لقاءات

النائب مفيد الجزائري: أدعو لأنشاء مؤسسة وإصدار قوانين للقضاء على العنف ضد المرأة

 

أجرى اللقاء: زهراء سعدي

أول وزير للثقافة بعد سقوط النظام والناشط في مجال حقوق المرأة النائب مفيد الجزائري والسباق لحضور أي مؤتمر يخص الثقافة والعلم والمطالبة بحقوق المرأة كان قد حضر المؤتمر الأخير الذي أقامته منظمة بنت الرافدين بخصوص المطالبة بحقوق المرأة وإيقاف جميع أنواع العنف ضدها بنت الرافدين إلتقت الجزائري وهو يهم بالمشاركة بكلمة في هذا المؤتمر الذي طالب مجلس النواب بأصدار قوانين تحمي المرأة وتوقف كل أنواع الظلم والتهميش ضدها وفي بداية حديثه عن المؤتمر قال النائب مفيد الجزائري مرحبا في بداية حديثه قائلا "المؤتمر من الأعمال المبشرة بالخير لتغيير المجتمع .. وأنا لدي انطباع جيد عن منظمة بنت الرافدين وعن عملها وجديتها ونشاطها ولديها إنجازات طيبة وغير قليلة وأنا علاقتي قديمة بالمنظمة ومن داعميها ومشجعها ومساهم بفعاليات سابقة لها وأنا حضرت المؤتمر تلبية للدعوة وحرصا على مواصلة الدعم للمنظمة ولجهودها ودعم المرأة وحقوقها  ومناهضة العنف ضدها".

وعن توقعه إن إقامة مثل هذه المؤتمرات ستحد من ظاهرة العنف ضد المرأة؟ قال الجزائري"ان هكذا اعمال تزيد من ثقافة المجمتع وتقف بوجهه العنف الموجهه ضد المرأة، أشجع على هكذا اعمال لانها ستغير المجتمع ولا اقول ستغير المجتمع جذرياً ولكن يكون خطوه جيدة على هذا الطريق ويجب أن تتلوها خطوات أخرى ليس فقط من بنت الرافدين وإنما هناك جهات كثيرة تحذو حذو بنت الرافدين كمنظمات مجتمع مدني أو وسائل الإعلام والمدرسة والمناهج الدراسية وتربية الأولاد بالمدرسة كلها جهود كثيرة وكلها تتوالى كي نستطيع ان نصل إلى نتيجة ويبقى هذا الجهد جدير بالتقدير والاحترام وكذلك أي جهد يبذل من أي جهة كانت بهذا الاتجاه".

وردا على سؤالنا حول من يتحمل مسؤولية تعنيف النساء؟ قال النائب مفيد الجزائري"ان أهم أقطاب العنف ضد النساء هو الرجل .. نحن الرجال من يستهين بالمرأة ونحن الرجال من ينال من كرامتهن ونحن من يضربهن ونحن من يعذبهن ونحن من يستبيح أحيانا حتى دمائهن العزيزة ونحن من يقترف الجريمة العظمى بحقهن .. وأنا أقول نحن الرجال فلا اعني جميع الرجال هناك رجال يحتجون لأي سلوك يحط من المرأة ويسبب لها الأذى ويحرصون على معاملتها بالاحترام الذي تستحقه سوى أن هؤلاء لا يشكلون للأسف الكثرة الغالبة في مجتمعنا وليسو ألا القلة القليلة .. ونحن الرجال في كثرتنا هذه لا تلدنا أمهاتنا كارهين بالفطرة أو مجبورين على التعامل معهن بعنف والقسوة إنما البيئة الاجتماعية هي التي تكون رؤيتنا للأشياء في هذا العالم. ومن مكونات المجتمع وبضمنها نصفنا الأخر .. شقائقنا .. النساء .. البيئة التي نجد أنفسنا في أحضانها في البيت الذي نولد فيه ونحبو والمدرسة التي نتعلم فيها ونتربى والشارع الذي ننشئ فيه وإذا كانت قيمنا وتقاليدنا لا تحل علينا وبشكل مباشر على العنف ضد المرأة فأنها تشجع عليه بشكل غير مباشر".

وأجاب الجزائري بالموافقة عن هل أنتم مع إنشاء مؤسسة لإنقاذ المرأة من العنف وما يلحق بها من التعنيف؟ قائلا"اعتبر إنشاء المؤسسة شيء ضروري ومن الأشياء المهمة جداً في مواجهة ظاهرة العنف هو أن ندعو النساء أن يقفن بوجه هذه الممارسات وان تكون لديهن الشجاعة لان يرفضن وان يعارضن العنف. الكثير منهن لا يستطعن مواجهة العنف. كأن تقول أين تذهب؟ هل تعود إلى بيت أهلها؟ وتضرب من جديد. إنما إذا كانت لديهن الملاذ الآمن وهي المؤسسة الحكومية تستطيع أن تلجأ إليها. فهذا من الممكن أن يحّفزها ويعطيها الشجاعة والجرأة على أن تواجه معنفيها وخاصة النساء. يجب أن يقفن أكثر فأكثر ضد العنف الموجه إليهن".

وكان النائب مفيد الجزائري مشجعا على إصدار قانون ينهي ظاهرة العنف ضد المرأة بعد عن أجاب عن سؤالنا حول هذا الموضوع قائلا"ان اصدار مثل هذا القانون ضروري واتفق مع ما تحدثت عنه السيدة علياء الأنصاري مديرة منظمة بنت الرافدين في بداية كلمتها في المؤتمر وخلال حديثها بالافتتاح عن الحاجة إلى قوانين تعالج مسألة العنف ضد المرأة  لأنه لا يوجد بالعراق هكذا قوانين أما القوانين التي لدينا بالعراق تدعم الرجل الأب أو الزوج أو الأخ أو الابن أن يفعل ما يشاء بأخته أو زوجته أو ابنته أو حتى والدته دون عقاب أو حساب وهذا شيء غير ممكن وهذا العنف الموجه ضد النساء إذا يجب تشريع قانون يحرم ويمنع ممارسات العنف ويضع عقوبات محددة لمن يقوم بهذه الأعمال القبيحة ولهذا العراق محتاج إلى إصدار القانون.

وردا عن سؤالنا حول تصوره أن العراق بحاجة الى محكمة خاصة لمحاكمة معنفي النساء؟ فقال"العراق محتاج لمحكمة ومحاكم خاصة لهذا الغرض لان العنف الأسري متفشي في المجتمع، ولا يمكن مواجهته بالعقوبة الصغيرة،لابد بمطالبة لإقامة محكمة لهذا الغرض كتعبير هام لتغير المجتمع بمواجهة هذه الظاهرة الكريهة فيه".

وعن أهم السبل التي يمكن من خلالها معالجة العنف ضد المرأة في المجتمع قال"يمكن معالجة بيئتنا الاجتماعية المحفزة على العنف ضد المرأة القضية هنا أصعب بكثير مما نتوقع ونحتاج إلى وقتاً طويلاً وطويلاً جداً لذلك لابد من إعداد كل هذه الوسائل المرحلية المتاحة التربوية والإعلامية والقانونية والثقافية وكل الوسائل التأثير على أنفسنا وعلى الآخرين وكشف الوجهة البشع للعنف ضد المرأة في إحتماله في ممارسة لا إنسانية تحط من قدر من يمارسه قبل ان ينال من كرامة ضحاياها من نصفنا الثاني يجب أن ننمي من أنفسنا ومن حولنا وعلى أوسع نطاق ممكن الشعور بالخزي اتجاه ممارسة العنف ضد النساء وتجاه من يقدمون على هذه الممارسة الكريهة والبشعة ويمارسونها مرة بعد مرة ويصرون عليها.

وكان سؤالنا الأخير للنائب مفيد الجزائري عن معاناته في طفولته وهل عانى من أي نوع من أنواع العنف فقال"نشأت في بيت عادي من البيوت العراقية البسيطة .. ومنذ طفولتي وأنا أرى في منزلنا مظاهر العنف منذ ذلك الزمان أنا لدي رد فعل ضد العنف الموجه للنساء .. واعتقد ان الجهد ضروري ومطلوب بالوقوف ضد هذه الممارسات القاسية ضد المرأة في داخل البيت وخارجه أيضا".

هذا ما تحدث به النائب مفيد الجزائري والناشط في مجال الثقافة والدفاع عن حقوق المرأة خلال مشاركته الأخيرة في مؤتمر العنف ضد المرأة التي أقامته منظمة بنت الرافدين والذي سجل فيه مفيد الجزائري حضورا فاعلا وهاما خاصة من خلال كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر والتي طالب فيها إيقاف ومحاربة كل أنواع الظلم والتعسف والتهميش ضد المرأة".

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com