لقاءات

الإعلام الإلكتروني يقف في طليعة القوى التي تخوض معركة الدفاع عن الحريات والديموقراطية وحقوق الإنسان في مواجهة الحكومات والأنظمة المستبدة والقمعية

 حوار مع رزكار عقراوي المنسق العام لمؤسسة الحوار المتمدن

 

رزكار عقراوي

بصفتك مخضرم في مجال الإعلام الحر فما هي أهم خصائص الإعلام الإلكتروني الحر ؟؟؟

الكومبيوتر هو الأداة الأساسية للإعلام الإلكتروني الذي هو نتيجة التزاوج بين الكومبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات والانترنت وخاصة الويب من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى. هذا التطور الكبير هو جزء من ثورة الانفوميديا التي أحدثت  تغييرا هائلا في مفاهيم الإعلام السائدة وفرضت واقعاً مختلفاً وجديدا على الصعيد الإعلامي العالمي حيث اقترن النمط الحديث والسريع للعمل الناتج عن التطور التقني في وسائل الإعلام التقليدية بمنهج جديد حديث احتوى كل الوسائل السابقة للعمل الإعلامي ، كما طرح قوالب واطر متنوعة جديدة دمجت بين النص والصوت والصورة، ومشاركة المُستقبل أي القارئ في العملية الإعلامية. وهكذا تتحقق عبر عملية التحديث المستمر عملية تفاعل وتداخل نوعية وكمية بين المُرسل والمُستقبل وبإمكانيات كبيرة و هي في تطور مستمر. وكل هذا يؤكد إن الإعلام الإلكتروني سيكون هو الإعلام الرئيسي في المستقبل الذي يواكب التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع. ومنذ الآن بدأ العالم يعيش عملية اكتساح فعلية للإعلام الورقي وخاصة في الدول المتقدمة تكنولوجيا. وعلى المدى القريب سيشمل هذا التطور العالم كله. يبدو لي بأن أهم خصائص الإعلام الإلكتروني الحر تتلخص في النقاط التالية:  

1.     يرتكز ويستند إلى الكومبيوتر ووسائط الاتصال المتعددة المرتبطة بالانترنت.

 2.      له طابع  ووجود دولي يتخطى الحدود، ويتيح بذلك تجاوز القوانين المحلية والمرتكزة على تقييد حرية المعتقد والتعبير في معظم بلدان العالم العربي في ترخيص إصدار الصحف وتوزيعها والقوانين واللوائح المقيدة للحريات وخاصة  الحريات الإعلامية.

 3.     سرعة تغطية الإحداث ونقل الخبر وسهولة التصفح والحصول على المعلومة والبحث عنها بحيث أصبحت مواقع الإعلام الإلكتروني تستقطب المزيد من الناس.

 4.     يعتبر الإعلام الإلكتروني الحر بشكل كبير إعلاماً مفتوحاً، إضافة على أن نسبة كبيرة منه يتسم بالاستقلالية عن المؤسسات الحكومية وهي صوت للذين لا صوت لهم بشكل عام وخاصة بالنسبة الشباب الذين يبدون اهتماماً بالسياسة والتغيير.

 5.     إعلام يتجاوز الرقابة ومضاد لها ويمهد ويعمل من اجل إنهاء عصور الاستبداد والقمع السياسي وخنق حرية التعبير والنشر والمعتقد. كلنا يعرف بأن الحكومات والأنظمة الاستبدادية القمعية جعلت من وسائل الإعلام، سواء أكانت صحافة ورقية أم راديو وفضائيات أم حتى جزء مهم من الإعلام الإلكتروني، أدوات لترويج سياساتها وتجميل صورتها، بينما الإعلام الإلكتروني الحر يقف اليوم في طليعة القوى التي تخوض معركة الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان.

6.     فتح الإعلام الإلكتروني بابا كبيرا لمناقشة الأمور التي كانت من  المحظورات  - التابو – مثل نقد الدين والهة بشكل صريح، المثلية الجنسية وإلغاء عقوبة الإعدام وحقوق المرأة ومساواتها بالرجل ورفض التمييز .... الخ.

 7.     له إمكانية التفاعل والتداخل الكبير بين الكاتب-ة والقاري وبطرق متعددة (المراسلة, التصويت, التعليق, الاتصال المباشر.... الخ ) .

 8.     يحتاج إلى إمكانيات  وكادر إداري اقل بكثير مما يحتاجه الإعلام الورقي .

 9.     الإعلام الإلكتروني الحر أكثر جدية ومصداقية ويخدم الحقيقة والأقل انحيازا مقارنة مع  الإعلام المكتوب لرخصه وتخطيه ضغوط وابتزاز الحكومات والرقابة والتمويل.

 10.                        إلى ألان يصل الإعلام الإلكتروني إلى عدد محدود من القراء مقارنة بالإعلام الورقي لضعف انتشار الانترنت في العالم العربي وشيوع الأمية وخاصة الأمية التقنية، ولكن استخدام الانترنت يتزايد بشكل مستمر وكبير ولأنه الآن أصبح أحد الأسس الأساسية  للاقتصاد الرأسمالي المعولم والإدارة الحكومية وأصبح ظاهرة عالمية ولا يمكن الاستغناء عنها. ورغم الاستخدام المحدود للانترنت إلى إن مواضيع الإعلام الإلكتروني الحر تطبع وتوزع بشكل كبير بل إن الكثير منها يعاد نشرها في الإعلام الورقي.

 11.                        كما في الإعلام الورقي ما زال دور المرأة محدودا في الإعلام الإلكتروني الحر وما زال يحمل ملامح ذكورية طاغية في موضوعاته وطرق تناوله للقضايا المختلفة وحتى اللغة المستخدمة. ولكن في الكثير من مواقع  الإعلام الإلكتروني الحر تحاول إعطاء المرأة اهتماما متفاوتا كموضوع ومساهمة في المحتوى وككادر عمل, البعض منها كالحوار المتمدن والكثير من المواقع العلمانية والتقدمية  تمنح المرأة تمييزا ايجابيا ومساحة اكبر للتعاطي مع القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والاقتصادية وتولي مواضيعها أولوية متميزة. المرأة مازالت تعاني من التمييز في استخدام الانترنت وبالتالي يصعب عليها الوصول إلى الإعلام الإلكتروني الحر بسبب التقاليد والأعراف الاجتماعية  المتخلفة التي تحد من حرية المرأة  بشكل عام وفي هذا المجال بشكل خاص، والتي لا بد من كسر تلك القيود وتجاوز الصعاب من خلال النضال المستمر عبر الإعلام الإلكتورني لصالح حقوق المرأة وحريتها واستقلاليتها.

 12.                         حجب مواقع الإعلام الحر أصبح البديل للرقابة التقليدية، ولكن التطور التقني الذي طور تقنيات الحجب، طور في نفس الوقت تقنيات كسر الحجب والوصول إلى مواقع الإعلام الإلكتروني الحر المحجوبة وخاصة بعد نمو الوعي التقني لمستخدمي الكومبيوتر والانترنت في العالم العربي، بحيث أصبح كسر وتجاوز الحجب عملية أسهل عما كان عليه في السابق, و من الصعب جدا ألان منع الألوف من مواقع الإعلام الإلكتروني الحر من العمل .  

13.                        يشترك الإعلام الإلكتروني الحر مع الورقي في إن المئات من كوادره وصحفيه وكتابه وكاتباته يتعرضون إلى المضايقات والعنف والتصفية الجسدية والكثير منهم معتقل في السجون ومنهم بدون محاكمة ومن بينهم بعض كتاب الحوار المتمدن  وخاصة في سوريا.

 14.                        ............................

هل يحق لأي شخص كان أن يقوم بكتابة مقال وتحليل سياسي ضمن المنابر الإعلامية الإلكترونية الحرة؟؟؟

 نعم, اعتقد انه لابد من فسح مجال واسع للجميع وعدم الإلتزام بنشر مواضيع النخب والكتاب المعروفين فقط, لابد من فسح المجال للكاتبات والكتاب المبتدئين وخاصة من النساء ودعمهم وتشجيعهم من اجل التطور وطرح المزيد من الأفكار الجديدة. هذا لا يعني غض النظر عن الجودة ولكن لابد من المرونة المناسبة مع الكتاب والكاتبات الجدد. في ضوء تجربتنا في الحوار المتمدن نشر  الكثير من الكتاب والكاتبات المرموقين ألان وخاصة في مجال الإعلام الإلكتروني الحر موضوعهم الأول في الحوار المتمدن ولم يكن البعض منه سوى بعض الأسطر. في نفس الوقت لابد من إبراز المواضيع المهمة للكتاب والكاتبات المعروفين والمستندة للتحليل العلمي و إعطاءها الأولوية.   

يلاحظ القارئ أن العديد من مواقع الإعلام الحر الموجودة على شبكة الانترنت تنشر مئات المقالات والكتابات حول مواضيع معينه وكل منها له وجهته ، وأصبحت هذه المواقع ساحات لفوضى المقالات العديمة المعنى والفائدة ، فهل يتوجب على المشرفين عن هذه المواقع تنظيم وانتقاء المواضيع والآراء والمقالات التي يتم نشرها ؟؟؟  

من الضروري جدا التعامل بدقة ومسؤولية مع المواضيع قبل النشر لأنها مسؤولية كبيرة وخاصة للمواقع الملتزمة بالفكر اليساري أو الديمقراطي أو العلماني، إذ لا بد من الإلتزام بمبدأ التعبير عن الرأي في ضوء الحرية المسئولة والمتزنة .

 على صعيد إدارة أو المشرفين على المواقع فلا بد من تحديد وصياغة قواعد نشر تحترم حق المعتقد والتعبير في ضوء الأهداف التي يعملون وفقها.

 اعتقد أيضا إن الكاتبات والكتاب يتحملون مسؤولية كبيرة في المشاركة ودعم هكذا مواقع  وتطوير وتقوية  قواعد النشر فيها، ولابد من تشجيع مؤسسات الإعلام الإلكتروني الحر التي تتسم بالحرفية والشفافية وتطبق قواعد نشر ديمقراطية متحضرة.  

انتم كأعضاء هيئة إدارية لموقع الحوار المتمدن هل تشعرون بأن المنابر الإعلامية الحرة تساعد على التغير نحو الأفضل في مجتمعاتنا العربية ؟؟؟  

نعم بالتأكيد, أصبح الإعلام الإلكتروني الحر احد الوسائل المهمة والفاعلة في العالم المعاصر لنشر الأفكار التقدمية والتحررية والمدافعة عن حقوق الإنسان, إذ كان وما زال له الدور المهم على صعيد العالم العربي:

1.     مواجهة الإعلام الورقي والإلكتروني والفضائي لأنظمة الاستبداد الحاكمة والقوى القومية والدينية المتطرفة في  المنطقة عن طريق الترويج  ودعم  ونشر الأفكار اليسارية ومبادئ الحرية والديمقراطية والعلمانية وقيم المجتمع المدني .

2.     فضح انتهاكات حقوق الإنسان بكافة أنواعها والضغط على المنتهكين من اجل إيقافها من خلال الإشارة إليها ونشر المواضيع حولها وقد لعبت الحملات الإلكترونية دورا كبيرة في إطلاق سراح الكثير من المعتقلين بسبب الرأي والمعتقد وحرية التعبير وكان لها تأثير فعال في ضوء تجربتنا مع الحملات  التضامنية الإلكترونية للحوار المتمدن .

 3.     تشجيح الحوار الحضاري الهادف والبناء بين الاتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة وفتح النقاش على كافة المواضيع وحتى الحساسة جدا ومن دون محرمات.

4.     إبراز قضية المرأة ومساواتها بالرجل باعتبارها مسألة سياسية واقتصادية واجتنماعية وثقافية وفكرية رفيعة المستوى وذات أهمية فائقة لتطور وتقدم المجتمع.

 5.     فتح المجال للمئات من الكاتبات والكتاب والقراء والقارئات للكتابة والحوار والمشاركة في عملية التغير بعد أن سدت عليهم كل منافذ النشر في الإعلام الورقي.

 6.     تغطية النشاطات والفعاليات والاحتجاجات والمظاهرات الهادفة إلى التغيير نحو عالم أفضل في المنطقة.

 7.     تنبيه القوى والأحزاب اليسارية والديمقراطية والعلمانية إلى أهمية استخدام تقنية المعلومات والإعلام الإلكتروني وضرورة الاستفادة منه.

8.     ..........

 هل ترى بأن استعارة الأسماء الوهمية وعدم نشر الصور في العديد من اللقاءات والمقالات لبعض الكتاب لدليل على أن هناك ما زال تخوفا من التعبير بحرية في وطننا العربي ؟؟

نعم ما زال التخوف من القمع في بلدان الشرق الأوسط، ومنها الدول العربية، هو سيد الموقف. فالأنظمة الدكتاتورية القمعية والقوى القومية الشوفينية والقوى الدينية المتعصبة تمارس الرقابة المتشددة على الكتاب والكاتبات وحتى على زوار مواقع الإعلام الإلكتروني الحر وتلجأ إلى الاعتقال والترهيب وحتى الاغتيال في حالة تجاوزهم الخطوط الحمراء المقرة من قبلهم، ومنهم من تعرض إلى المضايقات والتهديد حتى في  المنافي ودول الغرب. ومنهم من إقيمت ضدهم الدعاوى القضائية بحجة الكفر أو الهرطقة والزندقة أو الخروج عن الموروث والمألوف والتقاليد الدينية. ومن المؤسف أن تتسابق حكومات الكثير من الدول العربية مع القوى الإسلام السياسية المتطرفة على محاربة الفكر اليساري والعلماني و الديمقراطي ونقد الدين. وهي ظاهرة سلبية تعيق و تساهم في الحد من حرية التعبير.

أترى ان من الواجب أن يكون الرأي الحر مقيد ضمن عدد من الضوابط والقواعد المعينة ؟؟؟

  التعبير عن الرأي والمعتقد احد القواعد الأساسية لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والمجتمع المدني العلماني, واعتقد انه لا بد من فسح المجال لكل الآراء والمعتقدات. في نفس الوقت لابد إن يقيد الرأي الحر ببعض القواعد كاحترام الرأي والرأي الأخر والحوار البناء وتجنب الاهانات الشخصية أو القومية أو الدينية أو الجنسية .. الخ. الرأي الحر غير المقيد يعتبر درجة معينة من التطور الحضاري ويحتاج إلى المزيد الانفتاح والتعامل الديمقراطي المتمدن في مختلف مراحل الحياة وفي كافة مفاصل المجتمع.

قواعد النشر برأيي لا بد أن تتجنب نشر أي موضوع أو مقالة  تتضمن توجيه إساءات أو إهانات أو اتهامات غير موثقة أو مهاترات لا تخدم البحث العلمي والكتابة المتزنة أو تعليقات ساخرة أو بذيئة إلى أي شخص أو مجموعة تمس أو تتعلق بالجنسيّة أو الأصل العرقيّ أو الدّين أو المعتقد أو الطاقات البدنية والعقلية أو التّعليم أو الجنس والحالة الاجتماعية أو التوجه أو الانتماء السياسيّ أو المعتقدات الفكرية أو الدينية. أو تروج للعنصرية والفاشية ومعاداة الشعوب والأقليات أو إثارة النعرات أو التمييز بكافه أشكاله.

هناك من ينتقد المنابر الإعلامية التي تفتح أبوابها لجميع الناس للتعبير عن رأيهم بحرية مطلقه ـ بأنها هي المسئولة عن تأجيج بعض القضايا والفتن في الوطن العربي، فماذا ترد عليهم ؟؟؟

الموضوع له جانبين فهناك اتهامات مبتذلة من هذا النوع تصدر من الأنظمة والحكومات الاستبدادية والقوى القومية والدينية المتعصبة التي توجه للمواقع اليسارية والديمقراطية والعلمانية التي تروج للقيم الإنسانية، العدالة الاجتماعية ،العلمانية، حقوق الإنسان وحقوق المرأة،  وحقوق الأقليات .. الخ . وهذه الاتهامات هي نتيجة للضغط الكبير من تلك المواقع على تلك الأنظمة والقوى من خلال  فضح سياساتها الاستبدادية وانتهاكها المستمر لحقوق الإنسان بمختلف إشكاله وكذلك تغطية إخبار الاحتجاجات والمظاهرات الجماهيرية والإضرابات العمالية المطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حق المعتقد والتعبير والنشر ... الخ من مطالب العصرية التي تهدف إلى بناء حياة أفضل والتي يحاول دوما الإعلامي الورقي والإلكتروني المدعوم من تلك الأنظمة والقوى نفيها أو التعتيم عليها أو تشويها من خلال تلك الاتهامات ونعتها بالفتن والعمالة والمؤامرات الموجهة من الخارج .

 

من جانب أخر بالفعل أصبحت بعض مواقع الإعلام الإلكتروني للأسف مكانا لترويج الحقد والتعصب القومي والديني  والجنسي وتدعو إلى القتل والعنف والإرهاب بشكل علني بحجة الوطنية، القومية، الطائفية، الدين، الجنس، أو المهاترات والتشهير الشخصي والاهانات والبعض منها يطالب بعودة مجتمعاتنا إلى عصور غابرة وتجريدنا من كل المكتسبات الحضارية والمدنية، كما إن الكثير منها تنشر مواضيع ركيكة جدا لا تصلح للنشر, واعتقد إن السبب يعود إلى أن الذين يديرون تلك المواقع يحملون :

  1.     أفكاراً رجعية ترتكز على العنف والإرهاب والتعصب ومعاداة الآخر.

2.     ويتطلعون إلى الشهرة على حساب الإساءة للآخر.

3.     ويفتقدون للمهنية المسؤولة وليست لديهم خبرة حرفية إعلامية أو سياسية وإنما يمتلكون التقنية لا غير.

4.     ولديهم أجندة سياسية أو أنهم مدعومون من جهات سياسية معينة أو أجهزة مخابرات بشكل مباشر أو غير مباشر.

5.     أو أنهم عبثيون وعدميون لا يدركون معنى الكلمة الحرة واحترام الرأي اخر. 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com