|
لقاءات حوار مع الأمين العام لحزب الوحدة الديمقراطي الكوردي الفيلي في العراق "الأستاذ عبد الواحد الفيلي"
حسين أحمد
إن عمليات الإقصاء والكتمان والتهجير القسري التي مورست من جهة الأنظمة المتعاقبة في العراق عبر أساليب مختلفة، وبسبب ما جرى فان الكورد الفيليين قد تعرضوا أكثر من سواهم في العراق إلى كل هذه المظالم المؤلمة أثناء تاريخهم الطويل وحتى يومنا هذا.من هذا المنطلق لم يتسن للكثيرين التعرف عن قرب على راهن الكورد الفيليين بشكل واضح وحقيقي... - تكويناتهم التاريخية ... - تركيبتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .. - مناطق سكناهم .. تاريخياً - انطلاقة تنظيماتهم السياسية... - من ثم أهدافهم ... ومطالبهم الأساسية... أرجومنك سيدي الكريم قبل الخوض في غمار هذا الحوار تعريف الرأي العام عن تاريخ الكورد الفيليين في العراق . ج _ قبل كل شئ أود أن أشكركم لإتاحتكم هذه الفرصة لي لتعريف قضيتنا لإخواننا الكورد في الأجزاء الأخرى ولكل من ليس له معرفة بتعقيدات قضيتنا وأيضا بتاريخنا وخصوصياتنا، أن تاريخنا ككورد تاريخ مجيد وحافل بالأحداث الجسام ونحن صميم التاريخ وتقاطع المسيرة البشرية وملصقي أطرافها وخصوصا نحن قلب العالم وأرضنا مركز الحضارات الأولى والتي ساهمنا بإنشائها وتسطير فصولها على صفحات الزمان بأحرف بارزة وسأبدأ بتاريخنا ككورد وأود أن أوضح أولا مسألة تخص بداية تاريخنا والذي مع الأسف لم يحظ بالاهتمام اللازم من قبل القادة الكورد والذين حاولوا أن يلخصوها بهجرة الميديين إلى ارض الكورد في حقبتين زمنيتين اندمجوا فيها مع القبائل الزاكروسية (الكورد الأصليين) مشكلة الأمة الكوردية الحالية، لذا ترى إنهم جعلوا بداية التاريخ الكوردي بالإمبراطورية الميدية (القرن السابع قبل الميلاد) علما أن الكيشيين أجداد الكورد الفيليين هم مؤسسي أول إمبراطورية كوردية وتحت اسم (كاردونياش) والتي تعني (ارض الكورد وبلاد الكورد) وتتكون الكلمة من (كاردو+ ن + ياش) ومعناه حرفيا ( كورد + حرف الجمع + الأرض والبلاد ) وذلك في (القرن السابع عشر قبل الميلاد) . الكورد يتكونون بدءاً من الشمال كالتالي (الزازا، البهدينانيين، الشكاك، السورانيين، الهوراميين، الفيليين بتكويناته والتي هي أربعة أقسام هي (اللور، اللك،,الكلهور، الكوران بالإضافة إلى الشبك) وهذه الأقسام بدورها تحوي الكثير من الأقسام والتي تتجمع فيها قبائل وعشائر وبطون وأفخاذ وبيوتات ولا يمكن تحديدها بشكل دقيق بسبب التداخل الكبير الموجود فيما بينها وكثرتها وتفرعاتها وتشعباتها لكن يمكننا أن نعرض منها شيئا مبسطا، فاللور ينقسم إلى قسمين هم اللورالكبرى واللور الصغرى والكبرى تنقسم إلى ( البختياري والمامسني والبوير احمد كهكيلويه) والبختياري من جزأين هما (الجهار لنك) و(الهفت لنك) فالأولى تحوي على (54)(عشيرة والثانية على ( 57 ) عشيرة وكذلك البقية من اللور الكبرى لها من العشائر ما لا يحصى وتحتل مناطق شاسعة واللور الصغرى يمكن تقسيمها جغرافيا وهي متكونة من بيشكوه وبشتكوه فالأولى تتوزع على مدن وقصبات كثيرة والثانية تنقسم إلى جزأين والتي أتت نتيجة اتفاق الحلفاء بريطانيا وفرنسا وروسيا بعد الحرب العالمية الأولى بتغير خارطة منطقة الشرق الأوسط وتقسيمها حسب رغبتهم ومصالحهم وخلق دويلات منها دولة العراق ككيان جديد وذلك عام 1921 وبها أصبحت بشتكوه جزءا منها داخل حدود دولة إيران والجزء الأخر داخل الدولة العراقية الحديثة وهي المناطق المحصورة بين الحدود الإيرانية وشرق دجلة وجزء من الفرات الأوسط وهي المناطق الممتدة من شمال خانقين بما فيها مدن كلار وكفري ومندلي وشهربان وقزانية والكوت وزرباطيه وبدرة وجصان والحي وعلي الغربي وعلي الشرقي والكميت وشيخ فارس والطيب ونسبة لقدمة وجود الكورد الفيليين في العراق فأنك تراهم في جميع مدن العراق شمالا وجنوبا وكان لهم وجود كبير وذوشأن في العاصمة بغداد والتي تعتبر من أقدم مدن الكورد الفيليين واذكر هنا مسألة تاريخية مهمة وهي ان مدينة بغداد كانت موجود قبل أن يمر بها أبوجعفر المنصور ويستحسن جوها ومائها وأرضها ويأمر ببناء قلعة له في الجانب الغربي منها (الكرخ) لتكون مقره ويتأخذ من بغداد عاصمة لدولته وأراد أن يبدل اسمها من (باخ داد) والتي تعني (بستان الإله والحديقة الربانية) إلى مدينة المنصور ومدينة السلام ودار السلام ولكن كل المحاولات باءت بالفشل لتمسك البغداديين باسم مدينتهم، لنرجع إلى أصل الموضوع إلا وهوالتقسيمات الموجودة داخل التكوين الفيلي فبعد اللور يأتي اللك واللك يحوي من القبائل والعشائر الكثير ونذكر منها (السلسلة والدولفان والبالا كريوه وغيره) وأما الكلهور ففيه الكثير من العشائر أبرزها الشاهزاده والسوره ميري وأما الكوران فيضم (الكوران الصغير والباجلان والزنكنه والسنجابي) ولدينا أيضا الشبك الذي يتكون أكثر من نصفه من عشائر فيليه اندمجت بمرور الزمن مشكلة الشبك بشكله الحالي . أما حول تعداد الكورد الفيليين في العراق فليست هناك إحصاءات دقيقة ورسمية في هذا المجال حيث لعبت الأفكار العنصرية والشوفينية دورها في منع أيجاد إحصاء دقيق للكورد الفيليين ولكن يمكن القول بأن عددهم يتراوح مابين المليونين والنصف في العراق، إضافة إلى هذا يوجد أكثر من ربع مليون في إيران حاليا كمهجرين ومهاجرين وقرابة نصف مليون ينتشرون في دول مثل (سورية وتركيا وأوربا واستراليا وكندا وأمريكا وغيرها من الدول كمهاجرين ولاجئين. ويسكن الكورد الفيليون المناطق التالية في العراق والتي هي أرضهم منذ ألاف السنين وهي كما يلي : خانقين؛ جلولاء، قزانيه، شهربان، مندلي، بعقوبة الكوت، بدرة، زرباطية،جصان، النعمانيه، علي الشرقي، الحي، علي الغربي، شيخ سعد، قلعة سكر, الكميت .... . بالإضافة إلى أن انتشارهم في المدن التالية : كلار، كفري، بغداد، كركوك، السليمانية، اربيل، الكوفة، العمارة، الناصية، البصرة . هذا أيضا إضافة إلى نسبة ضئيلة أخرى تعيش في بقية المحافظات والمدن العراقية الأخرى. وقد يتفاجأ الكثيرون عندما نذكر بأن الكورد الفيليين ليسوا كلهم على المذهب الشيعي وليسوا كلهم على دين الإسلام حيث أن الفيليين فيهم 85 % على المذهب الشيعي وهم يتواجدون في كل من بغداد وخانقين وأطراف الموصل (منطقة الشبك) ومندلي والكوت نزولا إلى مدينة العمارة ونسبة 10 % على المذهب السني ويتوزعون في كل من خانقين واللك بما فيهم الزنديين في كلار وعشيرة الزنكنة في مدينة كفري وقرب مدينة كركوك والشوهان واللك في أطراف كركوك وطقطق وفي اربيل والكلهور في اربيل ومنطقة شهرزور, ونسبة 3 % من العلي اللهيين وأهل الحق وكما يطلق عليهم باسم الكاكائيين وهم في مناطق خانقين ومناطق أخرى في بهدينان، والـ 2% النسبة المتبقية تشمل الأديان اليهودية والمسيحية والزارادشتية والإيزيدية . أن أول تنظيم سياسي للكورد الفيليين كانت (حركة المسلمين الأكراد الفيليين) التي تأسست أواخر عام 1982 وتم الإعلان عنه أوائل عام 1983 وبالتحديد في الـ 15- 3 – 1983 في المهجر ومن قبل ثلة من الخيرين من الكورد الفيليين الذين اقتنعوا وبشكل كامل بأن لا خيار للفيليين في استحصال حقوقهم المشروعة إلا بتنظيم فيلي خالص يمثلهم ويعرف العالم اجمع بقضيتهم ومظلوميتهم ويدافع عنهم ولم يأت ذلك اعتباطا وإنما عن تجربة عملية وأيمان راسخ بعدم جدوى كل التنظيمات التي كانت على الساحة العراقية آنذاك والتي كانت لا تولي القضية حقها وحتى أن احد تلك التنظيمات أراد عن قصد وعن جهل أعطاء الشرعية لعملية التهجير اللاانسانية البشعة التي طالت الفيليين، وتمكنت الحركة في بداية تأسيسها من تعريف القضية الفيلية للمجامع العالمية بمذكرات وبيانات تشرح فيه الوضع الفيلي وأود هنا تبيان رأينا ورأيي أنا بالذات حول المنظمات العالمية التي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان ومنها منظمة العفوالدولية والصليب الأحمر والأمم المتحدة وغيرها من الهيئات والمنظمات الدولية فأننا وبعد كل هذه السنوات والتي خلالها أمطرنا كل تلك المنظمات بالحقائق من خلال مذكرات وبيانات واضحة مستندة بالوثائق حول قضيتنا الحقة ومآسينا فأننا لم نجد منهم أي تحرك جدي في اتجاه دعم القضية ويتبين من كل هذا بأن هذه المنظمات ليست إلا أدوات بأيدي الدول الكبرى تحركها حين تريد وترغب وفيما تنتفع منه ويصب في صالحها فهي لا تحرك ساكنا عندما يقتل الآلاف من البشر،ولكن تقوم الدنيا وتقعدها عندما تريد ولوكان بدهس سيارة لقطة شاردة دون قصد من سائق السيارة وتسخر كل إعلامها لإظهار مأساة تلك وتخلق لها قصة تدمع لها العيون . في عام 1985 توصلت قيادة الحركة إلى قناعة أن العمل السياسي لابد أن يصاحبه عملا عسكريا لكي يحقق الأهداف لذا وبعد اللقاء الذي جرى بين قيادة الحركة وبين الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني السيد جلال الطالباني أثناء زيارته إلى إيران في مدينة كرمانشاه حيث تم التوقيع على اتفاق بين حركتنا وحزب الاتحاد الوطني الكوردستاني في التعاون السياسي والإعلامي والعسكري وبها تمكنا ومن خلال هذا الاتفاق إرسال مفرزة عسكرية (بيشمركة) من الكورد الفيليين إلى الأراضي المحررة من كوردستان إلى قرية (زه لي) خلف جبل مامنده الشهير حيث تم بناء أول مقر للمجموعة هناك ومنها انطلقوا إلى داخل العمق العراقي مشاركين إخوانهم بيشمركة الأحزاب الأخرى العمليات النضالية، وشارك بيشمركتنا في الانتفاضة الجماهيرية ونزلوا إلى اربيل والسليمانية وكلار وكان لنا دور مؤثر رغم قلة الإمكانيات والعدد . مع الأسف الشديد فأننا اضطررنا إلى تجميد النشاط الحركي لأسباب قاهرة وخارجة عن إرادتنا وذلك عام 1998 وحتى عام 2003 حيث تمت إعادة النشاط الحركي وكان أول تحرك كان في اتجاه رص الصف الفيلي وتوحيد كلمتهم وفي عام بدأنا جولة في أوربا بعد الاتفاق مع الموجودين داخل الوطن للقاء الجالية والتنظيمات الفيلية الموجودة في الخارج وبالفعل نتج عنه أول ائتلاف (الائتلاف الكوردي الفيلي الموحد)، ولم يحقق هذا الائتلاف ما كنا ننشده ولأسباب كثيرة، في عام 2005 ونتيجة للظروف الجديدة التي كانت تمر بها الساحة السياسية العراقية وأيضا تقييمنا للوضع الفيلي من خلال تجربتنا السياسية وتماشيا للتطورات الحاصلة في المجتمع الفيلي وبعد اجتماعات عديدة ومناقشات مستفيضة اتخذ قرار تحويل حركتنا إلى حزب ليبرالي تحت اسم (حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي الفيلي) يضم كل الفيليين بمختلف اتجاهاتهم يجمعهم القاسم المشترك هوالقضية الفيليه. وكما قلنا كانت حركتنا أول تنظيم سياسي والتي تأسست عام 1983م أعقبه تنظيم أخر عام 1986 وتحت اسم الحركة الإسلامية للكرد الفيليه وبين عامي 1993- 1992 تأسست المنظمة الديمقراطية للكرد الفيليين في اربيل وبعد سقوط النظام الفاشي عام 2003 تم تأسيس العديد من التنظيمات الفيليه . إن المطاليب الفيلية واضحة وتبدأ بإرجاع جميع المهجرين والمهاجرين الكورد الفيليين إلى ارض الوطن رجوعا مشرفا تتبناه الحكومة العراقية ومن ثم إرجاع كافة الممتلكات المصادرة منهم وتعويضهم تعويضا شاملا باحتساب سنوات التهجير والإضرار التي لحقت بهم وإجراء تحقيق شامل حول مصير آلاف الشباب الفيلي الذين تم تغيبهم ودفنهم في مقابر جماعية وأظهار أماكن تلك المقابر واحتساب أولئك الأبرياء شهداء وتعويض ذويهم وإرجاع العقارات المصادرة المنقولة منها وغير المنقولة ورفع التمييز وذلك بإلغاء قانون التبعات التي لا يزال معمولا بها ليس علنا وإنما بالخفاء حيث يتم الاحتفاظ بسجلات الفيليين بشكل يمكن تمييزها في حالة أرادوا معرفة ذلك وفصل العثماني عن الإيراني، لدينا مطاليب كثيرة وكلها مشروعة لا يمكن لكل شريف التغاضي عنها لأنها حق مشروع . س - لقد تنفست الشريحة الفيلية الصعداء في عهد ثورة الرابع عشر من تموز عام / 1958/ حسناً...... من هنا أقول ما الذي جاء به الزعيم عبد الكريم قاسم للكورد الفيليين حتى نال رضاهم واستحسانهم..؟؟ ج – ليس الفيليون الوحيدين الذين تنفسوا الصعداء وإنما كل الشعب العراقي عدا الشوفينيين الذين رأوا أن مقدرات السلطة قد خرجت من بين أيديهم، وقد أحس الفيليون خلال تلك الفترة القصيرة بالأمان فسعوا وبكل جهد وبطريقة شريفة إلى رفع مستواهم المعيشي،والعلمي،والثقافي،وظهرت طاقات خلاقة ساهمت في بناء الجمهورية الحديثة علمياً،وأدبياً،ورياضياً وفي المجالات الأخرى, ولكن الانقلاب الأسود قطع تلك المسيرة وبدد الحلم الفيلي في النهوض بالشكل المطلوب،ولكن ورغم كل ذلك فقد كان للفيليين دور بارز وأسماء سطرت تاريخ العراق بأحرف من نور . الذي جاء به المرحوم عبدالكريم كانت الحرية،والمساواة وعدم التمييز والعنصرية وإفساح المجال للجميع للسعي للاجتهاد كلا حسب مقدرته ومعرفته والفيليين في هذا المنحى ذوباع . س - في إيران يعامل الكورد الفيليون على أنهم "عراقيون" أما في العراق فيعاملون على إنهم من "رعايا" دولة أجنبية أي إنهم "إيرانيون" كيف تفسرون هذه الإشكالية والمعضلة ..؟؟ ج - عند تأسيس المملكة العراقية في عام 1921 وبموجب اتفاقية تخطيط الحدود العراقية - الإيرانية تم إلحاق مناطق واسعة من الأراضي الكوردية الفيلية بالوطن العربي إلى جانب بقية الأرض الكوردية التي تتشكل منها ولأية الموصل ، والمتتبعون لتاريخ العلاقات بين الإمبراطوريتين الإيرانية والعثمانية ،ثم بينها وبين الدولة العراقية بعد تفكك الإمبراطورية العثمانية يعلمون جيدا بان المناطق الحدودية سواء التي كانت تابعة لولاية الموصل والتي كانت امتدادا لها وحتى الجنوب العراقي كمناطق شمال شرق حلبجة, وشلير ومناطق ذهاب ( من توابع خانقين)، ومندلي وبدرة وجصان وزرباطية وغيرها من المناطق المتاخمة لمنطقة أيلام كانت دوما موضع نزاع واختلاف بين الدولتين الجارتين .. وكانت الاتفاقيات الحدودية المعقودة بين طرفي النزاع منذ عام 1555 وحتى يومنا هذا،وبعضها تحدد بالاسم هذه المناطق وهذا خير دليل على صحة ما نقول،ولما كانت هذه المناطق وغيرها من كوردستان العراقية مسكونة من أقدم العصور من قبل العشائر الكوردية والكوردية الفيلية، ولهذا عندما تم تثبيت الحدود العراقية بعد تأسيس الحكم الوطني كان طبيعياً أن تنقسم العشائر المذكورة ، تبعاً لمناطق سكناها في حين بقيت عشائر بأكملها ضمن الدولة الإيرانية وانقسمت عشائر أخرى إلى قسمين ... قسم بقي في إطار إيران والقسم الآخر صار تابعاً إلى المملكة العراقية الجديدة ... ومن هذه العشائر نذكر على سبيل المثال أهمها: المنكور والمامش والجاف والهورمانييون في شمال كوردستان العراق إلى جانب الكلهور والاركوازي والبولي والزركوش والملخطاوي والكوردلية وغيرهم في جنوبها .. ولما كانت هذه العشائر هي وحدات متماسكة ومترابطة من حيث النسب فلم يكن مستغرباً أن نرى الإخوة وأبناء العمومة منقسمين في تبعيتهم بين الدولتين تماماً كما حدث بالنسبة للعشائر العربية مثل شمر وغيرها من العشائر العربية . وزيادة في التوضيح أورد لكم ما يلي ومن كتاب الأكراد ، الأتراك ، العرب ، لمؤلفه ادمونز –وهي ترجمة نصية لإحدى الاتفاقيات الحدودية المبرمة بين السلطان العثماني مراد الرابع والشاه الإيراني طهماسب الأول عام 1629(وقرروا أن الأماكن الواقعة في المناطق الفاصلة بين بغداد وأذربيجان الموسومة منها جصان وبدرة تكونان تابعتين لنا وقصبة (مندلي) وصولا إلى (درتنك) وقد اتفق أن يكون المكان المسمى سرميل حدودا لدرتنك، بما فيها السهول الواقعة فيما بينها اعتبرت تابعا لنا، أما الجبل المتاخم لهذه المنطقة يكون تابعا للطرف الآخر .. (سرميل) التي ذكرناها حدوداً لدرتنك بالإضافة إلى (درنة) تكونان أيضا متعلقتان بنا والقبائل المعروفة بـ (ضياء الدين) و( هاروني) من عشيرة الجاف تكونان حصة لصاحب الجلالة الباب العالي (بيره) و( زردولي) تبقيان ضمن سيادة الطرف المقابل ... قلعة الزنجيرة التي تقع إلى الجانب الغربي من القلعة المهدية تعود لنا أما القرى الواقعة في الجانب الشرقي فتكون تابعة للطرف الثاني ... جميع النقاط القريبة من مدينة (زور كوهي) الواقعة في الطرف الأخر لقلعة (زلم) والمطلة على القلعة المذكورة فقد استملكت من قبل سلطاننا أما قلعة (هورمان) مع كل القرى التابعة لها فتكون من ممتلكات الطرف المقابل ... (كدوك جغان) عين حدودا لشهرزور (قزلجة) وتوابعها واستملكت من قبل سلطاننا، مهربان (مريوان الحالية) وتوابعها تخص الطرف المقابل). من اللهجة الأمره في كتابة الاتفاقية المذكورة يتبين مدى تحكم السلطان العثماني بصياغة الاتفاقية التي كانت نتيجة انتصاره في الحرب على الطرف المقابل .. وهكذا نرى انه كلما كانت القوة العسكرية لإحدى الدولتين تتنامى، كانت الدولة الأقوى تسعى لفرض امتيازات حدودية على حساب الطرف الأخر وفي حين ترى السلطان يتحكم بتعيين حدود الدولتين في ذلك العام نشاهد الأمير علي ميرزا (ابن فتح علي شاه) وبدون إعلان الحرب يقدم على احتلال القسم الغربي من منطقة ذهاب ويجعل نهر سيروان الحدود الفاصلة بين الدولتين كما قامت القوات الإيرانية في عام 1840 باحتلال السليمانية وقبلها أي في عام 1837 كان باشا بغداد قد احرق مدينة خرمشهر وأقام مذبحة لسكانها وهكذا كانت الاتفاقيات تجدد سرا بين الدولتين كتبديل المرء بدلته بين الحين والآخر ومن الاتفاقية التي فرضها السلطان سليم العثماني على الشاه طهماسب في عام 1555 كانت النزاعات الحدودية تتراءى على الوتيرة المذكورة ، والاتفاقيات تتغير تبعا لنتيجة كل نزاع ، فكانت اتفاقيات 1639 في ذهاب و1727 في همدان و1726 في قسطنطينة وفي عام 1746 في مغان و1823 في ارضروم كما استمرت أخر المفاوضات الحدودية منذ عام 1849 وحتى انهيار الإمبراطورية العثمانية دون التوصل إلى إبرام أي اتفاق ، ثم استؤنفت بين الحكومتين الإيرانية والعراقية دون التوصل إلى نتيجة حتى إبرام اتفاقية الجزائر عام 1975 على حساب ضرب الثورة الكوردية وبهذه الصورة كانت الوقائع مشوبة بالقلق المصيري وعدم الاستقرار حتى نشوب حرب الثمان سنوات التي فرضها النظام الصدامي على إيران 1980 – 1988 ولما كانت هذه هي الأوضاع الشريط الحدودي بين الدولتين منذ أكثر من أربعمائة عام ولصعوبة تبديل الجنسية كلما حدث تغيير في رسم الحدود لكون أكثرية سكان المناطق الفيلية كانت تتكون من الشيعة ، ولهذا فان سكان هذه المناطق بقيت متحفظة وحتى صدور أول قانون للجنسية في العراق عام 1927 بالجنسية الإيرانية التي كانت بالإضافة إلى الدوافع المذكورة تضمنت لحامليها عدم شمول أبنائهم بالخدمة العسكرية الإجبارية للحكومة العثمانية وخليفتها (العراقية) خاصة وان الحكومة العراقية آنذاك لم تكن تتشدد بهذا الشأن . هذا فيما يتعلق بأمور وأوضاع السكنة الأصليين للمناطق الكوردية الفيلية التي صارت جزء من الأراضي التي سميت بالوطن العراقي .وقد شارك أبناء هذه الشريحة إلى جانب بقية العراقيين بنشاط وإخلاص في كل من المناحي على صعيد الحياة العراقية من اقتصادية وسياسية واجتماعية وكانت لرجالاتهم مواقف مشرفة على الصعيد السياسي وبرز من بينهم أدباء وشعراء وتجار كبار في كل الحركات والانتفاضات الشعبية في العراق منذ ثورة العشرين وحتى اليوم بالإضافة لمشاركتهم في الحركات والثورات الكوردية ونتيجة لهذه الأوضاع التاريخية والسياسية التي مر ذكرها سابقا .. فقد ارتبطت مشكلة الكورد الفيليين في العراق بقضيتين معقدتين أخريين هما :- العلاقات العراقية الإيرانية . موقف السلطة من الحركة القومية الكوردية . وتبعاً لذلك كانت الحكومة العراقية، وخاصة الحكم العفلقي المقبور كلما ساءت علاقاتها مع إيران وتأزمت القضية الكوردية ... كانت تلجا إلى تهجير الكورد الفيليين إلى إيران في ظل إجراءات تعسفية ظالمة ففي عام 1971 وضمن خطة جائرة لترقيق الوجود الكوردي في العراق وتعريب المناطق الكوردية فقد تم تهجير حوالي ( 70,000) سبعين آلف مواطن منهم ... وفي عام 1980 وخلال التمهيدات التي جرت لإشعال نار الحرب ضد إيران لجاء النظام وخلال مدة قصيرة جدا إلى تهجير أكثر من (120,000) مائة وعشرون آلف منهم دون التقيد حتى بقوانين الجنسية السارية في العراق والجدير بالذكر إن عمليات التهجير هذه كانت مصحوبة دوما بإجراءات لا إنسانية تنم عن حقد وشوفينية النظام الصدامي الجائر البائد .. وذلك بمصادرة كافة الأموال والممتلكات المنقولة وغير المنقولة للمهجرين وتجريدهم من الوثائق والمستمسكات التي تثبت عراقيتهم وملكيتهم للأموال المصادرة والمراحل الدراسية التي وصل إليها أبنائهم هذا إضافة إلى حجز الآلاف من أبنائهم دون أن يقترفوا ذنبا يستوجب ذلك. ولم تقتصر معاناة الكورد الفيليين على ما اقترفه النظام العفلقي بحقهم، وإنما كانوا يعانون إلى جانب ذلك من مواقف الأحزاب العراقية الإسلامية والوطنية من تجاهل مشكلتهم وما يتعرضون له من ظلم وجور .. حيث تراوحت هذه المواقف مع تجاهل المشكلة كليا وطرح حلول مبتورة لها .. كالمطالبة بعودة المهجرين مثلا مع تجاهل خصوصية وضع المهجرين من الكورد الفيليين .. ودون التفكير في الوضع القانوني للعائدين وأبنائهم والضمانات التي يمكن توفرها للحيلولة دون تكرار عمليات التهجير ضدهم في المستقبل ورغم عمق المأساة ووجود أعداد كبيرة من الكورد الفيليين في صفوف هذه الأحزاب فان قياداتها للآسف لم تكلف نفسها مجرد إعادة النظر في موقفها وأجراء دراسة ولوعاجلة لطبيعة وتاريخ وظهور وتبلور مشكلتهم وأكثر من هذا فأنها خلال وبعد تنفيذ عمليات التهجير المتلاحقة لم تتحرك حتى لطرح المشكلة أمام الهيئات والمنظمات الدولية لكسب مناصرتها للمهجرين وتقديم العون اللازم لهم . س- ماذا قدمت الحكومة المركزية في إقليم "كوردستان" للكورد الفيلين وخاصة في ظل الاستقرار التي تعيشها..وكيف ترى الخطاب الاستراتيجي الكوردستاني إزاءهم .. بما إنكم تتواجدون خارج جغرافية كوردستان ..فماذا تريدون من حكومة الإقليم بما يخص الكورد الفيليين ..؟! ج – اعتقد الكثير من الكورد الفيليين أن حل مشكلة الفيليين مناط بحل القضية الكوردية بشكل عام لذا فأنهم كانوا يتقبلون الجواب الذي كان يلقى عليهم من قبل المسؤوليين والقادة الكورد كلما سألوا عن مصيرهم وحقوقهم والتي كانت فلنحرر كوردستان ونصبح قوة فأننا سوف نحل كل ما يخصكم وهذا الجواب كان كالمخدر الذي كان له مفعوله الفعال سابقاً،أما الآن فأنه فقد خاصيته لأنه تبين عدم صدقية وعود القادة الكورد بشكل جلي فبعد 18 عاماً من تحرير كوردستان وأكثر من 6 سنوات من سقوط النظام فلا نزال نسمع كلمات التعاطف الخاوية وفي المناسبات وقرب كل انتخابات وأما خطابهم الاستراتيجي فأنه ضعيف وينحصر في دائرة كركوك وحتى أننا بدأنا نشم رائحة مقايضة المناطق الفيليه خانقين ومندلي بكركوك ناهيك عن الكوت وبدرة وزرباطية والمناطق الأخرى التي تم الاستغناء عنها وأما القول بأننا خارج جغرافية كوردستان فأن هذه هي الطامة الكبرى حيث تجد أن القادة الكورد لا يعرفون جغرافية كوردستان ويدعون قيادتهم للكورد أن المناطق الفيليه كلها هي جزء من ارض الكورد ولا يحق لمن يدعي الكوردايتي التنازل عنها والادعاء أنها خارج الأرض الكوردية، أما المطاليب فأننا أصابنا الملل من التكرار والإعادة فعلى مدى ربع قرن ونحن نذكر ونعيد على مسامع القادة الكورد مطالبينا والتي لا تحتاج إلى ذكر أن كانوا هم بحق قادة حقيقيين للكورد اجمع وليس لمنطقة دون أخرى وهل هناك قائد لشعب لا يعرف مطاليب أبناء شعبه عجبا ثم عجبا ثم عجبا، لأذكر لك أمر آخر كان لنا لقاء قبل حوالي السنتين وفي القصر الجمهوري بالسيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني وكنا وفدا كبيرا مشكلا من حزبنا (حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي الفيلي) وبعض الشخصيات البارزة الفيليه وعددا من مسؤولي الجمعيات الفيليه وقد تم نشر الخبر حينها على جميع المواقع والخبر موجود على موقعنا لحد الآن ويمكنك مطالعة الخبر على صفحة أخبار الحزب، وكنت أنا رئيس الوفد وقد سطرت مطاليبنا بشكل مكتوب والتي كانت نفس المواد التي ذكرت في مؤتمر اربيل مع إضافة بعض المطاليب التي كنا نوجهها إلى الحكومة المركزية وأيضا ما كنا نسعى الية ومن خلال الاتحاد الوطني الكوردستاني بصفة أن السيد جلال الطالباني هوالأمين العام للاتحاد الوطني عدا كونه رئيسا للجمهورية وقدمتها إلى السيد الطالباني في ذلك اللقاء وكانت مقسمة إلى ما يلي، المطاليب الموجهة إلى الحكومة المركزية، المطاليب الموجهة إلى حكومة الإقليم والثالثة إلى الاتحاد الوطني فأجاب عليها بالشكل التالي،المطاليب الموجهة إلى الحكومة المركزية عليكم طلبها من السيد المالكي بصفته رئيسا للوزراء وهورئيس الحكومة التنفيذية وأما المطاليب الموجهة إلى رئاسة الإقليم فأنه سوف يلتقي وبعد أيام برئيس الإقليم السيد مسعود البرزاني وسينقل له ما جاء من مطاليب وأفاد بأنه موافق على ما جاء من مطاليب وهوواثق من موافقة السيد البرزاني أيضا وأما ما هوموجهة إلى الاتحاد الوطني الكوردستاني فأنه سوف يجتمع بالمكتب السياسي للاتحاد فور وصوله إلى كوردستان ويعرض عليهم ما أوردناه ومضى عامان ولم نستلم جواباً رغم أننا ومرات اتصلنا بمكتب السيد الطالباني تعقبا للموضوع واستفسارا . س- إن لم تدخل اللغة الكوردية عالم الكتابة والثقافة فستظل لغة محكية عرضة لعوامل الإذابة ..؟ برأيكم ما هي الأسباب الحقيقية لعدم تمكن الكورد الفيليين من الكتابة باللغة الكوردية وبلهجتهم .. ألا تظنون بان هذا الوضع ترك تأثيراً سلبياً على تطور الثقافة والمشاعر القومية لدى الكورد الفيليين ..؟! ج – هذا بديهي وأنا اعتقد أن هوية كل شعب هولغته،ولكن لا يعني هذا أن من لا يعرف لغته لا يحب قوميته، ومثال على ذلك كان هناك الكثير من الكورد الفيليين الذين لم يكونوا يعرفون لغتهم الأم ولكنهم لم يخونوا قوميتهم بأي شكل من الإشكال بينما كان وأثناء حكم المقبور صدام قرابة نصف مليون (جحش) الكثير منهم لا يتكلمون إلا الكوردية ولا يعرفون إلا بعض كلمات من العربية يستخدمونها ضد شعبهم وللتودد لأعداء أمتهم . عدم تمكن الكورد الفيليين من الكتابة باللغة الكوردية لها أسباب كثيرة فلنعدها وبدون ترتيب، إنهم الحد الفاصل بين الكورد والعرب وهم الحدود فيما بين ومنذ قرون وبالأحرى قبل دخول العرب إلى ارض الرافدين مع مجئ الإسلام أيضا وهذا كان له التأثير الأكبر, التعريب الذي تعرض له الفيليين وعلى مر قرون، عدم وجود أي مدارس للتدريس بهذه اللغة واللهجة وبالأحرى عدم وجود أي كتاب مدون فيه قواعد والفباء خاص باللهجة الفيليه إلا أخيرا وبجهود بعض الخيرين المحبين لشريحتهم أمثال الأستاذ هيوا زندي الذي له محاولة جميلة في هذا الباب وأيضا الأستاذة بتول الملكشاهي والتي هي الآن مستمرة أيضا في هذا المجال وينشر لها إنتاجها موقع (كلكامش) موقع الدكتورة منيرة أوميد وكانت لنا أيضا محاولات قبل أكثر من خمسة عشرين عاما حيث بدأنا حينها بوضع ألف باء للهجة الفيليه ونجدها الآن إنها كانت غير متكاملة لعدم وجود معرفة كاملة لنا حينها وقمنا,وفي ذلك الوقت أيضا بجمع المصطلحات الفيلية وجمعنا منها الكثير ولكن فقدناها مع شديد الأسف ونحن الآن نحاول مرة أخرى ولدينا أيضا ترجمة للقرآن الكريم باللهجة الفيليه وتعتبر أول ترجمة للقرآن بهذه اللهجة . إذا لنرجع إلى الأسباب الأخرى ومنها أن اللغة الرسمية في العراق وبعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة كانت باللغة العربية، ففي باب التعليم والمعاملة والتلفاز والمذياع وغيره من الطرق الأدبية لتعلم اللغة كانت كلها بالعربية، ضف على هذا كله أساليب التنكيل والإرهاب التي مارستها الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم في العراق ضدنا وأخرها حكم البعثيين والذي دام أربعين سنة جعلت الفيلي لا فقط يرتعب من التحدث بلغته وإنما إنكار قوميته والانتساب إلى إحدى العشائر العربية والتي يسمونها في العراق بـ ( الجرش )، لكي يتقي شرالحكومة الشوفينية، ورغم كل هذا فالفيلي بقي محافظاً على روحه القومي وهذا واضح وجلي لكل من يزور المناطق الفيليه ويتحدث إليه. س- إن الاكتراث براهن الكورد الفيليين عن طريق برامج تلفزيونية ضرورة قومية تقتضيه مستلزمات المرحلة الراهنة حيث الجهل بواقعهم السياسي والاجتماعي والثقافي ، أي أن العدد الأكبر من الشعب الكوردي حتى خارج حدود العراق لا يدرك فيما تعرض إليه الكورد الفيليون عبر تاريخهم الغابر ... سؤالي: ما هي الرسالة التي تريدون إيصالها إلى المؤسسات الإعلامية الكوردستانية التي تعني بهذا الشأن ..؟! ج – مع شديد الأسف نحن كفيليين لا نملك أي فضائية وإذاعة تكون لسان حالنا وأنا معكم أن وجود برامج تلفازية وإذاعية سوف يساهم وبشكل كبير في كشف ما مر به الفيليين وخلال عقود وفي نفس الوقت سيكون بمثابة الشريان الحيوي في إلهامهم واستنهاضهم وكان حقا وحرياً على القادة الكورد ومنذ سنوات خلت وبالإمكانات التي لديهم أن يهيئوا مستلزمات هذا الجانب الإعلامي المهم لكانوا اليوم هم اقرب إلى القلب الفيلي دون الحاجة للدعوة إلى ذلك كلما قربت الانتخابات ولكانت الحاجة منفية في بذل من ما شأنه كسب الصوت الفيلي ولكان الفيليين الآن في وضع أفضل سياسياً وثقافياً واقصد من الجانب( الثقافة الكوردية الفيلية ) وقد يقول قائل أن هناك إذاعة شفق وتخدم الثقافة الفيليه وأنا أقول نعم خدمت ولفترة ولكن الآن أصبحت غير ذلك وأن كان وجودها مهم وأنا اعترف بهذا ولا داعي لإنكاره،ولكن أن أرادت هذه الإذاعة أن تكون ذا أهمية فعلى على مديريها أن ينقوا أللجهة الفيليه التي تبث من خلال إذاعتهم وعدم حشوها بمصطلحات ليست من اللهجة الفيلية معتقدين أنهم وبذلك سوف يخلقون تقارباً بين اللهجات والحقيقة أن ذلك جاء بمردود عكسي بدل أن يحقق ما غايته تقوية اللهجة الفيليه ورجوعها للتداول بين الشريحة . س - أين يكمن الدور الفاعل والحقيقي للكورد الفيليين على مستوى الحركة القومية الكوردية عموماً ومالذي ساهموا فيه عبر تاريخهم النضالي الطويل :سياسياً واقتصادياً وثقافياً ..؟! ج – ان للفيليين دورا بارزا وكبيرا لا ينكر ولا يخفى على احد فلقد كانوا من أوائل الداعمين للحركة التحررية الكوردية في أربعينيات القرن الماضي وفي وقت لم يكن هناك دعم مادي يذكر لها اخذ الفيليين على عاتقهم دعم الحركة بالمال وبما تحتاجه الثورة، وكان للفيليين في العاصمة بغداد دورا إعلامياً وتنظيمياً وهذا شكل ضغطاً مؤثراً على الحكومة. كان الكورد الفيليون عوناً وسنداً كبيرا وذوأهمية بالغة للحركة التحررية الكردية بمشاركتهم الفعالة في العمل السياسي. لهذا السبب اتخذت الحكومات العراقية دوماً موقفاً عدائياً تجاه الكورد الفيليين وحاولت عرقلتهم ومنعهم من المشاركة في الحياة الاقتصادية. فقد تعرضوا للملاحقة والسجن والإعدامات وحاولت الحكومة العراقية وبشتي الوسائل والأساليب إبعادهم عن بغداد والعراق . س- بعد سقوط النظام في العراق.. ما الآليات المتوفرة في إعادة الأموال والممتلكات التي صودرت من الكورد الفيليين.. وهل من أحكام قضائية تعنى بهذه القضية .؟! ج – ليس هناك أي آلية يعمل بها لكي يتم إرجاع الممتلكات المنقولة وغير المنقولة للكورد الفيليين رغم مرور ستة أعوام على سقوط الطاغية ولن يكون هناك آلية لم يكن للفيليين وجود مؤثر في البرلمان العراقي وجودا أقوى داخل الحكومة لكي يتم الضغط والمطالبة بذلك ففي العراق لا يعطى الحق لصاحبه وإنما يأخذ القوي الحق والباطل معا ويزيد ويساعده قوي آخر ليضمن لنفسه حصة وإني أرى لزاما على الفيليين أن يتحدوا وأن يصبحوا قوة قادرة على انتزاع حقوقهم وبالقوة س – ما القرارات التي اتخذت من قبل كونفراس اربيل لها علاقة مباشرة بالكورد الفيليين- قصياً عن موضوع الانتخابات( 2006 )،وهل من رؤية إستراتيجية تخص الكورد الفيليين ..؟! ج – كل القرارات كانت لها علاقة بالشأن الفيلي وكما أوضحت لكم سلفا أن قرارات مؤتمر اربيل لم تكن سوى حبراً على ورق وبالمناسبة لقد كنت حاضرا في المؤتمر ولم يكن في عام 2006 وإنما في عام 2005 وقبل الانتخابات بفترة قصيرة جدا وقد قلت كلمتي فيها والتي لم تلق أذنا صاغية لان من أقاموا المؤتمر لم يكن ينوون حقا أيجاد حلا لقضية الكورد الفيليين والمؤتمر كان عبارة عن مسرحية أرادوها لكسب الصوت الفيلي لا غير وما يثبت كلامي هومرور أربعة أعوام على مؤتمر اربيل ولم تنفذ أيا منها سوى أنهم يوزعون وبشكل متقطع راتبا على بعض عوائل الشهداء، وانقل لك بعض من جوانب المؤتمر وحضوره، أولا حضر المؤتمر أناس لم يعلموا مطلقا انه تم إحضارهم للمؤتمر ناهيك عن ماهية المؤتمر،وأناس آخرين ذكروا لي بأنهم أتوا للسياحة ولم يقل لهم أحدا ما أن هناك مؤتمروا أناس آخرين حضروا واعترضوا على أنهم ليسوا فيليين،وإنما هم خانقينيين ومندلاويين ومن هولاء ورأيت ذلك بعيني وفي مطار بغداد حيث قام البعض منهم بخلع العقال العربي ولبس الجرأوية وبعد انتهاء المؤتمر وعند الرجوع أبدلوا الجرأوية مرة أخرى بالعقال، وأمور أخرى لا أود ذكره هنا . وفي المؤتمر حاولت وبكل صدق تصحيح مساره وجعله ذوفائدة للكورد والكوردياتي والكوردستان والفيليين أيضا ولكن جوبهت محاولاتي باتهامي بأني مرسل لتخريب المؤتمر وإفشاله وتحدثت إلي النائبة في البرلمان العراقي الأخت سامية عزيز وأيضا الدكتور طالب مراد وكأنا من الحاضرين في المؤتمر وطلبا مني وبرجاء عدم التدخل أكثر في وضع المؤتمر وترك الأمور على ما هي عليه لان الذين يديرون المؤتمر قد أشاعوا بين الكل أنكم مرسلون لإفشال المؤتمر والحقيقة أني انتبهت إلى أن لا فائدة ترجى من حضور كهذا أيضا من أناس يديرون المؤتمر وهم لا يرغبون في خدمة القضية الفيلية وإنما يقومون بما تم الإيعاز إليهم وهوكواجب لابد لهم من تنفيذه والسلام،لذا رضخت لرجائهم وحاولت طيلة أيام المؤتمر عدم التطرق إلى أي شئ، وأصبحت كالمتفرج ولكني وفي اليوم الأخير أي في ختام المؤتمر تحدثت إلى كل من الأستاذ صاحب قهرمان والأستاذ فرج الحيدري منفردين الذين وجدت فيهم التفهم وسعة في الصدر وأخبرتهم بما أرى واعتقد والصالح الذي يصب في مصلحة كوردستان والكورد الفيليين وذكرتهم بأن يتذكروا ما أقوله لهم الآن وهوأن التحالف الكوردستاني سوف لن يحصل على نصف الأصوات التي حصل عليها في الدورة السابقة في بغداد وحددت لهم الأصوات ب ( 25000 ) صوت بسبب تهميشهم للفيليين طيلة الفترة الماضية وعدم إيفائهم بالوعود، وصدق حدسي حيث لم يحصل التحالف الكوردستاني ومع الأسف إلا على (26800 ) صوت . س - برأيكم كيف يمكن أيجاد حل لمعادلة الكورد في كوردستان والكورد المقيمين خارج كوردستان – مثل الكورد الفيليين, ضمن كل هذه الإشكاليات : البعد الجغرافي، اللغة، المذهب، الطبيعة التاريخية، التشتت السياسي، إلى جانب عوامل نفسية أثرت بشكل وبآخر على شخصية الكورد الفيلي ...؟! ج - إن هذه الإشكاليات خلقها القادة الكورد ولوتصرفوا بحكمة وحنكة لكان الآن وضع الكورد بما فيهم الكورد في أحسن وضع، فليس هناك بعد جغرافي فمناطقنا امتدادا لبقية مناطق كوردستان ونحن لا نؤمن بالكورد خارج كوردستان فالأراضي الفيليه جزء من كوردستان ومع الأسف أصبحت هذه الحالة أمر واقع لا محالة، وأما عن اللغة فهي لم تكن عائقاً لوتعاملوا مع اللهجة الفيليه كتعاملهم مع اللهجتين البهدينانية والسورانية والحل بسيط بالنسبة للغة الكوردية وهوأيجاد لغة جامعة من مختلف اللهجات الكوردية وبشكل علمي وأدبي صحيح ليصبح اللغة الرسمية لكل الكورد أينما كانوا وبهذا سوف نحل إشكالية اللغة ولكن بشرط أيضا أن لا تمحي اللهجات الكوردية والتي تربوا على أكثر من 29 لهجة قائمة لأنها كنز وارث لا يمكن الاستغناء عنه، وأما المذهب فلقد كنت ولعشرة سنوات في كوردستان لم أحس ولم أر أن إخوتي من أهل السنة الكورد يعطون المذهب واختلافه أهمية إلا من عدد ضئيل جدا من أصحاب العقول المتحجرة وأما ما نجده الآن فهومن صنع السياسيين الكورد الذين يعلنون مرارا وتكرارا بمناسبة وغير مناسبة بأن الفيليين قد صوتوا للمذهب الشيعي،وهناك عامل أخر هودخول الفكر السلفي بين الكورد قد جعل بعض الجهلاء من التحدث باختلاف المذهب، وأقول لكم وبكل صراحة بالنسبة لنا لا نفرق بين المذاهب رغم أننا نعتز بالمذهب الشيعي لما نجده فيه من حقوق وعقلانية وإنسانية لا توجد في مذاهب أخرى وأنا هنا لست بصدد التطرق للمذاهب وما ذكرت كان فقط من باب التذكير. وأما مسألة التاريخ فأني باعتقادي نحتاج وبكل شدة إلى مركز مجهز وممول بكل شكل جيد وكامل ويدار من قبل خبراء ومتخصصين كورد في مجال التاريخ والجغرافيا يأخذون على عاتقهم جمع وتصنيف وترتيب تاريخ امتنا،ولا ادري هل تعلم أم لا أن هناك الكثير من الساسة الكورد الذين لا يعرفون تاريخ أمتهم وهذه طامة كبرى، وأما التشتيت السياسي فليس هناك أي حل لها فهذا شئ طبيعي وموجود في كل بقاع العالم والتوحيد السياسي أن حصل فذلك يحصل بعد أن يصل الشعب إلى مستوى سياسي ووعي كامل ونحن بعيدون فعلا عنها ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . س - إن ما حدث للكرد عموماً وللكورد الفيليين خصوصاً بدءاً من عام ( 1924 وحتى نهاية عام 1991 ) من جرائم قتل، وذبح، وتهجير،وتشريد،وترحيل, وتطهير عرقي وسحب جنسياتهم، واستيلاء على أراضيهم ومنازلهم،ومزارعهم،وفصلهم من الجامعات ومن المعاهد وأيضا،إقصائهم نهائياً من الوظائف الحكومية، ونهب ممتلكاتهم الخاصة والعامة،وبالتحديد أموال التجار,وإجبارهم بالتخلي عن موطنهم الأصلي, وجز رؤوس بارزة داخل أقبية أمنية, فتيان وفتيات وعجائز لقين حتفهم داخل المقابر الجماعية, والتي سميت بحقول الموت ..وأخيراً عمليات الأنفال السيئة الصيت .. بعد كل هذه المآسي والأوجاع والويلات التي تعرض لها الكورد الفيليون... كيف يمكن إنصافهم في العراق الجديد.؟! وهل من آذان صاغية ...؟! أم ماذا .. يا أستاذ عبد الواحد الفيلي ..؟؟ ج – قبل أن ألج في موضوع الإنصاف أود أن أتطرق إلى ما حدث للكورد الفيليين بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة هذه الدولة التي خرجت إلى الوجود بجرة قلم الحلفاء لنعاني نحن وعلى تسعين عاما من ظلم واضطهاد وجور وغيره وأقول لقد عاني بقية أخوتنا الكورد ما عانوه وكنا نحن شركائهم في ذلك ولكن لم يعانوا بقدرنا، سأورد لكم هنا مسألة قد لا يعلمه الكثير من الكورد وغيرهم من أبناء الشرق الأوسط وما اذكره هومدون في الوثائق البريطانية، فلقد وضع البريطانيون بعد تاسيس الكيان العراقي الجديد قانونا (وأنا اسميها القانون الخطة ) غير مدون ولكن مفروض على كل الحكومات التي توالت على دفة الحكم في العراق ألا حكومة المرحوم عبدالكريم قاسم، وكانت القانون الخطة تتضمن أخراج نسبة من الكورد والشيعة كل عشرة سنوات من العراق وبحجة ما لحفظ التوازن بين المكونات ولصالح العرب السنة وبالفعل تم البدء بذلك أبان حكومة المقبور رشيد عالي الكيلاني في أربعينيات القرن الماضي حيث وجد الحل الأمثل وهواخراج الكوردي الفيلي والذي سوف يعوض اخراج اثنين بشخص واحد فالفيلي كوردي وشيعي وبهذا تم انقاص العدد بهذه الطريقة وتم اخراج عددا من الفيليين إلى إيران بتهمة التبعية الإيرانية وفي الخمسينيات وفي حكومة نوري السعيد تم تهجير عددا أخر من الفيليين وبنفس التهمة وكذلك في الستينيات أثناء حكومة المقبور عبدالسلام عارف وفي السبعينيات في حكم احمد حسن البكر وفيها تم تهجير سبعين ألف كوردي فيلي وفي الثمانينات أثناء حكم ألـ مقبور صدام حسين تم تهجير مئات الآلاف من الفيليين ووصل عدد المهجرين الفيليين إلى قرابة ( 600000) حتى سنة تسعين حيث توقف التهجير بسبب غزوالكويت ولولا ذاك لاستمر عمليات التهجير . أما عن الإنصاف وكما أسلفت لا يمكن تحقيق الإنصاف إلا أن نكون قوة مؤثرة لها صوتها وقرارها السياسي المستقل ونحن الآن نعمل من اجل ذلك فلقد حققنا الخطوة الأولى وذلك بتوحيد صفوفنا تحت خيمة باسم (المؤتمر الوطني العام للكورد الفيليين) ونسير الآن باتجاه ترتيب البيت الفيلي بشكل يجعل من هذا البيت محل ثقة الجماهير الفيلية ومنطلقا نحوتحقيق كافة أهدافنا والتي هي حقوق مشروعة .
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |