|
لقاءات ان المثقف والأديب يجب أن لا يبتعد عن المعاناة التي يعيشها مكونات شعبه ..!! حوار مع الأديبة العراقية ( فاطمة العراقية )
حسين أحمد : فاطمة العراقية صورة العراق بكل تجلياته القديمة و الحديثة,إنها سليلة موغلة كجزع شجرة النخيل في صلابتها وفي تمردها في عطاءاتها الوفيرة فهي إذ تصوغ وطنها الخليل عراق (الرافدين) شعراً ونثراً وكلمات مستساغة بفرح لذيذ.تحاضر ,تساهم ,تعمل بنشاط مذهل من خلال سجالاتها الثقافية والسياسية التي تجريها في المشهد العراقي بطوله وعرضه لتظهر هي للأخر الثقافي عراقها تاريخاً وإنساناً وحضارة ما بعدها حضارة .من هذه الزاوية أجرينا معها هذا الحوار الذي جاء سريعاً عبر هذا الأثير العنكبوتي الرائع.....!! تقول: فاطمة العراقية في هذه السجالية أنا من بواكير طفولتي اسمع صوت فيروز . ولدت في بيت ربه يعتنق الفكر اليساري الشيوعي تحديدا فاطمة إنسانة تعشق الشعر من رأسها إلى أخمص قدميها هناك مشاريع في راسي كثيرة أتمنى لو أنجز القليل منها حلمي وطموحي ان أكون عضوا فعالا في تقديم العون لأهل بلدي وناسي لي الشرف حين يكون لي الاسم والشهرة ويشار لي بالبنان بأنني عراقية ان المثقف والأديب يجب ان لايبتعد عن المعاناة التي يعيشها مكونات شعبه الشعب الكردي حاله حال إخوانه العرب الذين ناضلوا وأعطوا كل شئ للعراق ان إخواني من الشعب الكردي عانوا ماعانوا من ظلم واضطهاد وتهميش ولازالو لحد الان يعيشون بهذا الوضع .. نص الحوار : س1 – في البدء أرى من الضروري أعطاء لمحة مختصرة عن حياتك الشخصية ,قبل الخوض في غمار هذه الحوارية, حتى تكون الصورة أكثر وضوحاً للأخوة القراء في كل مكان..؟! إذا من تكون فاطمة العراقية( الكاتبة - الإنسانة )..؟؟ * فاطمة العراقية : أهلا وألف مرحبا أخي حسين انك صديق عزيز واشكر لك استضافتي في حوارك هذا .أتمنى ان ينال رضا القراء وإرضاء الجميع غاية لا تدرك ,حوالي ثمانية وثلاثون عاما من المعاناة والتجربة المرة في الجهد الاجتماعي أو السياسي كنت أجهضها واحدة بعد أخرى محاولة الكدح والمثابرة في انشاء عائلتي وإيصالها إلى ماهي عليه الآن استطيع ان أقول إنني نجحت في تربية ثلاثة أولاد وبنت هم الآن متزوجون ولي أحفاد ثلاثة أحفاد والرابع في الطريق ,وأرملة لزوج رائع بكل معنى الكلمة بكل شئ في فكره وعطفه وجماله شكلا وروحا..واليه أقول: سلاما على احبتي مع النسيم وليل موحش وغربة وفراق تحز في النفس الساعات اللعينة تبعدني عنكم والمسافات تطول فاطمة إنسانة تعشق الشعر من رأسها إلى أخمص قدميها ,تحب الصدق ,تحب الوضوح,قلبها يتسع لكل العراقيين ,عراقة حتى العظم في دمها جدول صغير يسري مع شرايينها اسمه دجلة ,تعيش الان غربة لفراق زوجها وحبيب عمرها ولواعجها ومناجاتها إليه لا تنتهي. س2- ماذا عن بداياتك وتحولاتك.!! وهل كتبت الشعر صدفة...؟ * فاطمة العراقية : ان للبيئة تأثير كبير في تنمية الشعر هذا أولا وثانيا هي تنبثق من الإحساس المرهف وصدق التعامل مع الآخرين ويتبلور الشعر في النفس حين يبدأ الانسجام مع الطبيعة وسماع الموسيقى والغناء الدائمين وقراءة الشعر والتجاذب مع طيور البساتين والحدائق التي كانت تحيط منطقتي في (الكريعات) التي تحط كزهرة وسط الخمائل وفي بساتينها ودجلتها وكنت صغيرة ألوذ بين مائه ودجلته أكيد هذا له التأثير الكبير في صقل الروح نحو السمو حيث الشعر ومناجاة كل شئ جميل في الحياة إلى ان كبرت وكبرت التجربة معي وكتبت الشعر وأرجو ان أوفق في مجالي الثقافي والأدبي. س3- فاطمة العراقية أديبة معروفة عربياً وكردياً..؟ماذا تريد أن تنطق للآخر المعني في هذه الحوارية الثقافية والإنسانية .؟ * فاطمة العراقية : لاحظ عزيز الأخ حسين,ان فاطمة العراقية عراقية حتى النخاع تحب العراق من شماله إلى جنوبه وتتعاطف مع أهله وناسه المظلومين والكادحي والفقراء أينما وجدوا على أرضه..ان أخواني من الشعب الكردي عانوا ماعانوا من ظلم واضطهاد وتهميش ولازالو لحد الآن يعيشون بهذا الوضع ,والمستفيد من هذا ليس البسيط والفقير بل نخبة من أناس يجلسون على كراسي الحكم همهم فقط ملئ البطون والجيوب كما في باقي أنحاء الوطن. حدث التغير ..أي نعم والكل يمني النفس بالخير والرفاهية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية لكن هيهات لاحياة لمن تنادي ..وهناك الم ومرارة تحرق في النفس لان التغيير جاء بما لا تشتهي السفن..الشعب الكردي حاله حال إخوانه العرب الذين ناضلوا وأعطوا كل شئ للعراق .شعب مركون لا يتمتع بخيرات بلده يعاني حرمانا على كل الجهات سوى قلة قليلة متسلطة على رقابنا جميعا وهذا يجعلنا نقول ان التغيير سيان في كل الحالات لما ألت إليه الأوضاع طيلة الخمس سنوات من ذهاب النظام الديكتاتوري.الذي رزح على قلوبنا خمس وثلاثون عام..ان المثقف والأديب يجب ان لايبتعد عن المعاناة التي يعيشها مكونات شعبه وإنها مسألة باراسايكلوجية بحتة تتفاعل مع الغير في كل جوانب الحياة. س 4 -ما تأثير العائلة في بلورة تجربتك الكتابية..؟وأنت ابنة البيئة العراقية بامتياز التي لها خصوصيتها المميزة ..؟ * فاطمة العراقية : أكيد أنا من بيئة عراقية تخضع لكثير من التقاليد والأعراف الاجتماعية لكن هناك فارق كبير ,حيث ان والدي (رحمه الله) كان يملك فكرا يساريا علمانيا هذا اولا..كما أني نشأت في بيت مفتوح وجو ديمقراطي اجتماعي ليس له عقد اجتماعية او انحدار ديني متعصب ثم ارتبطت بزوجي أيضا له توجهات فكرية يسارية ليبرالية بشكل عميق ويؤمن بوجود وكيان المرأة في المجتمع وله الفضل في صقل تجربتي السياسية وتوظيف إمكانياتي البسيطة لانه اكبر مني عمرا وتجربة وجعلت من نفسي تلميذة إليه وتوجيهاته ولي الزهو والفخر بزواجي منه... أعود إلى بلورة كتاباتي..أنا قلت في إجابة سابقة ان أجواء عائلتي سواء في منزل والدي وانتقالي إلى بيتي الزوجية هو جو ثقافي مناسب كي ينمي عندي الرومانسية التي تبلورت بداخلي وأنا في عمر المراهقة .حيث كنت بين افياء بساتين وشواطئ دجلة بين الاعظمية والكريعات. وأنا من بواكير طفولتي اسمع صوت فيروز .اخط صوتها مع الق يربطني بدجلة ..أحب الغناء العراقي والعربي ,خلقت لدي الموهبة في التجلي في الكتابة بشكل عام. س5-فاطمة العراقية من المتابعات الجيدات للمشهد الثقافي والسياسي العراقي وتكتبين بنشاط مذهل عن كل هذه الإشكاليات التي تحصل..هل تجدين ذاتك في هذه الحراكية أم انك تبحثين عن الشهرة من وراء ذلك ....؟ * فاطمة العراقية : أدنو من وجهك يا وطني تتشابك أماي وجوه غريبة أعود أطالعها أصفيها في وضوح شمسي تغسل عيوبي تطهر قلبي انظر عزيزي الأستاذ حسين ..إني حين قلت كان غذائنا حب الوطن والعراق –بغداد-دجلة رضعنا ونحن في المهود حب تربتنا .كيف لا أتفاعل واشعر في معاناة ناسي وأهل وطني حين أرى شعبي وهو يملك من الثروات مالا يملك شعب غيره وثلاثة أرباعه جياع حفة مشتتين,بين حرمان وأمراض وتهميش ,كيف لي ان أغمض عيني أمام معاناته ..أكيد أتفاعل معهم سياسيا وأعيشهم . أما المشهد الثقافي..انك لا تعلم مدى فرحتي حين اذهب إلى اتحاد الأدباء وارى واسمع نشاطات ثقافية وأدبية تقام هناك,أقول ان عراقي بألف خير..وأمهاته لازلن يلدن القرائح التي تجود بالشعر ويسبحون في ملكوته.العرق دونا عن الدول العربية الأخرى ..عجيب كأنه يرضع الشعر مع حليبه.لا كذب من قال بلد الشعراء والصور سواء من السياسيين والأدباء والمثقفين من شماله إلى جنوبه. اما عن الشهرة لا احد يكره ان يكون له اسما لامعا ,مشهورا, أحب ان أحقق هذا بنجاحي الشخصي ومثابرتي وليس على أكتاف احد أو ان أصل عن طرق غير مشروعة ولي الشرف حين يكون لي الاسم والشهرة ويشار لي بالبنان بأنني عراقية من وطن الحروب والثكالى والأيتام وارى عراقيتي في تمسكي بأهلي بأرضي بتركيباتهم بنسيجهم الرائع في كل قومياتهم وأطيافه . س6- كيف تنظر فاطمة العراقية إلى المشهد الثقافي الشعري النسائي في العراق..؟والمشهد الشعري في( إقليم كردستان ) برؤية خاصة..؟ * فاطمة العراقية : هناك حقيقة يجب ان تقال لو ان اي شعب تعرض للمأساة أو حروب كما جرى لأبناء عراقي..لكان طلق الأدب والشعر بالثلاث وهجر العشق والرومانسية . يا أخي يوجد حس غريب وعجيب في الفرد العراقي ..انه يمتلك كتلة من الأحاسيس العاطفية والجمالية وبهذا أرى نهضة رائعة لكتاب وشعراء لافتة للنظر حيث يولد شعراء بهذا الكم الجميل وينهض من وسط هذا التراكم الذي يعيشه جراء الحروب التي حدثت..أرى ان المشهد الثقافي في خير وتجديد ,اشعر ان ينبوع الشعر لدينا لا ينضب والإبداع ينبع من المأساة. الحقيقة وبدون مبالغة ومجاملة إني افتقر إلى المتابعة فيما يخص الشعر لدى إخواننا الأكراد اولا اللغة وثانيا عدم متابعتي لكتّاب الشعر..سواء اسمين كنت في السبعينات والثمانينات اقرأ لهم الشاعر (عبد الله كوران وشيركو بياكس) في جريدة التآخي آنذاك ..واعترف انه تقصير مني وسأكون جادة في قراءة الشعر الكردي المترجم طبعا. س 7 - فاطمة العراقية ما هو تأثير الالتزام السياسي في أعمالك الأدبية هل تتأثرين بنظرية أو أيدلوجية معينة.؟ * فاطمة العراقية : يقول الأديب المصري محمود أمين العالم في ديوانه أغنية الإنسان حين اطل الصمت وانفرج الباب وأطلت منه ثلاثة أثواب دكناء دكناء دكناء تبرز من أعلاها سحن صماء فيها بعض ملامح إنسانية اذان عيون وأنوف وذقون ولحى مرخية و تفاصيل أخرى اعتقد ان هذا لايحتاج شرح ..إنني ولدت في بيت ربه يعتنق الفكر اليساري الشيوعي تحديدا وحورب واعتقل وواجه ظروف قاسية وصعبة ..أيام كالحة مظلمة كان يعيشها في خضم نضالاته هذا كله لن ينحيه عن فكره ولا عن مبدايته إلى ان توفاه الله في الثمانينات وهو في عمر الشباب. ثم اقتراني برجل يحمل الأفكار الديمقراطية والتقدمية وناضل وسجن ورفاقه هم من نخب العراق الحاليين منهم الذين رحلوا وقليل منهم لازال يعيش رجل عصامي بمعنى الكلمة..أستاذ كبير له بحوث..على موقع الحوار وصوت العراق وغيرها ..زوجي هو السياسي المخضرم الأستاذ الكبير عبد الإخوة التميمي (رحمه الله) الذي وافاه الأجل قبل تسعة أشهر وهو غربة موحشة وقاتلة بعيدا عن محبيه وعراقه الذي أعطى له أجمل سنين شبابه وعمره بين زنزانات ومعتقلات العراق المتعددة .كل هذا ..وكيف لفاطمة ان لاتتاثر بنظرية أو إيديولوجية معينة . س 8 - أنت من مجموعة ( أصدقاء الشجرة ) هل نجحت هذه الصداقة في حماية " النخيل" من القصف والتدمير الظالم ونحن نعرف أن النخيل العراقي قد عانى من الحروب أكثر من البشر ..؟ فاطمة العراقية : اجل نحن مجموعة صغيرة تضم أصدقاء الشجرة من شعراء وكتاب وصحفيين لازلنا نحبو حتى لم نصل سلمة واحدة في الركض وراء هذا وذاك عسى ان نقابل مسؤول او من يود مساعدتنا والمشكلة هدفنا ليس مبغا شخصيا وطمعا ماليا أننا فقط نود زراعة أشجار في اي بقعة فارغة في ارض بغداد الحبيبة هذه خطوتنا الأولى.. وبعدها ان وفقنا قد تكون لنا فروع في محافظات العراق الأخرى.نحن نفتقر حتى الى مكان نجتمع به ,نناقش ونوضح في أمور تنصب في النهوض بهذه الجمعية الصغيرة التي تحمل مجموعتها حب العراق والغيرة عليه كي لاياخذه التصحر والآفة التي تزحف على أراضيه جراء الحروب والإهمال وانشغال مسؤوليه في أمورهم الخاصة فقط... اما النخلة سيدة الشجر فهذه بحث أخر أقول ان همها كبير وثقيل يقع على من له اليد الطولي في تحمل المسؤولية التي حملوا وأدوا القسم كيف يكون البر به اذ لم يكن عملا جبارا في زراعة مئات بل ألاف النخيل التي دمرت وحرقت جراء حروب الديكتاتور المريض ومن يكره الحياة والخضراء ونحن فقراء في جمعيتنا بكل شئ وأنا من هنا أناشد المسؤولين الذين يملكون ولو القليل من حب العراق ان يساعدونا في مسعانا واني مصرة وأصدقاء الشجرة على التواصل في تثبيت وترسيخ هذه الفكرة في رؤوس من لايفهمها ويفهم كم هي رسالة عظيمة وتحمل أهدافا نبيلة ورائعة في حب الحياة وزرع الخضراء في كل مكان. س9 - أخيراً ما الجديد الذي تعمل عليه :فاطمة علي حمد شهاب الخفاجي (فاطمة العراقية )...........؟! * فاطمة العراقية : هناك مشاريع في راسي كثيرة أتمنى لو أنجز القليل منها .لدينا نشاطات في كل سبت أتفاعل معها في اتحاد الأدباء ونادي الشعر وهناك الاصبوحة الثابتة التي تستضيف الأدباء والباحثين ونشاط رائع من الجو الثقافي يقام بجهود الخيريين ,كذلك يوم الأربعاء لدينا نشاطات أخرى . حلمي وطموحي ان أكون عضوا فعالا في تقديم العون لأهل بلدي وناسي وأتمنى ان امتلك القليل من المسؤولية لأريهم كيف يكون الإنصاف والعدالة حين تكون والي ولك رعية . هذه أمنية في الأحلام والرؤى ...ودمتم أخي العزيز وألف شكر إليكم وممتنة لجهودكم
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |