|
تحقيقات هل أتاك حديث المطلّقين؟!
تحقيق: احمد السعد (بنت الرافدين) / البصرة روت السيدة عائشة أن الرسول (ص) كان في حجرتها حين جاءته امرأة فاستقبلها واحتفى بها, وأسرع في قضاء حاجتها, فتعجبت السيدة عائشة من ذلك, فقال لها (ص): (إنها كانت تأتينا في حياة خديجة) وفي حديث للإمام علي (ع) عن تزويجه بالسيدة فاطمة الزهراء (ع), قال: ((... ثم صاح بي رسول الله (ص): يا علي! فقلت: لبيك يا رسول الله, فقال (ادخل بيتك والطف بزوجتك وأرفق بها, فأن فاطمة بضعة مني, يؤلمني ما يؤلمها ويسرني ما يسرها). قال علي (ع): فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل, ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً, ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان)).
الطلاق والتفريق الطلاق غالباً ما يكون بيد الزوج, أما التفريق أي إنهاء العلاقة الزوجية بحكم القاضي فمن حق الزوج أن يطلب إيقاعه وكذلك الزوجة. وتنظر محاكم الأحوال الشخصية في العراق في دعويين بشأن الطلاق هما: إيقاع الطلاق, وتصديق الطلاق. والتفريق القضائي يقع بمثابة طلاق بائن بينونة صغرى. ومن المفيد الإشارة الى ان الطلاق الرجعي يقع دون بذل من جانب الزوجة, ولكن للزوج المطلق حق مراجعة مطلقته قولاً أو فعلاً خلال مدة العدة الشرعية لثلاثة قروء أو لحين وضع الحمل. أما الطلاق البائن بينونة صغرى فيقع في الطلاق الخلعي بعد ان تبذل الزوجة ما أنفقت عليه مع زوجها على ان يطلقها وهنا لا يجوز للمطلق مراجعة مطلقته ولكن إذا رجعت المطلقة عن البذل وخلال مدة العدة ينقلب الطلاق الى طلاق رجعي فيجوز حينئذ للمطلق مراجعة مطلقته.
مسؤولية الرجل ويقول السيد حمزة البطاط: ان الطلاق يأتي بعدما تتفاقم المشاكل ولا يكون لها حل سوى الانفصال بعدما أخذت منهم المواثيق وجعل الله بينهم المودة والرحمة عندما قال تعالى (ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) وهذا الخطاب موجه من الله تعالى الى الرجال. حيث يقول لهم يا معشر الرجال: ان الله خلق لكم أزواجاً من جنسكم أي أنتم بشر وهن بشر كذلك وعلة هذا الخلق كي تستقروا وتهدأ أرواحكم وأجسادكم ومن خلال هذه العلاقة الروحية والجسدية يجعل الله بينكم المودة وهي أشرف من المحبة, والرحمة وهي الرأفة التي تنشأ من خلال تبادل المصالح الزوجية ولكن لابد للإنسان الواعي ان يقيم هذه العلاقة وهذا العهد لأنها مسؤولية شرعية أولاً وإنسانية وأخلاقية ثانياً فعلى الرجال ان يكونوا أهلاً لحمل هذه الرسالة الإنسانية وان يحرصوا على انتخاب الزوجات, وعلى النساء في المقابل احترام تلك العلاقة التي شرعها الله وسنها نبيه الأكرم (ص).
كنت في مديرية أمن صدام! السيدة إنعام روت معاناتها مع مطلقها: لقد كتبت لي حياة جديدة بعد خلاصي من كابوس مرعب. كان يضربني صباح مساء وكأني معتقلة في مديرية أمن صدام وبسبب ودونه. لكني صبرت على مضض خشية من أهلي ورفعاً للحرج أمام الناس حتى جاء اليوم الذي رحمني الله به فأقدم زوجي على تطليقي, فالطلاق كان النتيجة الحتمية لعلاقتنا الزوجية لأننا لم نكن متفاهمين منذ ليلة الزفاف.
هرب مع أم عروسه ليلة الزفاف! الشيخ يونس المظفر روى لنا مشكوراً الكثير من الحوادث الطريفة لكن بعضها قد يشيب له شعر الوليد ويجعل المرء ينزف قلبه دماً على الوضع الاجتماعي في العراق, ومما قاله الشيخ: ذات مرة أجريت عقد زواج شاب وشابة على ان يتم الزفاف في اليوم القادم ثم سمعت انه أثناء حفلة الزفاف وبينما كان المدعوون يتناولون طعام العشاء افتقدوا العريس أما المدعوات فافتقدن أم العروس ثم اتضح أن العريس وعمته أعجب كل منهما بالآخر واتفقا على الهرب الى جهة مجهولة! فقام أهل العريس بإعادة العروس الى أهلها وفي الليلة نفسها فلما علم والدها بالأمر, صفق فرحاً وقال: إذن سأحصل على أربع نساء (فصليات)!!
أستاذ جامعي أم زير نساء! السيدة أحلام روت لنا قصتها المؤلمة مع مطلقها فقالت انه أستاذ جامعي يحمل شهادة الدكتوراه ويعمل في دولة الإمارات العربية وفي إحدى زياراته لأهله بالبصرة خطبني من أهلي, وكنت أمني النفس بالحياة الهانئة السعيدة خاصة وهو يعيش في بحبوحة هناك لكني لم ألتفت الى قول من قال (اسأل عن الرفيق قبل الطريق) فما ان وصلنا الى ذلك البلد ودخلنا شقته الفارهة حتى اكتشفت الأمر حيث وجدت خمس نساء فيها من جنسيات لبنانية ومصرية وسورية وجزائرية والأخرى من دول جنوب شرق آسيا على ما يبدو, ظننت بادئ الأمر أنهن خادمات, لكن الحقيقة ان زوجي زير نساء وهؤلاء بائعات هوى لا أكثر, والأكثر من ذلك كان يومياً يذهب بإحداهن ويأتي بأخرى جديدة ويختلي معها في إحدى حجرات الشقة فقلت له: إنني من عائلة كريمة فهل تعتقد أنك تستطيع إهانتي بهذه الشقة والسيارة الفاخرتين, أعدني الى أهلي وإلا التجأت إلى الشرطة!.
يقتحم الحمام على ابنته الشابة! الترشيد واجب على الزوجة والزوج ولكن ليس ان يتحول الى بخل شديد فبعض الأزواج يحرمون أطفالهم من كل الضروريات بحجة (الاقتصاد). تقول السيدة زاهدة ان من مساوئ مطلقها البخل الشديد رغم وفرة المال لديه, وذات مرة أخذت من جيبه خمسة آلاف دينار أعطيتها لابنتي ذات العشرين ربيعاً فما كان منه إلا ان اقتحم عليها الحمام وهي تستحم مهدداً إياها بأن تعيد المبلغ!.
يغرم أطفاله ثمن الكوب المكسور! تروي السيدة مريم بسخرية تصرفات مطلقها الذي كان يقتطع ثمن كوب كسره أحد الأطفال من مصروفه اليومي أو يقسط الاستقطاع على عدة أيام وقد وضع سجلاً لإحكام التغريم!!.
شخصية هزيلة رغم أن السيدة ابتسام لم تكمل المرحلة الثانوية إلا أنها تقرأ باستمرار وتتابع المحطات الفضائية لاسيما البرامج السياسية والثقافية وهي تقول عن مطلقها: انه متخرج من إحدى الكليات ويعمل في التدريس إلا أني لم أره يوماً يتفحص أي كتاب أو مجلة أو جريدة فكل همه التسكع مع (الجماعة), أما في البيت فلا يتكلم قط بحديث ذي فائدة سوى: فلان الذي اشترى سيارة أو دشداشة, والآخر الذي سيتزوج فلانه وكنت لا أجد فرقاً بين أحاديث النساء التافهة وأحاديثه, فشخصيته هزيلة وأفكاره (إن وجدت) تافهة وساذجة واستغرب من أن سنوات الدراسة والجامعة لم تضف له شيئاً يذكر!
يسعى لتخفيض نفقة أطفاله المحامي السيد فائق عمر يتحدث بمرارة عن بعض الآباء حيث يراجعونه لإقامة دعاوى تخفيض نفقة أطفالهم الذين يعيشون بحضانة مطلقاتهم ويضيف: أحدهم عرض علي أجوراً طائلة لقاء كسب الدعوى فقلت له: أعط هذا المبلغ لأطفالك بدلاً عني! ويبدو أن بعضهم يريدون إلحاق الضرر بمطلقاتهم على حساب الأطفال الأبرياء, ناهيك أن البعض الآخر لم يروا أطفالهم منذ شهور بل سنين فأية قساوة يتصفون بها أليست هذه لعنة من الله في الدنيا قبل الآخرة؟!
المرأة واللون الرمادي الآنسة المحامية وئام الجابري ترى أن المرأة أما ان تكون كاللون الأبيض أو كاللون الأسود فلا يوجد لون وسط بينهما وتستطرد قائلة: هذا من جهة ومن جهة أخرى فالرجل غير المستقيم يمكن أن تقوّمه المرأة ولكن العكس غير صحيح إذ أن تأثير المرأة أقوى من تأثير الرجل والطفل تبعاً لذلك يأخذ من أمه الكثير ولا يأخذ من أبيه إلا القليل, لذا أمر الرسول (ص) الرجال بأن يتخيروا لنطفهم لأن العرق دساس. أما عن الشهادة المدرسية فترى الآنسة الجابري أنها مكملة للشخصية وليست الأساس, فالأساس يكمن في التربية والبيئة فأحياناً ترى رجلاً أمياً بالمعنى الفني للأمية أي لا يعرف القراءة والكتابة لكنه أوسع عقلاً من حامل الشهادة الجامعية العالية والنساء كذلك.
رجل مثالي ينقل المفكر الكبير سلامه موسى عن أحد الكتاب الألمان أنه ما ان شعر بقرب وفاته حتى كتب وصيته التي اشترط فيها لاستحقاق زوجته ميراثه ان تتزوج بعده! ويعلق سلامه موسى على ذلك بقوله (هذا العمل هو نقيض ما نرى في بلادنا... لأن الزوج يغار وهو في القبر من زواجها, وهو يريد أن يتحكم في مصيرها حتى عندما تكون الديدان قد تولت إفناء جسده!).
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@brob.org |