|
لقاءات ممنــوع الدخـــول .. لأنهــا أنـثى
فاتن حسين ناجي شبكة عنكبوتية تمد اذرعها عرضاً من الشرق الى الغرب وطولاً من الشمال الى الجنوب متجاوزة تلك النقطة التي لابد من المرور بها الا وهي المرأة... لانتحدث عموما عن المرأة في العراق بل نتحدث خصوصاً عن المرأة في “قضاء الهندية” القضاء الذي يقع ما بين محافظة بابل ومحافظة كربلاء لكنه تابع الى كربلاء قضاء كبير جداً متكون من عدة احياء وعدة محلات... القضاء لا يختلف كثيراً عن المركز فهو قضاء متميز لاينقصه أيّ مظهر من مظاهر التطور. وبالرغم من وجود العشرات من مقاهي الانترنيت كمظهر حضاري إلا إنها رفعت بوجه المرأة لافتة ممنوع الدخول.
مابين التخلف وعدم الادراك رند عبد الحميد طالبة ماجستير في جامعة بغداد تقول: “إن أقرب مايقال عن هذه الحالة هي “التخلف” بمعنى الكلمة. فالانترنيت ليس مقهى يتناولون فيه الشاي والقهوة ويتحدثون فيه كلمات لامعنى لها بل هو ظاهرة خدمية تقدم كل ما يحتاجه الشخص وخصوصاً الطالب فكوني طالبة ماجستير فأنا بأشد الحاجة الى استخدام الانترنيت وخصوصاً عندما أريد التحدث مع الطلبة في الجامعة حين يتعذر عليّ الذهاب الى بغداد واكون محتاجة الى البحوث والمحاضرات ولا يوجد أمامي سوى الانترنيت ولكن للأسف في منطقتنا محرم على الفتاة الدخول وحتى ان كان هناك اماكن مخصصة للنساء والمشكلة الاكبر عندما يسألني زملائي لماذا لا أذهب للأنترنيت اخجل من القول بأنهُ محرمٌ عليّ دخوله في منطقتي”.
الاحتياجات الدراسية هي الدافع الأول سارة اسماعيل طالبة في كلية الفنون جامعة بابل تقول “احيانا نحتاج الى الانترنيت لاغراض دراسية كأستخراج مصادر للبحوث او التعرف على بعض المراجع الدراسية لكن المسألة الكلام السيء الذي يقال عن الفتاة التي تتردد على مقاهي الانترنيت وهذه مشكلة لااعاني منها انا لوحدي بل جميع طالبات الجامعة داخل القضاء”.
الأنترنيت داخل المنزل لايكفي احيانا هيفاء محمد علي طالبة في كلية الهندسة تقول انها لشدة احتياجها الى الانترنيت فقد اشتركت في احد المقاهي بخط انترنيت ليلي بقيمة لا بأس بها ولكنها تعاني من الاشارة الضعيفة التي لاتمكنها من الاستفادة منه ومع ذلك فهي تفكر في ترك الاشتراك ولكن ان تركت الاشتراك اين ستذهب والفتاة “لا” تستطيع الدخول الى الانترنيت حتى لايتحدث عنها الآخرون.
لا أريد إغضاب أهلي كوثر ماجد خطار تقول “أبي وأخوتي منعوني منعاً باتاً من الذهاب مع زميلاتي الى الانترنيت لأن الناس سوف يتحدثون عني بالسوء”. وتضيف كوثر “انا لااهتم بحديث الآخرين مادمت اريد التعلم واكون الافضل ولكني لا أريد ان يغضب والدي واخوتي”.
نحتاج ان نكون كالآخرين آلاء مالك طالبة في كلية الفنون تقول “داخل الكلية لايوجد انترنيت وداخل المنطقة الفتاة لاتستطيع الذهاب الى الانترنيت فماذا نفعل انا احتاج ان اكون كزميلاتي المطلعات على اخر التطورات من الرسم والمشتركات في اكثر من منتدى للفنانيين التشكيليين وأشعر بالحزن عندما اجد نفسي مختلفة عنهن”.
المشكلة بسيطة لاتحتاج للتعقيد محمد سعد طالب في اعدادية الصناعة يقول “المشكلة تكمن في انه لايوجد مقهى مخصص للفتيات واغلب العوائل ترفض ان تختلط الفتيات بالشباب في مايسمى مقهى الانترنيت وهذا ليس تخلفاً وانما حرص على سمعة الفتاة ولكن لوكان هناك مقهى خاص بالفتيات فستنتهي المشكلة وهذا الرأي لايختلف عليه اثنان داخل القضاء فنحن ندرك مدى اهمية الانترنيت في حياة جميع الاشخاص”.
الظاهرة لا تقتصر على قضاء معين نورس حسين مهندسة في وزارة الاشغال تقول “هذه الظاهرة ليست مقتصرة على قضاء معين بل انها تتعلق بالشخص وبعائلته وحتى في كربلاء المركز هناك ما يقارب 70% من العوائل ترفض تردد بناتها على مقاهي الانترنيت وان كانت مخصصة فقط للفتيات فلكل شخص وجهة نظر معينة قد تنافي وجهه نظر الآخر”.
ولمقاهي الانترنيت دورها ايضاً بيداء حسين باحثة في كلية الفنون تسكن محافظة بابل المركز تقول “حتى هنا في مدينة الحلة هناك الكثير من العوائل ترفض دخول بناتها الى المقاهي والسبب ليس في الاهل بل في بعض المقاهي التي تفتح ابوابها ليس لغرض الانترنيت بل لاغراض الكل يدركها ونحن هنا لا نقول الكل بل البعض او القلة التي نشرت سمومها وإساءت الى ثقافة الأنترنيت”.
اين تكمن الحلول الحقيقية من كل ما سمعناه ندرك ان السبب ليس في المنطقة او في نظرة الاشخاص داخل المنطقة لكن السبب هو في الدرجة الاولى عدم وجود مقاهي محددة داخل المنطقة ومخصصة للفتيات ولو ان تلك المقاهي وجدت لاستطاعت ان تحل جزء من تلك المشكلة التي تعاني منها الفتاة داخل قضاء الهندية. وخصوصاً طالبات الجامعة اللواتي يحتجن الى الكثير من المصادر والمراجع لأستكمال بحوثهن ودراستهن.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |