|
لقاءات الكتبي بين أمس جميل وحاضر متألق ومستقبل مشرق .. (فارس الحلبات كان الأنجاز الثقافي الأبرز في حياتي)
عبد عون النصراوي الهندية مدينة جميلة وحافلة بالمآثر ، وما أنجبته من علماء فطاحل وأدباء مرموقين وشعراء محلقين ، وأسر علمية وأدبية أسدت للعلم والأدب أيادي ناصعة بيض ، وقدمت للعالم الأسلامي خدمات لا تزال مقرونة بالفخر والأعتزاز . فكان لقاؤنا اليوم مع أحد أبناء هذه المدينة المعطاء والذي جمع بين الثقافة والأدب والسياسة والتجارة وغيرها ونشاطه الأدبي الواسع ومساهمته في الأعمال الخيرية والأجتماعية ، أنه الحاج علاء محمد حسن الشيخ علي الكتبي الذي توجهنا له بهذا السؤال ... ـ ممكن أن تذكروا لنا شيئاً عن سيرتكم الذاتية وأين نشأتم ومن هو مثلكم الأعلى وكيف تأثرتم به ؟ ** علاء محمد حسن الشيخ علي حسين الكتبي ولدت في الهندية عام 1952 في بيئة أدبية وشعرية وتراثية حيث كانت تعقد الندوات الشعرية والأدبية ويحضرها ثلة من العلماء والخطباء والشعراء من مدن الفرات الأوسط وخاصة النجف وكربلاء والحلة والكوفة وبغداد والكاظمية والمسيب . حتى أطلق أغلب الأدباء على مجلسنا ( مربد الكتبي ) وتتمركز الأمسيات في ليلة الثلاثاء ( مجلس أسبوعي ) لذكرى سيد الشهداء وقد قرأ في هذا المجلس أغلب خطباء العراق أمثال المرحوم السيد رصا الخطيب والشيخ أحمد الوائلي ( رحمه الله ) والسيد جواد شبر والشيخ هادي النويني والسيد قاسم الخطيب والسيد مهدي المحنا وغيرهم كثيرون وكذلك ليالي الجمعة حيث يتفاوت الكثير لزيارتنا بعد أداء مراسم زيارة ضريح الأمام الحسين ( ع) وأخيه العباس ( ع ) في كربلاء المقدسة ، حيث تقام مسابقات شعرية ( بالتقفية ) وتستمر حتى الصباح الباكر ، فتأثرت بهذه البيئة ونشأت مولعاً محباً للأدب والتاريخ والتراث والعلم والعلماء وتأثرت بأصدقاء والدي المراجع العظام وكيف نشأتهم وأخلاقهم والتواضع الذي يحملونه بين طيات نفوسهم وكذلك زيارة والدي لمدينة النجف وكربلاء وبغداد لحضور الندوات والمؤتمرات الأدبية والشعرية وكنت المصاحب الوحيد له . أكملت دراستي الأبتدائية والمتوسطة والأعدادية في قضاء الهندية وتخرجت عام 1970 من الأعدادية والتحقت بكلية الفقه في النجف الأشرف وتخرجت منها عام 1973 ـ 1974 بناء على رغبة والدي حيث كان عضواً مؤسساً في جمعية منتدى النشر الأدبية في النجف . وواصلت بعدها دراسة الماجستير في التاريخ الأسلامي وكان موضوع رسالة التخرج ( سمية شهيدة الأسلام الأولى ) وأواصل دراستي لنيل شهادة الدكتوراه في تاريخ الحضارة الأسلامية . وقد كان والدي هو مثلي الأعلى لحبه ولرعايته العلماء والأدباء وفتح داره لأستقبالهم وبذل ما يملكه من دعم مادي ومعنوي لنشر مفاهيم الأسلام ودعم المؤسسات الخيرية والأدبية مادياً ومعنوياً ونشر مفاهيم الأسلام الصحيحة . ( والدي هو مثلي الأعلى لحبه ولرعايته العلماء والأدباء ) ملاحظة (عنوان فرعي ) ـ ما دمنا في خضم الحديث عن المرحوم والدكم هل تستطيع أن تحدثنا عنه وعن أنجازاته الأدبية والعلمية ومشاريعه الخدمية والأنسانية ؟ ** لقد عاش والدي في كنف وتربية والده الشيخ علي الصديق الحميم للسيد هادي القزويني كبير الأسرة القزوينية في الهندية فكان أول تأثير في حياته هو ديوان السادة القزوينيين في الهندية وتأثر هناك بأعلام العراق الذين يزورون هذا الديوان بمختلف الطبقات العلمية والدينية والأدبية ، وكان يذكر لنا أن أول من زار ديوان السيد القزويني هو الملك فيصل الأول فتأثر والدي بهذا الجو المحيط بهذه الأسرة الكريمة . فقد كان محباً للأدب والشعر والتراث ويحفظ مئات القصائد ولم يضاهه أحد في أمكانية حفظه هذه القصائد وكان يشار اليه في جميع المجالس بهذه الموهبة الفريدة . وقد توج عمله بأنشاء مسجد ومكتبة الكتبي في قضاء الهندية في الجانب الصغير في منتصف ستينات القرن الماضي وكذلك ساهم في بناء وتشييد مجموعة من الحسينيات ودور العبادة في المدن القريبة من الهندية . أما عن مؤلفاته فأول ما كتب عن حكم وأحكام أهل البيت في جزئين طبع الجزء الأول منه أما الجزء الثاني فقد صادرته النقابة ولم نحصل على نسخة منه ، كذلك كتاب الشيب والشباب في الأدب العربي طبع منه الجزء الثاني ولدينا ثلاثة أجزاء عسى أن نوفق لطباعتها في القريب العاجل . كذلك حقق في ديوان الشاعر المعروف السيد رضا الخطيب ونشر بعض البحوث في الصحف والمجلات المحلية . وأن الأدب والتراث والشعر لم يأخذه من مهنته الأصلية الا وهي التجارة وأعمال المقاولات الحرة . ـــ ما هو حقيقة لقب الكتبي وكيف أطلق عليكم مع العلم بأنكم تنتسبون الى عشيرة آل فتلة الذائعة الصيت ؟ ** بعد أن أكمل والدي دراسة الأعدادية عام 1930 في بغداد في ثانوية شماس المعروفة آنذاك مع ثلة من الأدباء والشعراء أمثال السيد محمد صالح بحر العلوم والأديب محمد حسن الصوري وغيرهم التحقوا جميعاً بكلية الحقوق في بغداد ، وبعد مرور أربعة أشهر فصلوا من الكلية لأسباب سياسية لأنتمائهم لأحد الأحزاب الوطنية ، فرجع للهندية وأسس مكتبة لبيع الكتب والمجلات والصحف المحلية وأطلق عليها أسم ( مكتبة الفخار ) فجاء لقب الكتبي لبيعه الكتب ولم يفارقه اللقب حتى بعد أن عمل في التجارة . ـ حقيقة مسيرة ثرة ومعطاء لوالدكم فهل أثرت بكم ، وبماذا أستفدتم من هذه التجربة ؟ ** تأثرت تأثيراً مباشراً بشخصية والدي حيث كنت مولعاً بأقتناء الكتب المهمة والنادرة وأقتنيها بأي ثمن كان أو أستعيرها كما حافظت على مجموعة من الرسائل التي كانت عبارة عن مراسلات أخوية بين والدي وجمع من العلماء والأدباء وأخرجتها الى حيز الوجود بكتاب تحت عنوان ( فارس الحلبات بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على وفاة والدي ) ويضم أضافة الى الرسائل المتبادلة أغلب القصائد التي قيلت في حقه من الشعر القريض والشعبي وكذلك ما قيل فيه من الرثاء بعد وفاته وخاصة الأحتفال الكبير الذي أقيم بمناسبة أربعينه ، وأما أول ما نشر لي على ما أتذكر في جريدة المجتمع الكربلائي عام 1972 مقالاً حول وفاة السيد مرتضى الحسيني وكيل المرجعية في الهندية وأستمرت مقالاتي في طريق النشر في أغلب الصحف المحلية والأسبوعية والمجلات الأدبية كما ساهمت في أنشاء جريدة مستقلة في كربلاء أسميناها أنطلاقاً من نشر الكلمة الصادقة الواعية ( أنوار كربلاء ) . ـ ما هي آثاركم ومساهماتكم الأجتماعية ؟ ** المساهمة والمساعدة في أعمال الخير وبناء المساجد والحسينيات ومنها أعادة بناء مسجد الكتبي ومكتبة الكتبي العامة بعد أن هدمت من قبل نظام البعث الكافر كذلك تجهيز بعض المساجد والحسينيات بمبردات الهواء وبرادات الماء وغيرها من المستلزمات الأخرى ، وبناء مسجد وحسينية بأسم الشهيد أحسان الكتبي شقيقي الأصغر الذي أعتقله بعض أزلام النظام البائد في طريق كربلاء الهندية أثناء خدمته لزوار أبي عبد الله الحسين ( ع ) من ثم غيب ولم نحصل على خبر منه لحد هذه الساعة . ـــ كونكم عضواً في مجلس محافظة كربلاء كيف ساعدتم في تطور الحركة الثقافية والأدبية في كربلاء ؟ وما هي المشاريع والأنجازات التي ساهمتم فيها لخدمة المواطن الكربلائي ؟ ** ساهمنا في بداية عملنا في المجلس في أصدار جريدة كربلاء اليوم مع أخي الحاج غالب الدعمي وغيره من أخواني أعضاء المجلس المهتمين بالنشر ، وكذلك فتح شعب للأعلام في أغلب الدوائر في المحافظة لما للأعلام من دور مهم في نشر الحقيقة ليطلع الجمهور الكربلائي على أعمال الدوائر والمؤسسات الخدمية ، وكذلك ساهمنا في دعم بعض الأخوان بصورة شخصية لطبع كتبهم ومؤلفاتهم حول مدينة كربلاء وأقضيتها ونواحيها . أما في ما يتعلق بالشطر الثاني للسؤال فقد نلت الشرف العظيم أنا وزملائي أعضاء المجلس بخدمة مدينة سيد الشهداء المدينة العريقة ذات التاريخ المشرف وخاصة في مجال خدمات البلدية حيث أني عضواً فعالاً في لجنة خدمات البلدية من خلال أشرافنا على تنفيذ ومتابعة العديد من المشاريع خدمة للمصلحة العامة ومدينة الحسين العظيم . وكذلك في رفد البلدية بخبرات جديدة عن طريق عدد لا يستهان به من المهندسين الكفوءين والأداريين والحقوقيين أنطلاقاً من حرصنا في خدمة أبناء كربلاء ورفد المؤسسات الحكومية بطاقات جديدة ومتنورة . ـ ما هي الأفكار الجديدة لمدينتكم الهندية ؟ وما الذي يجول في خاطركم وتعتبره همكم اليومي ؟ ** لقد طالبنا لمدينة الهندية في البداية بأنشاء عمارات سكنية لأننا على علم بوجود أزمة سكنية حادة في هذا القضاء العريق وكذلك تطوير جوانب كورنيش الفرات والسوق الرئيسي للمدينة الذي يأمل أن ينجز في الأيام القريبة ، وكذلك طالبنا بفتح بعض الدوائر الخدمية مثل مديرية التربية وملاحظية للضريبة وملاحظية للأوقاف نأمل أن تنجز في القريب العاجل وغيرها . ونأمل من الله العلي القدير أن يحفظ هذا البلد الزاخر بالعطاء على أهله وقادته الأمن والأستقرار والرفاه في ظل الرغاية الألهية . وان يجنبنا المشاكل والدمار وأراقة الدماء لأن العراقيين قد دفعوا الثمن باهضاً في زمن النظام المقبور ونتج عن ذلك العشرات بل المئات من الأرامل والأطفال اليتامى وأخر أحصائية لليتامى تقدر بـ ( 6 ) ملايين طفل يتيم وهذا مما يحز في نفسي والله شاهد على ما أقول . ـ هل تؤيدون أنشاء حكومة دينية تعتمد على الشريعة في العراق ؟ ** نؤيد أن تكون حكومة أسلامية بحتة بعيدة عن التطرفات والمحاصصة الطائفية والتحزب بل وفق معايير غايتها خدمة المجتمع وخدمة الفرد العراقي ودستورها الأوحد هو القرآن لأن القرآن خلق لأجيال وأزمان عديدة ولم يختص بأمة . (نريد حكومة أسلامية بحتة بعيدة عن التطرف والمحاصصة الطائفية والتحزب ) عنوان فرعي ـ لاحظنا من خلال زيارتنا لكم وجود العديد من كتب الشكر والتقدير والهدايا التقديرية من أين وكيف حصلتم عليها وما هو أخر كتاب شكر حصلتم عليه ؟ ** خلال رحلتنا في مجلس المحافظة لأربع سنوات ومتابعتنا وأشرافنا على العديد من الدوائر مثل البلدية والأوقاف والسياحة والبريد وأنخراطنا في خدمة المصلحة العامة وأندفاعنا بشعور أيجابي لخدمة هذه المدينة تم تكريمنا بالعديد من الكتب والتشكرات وأنا أقول لازلت مقصراً في الأداء لأن مدينة الحسين تستحق الأكثر والأكثر من العطاء وأخر كتاب شكر وصلني من مجلس محافظة النجف لأشتراكنا في معرض السياحة الأول . ـ أمنياتك لمدينتك الهندية ؟ ** أتمنى أن تفتح جوانب نهر الفرات للمستثمرين ليفتح أمام السواح ولتصبح مركزاً سياحياً وترفيهياً مع العلم أننا طالبنا المسؤولين ولعدة مرات بتحقيق هذه الأمنية . ـ كلمة أخيرة تود أن تقولها لقراء جريدة العمل ؟ ** نتمنى الخير لبلدنا العزيز المعطاء وأن ترعاه أيادي نظيفة ونقية وتبنيه وفق معطيات وتأملات بلدان العالم المجاورة كالأمارات وماليزيا وغيرها .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |