تأثير افلام الكارتون على الاطفال .. سلبيات وايجابيات

 

زهراء سعدي/ بنت الرافدين

المقدمة:

نتيجة لانتشار الحروب في العالم اصبح العنف والقتل واستخدام الاسلحة هو لغة العصر وثقافتة وهذه الثقافتة وهذه الثقافة بدأت تزداد بشكل ملفت للنظر عن طريق برامج التلفزيون (من افلام ومسلسلات وتقارير).

كما بدأت ثقافة العنف تنتقل الى عالم الطفل عن طريق قنوات عديدة منها افلام الكارتون، فكان هذا التحقيق الذي اجريناه ضمن حملة بنت الرافدين لمناهضة ثقافة العنف عند الا طفال.

"وجدت طفلي الصغير البالغ من العمر 8 اشهر في الثلاجة تفاجئت كثيرا .. ثم اكتشفت ان الذي وضعه اخيه الاكبر لانه شاهد هذا المشهد في افلام الكارتون توم وجيري" هكذا قال السيد ابو محمد ممنعضاً من الاثارة السلبية لهذه الافلام.

الطفل محمد معن البالغ من العمر 13 عام عبر عن رأيه قائلاً

"افضل افلام كاتون باتمان او سبايدرمان (رجل العنكبوت) لانهما اقوياء ويساعدان الناس ويقضيان على الاعداء .. وأستمتع أكثر عندما أمثل ما أراه في الحلقة مع أخوتي الصغار وعندما أصبح أنا باتمان او سبايدرمان وهم الأشرار فاقوم بقتلهم.

·        خطر افلام الكارتون على تصرفات الاطفال

السيدة ام سارة تقول "غفلت عن ولدي للحظات فوجدته على شرفة المنزل يريد القفز منها وهو يحمل بيده مظلة فعندما قمت بانزاله قال لي انه يريد ان يكون مثل سنبل الفتى الذي جاء من عالم اخر بمظلته العجيبة التي يطير بها وينتقل من مكان الى اخر".

اما السيدة رواء رحيم ام زينب من كربلاء .. وهي ام لفتاتان فقالت معبرة عن رأيها:

"افلام الكارتون اثرت على بناتي بشكل ملحوظ فباتن عصبيات ويتشاجرن كثيراً .. وبمرور الايام اكتشفت ان سبب شجارهن هو انهن يتأثرن بتوم وجيري وكيفيت شجارهما .. علماً اني ادرك تأثير افلام الكارتون عليهن فلا ادعهن يشاهدن القط والفار".

 ·        تحديد الساعات

وقد تحدث السيد (س. ع) وهو تربوي في احدى المدارس الثانوية عن ضرورة تحديد ساعات المشاهدة قائلاً:

"لايجب على الاهل منع الطفل من مشاهدة افلام الكارتون لان الطفل سيشعر في النقص خاصة عندما يجد الاطفال الاخرين يتحدثون عن افلام الكارتون فيدفعهم ذلك الى اختلاس المشاهدة أو الذهاب الى احد الزملاء للمشاهدة، لذلك فمن الضروروي تحديد ساعات معينة للمشاهدة لان هذا النوع من الافلام ينمي خيال الطفل بالاضافة الى تقوية اللغة العربية لان اغلب افلام الكارتون تكون باللغة العربية الفصحى وحبذا لو استبدلت بالانشطة الاخرى كحفظ القرآن أو قرأة القصص الهادفة أو ممارسة الألعاب الرياضية أو ممارسة الرسم والتلوين أاو ممارسة الألعاب التي تزيد الذكاء".

·        الفتيات يتعلمن العنف

الطفلة ايمان البالغة من العمر 11 عام قالت بحماس

"اني لا اشعر بيومي يمر بدون رؤية افلام كارتون الجاسوسات .. لانهن يمثلن النساء القويات والمقاتلات".

فيما قالت السيدة ام سجاد وهي ام لطفل واحد بالغ من العمر سنتين:

"لا افضل لولدي رؤية أفلام الكارتون أو تعلقه بها في هذا العمر لانه على وشك تعلم الكلام واغلب الأفلام تكون مدبلجة بالهجة المصرية مثل (بمبة وتيمون، القناع)".

 ·        ام تعلم بالمشكلة ومصره عليها

السيدة سوزان أم لثلاثة اطفال تقول "انا اعلم ان برامج الكارتون متلفة لسلوكيات الاطفال وان الطفل يقلد كل ما يراه امامه وافلام كارتون اليوم مليئة بالقتل والدم والخراب والتعذيب مثل سلاحف النينجا وهي ستصنع منهم ارهابييين وليس لديهم رحمة في قلوبهم .. لكن ماذا افعل فأنا موظفة واعمالي المنزلية كثيرة وليس لي وسيلة اخرى الهيهم بها وحتى لو كانت تأثر على شخصياتهم.

 ·        ضياع القدوة

السيدة او كرار عرجت على موضوع القدوة في افلام الكارتون قائلةً:

"ان افلام الكارتون تضيع القدوة لدى الاطفال .. فالطفل في عمر ثلاثة او خمسة عشر سنة يتأثر بالشخصيات الكارتونية فبدلا من ان يكون قدوتهم احد الانبياء او الائمة او الشخصيات العظام بدأوا يقلدون شخصيات افلام الكارتون ويتعلقون بها ويحاولون ان يقلدونهم بشتى السبل ولندرك ان افلام الكارتون منشئها غير اسلامي وهي منافيه لكل عاداتنا وتقاليدنا الاسلامية"

·        يحاولون التخلص من واقعهم

اما الطفلة نور في الرابعة عشر من عمرها قالت مصرة عن رأيها: "احب افلام الكارتون "ايرون كيد التي بطلها مارتي" لانه احد الابطال وهو صغير السن يبحث عن الحق وهو صغير السن والانتقام من الاشرار الذين يحاولون استغلال العالم بقتلهم واتمنى ان مارتي تكون شخصية حقيقية ليخلصنا من الارهاب والعناصر المسلحة".

السيد ابو منتظر استاذ جامعي يستنكر بعض ما تلمح له هذه الافلام قائلاً: "افلام الكارتون لا تتماشى مع عقائدنا وديننا الحنيف مثلا السجود لغير لله ففي افلام كارتون سامبا عندما قتل سامبا النمر المتوحش سجدت حيوانات الغابة له لانه تخلص من عدوهم وبدأ ضياء الشمس يلوح له لانه هو البطل وهذا ما يضعف عقائد صغارنا"

·        مراقبة الاسرة لبرامج التلفزيون

السيد سلوان فوزي استاذ في كلية الاداب تحدث عن رأيه قائلاً: "يولد الطفل كصفحة بيضاء يتقبل كل شئ من العالم الخارجي ويقلد كل مايراه ويتأثر بالاشياء أكثر من الشخص الكبير .. وبرامج التلفزيون ليس لها رقابة قد يعرض بها شئ قد يكون منافي للتقاليد والعقائد الاسلامية.

وبسبب التلفزيون تربى الطفل على العنف .. ويعد برامج العنف احد اسباب انتشار ثقافة العنف في مجتمعنا لان اطفالنا تربو عليها واصبحت استعمالها شيئاً عادياً مثل المسدسات والرشاشات والدبابات والاسلحة الاخرى.

هنا يجب ان يظهر دور الاسرة فيتوجب عليها ان تقوم بمراقبة البرامج التي يراها الاطفال لان الطفل يكون غير قادر على التمييز بين (الصح والخطأ) فتنحصر البرامج التي يراها الطفل على القنوات التعليمية والتثقيقية مثل (القنوات التعليمية المصرية، او البرامج التعليمية على قتاة "art" ) فيتعلموا اللغة العربية والاناشيد والحساب بدلا من العنف والاشياء التي تؤثر على مستقبلهم وشخصياتهم والمجتمع".

·        تعلم صغارنا التقاليد الغير اسلامية

بعض المسلسلات الكارتونية يتشارك بها رجل وامرأة وتوجد بينهما قصة حب فيجد الطفل نفسه امام علاقة حب خطيرة

ولعل المسلسل الكارتوني الجاسوسات وهي ثلاث فتيات يهجرهن اصدقائهن فيكتشفن عطر اذا ما شمه الرجل فأنه يترك صديقته ويبحث عن حب اخر .. فمثل هذة القصص كثيرة ومتكررة وهناك الحاح شديد عليها والنتيجة واضحة سهلة وستجعل الطفل منذو الصغر بحاجة الى العلاقات يعتبرها شيئاً عادياً والشرير من يريد التفريق بينهما .. اما ملابس الكارتون العارية فيعتبروها شئ عادي وجميل واجمل ما موجود على ارض الواقع .. فعالم الكارتون عالم مثالي في عيون الاطفال وستخلق عندهم حالة من الميوعة والانحراف بالاضافة الى انها ستحرق مراحل مهمة من عمر الطفل فهو اجبار للنضوج.