|
لقاءات صادق الموسوي: الحكومة المقبلة ستكون اقوى .. والأمريكان غير راضين عن هيئة المسالة والعدالة
رسول علي اطلعنا المحلل السياسي والإعلامي العراقي البارز الأستاذ صادق الموسوي مدير مركز العراق للإعلام والدراسات على بعض المجريات التي تحدث ضمن مجال التحالفات ومحاولات تشكيل الحكومة وعن ما أفرزته الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي حدثت في العراق في الحوار التالي :
ماهي قراءتكم للمشهد السياسي في العراق بعد الانتخابات البرلمانية في العراق؟؟؟ بسم الله الرحمن الرحيم حقيقة استطيع ان اقول ان الانتخابات افرزت نوعا من التغيير فالبعض يرى ان التغير في الشكل ولكن المضمون بقى والبعض الاخر يرونه مضمونا وشكلا و أنها أفرزت بوضوح المدارس السياسية الموجودة في البلد وانا مع وجهة النظر الثانية فالانتخابات استطاعت ان تفرز بوضوح قائمتي الائتلاف الوطني وقائمة دولة القانون والشارع يعلم انهما يحملون برامج سياسية متقاربة ولكن هناك كان نوع نستطيع ان نسميه التدافع باتجاه معرفة الاخر لكي يعرفون مقدار الحجم الجماهيري لهم وكل اخذ نصيبه ولكن هناك كثير من التقارب بين هاتين القائمتين حيث انهم ائتلفوا واصبحوا قائمة واحدة في البرلمان وحصلوا على 159 مقعدا فهي مدرسة واحدة ونهج واحدة وهي تدفع باتجاه نصر المظلوم الذي ظلم في زمن نظام صدام ودعم العملية السياسية الديمقراطية للعراق الجديد وبناء منهج حكومي قوي يستطيع ان يؤسس لبناء دولة عراقية قوية ونستطيع ان نقول الان بدء يدفع باتجاه ان لايكون الشخص مهما وانما البرنامج الحكومي هو المهم والطرح الحكومي وان اي شخص ياتي ليقود هذه الدولة عليه ان يقودها ضمن برنامج حكومي متفق عليه من قبل هذا التحالف ويستطيع ان يبني هذا البلد وهذا النهج من الناحية الفكرية يريد ان يطوي صفحة الماضي بكل تفاصليه وان يطهر مفاصل الدولة من الايادي التي كانت في زمن النظام السابق تمارس اقسى انواع الجرائم ضد ابناء الشعب وهي عملية غير سهلة لان الدولة تمتلك مفاصل كثيرة ولم تاتي اي حكومة تستطيع ان تطهر الشخصيات الكبيرة من وكيل وزير ومادون من الفكر القديم ولهذا ترى الكهرباء على حالها وقضايا كثيرة بقت دون معالجة ولكن حدثت تغييرات في ظل حكومة المالكي ونستطيع القول انها وضعت الاساس لحكومة اخرى اما المدرسة الاخرى ليس لها اهمية في ان تغير النهج القديم او تطمح الى ان تغير مفاصل كثيرة في الدولة ولحد الان تمتلك خطاب واحد يدفع باتجاه الفكر القديم في زمن النظام وتطالب بالغاء هيئة المسالة والعدالة او تجميدها واعتقد ان ترسبات النظام السابق دفعت في افراز القائمة العراقية.. وهي الوحيدة المندفعة باتجاه هذا النهج في الساحة السياسية العراقية.
هل تعتقد ان النتائج التي ظهرت هي ممثلة للحيز الجماهري للاحزاب العراقية في الشارع؟؟؟ انا اعتقد ان نتائج الانتخابات افرزت بصورة واقعية بنسبة 80% للاحزاب في الشارع العراقي ولااريد ان اكون طائفيا وانما اكون مناطقيا لدينا المنطقة الغربية منطقة كاملة حرمت في الانتخابت في فترة ما لوجود ضغوط تنظيم القاعدة الارهابي ووجود ضغوط من بعض العقليات التي تتمع بنفس افكار النظام السابق والدفع باتجاه العداء لايران والدفع بكون العراق عروبي اكثر من كونه عراقي هذا الدفع استطاع ان يجد نفسه في الانتخابات الحالية وافرز القائمة العراقية وهناك دفع باتجاه ان نكون عراقين اكثر من كوننا عروبين اي ان نخدم العراق اولا والمظلومين من نظام صدام ولحد الان اصحاب المقابر الجماعية لم ينصفوا وكثير ممن ظلموا لم ينصفوا وهذه افرزت قائمتي ائتلافي دولة القانون والائتلاف الوطني اما الاكراد فمشروعهم واضح المعالم وشبه مستقل.. انا استطيع ان اقول انه انعكاس واقعي وانا فرح جدا حقيقة لان 91 مقعد بكل الشبهات التي تدور حولها التي حصلت عليها القائمة العراقية هو افراز يدل على وعي الشعب العراقي على إن الأفكار القديمة البالية لاتنفع الشعب العراقي ولاتنفع لبناء العراق ولو كان لها طغيان على الارض لافرزت 150 مقعد والحمد لله ان الشارع العراقي يدرك ان المشروع العروبي غير موجود على ارض الواقع حتى عند العروبين انفسهم المتطرفين وغير المتطرفين..والمشروع الاخر هو البقاء على نفس نهج النظام المباد في ترتيب بناء الدولة ونرى ان الكثير بدءوا يتجهوا الى نهج تغيير وترك تلك الافكار..
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات هل كان اداءها مرضي بالنسبة للطبقتين السياسية والشعبية ؟؟ انا براي انها فعلت مابوسعها حصلت اخطاء والأخطاء غير متعمدة وان المفوضية ليست متهمة بانها قامت بدور تغيير النتائج وإنما الأخطاء كانت فنية صدرت من كوادر صغار من مراكز اقتراع او من محطات انتخابية ولكنها لا ترقى الى درجة ان نتهم المفوضية بالفشل اوبعدم الحيادية وارى انها قامت بواجبها بما يؤهلها لان تكون نزيهة وشفافة.. الاعتراضات على اداء المفوضية وعلى نتائج الانتخابات هل ستفقد المفوضية مصداقياتها امام الشعب ؟؟؟ هذه الطعون مسالة اعتيادية وخير مثل هي الانتخابات في بريطانيا ونتائجها فعكست نفس ماهو موجود في الوضع العراقي فهناك حزبان رئيسيان وهما المحافظين والعمال وهناك حزب اسمه الليبريالي الديمقراطي وهناك احزاب صغيرة فكان عدد المقاعد لمجلس العموم البريطاني 654 مقعد على عدد النفوس لبريطانيا فالذي يحصل على نصف المقاعد زائد نصف فهو يشكل الحكومة وكانت النتائج غالبا اما لحزب العمال او المحافظين اما في هذه السنة فكانت النتيجة لم يحصل اي حزب على الاغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة مما دعا لحزب العمال ان يكون ائتلاف مع أحزاب اخرى لتشكيل الحكومة وهذه اول مرة تحدث في بريطانيا وهو مشابه للوضع في العراق.. فكتل الائتلاف الوطني ودولة القانون والتحالف الكردستاني لديها برنامج واحد وموحد وهو معاقبة من اساء في الماضي وبناء الحكومة وتغيير النهج السياسي للبلد اما القائمة العراقية فنهجها هو العفو عما مضى والغاء هيئة المسالة والعدالة وبعضهم يدعو الى اعادة المؤسسات الامنية والبعثية .. ولانه في العراق ليس لدينا ثقافة معارضة فادخال القائمة العراقية في الحكومة والعملية السياسية هو الحل الامثل لكي لاتعرقل مسيرة بناء الدولة. وايضا ان هناك طعون ضد مفوضية الانتخابات في بريطانيا والاعتراض على بعض النتائج في عدد من المناطق وانا اتحدث معك هناك عملية اعادة فرز. وهي بلد مستقل ويتمتع بالديمقراطية ولكن لايوجد اتهام للمفوضية هناك. وهي مسالة طبيعية تحصل ولكنها لاترقى الى اتهام بالنزوير..
مسالة اعادة الفرز اليدوي هل ستكون نتائجها مطمئنة للكتل السياسية؟؟ اعتقد انهم سيرضون بالنتائج وبغض النظر عن التحالفات وستذهب النتائج الى المحكمة الاتحادية للمصادقة عليها..
زيارات السياسين الفائزين لدول الجوار ماذا تمثل ؟؟؟ والله انا في قلبي شك من هذه الزيارات وغير مطمئن لهذه الزيارات مطلقا فالامور تحل في العراق وتحل عراقيا وتحل باللقاءات بين الكتل السياسية فالزيارات الى دول ليس لنا ثقة بهذه الدول انها مع العملية السياسية في العراق مثل المملكة العربية السعودية وحتى اليمن التي تؤوي الالاف من البعثين فرئيس كتلة مثل الدكتور اياد علاوي عندما يقوم بزيارة لليمن هي تثير الشبهة والاقاويل فهل هي من الفطنة السياسية ان اعطي انطباع للشارع من خلال زيارتي لهذه الدول اني ادعم مصالح طبقة معينة اوصلتني الى البرلمان ؟؟ .. وهي ليست من الحنكة السياسية وليست حل ابدا للمشكلة..
البعض يرى ان هذه الزيارت هي تدخل واضح للشؤون الداخلية للبلد وان هناك اجندة خارجية تفرض نفسها على هذا البلد ؟؟ العراق ضعيف الان من ناحية السياسية الخارجية او من الناحية الامنية ومن خلال التواجد الأمريكي وهذا ما يجعله عرضة للتدخل الخارجي وبعد 2011 ان تشكلت حكومة قوية ممايدفع الى تنفيذ الاتفاقية الامنية وانهاء الوجود الامريكي في العراق فهذه ستقوي من سيادة العراق وتغلق الباب امام التدخلات الخارجية ويبقى القرار السياسي قرار نابع من واقع الشعب العراقي.
هناك من يسعى الى تدويل قضية الانتخابات العراقية وتشكيل الحكومة فهل ترون امكانية حدوث ذلك ؟؟؟ لا ابدا فقضية الدعوة الى ادخال الامم المتحدة وابقاء العراق تحت البند السابع انا اعتقد ان الناس الذين يقولوها لم يقرءوا الشارع بصورة حقيقة فاي سياسي يصرح في الاعلام يجب ان يكون بمستوى الشارع الذي انتخبه فالشارع العراقي مدرسة كانت يوم الانتخابات لابد على السياسين ان يراقبوها بحذر فهذه المدرسة انزلت اناس ورفعت اناس ولكن للاسف لم يتعضوا بعض السياسين فتجد تصريحاتهم وعندما تسمعها تشم منها رائحة عدي صدام حسين وتحديدا تصريحات حيدر الملا فانا ادعو الى ابعاده عن التصريحات لانه شخص يؤجج للفتنة وللنار الطائفية ويسعى الى عدم التوافق السياسي في البلد وارى ان الذين يفسرون المادة الدستورية حسب اهوائهم فهم يبحثون عن حجج ليس لها اي سند دستوري والمحكمة العليا فسرت المادة الدستورية المختصة بهذا الشان وكانت واضحة للجميع واذا كان هو حصل على اصوات النصف زائد واحد فليذهب وليشكل الحكومة كما يريد ولكن الواقع يفرض عليك ان تتحالف مع اكثر من كتلة سياسية للبلد..
ماهو الدور الامريكي والايراني في قضية الانتخابات وتشكيل الحكومة؟؟؟ الجانب الأمريكي يتأمل أشياء ولكن الشارع العراقي دائما يضرب هذه التأملات بصخرة الواقع وهم كانوا يتوقعون ان القائمة العراقية تحصل على اغلبية الاصوات وان تشكل الحكومة والجانب الامريكي ليس مدفوعا من قبل الامريكان انفسهم وانما الامريكان ياملون في التخلص من المازق العراقي وينسحبوا من العراق وتبقى سفارة لهم ولكن هناك مخابرات عربية في دول اقليمية تدفع بالامريكان الى دعم القائمة العراقية والامريكان اوجدوا هذه القائمة ولكنها لم تحظى بالدعم الكامل من قبل الشارع العراقي.ولذلك لجاوءا بالضغط على قائمة دولة القانون لكي تتحالف مع القائمة العراقية لكي يشكلوا اكبر كتلة والذي وقف عائقا ضد هذا الامل الامريكي همه الاخوة الاكراد الذين يتخوفوا من هذا التحالف ان يؤثر على طموحهم وان تنافر البرنامجين الذين يمتلكاهما العراقية ودولة القانون استحال تحالفهما فدولة القانون ينظر الى العهد الماضي عهد يجب ان يحاسب والقضاء يجب ان يفعل بينما القائمة العراقية فيها من ينادي بتجميد المحكمة العليا يعني تجميد محاكمة أزلام النظام المباد وقد صرح بهذا علنا السيد طارق الهاشمي عدة مرات لذا امالهم تصدم بصخرة الواقع. وبالنسبة للدور الايراني نفس الواقع ولااتوقع ان هناك شخصية في الائتلافين ضعيفة ترضخ لرغبات ايرانية بالعكس لو كانت ايران تامر لكان الائتلافين شاركوا في الانتخابات في قائمة واحدة لان ايران كانت ترغب بنزلوهم قائمة واحدة وعندما تذهب الى الاعلام الايراني تجده انه يدعو الى اندماج الائتلافين بكتلة وهما تحالفا ولم يندمجا ومثلا ان المؤسسة الايرانية تحبذ فلانا رئيسا للوزراء فهل تقوى على ذلك ؟؟ وهي جارة كبيرة ولديها امال في العراق وتخشى من الوجود الامريكي في العراق وهي تخشى مجيء بعض الناس في القائمة العراقية لكي يعيدوا حدة العلاقات بين البلدين ويمكن ان تعاد الحرب من جديد. ولو تشاهد قناة البابلية التي يملكها صالح المطلك تجدها انها تدعو الى الحرب مع ايران وكما ان امال امريكا تصطدم بالواقع كذلك نفس الحال بالنسبة لايران.
كيف ترون مستقبل العراق مع محيطه الاقليمي والعربي بعد الانتخابات ؟؟؟ بعد ان يقوى العراق ويصبح عنده حكومة قوية وانسحاب الجيش الامريكي ويصبح لديه استثمارات خارجية وننفتح على العالم اقتصاديا ونعزز الشركة الوطنية للنفط العراقي فستجد كل هذه الدول تتمتع بعلاقات طبيعية وجيدة مع العراق لان الاقتصاد هو الاساس في بناء العلاقات الدبلوماسية بين البلدان وليس الماكنة العسكرية. هناك قضايا كثيرة اثيرت في الفترات بين الانتخابات واعلان النتائج ومحاولات تشكيل الحكومة مثل التفجيرات واكتشاف مايسمى المعتقلات السرية فهل هي وسيلة ضغط للاسراع بتشكيل الحكومة ؟؟؟ هي ماكنة اعلامية تعمل وفق اجندة تدعمها دول اقليمية غير راضية عن الوضع في العراق وهي تخاف ان ينهض العراق اقتصاديا فهي دول قائمة اقتصاديا على ضعف العراق وهذه الدول تنهار ان استقر الوضع في العراق وهي تمد بعض الوسائل الاعلامية لكي تضخ بعض الاخبار الكاذبة وهي تدفع للصراخ بوجه العراقي لكي لايسعى في بناء بلده وحتى الشارع العراقي ركز على هذه الوسائل وشخصها..
بعض المحللين السياسيين يرون ان علاوي والمالكي هما الابعد عن منصب رئيس الوزراء للحكومة المقبلة؟؟؟ اياد علاوي هو بعيد صحيح لانه المقومات التي يتكا عليها ليصبح رئيس وزراء شبه معدومة اما المالكي فحظوظه افضل بوجود تحالف الائتلاف الوطني ودولة القانون لكن علاوي حظوظه في الحصول على هذا المنصب هي صفر والمالكي ليست حظوظه بصفر. واتوقع ان هناك انشقاقات ستحدث في القائمة العراقية مستقبلا اما البقية فارى انها قوائم متماسكة .
هل ترون ان اجراءات هيئة المسالة والعدالة هي قانونية ام وراءها دوافع سياسية ؟؟ لا هي اجراءات قانونية وليست لها دوافع سياسية والذي يرى غير ذلك فهو شخص من الاساس لديه رغبة بعدم وجود هذه الهيئة ولديهم ارتباطات بحزب البعث سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة وهي مؤسسة دستورية واستجيب لقراراتها في هذه الفترة فهل عندما ياتي قرارها لايناسب اي شخص فيشكك بمصداقيتها ودستوريها ؟؟ وهذا خطا والامريكان غير راضين عن عمل هذه الهيئة والسبب هو الضغط من مخابرات اقليمية تؤوي رجال النظام السابق. وهي باقية في الدورة البرلمانية القادمة لان قانونها تم التوصيت عليه .
ماهو دور مؤسسة العراق للاعلام التي تديرونها في دعم المسيرة السياسية للعراق؟؟؟ المؤسسة قامت في دور مهم حيث قامت بتدريب بعض الكوادر في مؤسسات سياسية للعمل في المجال الاعلامي واطلقت وكالة العراق للانباء (وعل) واستطاعت ان توجد مفهوم حضاري للحالات الاعلامية الموجودة وكيف تحليلها وفق المنهج السياسي السليم والقويم واوجدت مركز للدرسات اعطى بعض الدرسات للمؤسسات الحكومية ولكنها في الوقت الحالي هي مجمدة بس جمود الوضع السياسي في العراق.....
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |