىوهروب من تحمل المسؤولية بالدرجة الثانية وهو هروب من الواقع ايضا حيث يحاول ان يبني له واقع جديد حتى لو كان هذا الواقع متذبذب ورعد ليس الحالة الاولى او الوحيدة لكن رعد حالة ميؤوس منها لانه لايحب الوطن ومن لاخير له في اهله ووطنه لن يكون له خير في بلاد الغربة. اما رائد وهو شقيق رعد الصغير فهو حالة اخرى واقعنا هو الذي يرفضه وليس هو من يرفض الواقعفهو خريج كلية التربية عانى ما عانى ليحصل على الشهادة وعندما حصل عليها وضعها جانبا ليلتفت الى بيع العصائر في عربة متحركة رائد يتحدث الينا بالم وهو يقول (( احمل شهادة البكلوريوس واجلس في الشارع لابيع العصائر)) فهو متخرج منذ ثلاث سنوات ولم يحصل على التعيين الكل من رفاقه حصلوا على عليه الا هو لانه وكما يقول ((لايمتلك الواسطة)) واخر قرار توصل اليه هو ان يلتحق باخيه في مسيرة الهجرة واخر امل له في هذه الفترة هو التتعيين فان لم يظهر اسمه في وجبة المتعينيين في هذه السنة سوف يسافر الى المانيا مع رعد وما يين رعد ورائد شبابنا سوف يتركون بلدهم لمهب الريح. اما ذو الفقار خضر حاجم وهو طالت حاصل على شهادة البكلوريوس يقول: ان الذي يعيش في العراق شخص عاجز فالعراق ساحة حرب لايسعنا الا الخروج منها احياء فالشباب لايستطيعون ايجاد فرص عمل مناسبة وان وجدوا فاما حرس وطني او شرطة اي وسط النار وان لم يجدوها فعامل في البناء كل يوم تستهدفه سيارة مفخخة والافضل من هذا وذاك السفر والهجرة وحتى ان لم اجد عمل جيد سأعمل باي شيء واضع شهادة البكلوريوس واتطلع نحوها واقول ليتني لم اضيع اجمل سنين عمري في الدراسة. اما اسراء وهي مهندسة تخرجت منذ ثلاث سنين ولم تحصل على فرصة عمل عمل واحدة فتقول انها لو حصلت على عقد في اي شركة من شركات دول الخليج فسوف تسافر الى هناك وتأخذ والدها معها فوالدها يحتاج الى علاج وعلاجه غير متوفر سوى في العاصمة بغداد والعاصمة الذي يدخلها لايخرج منها وكأنها مثلث الموت وتضيف لنا اسراء انها تعاني من ضغوط نفسية كبيرة جدا حيث قضت سنين عمرها في الدراسة واي دراسة دراسة الهندسة وبالتالي لم تحصل على حقها لانها لاتريد شي من العبد بل تطلب من الله ان يعطيها وتسأله ان لا يجعلها قدوة للمهندسين الاخرين الذين لازالوا يدرسون في الجامعة. اما استاذ علم النفس خضر الذبحاوي يقول ان السبب الاساس في الهجرة هو قلة فرص العمل وبالتالي قلة الدخل اليومي للشخص وهجرة الشباب بصورة خاصة سببها الاساسي اضافة الى قلة فرصة العمل هو عوامل الجذب المتنوعة التي تقدمها بعض الدول وكذلك ارتفاع الاجور اليومية في دول الغرب حافز كبير يدعوا الشباب الى الهجرة اما كيفية معالجة هذا تقع في الجانب الاول على الدولة في توفير فرص عمل للخريجين خاصة وللشباب الاخرين بصورة عامة وكذلك الجانب الاكبر يقع على عاتق الاسرة في كيفية احتواء ابناءها وعدم ترغيبهم في السفر. وبخصوص هذا الجانب تقول الدكتورة رند ان الشباب لا يصغون الى كلام عوائلهم وكلما زاد الاهل في الالحاح على عدم السفر ازدادت الرغبة في السفر لدى الاولاد وكنوع من رد فعل اتجاه عوائلهم وتقول الدكتورة رند ان اخيها الاكبر هاجر منذ عشرون عام وكان عمره انذاك ثلاث وعشرون سنة ومنذ ذلك الحين هي لم تراه فقط تسمع صوته عبر الهاتف والمشكلة الان ان اخيها الاخر يريد السفر الى اخيه الاكبر والدكتورة رند تقول ان البيت سيخلو عليها وعلى والدها من بعد اخيها وان جميع محاولاتهم لمنعه من السفر بائت بالفشل لانه يصر على ذلك وتضيف لنا ان معالجة هذه الظاهرة التي انتشرت في السنين الاخيرة جدا تكمن في منع الدولة للشباب من السفر دون عمر الثلاثين حتى يتمكن في فترة العشرين من عمره ان يتمسك ببلده وعائلته بصورة اكبر. اما علي قيس وهو طالب في المرحلة الثالثة في كلية العلوم فيحضر اوراقه للسفر الى السويد تاركا دراسته وشهادته ومصر كل الاصرار على السفر وعن اسباب اصراره هذا يقول ان الحياة في العراق اصبحت شبه مستحيلة وبعد وفاة صديقه محمود في انفجار المسيب لم يعد للعراق قيمة اساسا والخروج منه هو الولادة الجديدة قبل ان نموت باحد الانفجارات عن طريق الصدفة وعن دراسته يقول ان الدراسة في ظل هذه الاجواء المشحونة دراسة صعبة بكل نواحيها وبدل من ان اقضي سنين في اكمال دراستي فالافضل ان اقضيها في العمل وبناء حياتي وعن معالجة هذه الظاهرة اجابنا علي ان الله وحده يعلم متى سيتحسن الوضع الامني ليعود شبابنا الى عراقنا الامن من جديد. من كل ما سبق استطعنا ان نتعرف على اسباب هجرة الشباب والتي كان اولها عدم توفر فرص عمل كافية وايضا هنالك سبب مهم وهو الوضع الامني المتردي داخل البلد حيث يخشى الشباب ان يخسروا حياتهم في احد الانفجارات التي تقدمها الدول الاخرى وعن كيفية معالجة هذه الظاهرة بينما يقول البعض الاخر ان الدولة ان وضعت قوانين لهجرة الشباب سوف يتقلص عدد المهاجرين اما البعض الاخر فيقول ان تحسن الاوضاع الامنية والاقتصادية سوف تجعل من الشباب يتمسكون ببلدهم اكثر.وبين هذاالرأي وذاك تبقى مشكلة هجرة الشباب قائمة الى وقتنا هذا دونما حل. ونحن نخسر طاقات لا حدود لها يحتاج بلدهم اليها في ظل ظروفه الحالية.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain. com |