|
لقاءات الفنان التشكيلي والشاعرحكيم نديم الداوودي يستعيد ذ اكرة الطفولة بوهج الألوان ودفء الشعر حاوره / محمود الوندي / المانيا - كييل الحوار مع الأقلام التي تقّطر عطراُ وترسم خارطةً للمحبة أشبه بسياحة للعالم الحالم المفعم بالامل الطافح وفي جوانبها الناصعة ترى نجوماً تومض ألقاً وفي مَدار تلك الافكار النيّرة تسمو الألفة السمحة على الذاتية الضيقة التي تبَهتُ فيها الالوان وتجّف ينابيع الأنسانية إن لم تتُزين ظلامها باللوحات المعبرة عن ميلاد فجر الرسالة الانسانية التي تتعانق فيها كل الاطياف المتاخية بعيداً عن مشاهد الدمار والقتل ودموع لحظات الفاجعة العراقية، وتضوع لياليها المقمرة بعطر الشعر ومنادمة الحبيب البعيد قصائد مناجاة من جوى واتقاد ومجالسة للقلوب التي هجرتها الأفراح واستوحشتها الغربة وشيبتها المنفى والشتات.فالطريق الى عالم الفن والشعر وسط عوالم متداخلة ليس مسلكا هينّا والشعر والفن اذا تلازما فيكّونان متخذاُ لتساؤلات واستفسارات وتكون أبسطها كيف يرى الشاعر والفنان في عمله الفني والأدبي علاج قضية اوقضايا متعددة تشغل الذائقة وتسّعرأوار الضمير. الحيرة مع الداوودي حكيم نديم وعلى وصف الكاتب والاديب قيس قره داغي له- ( أنها تبدأ من ديباجة الولوج الى إطار البطاقة، أو من الصفة التي يمكننا أطلاقها عليه، أنقول الشاعر حكيم وهو الذي يحلق شاعرا في فضاء قصائده الأشبه بلوحات سريالية، أم نناديه فنانا وهو التشكيلي الراسم لقصائد الشعر في إطر اللوحات التي زينت معارضاً وبيوتاً ومجلات ومواقعا في شبكة الانترنيت، أو كاتباً ملتزماً يمنح المقال حقه حينما يحرص على أستقاء المعلومة من منابع المعرفة الاصيلة مفهرسا أسماءها وتفاصيلها بانتظام-). استطعنا ان نسمع منه أجوبة شافيه لبعض تساؤلتنا المؤرقة للخيال وللذائقة التي تشظت نحو الارتقاء لمعارج الفن والأدب . من هو الداوودي حكيم نديم عرفناه من خلال عالمه الفني يتشح بالالوان عشقاً لمغازلة اللوحة وتفوح أجواء قصائده بعشق الأنسانية.؟ يعود تاريخ تكويني الأول وحسب مدونات والدي في مذكراته المحفوظة لدينا الى مدينة كفري العريقة المنسية،والمعروفة في سابق تألقها التاريخي بمدينة النخبة من الكتاب والعلماء ورجال الثورة والسياسة، ومن يقرأ تاريخ المدينة بأنصاف يندهش أمام أسماء أبنائها من الوزراء والمفكرين والعلماء والشعراء الفنانين. أعتبر نفسي برعمُاً صغيراً من رياض أولئك العظماء الكرام.عشقت الحياة مُبكراً رغم مواويل والدتي الحزينة على فقد شقيقها في معركة الشيخ محمود في (ئاو باريك) ضد الأنكليز.أمتزج الحزن والدمعُ مع قطرات الحليب في الرضاع والفطام، فتلك المشاهد الحرجة والُملذة حيناً جعلتني تخيّل الهروب من دوائر الفزع نحو ملاذ الأم التي هجرتُها مُبكراً قسراً كي لا أرى صورة عذابها في أحلامي المفزعة، فلا غرو إذا إتشحت أغلب لوحاتي بلون الأشباح أو كتل عشوائية بلون رماد أشجار وطني المحترقة،أو صوير لحظات أستغاثة أمراة تتناخت الضمائر الميتة، فالفن ولد معي ونما مع مصائب تاريخ مدينتي، وبيئتي الموروثة باللاستقرار وعبثية الأقدار بطموحه أينما كان،فماذا عن ملاذ ذلك العالم الحالم حول تلك الطفولة المفزعة غير ملاذ الفن بكل فروعه ومدارسه بحثاً عن فلسفة توجز الحياة في إطار وعي بعيد عن مؤثرات التقليد والدوران في فلك الموروث بكل سلبياته المزمنة في تقييد المعرفة. حتى العقل الذي بجّله ورفعه الخالق في مسألة تكوينية الانسان نفسه أمام التدبر والتفكير في ذاته من ضياع العمر في مجاهل حجر العقل وقفله باقفال الجهل والشعوذة والبدع والتمسك الماضي ورجم ُرسل المستقبل تحت يافطات التخريب، وتجاوز ثوابت المجتمع.فعالم الفن والشعر عالم صعبٌ مليء بالآلام والمّسرات.ما لم أتمكن تعبيره باللون والريشة وحسب لحظات تعبيري العفوي قد تستوعبه القصيدة في زمن وأوان غير قابل للتحديد ويبقى عالم الفنان والشاعر متشظياً بجنون التعبير لحين إكتمال لمسات لوحاته المعبّرة عن دقائق تفاصيل معاناته او الوقوف على كلمةٍ معبرةٍ كعلامة على إنتهاء قصيدته في إية صورةٍ او لغةٍ كانت. وبمعنى آخر أو أدق تمازجه الانساني الصادق والتعاطف مع قضايا العالم المأساوية. عندما تظهرالموهبة لاتحدها اشكاليات التعبير فهي اذن تكون مع موعد التكوين والبوح لجوانب أسرار التألق متى بدأت صيرورة موهبة الادب والفن لديك وخاصة الرسم؟. تساؤلك يحيلني الى الوقوف على مشارف بدايات معرفة ميول الذات وانطلاق الموهبة نحو محطات التعبير متى ما استطاعت النفس التواقة في البوح عن مكامنها الحبيسة فحينها تتلون إبداعات الفنان والشاعر بألوان التألق، فيتجاوز الموهبة الفنية والادبية لديه كل جغرافيات التحجيم ويخرق وسائل كم الأفواه ولجم اللسان، موهبتي ظهرت مبكراً في مرحلة تعليمي الابتدائي عشقت فيها الألوان لطختُ أصابعي جذلاً متحولةً أصابعي الى أطياف لونية معبرة،وقبل تشجيع معلم الرسم لي على التعامل مع اللون كنت أقضي ساعات ممتعة مع الالوان الزيتية والمائية والفحم وقلم الرصاص في مرسم شقيقي الراحلين الفنان صباح نديم وصفوت نديم وعندما كانا يعملان التخطيط المبكر لبوتريهات الأصدقاء والجيران في مرسمهم البيتي الجميل. فابقى مديناً لهما ولدورهما في صيروة موهبتي ولمعلمي الرسم في مدرسة كفري كمال ملا خليل الذي شجعني أيضاً من خلال أشتراكي بلوحاتي المتواضعة في المعارض المدرسية التي كانت تنظمها المدارس في الربيع من كل عام، وكما أثرت في تجربتي الفنية قراءتي المستمرة لسيرة عمالقة الفن في داخل العراق وخارجه وتعرفي المّبكر على روائع رواد الفكر في العراق من أدباء ومفكرين،وأيضاً مراجعاتي الدقيقة لمذكرات رجال السياسة ونوابغ التاريخ. في مسيرتكم الفنية هل شهدت أعمالك معارض شخصية لحد الان؟. منجزي الفني لم يتجاوز الثلاث معارض شخصية، في استوكهولم العاصمة أقمت معرضين شخصيين في مطلع عام 2000 وأفتتحت المعرض في حينه وزيرة الثقافة السويدية ولقى صدىً وترحيباً من قبل الزوار وضيوف المعرض.والمعرض الثاني كان في عام 2002 في ستوكهولم العاصمة أيضاً وتنوع معرضي الثاني عن معرضي الأول من حيث الأسلوب والطرح في معالجة الكثير من القضايا الإنسانية، كم عملاً مشتركاً شاركت فيها في داخل العراق وخارجه؟. أشتركتُ داخل العراق في عدة معارض جماعية عندما كنت في المرحلة الثانوية والاعدادية، وفي أثناء دراستي الحقوق في جامعة بغداد. وفي خارج العراق ضمن نشاطاتي الفنية أشتركتُ في المعرض الجماعي مع مجموعة من الفنانين العراقيين في مالمو2002 .وفي 2005 أشتركتُ بعدة لوحات زينية ضمن المعرض المشترك الذي أقامته جمعية الفنانين التشكيليين في العاصمة السويدية ستوكهولم. تحت شعار التواصل، وفي النية اقامة معرضي القادم في كركوك وأربيل إذا سنحت لي الظروف في السفر الى مدينتي الحبيبة. أين عرضت أعمالك الفنية وهل لك مقتنيات فنية معروضة؟. عرضت في عام2003 وبطلب من مكتبة بلدية تينستا مجموعة من أعمالي الخزفية وأشترت مني جهات رسمية وشخصية العديد من لوحاتي في السويد أثناء اقامة معرضي الشخصي الثاني عام 2002. هل حققت لك أعمالك الفنية والأدبية الانتشار والشهرة؟. لاقت بعض أعمالي الفنية والأدبية المتواضعة صدى في أوساط المعنيين بالفن والأدب بفضل وسائل الأعلام المرئية والمسموعة وفي مقدمتها شبكة الأنترنيت،هذا بالنسبة للنشر وأما بالنسبة للشهرة فباعتقادي أنها تعتمد على نوعية وسمو الفكرة وقوة الطرح كعلامة للفن التشكيلي الاصيل البعيد عن الغرائبية والذاتية الضيقة، فمثلا عندما تقف أمام اعمال عمالقة الفن في العالم يصيبك الدهشة والانبهار خذ أعمال فنانينا الشرقيين الكبار كاعمال الفنانين الراحلين أمثال جواد سليم فاتح المدرس وفائق حسن واسماعيل خياط وشاكر أل سعيد والفنان محمد مهدي خليل طوزلو وريبوار سعيد. في لوحات هؤلاء المحترفين العظام وعلى حد وصف الفنان العراقي الكبير راكان دبدوب حضور شرقي غريب، مع شاعرية في شخوصهم وكأنها هي تجسيد بالالوان لقصائد شعرية.فالاعمال الراقية لا تحجبها التهميش والتعتيم، وكذلك الحال مع الاعمال الادبية المعروفة التي تثير وتشغل الفكر والضمير, وانا في كلا المجالين ما زلت في بداية الطريق الصعب والطويل. عرفناك مبكراً كأديبٍ وشاعرٍ بفضل أعمالك الفنية الرائعة ولكنْ لم ينصفك الحظ الى عالم الشهرة؟. تقصد الشهرة على حساب الرسالة والمبادئ الانسانية فتبقىالاقلام النظيفة ناصعة في ضمير قرائها،وأعتقد بأن ما كتبته ونشرته طيلة تجربتي الغير القصيرة في مجال الشعر والقصة والنقد والصحافة، وفي مجال الفن التنشكيلي تكفي أن تكون قلماً ولوناً مميزاً لدى قراءك ومتابعي أعمالك الفنية، وشخصياً لا أعتقد بأن للحظ دور كبير في شهرة الفنان والأديب اذا تقلص دور بعض التيارات والجهات المسّيسة في تلميع أو تشويه من لا يسايرون طروحاتهم الضّيقة. فالاعمال الفنية والادبية ذات التوجه الانساني تبقى خالدة في الضمير الحي، وفي ذاكرة المنصفين مهما تغيرت الظروف وطغت الدجل والنفاق الاعلامي على الاعمال السامية فكراً وموقفاً تجاه القضايا الانسانية التي تؤثر في موضوعية الطرح كأنسان مبدئي قبل أن يكون هذا الإنسان فناناً أو أديباً متواضعاً في نقل وترجمة مخاض وآلام شعبه الصامد والصامت بوجه المصائب والعنف . هل تحبذ مدرسة من المدارس الفن التشكيلي على حساب مدارس أخرى في منجزك الفني؟. خلال مسيرتي الفنية المتواضعة اطلعت ودرست على جميع المدراس والمذاهب الفنية،وفي بداية عملي تأثرت كثيراً بالمدرسة الواقعية وكنت أميل اليها ولقد أدهشتني لوحات وأعمال الراحل عبد القادر الرسام الطبيعية، كذلك رشاقة عمل الفنان محمد عارف المولع في رسم خيولخ الجامحة، مع الفنان العبقري فائق حسن، ومعروضات الرسام المنسي محمد مهدي طوزلو. تأثرت فيما بعد بأعمال فنانين الغرب الكبار من دون تحديد. وفي سبيل إنجاز فكرة ما في مخيلتي أمسك الفرشاة وأكون في حالة جذب صوفي أمام الكنفاص ولا أنتظر لحظتها وفق أية مدرسة سوف أنجز فكرتي تلك. فعوالم اللوحة لاتحددها نوعية المدرسة وسلوكها أوالتمسك الحرفي للمذهب الفني بقدر ما تكون ما قوامها التلقائية في الانجاز وتناغم الالوانوهارمونيتها، مع الأحتفاظ لدقة الحس الفني لحظة الأنهماك والتنفيذ والولوج في فهم روح اللوحة التي تعّرف نفسها فيما بعد دون تعليق أو إيضاح من أحد. للطبيعة ثمة علاقة حميمة مع الادب والشعر كيف ترى طبيعة تلك العلاقة فى لوحاتك؟. بما إن الإنسان هو إبن بيئته، فالطبيعة ستكون حتماً محوراً أساسياً لمصدرأستلهامه ومعيناً ثراً لمعرفته الواسعة في كيفية تعامله الواقعي مع ألوان الطبيعة الزاخرة بالمشاهد واللقطات الاخّاذة. ومن منا لم يستوقفه في يوم ما مشهد غروب شمس مدينته او ساعات طلوع الفجر في منفاه متاملاً بحلم العودة اليها ،فعلاقة الشاعر أو الفنان مع الطبيعة هي علاقة أزلية فاعمال الكثير من الرواد والمشاهير سواء في مجال الفن أوالادب ترتها زاخرة في صميمية تلك العلاقة. فلا تخلو قصيدة أي شاعر من صور الطبيعة المؤثرة بدءاً من شعراء الجاهلية في وصفهم لليل والقمر والبيداء ومجيء الربيع وأيام الشتاء مروراً بإخضرار الأرض وعبث الخريف بها وبواحاتها المزروعة بالورود، وكذلك الأمرتجده في لوحات الفنانين المولعين في رسم الطبيعة في مواسمها الاربعة ولاتخلوا أيضاً لوحة منالتعبير عن تلك العلاقة. فعلاقتي مع الطبيعة أراها أكثر حميمية معها في إطار أغلب قصائدي التي كتبتها خلال تجربتي الشعرية كنت متاثرا بالطبيعة فأول قصيدة كتبتها كانت محورها الغربة وأجوائها معبرة عن الليل وأسميتها بعندما يأتي الليل وعلى ما أتذكر بانها نشرته عام 1980 في مجلة الثقافة البغدادية، وأول لوحة زيتية رسمتها كانت أيضاً تعبر عن لحظات ساعات الغروب في مدينتي طوز المزدانة بأشجار النخيل والزيتون.تجد أكثر لوحاتي فيها أنعكاس لتأثيرالطبيعة من شتى النواحي ومنها مثلا توظيفي للالوان الاساسية او تصويري لجوانب مضيئة من ذكراياتي الطفولية الجميلة مع أصدقائي على ضفاف نهر مدينتي و سفراتنا المدرسية في أيام الربيع، يبقى الانسان وبالاخص الفنان والاديب مشدوها ومنجذباً لثراء جمال الطبيعة في كل مواسمها المليئة بعبق الذكريات من أمل وألم ولقاء وفراق ومن ساعات فرح وأيام الحزن، واليوم نرى شيئاً يؤسف عليه بان الانسان رغم عطاء الطبيعة له بالنعم الوفير يتجاوز عليها بالجحود فيقوم بتلويثها من التجارب النووية في باطن الأرض وأعماق البحار وتسميم مواردها وأحيائهاالمائية، والقطع الظالم لاشجار غاباتها الباسقة رغم نداء محبي منظمات البيئة الدولية غي الحفاظ على البيئة. موقف أو حدث معين يحفز فنان او شاعر كي يكتب قصيدة مؤثرة او لوحة معبرة هل اثر في الفنان الداوودي موقفا او حدثا انسانيا خلال مسيرته الفنية والأدبية؟. في حياة كل إنسان صاحب قضية او مبدأ أحداث ومواقف مؤلمة ومؤثرة، وفي ضوء تلك المواقف والاحداث يتخذ الفنان قرارا يتناسب ومقدار تفاعله مع تلك القضية، أنا كشاعر وفنان لا أختلف مع الآخرين في تأثري وإنفعالي كإنسان من بعض المواقف والأحداث الأليمة التي تتجاوز على المبادئ الإنسانية. الكثير من المشاهد الحزينة والمواقف الغير الانسانية أثرت فيّ وتركت جرحاً كبيراً في قلبي وبالتالي تحولت الى مشروع قصائد موجعة والى لوحات ذات ألوان حزينة تستوقف القلوب قبل العيون لدى المتاملين في عمق مواضيع لوحاتي تلك.في معرضي الثاني كانت أغلب لوحاتي ترجمة باللون والاثارة لأحداث العراق ومآسي شعبي المظلوم في عهد النظام السابق والأحتلال الامريكي وموت الابرياء بسبب فوضى وويلات الحرب،ومواضيع أنتهاك حقوق الإنسان مثل جرائم الأنفال وقصف مدينة حلبجة الشهيدة وقتل الاطفال في فلسطين وذبح المرأة تحت مسميات غسل العار،ومأساة المجاعة في الدول الفقيرة والمنكوبة التي تهزالضميرالإنساني هذه خلاصة لتلك المواقف والاحداث التي دفعتني على الأحتجاج باللون والكلمة، وقبل فترة نشرت عدة قصائد تصور جانباً من تلك المآسي وفي معرضي القادم سوف أخصص لوحات معبراً تأثري البالغ لمأساة شعب مظلوم يتعرض يومياً للذبح على الهوية أو بالأحزمة الناسفة في الطرقات والمقاهي والمدارس بالرمي العشوائي. هل ترى في العمل الفني والادبي وسيلة في عرض قضية او علاج قضية؟ وهل عرضت قضية الكورد في لوحاتك وادبياتك؟. بالتاكيد للعمل الفني والادبي دوره الريادي والمهم في تعريف العالم المتمدن لقضية ما، والبحث عن منفذ أو مخرج لعلاج المشكلة التي تهم الجميع، فالأعمال التي لاتتناول قضية حيوية أو حدثاً إنسانياً ساعة وقوعها لا اعتقد تلك الاعمال تلقى اهتماما من جانب المعنيين، الشاعر او الفنان الذي لا يتفاعل أو لاتعبر عن هموم الناس اليومية لايمكنهه أن تكون أعمالا ذات طابع انساني فكيف يعتبر ذلك الشخص إذن فناناً أوشاعراً له مكانته وإحترامه في قلوب الناس. اتخذت من أعمالي الفنية والادبية وسيلة لتعريف العالم بقضية شعبي المظلوم في أيام محنته وخلال سنوات مقارعته للانظمة المستبدة من أجل حقوقه المشروعة، وتعريف المجتمع الدولي على المأساة التي كانت تعيشها أبناء الشعب الكردي أيام هجرتها المليونية آذارعام 1991. ساهمت أيضاً مع فنانين وكتاب آخرين في تنديد ورفض الحيف والظلم بحق المرأة وعدم تهميش دورها الكبير في عملية البناء والتطور في تقدم المجتمع ، وإعطاء المجال الكافي لها وعدم إعاقة مساهمتها في ميادين الحياة المختلفة. يا ترى هل وصلت للمستوى الذي يرضيك؟. مهما أجتهد الفنان والأديب في تقديم المزيد لا اعتقد بأنه سيصل الى مستوى طموحه في تقديم الأفضل طالما الحياة مقترنة بالمتغيرات اليومية والحركة الدائبة في التجديد، أجد نفسي في وسط تلك الدينامية في مستويات البداية كشاعر أو فنان، لا أعتقد هناك من يستطيع بلوغ جميع مناحي الابداع والتواصل مع تلك السرعة المذهلة في دنيا العولمة وعصر المعلومات. من خلال متابعتك للمعارض والأعمال الفنية هل وقفت على أسماء وأعمال معينة في الفن التشكيلي اليوم؟ من خلال متابعتي وأطلاعي على بعض الأعمال الفنية المنجزة في العراق وفي المهجر،أستوقفتني بعض الأسماء اللامعة والمبدعة في المشهد الفني العراقي وبعض الفنانين الكورد، وبالطبع يسرت لي شبكة الانترنيت سهولة الاتصال وسرعة الاطلاع على نشاطاتهم، فالأسماء كثيرة وكلها مبدعة حسب طريقتهة الفنية التي يبدع فيها ،الكل يسعى في محاولاته تزيين الملف الفن التشكيلي المعاصر. وهنا أود الأشارةالى جهود ومسعى موقع الفنان العراقي الذي وفر مساحة من الود وكذلك العناية والرعاية الكبيرة في مساعدة الفنانين العراقيين والكتاب من خلال عمل الموقع الشخصي لهم وتعريف المعنيين بأعمال الرواد الراحلين في مختلف فروع الفن، وكذلك أود الاشادة أيضاً الى جهود الفنان المبدع قرني جميل وزملائه لاصدارهم مجلة فنية شهرية في أربيل تعني بشؤون الفن التشكيلي المعاصر ونشر ونقد أعمال المبدعين في العالم. ما هو رأيك في الفن التشكيلي والنحت في العراق واقليم كوردستان؟ الفن التشكيلي والاعمال النحتية المنجزة خلال خمس السنوات الاخيرة وحسب معرفتي في تقدم جيد مع زيادة أهتمام الجمهور المتذوق للمعارض الفنية المقامة من قبل الفنانيين وملاحظة كثرة النصب والاعمال النحتية وبالاخص في اقليم كوردستان، ان الفن التشكيلي ومن خلال جهود المبدعين استطاع ان يوحد الصف ويقف بوجه العنف ويحّول الركام والكتل الخرسانية العازلة الى لوحات فنية معبّرة بصدق عن روح التلاحم الاخوي في العراق، ومن خلالها توجيه رسالة انسانية للعالم الصامت حيال الدمار والعنف الدموي اليومي الذي يجري في العراق. في سطور عرّف فلسفتك في التعبير؟ ومن خلال اعمالي الفنية والادبية أوجز أحياناً مفردة من مفردات فلسفتي بأن الانسان طالما حياته هي قصيرة كساعات الشتاء قياساً لعمر الكون الطويل ،فعليه أن يترك من بعده أثراً ايجابياً في قلوب محبيه وليكون شعاره هي المحبة وحب الخير للجميع ،ولا يكون سبباً في سفك دماء الغير وحرمانهم من نعمة الحياة ومن ذويه. ومثلما جئنا لحكمةٍ معينة سنترك الدنيا رغماً عنا لحكمة ما ورغم الردى نبقى نتشبث بفسحة الامل كي نؤجل الرحيل قبل فهم لغز حياتنا و سر مكابدتنا في صراع مجهول المصير. لوحاتك وأعمالك الأدبية ماذا جسدت لك؟ جسدت لي ما كنت أؤمن واقتنع بها، وفي لحظات نفسية صعبة عندما يقلقني ويؤرقني حادث ما أدخل الى مرسمي لأجسد تلك الحالة القلقة التي أعاني منها وتولد خلال ساعات أما لوحات معبرة أوعلى شكل قصائد متشظية تنم عن ذلك الشعور الانساني في أقصى حالات التعبير. هل لحكيم نديم الداوودي علاقات مع مفكرين وشعراء ومع فنانين عراقيين وغير عراقيين؟. نعم أحتفظ بكم هائل من العلاقات الاخوية مع الاخوة الكتاب والشعراء والفنانين ولدي مراسلات معهم ومع البعض على مستوى أتصالات هاتفية متواصلة، وأستفدت عبر تلك العلاقات من ملاحظات وآراء البعض في أعمالي وكتاباتي وبالمقابل أبديت أنا أيضا بارائي وملاحظاتي لهم، وبالنسبة للفنانين والكتاب الغير العراقيين، علاقتي تقتصر معهم في مناسبات فنية وأدبية لاغير حسب نمط طبيعة العلاقة القائمة والعرف السائد في المجتمع الاوروبي. وربما في يوم من الايام اذا سنحت الفرصة المناسبة سأجمع تلك الرسائل والمخاطبات الغير الشخصية التي تتناول شؤون الفن والادب في كتاب خاص عنوان أدب فن المراسلات بين الأدباء والفنانيين. أمنية لم تتحقق في حياتك لحد الان؟. أمنيتي أن أرسم لوحة واقعية تعبرعن أطفال وطني والدول الفقيرة مكللين بالفرح اليومي وعلى شفاههم بسمة تنم عن الأمان والتفاؤل بالحياة بعيدين عن شبح الموت والأمراض والعمل المبكر من أجل سد رمق ذويهم .أمنيتي سعادة البشرية وعدم سماع طبول الحرب وتداعياتها الحزينة، ونقول للسلاح المدمر والمخرب للبيوت وداعاً ونعمل نصباً كبيراً في ساحات المدن لوداعه الأبدي مثلما فعلته السويد في طي السلاح في ميادينها العامة. كلمات أخيرة تود قولها؟. كلمتي الاخيرة أوجزها بالمحبة العميقة الى جميع الفنانيين والرواد وتحية قلبية كبيرة للفنانين العمالقة الراحلين الذين أفنوا عمرهم في ميدان تطوير الفن دون التفكير في شىء مادي غير رضا جمهورهم و علينا أن لا ننساهم ونحافظ على أعمالهم وعلى مقتنياتهم كذكرى لهم ووفاء لجهودهم من أجل تراث وفن بلادهم. وأقول شكراً لقراء هذا الحوارالمتواضع، وللكاتبنا محمود الوندي ولصبره الجميل معي.
حكيم نديم الداوودي في سطور كاتب وشاعر وفنان تشكيلي –كركوك- طوز- 1956. حاصل على البكالوريوس في القانون من جامعة بغداد. - عضو اتحاد الكتاب والأدباء السويديين. - عضو اتحاد الأدباء السويديين الأجانب. - عضو اتحاد الكتاب والصحفيين في المهجر. - عضو أتحاد الكتاب العراقيين في السويد. - عضو الإتحاد الكوردستاني للإعلام الألكتروني في السويد. - عضو نقابة المحامين العراقيين. - عضو نقابة المحامين في اربيل. - عضو جمعية الحقوقيين العراقيين في كركوك. - عضو جمعية الفنانيين التشكيليين العراقيين في السويد. الأثار المطبوعة 1. خطوات لمنفى الروح مجموعة شعرية منشورة في السويد 2001 مطبوعات مؤسسة دراسات كردستانية في اوبسالا. 2. رفات تناجي ملائكة السلام مجموعة شعرية منشورة في السويد 2002 مطبوعات مؤسسة دراسات كردستانية في اوبسالا. الكتب المعدة للطبع 1. مقالات في الفن والأدب. كتاب يضم مجموعة من المواضيع المنشورة في الصحف والمجلات والمواقع الأدبية والفنية. 2. أصداء ثقافية. كتب يضم المقالات والدراسات حول القضايا النقدية والفنية وأصداء ثقافية منوّعة المنشورة في العديد من الجرائد والمواقع الخاصة بشوؤن الأدب والفن.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |