تحقيقات

زواج المتعة يعود للرواج في العراق

زواج المتعة حل للمشاكل ام خلق لها

 

تحقيق: عباس السعيدي  

إن الله عز وجل إنما شرع النكاح لمقاصد سامية، وأغراض نبيلة، تحقيقا لتكوين أسرة يسودها الوئام وتتحقق فيها الألفة والمحبة، يتعاون الزوجان في كنفها على إعداد بيت الزوجية على أسس من التفاهم والتعاطف والمودة. كما أن من مقاصد الزواج الاساسية ايجاد الذرية الصالحة، وتنشئتهم على الأخلاق الكريمة، والسلوك المستقيم، والشمائل الاسلامية الطيبة. ان الله عز وجل لما شرع النكاح وجعل له أركانا وشروطا لصحته فلا يصح النكاح الا اذا كان مشتملا على هذه الاركان متحققة فيه هذه الشروط. زواج المتعة او ما يسمى بالزواج المنقطع أو المؤقت وهو الزواج المحدد بأجل مقابل مهر متفق عليه بالتراضى، وينتهى زواج المتعة بإنتهاء الأجل المحدد، وكان هذا الزواج مباحا منذ ايام الرسول الاعظم (ص). وقد يكون هذا الزواج من اجل الحفاظ على النفس من الانحراف والخطأ او يكون من اجل الانجاب او اجل المنفعة المادية او من اجل المتعة الجسدية او من اجل حرية الاختلاط والتغيير.  

صبا حازم/ ارملة: انا اؤمن بهذه الشريعة وهذه السنة النبوية لاسيما وهناك فتاوى من المراجع الدينية تحلل هذا النوع من الزواج وفق شروط معينة واشجع الارامل والمطلقات على هذا الزواج وبما اني صاحبة تجربة ومتزوجة بالزواج المؤقت او ما يسمى بالمتعة ولمدة سبع سنوات بالسر بدون علم اهلي واطفالي ولم اقصر في عملي وفي واجباتي تجاه بيتي واطفالي ووفقت بينهم وبين زوجي وكنت اتقاضى راتبا شهريا من زوجي وكان يساعدني في حياتي اليومية ويخفف عني عبئ الزمن والظروف الصعبة التي مررت بها، ولم اواجه اية مشاكل خلال سنوات الزواج بهذا الصدد، وبعد سبع سنوات تم الانفصال لظروف معنية وتزوجت مرة اخرى ولمدة ستة اشهر بحكم العمل بعدها انفصلنا لاسباب خاصة. وارغب في زواج دائمي لانه الحل الامثل لحل مشكلتي ومشكلة كل امراة ارملة او مطلقة.  

سلوى الربيعي/ انسة: انا ضد هذا النوع من الزواج واعتبره زواج الصفقه لانه يلغي شخصية المراة ووجودها وكرامتها ولا اعتقد هناك من يعترف بهذا الزواج وهل يقبل اهل الارمله او المطلقه بهكذا نوع من الزواج وبما انه بالسر فانه اشبه بالسرقة وهذا الزواج ليس من مصلحه المراه وخاصه في العراق والمشكلة هي الاهل والناس والعشيرة والكثير من المشاكل، فلو فرضنا  تزوجت امراة زواج المتعة وعلم احد اقاربها او شاهدها في مكان ما، ماذا ستقول حينها لاسيما ونحن من منطقة عشائرية متعصبة.  

نسرين جواد/ مطلقة: كل شيء حولنا مرهون بظروفنا، اعتباراً من الموضة إلى الأثاث والسيارات والى زواج المتعة. لفتت نظري ظاهرتان اخذتا في الشيوع أخيرا في العراق، تعلقت الأولى بتشجيع السياحة والسفر والثانية بظهور أنواع جديدة وعجيبة من الزواج. نحن نعرف عن زواج المتعة وزواج المسيار. واضيف اليهما الآن الزواج العرفي والزواج بالتجربة والزواج بنية الطلاق والزواج المؤقت والزواج السري. وهذه نتفة مما سمعت به، والمخفي ربما اكثر من المعلن. ربما يوجد زواج بالساعة وزواج بالليلة والزواج بدون فراش والزواج عالبايسكل. والله اعلم بخلقه. وقد استعاد زواج المتعة الذي حظرته حكومة النظام السابق، شعبيته مرة أخرى منذ غزو العراق بقيادة القوات الأميركية في عام 2003 طبقا لما ذكره رجال الدين والناشطات في مجال حقوق النساء والذين تزوجوا زواج متعة.

هدى سلمان/ منظمات المجتمع المدني/ زواج المتعة مرفوض من قبل بعض النساء، لان اغلب النساء لا يرغبن في مثل هذا الزواج، ويعتقدن ان ذلك مشروع خاطئ يحظى بغطاء ديني، هذه الخطوات تعيد البلاد كلها للخلف، وهي عقبة نحو تقدم البلاد، غير أن رجال الدين وغيرهم، الذين يمارسون زواج المتعة، قالوا ان مثل هذه الزوجات تحافظ على الشابات وغيرهن من ممارسة الزواج خارج نطاق الزوجية، والمطلقات الارامل من اللجوء الى ممارسة الدعارة للحصول على المال. وقالوا ان زواج المتعة لا يختلف كثيرا عن الزواج التقليدي، حيث يدفع الزوج لزوجته مهرا ويرعاها ماليا، وانه مخصص كمساعدة انسانية للنساء، وبالرغم من ان زواج المتعة اصبح اكثر انتشارا، فإنه لا يزال يثير الجدل، ويعقد الناس زواج المتعة سرا. وان فرصة الزواج الدائم اصبحت نادرة بالنسبة للمطلقات والارامل خصوصا وهناك عددا من النساء طلبن منا المساعدة في الحصول على بطاقة هوية وطنية للأطفال، الذين انجبوا من علاقة زواج متعة. إلا ان الوالدين يجب ان يبرزا قسيمة الزواج كشرط للحصول على بطاقات الهوية المطلوبة عند الالتحاق بالمدرسة او بوظيفة. وان بعض النساء منحن اطفالهم لأزواج آخرين بغرض التبنى وإدراجهم في السجلات الرسمية.  

فاطمة علي/ مطلقة: انا في الرابعة والعشرين من عمري بدون مؤهل مدرسي ولا وظيفة ومطلقة بسبب الظروف العائلية بعدها تزوجت متعة من رجل دين في الرابعة والثلاثين من عمره وكانت زوجته حامل وقال انه لا يستطيع مجامعتها وكنت بحاجة الى شخص يرعاني وكان هو بحاجة الى امراة. وافقته على الزواج المتعة وهو الزواج المؤقت وكان يزورني مرتين في الاسبوع في بيت مستاجر ويدفع لي في كل زيارة خمسة الاف دينار بالاضافة الى النفقة الشهرية باتفاق غير مكتوب. وانا اؤمن بهذا الزواج وهو حل مؤقت للمطلقات والارامل.  

سعدون شرار الجليحاوي/ تربوي: زواج المتعة من الناحية الشرعية صحيحا ولا يختلف عن الزواج الدائم الا في بعض التفاصيل وهو سنة النبي واهل البيت عليهم السلام وليس صحيحا انه كان على زمن الرسول (ص) وحرم فيما بعد بل هو باق بدلالة ان النبي لم يحرمه طيلة حياته وبالتالي (فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة) وقد ورد فيه الكثير من الاحاديث التي ترغب فيه وتجعله حلا لكثير من المشكلات الاجتماعية وفي الاحاديث قول بعض الصحابة (كنا على زمن الرسول نتمتع بشق تمرة) وكذلك (لولا ان حرمه الثاني ما زنى الا شقي) وهذه دلالات واضحة على اهمية هذا الزواج وما يثار عنه من الناحية الاجتماعية ولا يعني عدم صلاحه كعلاج لبعض الحالات التي تدرئ الزنى والمفاسد هو طاعة لله ولرسوله بشرط ان يعرفا الزوجين هذا الزواج المقدس.     

 السيد محسن المنصوري/ عميد السادة ال منصور العموم: زواج المتعة صحيح على شرط ان يحصل بشرطه وشروطه مثلا لو كان شخص مسافر ولمدة طويلة كانها فرصة عمل او نزهة طويلة ويريد ان يتمتع ويحصل على الطرف الموافق على الزواج، عليه ان يعقد العقد المنفصل ويقدم الحاضر للمراة ويتفق على الانجاب من عدمه وان حصل ذلك يتوجب رعاية الابن ولا اعتقد بان زواج المتعة الحل الامثل للمطلقات والارامل، وقد ورثنا زواج المتعة  عن الشرع والدين بروايات معتبرة وهذا الزواج غير منصف مع المراة ومع حقوقها حيث تتحول المراة الى سلعة تباع وتشترى ويعود رفضها عندنا لاسباب اجتماعية وعدم توفر الوعي الديني وعدم توفر الشروط الصحيحة والمداخلات الجانبية وقلة الوعي الديني الموجود عندنا ولا مانع من ان يكون للمراة زوج يساعدها ويخفف عنها العبئ بشرط ان يكون الرجل اب للاولاد من الاب المتوفى او المطلق او يكون ولي امر حريص على المراة بشرط ان تحترم المراة مقابل ذلك وتطبق الشروط والواجبات الزوجية في هذا الزواج المنفصل واشير الى ان الصراع يبقى مستمر بين الدين والعرف الاجتماعي وتقع المسؤولية على المتفقهين في تنوير المجتمع على الطريق الصحيح. ومن ايجابيات هذا الزواج يقطع دابر الزنى وهي المشكلة الرئيسية التي يعاني منها المجتمع ومن سلبيات هذا الزواج عدم صدق المراة والالتزام بشروط الزواج فتتحول الى باغية.    

 ماجد عيدان الزيادي/ محامي: شرعت القوانين الوضعية لتحمي حقوق الناس وهذه القوانين الوضعية تعتد بالدليل المادي الملموس ولا تعتد بالنوايا، فقط القوانين الشرعية هي التي تعتد بالنوايا، وبما ان زواج المتعة ليس فيه اعلان وليس فيه شهود وليس فيه عقد يسجل في محكمة فهو بذلك عقد غير صحيح في نظر القانون لان القانون الوضعي اشترط بعض الاجراءات الشكلية لصحة بعض العقود ومنها عقد الزواج فاذا نقص احد شروطه اصبح عقدا ناقصا غير صحيح لانتفاء احد شروطه وهو التسجيل لدى محكمة الاحوال الشخصية وقد وضع المشرع عقوبات وضعية عند مخالفة شروط العقد تصل للحبس اوالغرامة او كلاهما، اما من ناحية الحفاظ بحقوق الزوجة المتمتع بها فانها لا تثبت لها اي حقوق على الزوج المتمتع بها لا نفقة ولا اثاث ولا مهر ولكن يحق لها تقديم دعوى لدى المحكمة تتطلب فيها تسجيل زواجها من الشخص المتمتع بها ولكنها تكون بحاجة الى تقديم شهود لاثبات زوجيتها منه وبحاجة الى فحص طبي يثبق دخوله بها. 

خالد عباس العمري/ مدير مدرسة: زواج المتعة سنة رسول الله (ص) لا خلاف عليها ولكن غير محبذة في مجالنا الاجتماعي اي انها غير سائغة عرفيا ويعتبر الزواج الدائم الحل الامثل للمطلقات والارامل وليس زواج المتعة اجتماعيا ويجب الايمان بهذه الشريعة لانها سنة رسول الله (ص) والائمة المعصومين (ع). ولو عمل بها وفق شروطه الشرعية كما قال الامام علي (ع) (ما زنى فتى قط لو عمل بزواج المتعة بشروطه) معنى القول، وهو حق من حقوق المراة للحفاظ على المراة والرجل من الخطأ والمشكلة الوضع الاجتماعي المتعصب والذي يطرأ عليه العصبية القبلية في حياته ولا اعتقد ان هناك سلبيات اذا عملت بشروطها ومن ايجابياتها وضع حل يخفف من معاناة الارامل والمطلقات.

الشيخ علي الجليحاوي/ رجل دين: الزواج المؤقت علامة زوجية مؤقتة تنشأ بعقد يذكر فيه المدة والمهر الى جانب العنوان الزوجي ويتميز عن الزواج الدائم بالاضافة الى الاجل المحدد بعدم ترتيب الارث والنفقة عيله الا اذا اشترطت المراة لنفسها ذلك، ويتفق المسلمون على ان النبي (ص) شرع هذا الزواج في ضروف خاصة ولكن فريقا منهم وهم اهل السنة يرون ان النبي (ص) رفع هذه الشريعة ونسخ هذا الحكم وبذلك تحول هذا الحلال حرام، اما الفقه الشيعي اعتبر ان تشريع هذا الزواج بقي حلالا وقد كتب الطرفان في ابحاثهم الفقهية الكثير من المداخلات التي  تؤيد هذا الراي او ذاك ولا تزال موضع خلاف بين السنة والشيعة. وقال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه من سورة النساء (24) (فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة)، ويرى المسلمون الشيعة في هذا الزواج المؤقت بعد ثبوت شرعيته بالنص حلا لمشكلة الجنس التي لا يكفي الزواج الدائم لحلها بشكل كامل والدليل اننا نرى على مدى التاريخ ان العلاقات غير الشرعية تترادف باستمرار مع العلاقات الشرعية وفي ذلك اقرار واقعي بان العلاقات الشرعية لم تستطع تغطية كامل مساحة حاجة الانسان الى الجنس لان هناك اوقاتا واوضاعا لا يكون الزواج الدائم فيها عمليا مما جعل الانسان وجها لوجه مع حالة غريزية حادة والزواج المؤقت حلا مؤقت الى جانب الزواج الدائم ولعل هذا ما ادى بالنبي (ص) ان يشرعه بامر الله تعالى، وقد يقول البعض ان هذا الزواج هدر لكرامة المراة وتحول المراة الى سلعة تتنقل من رجل الى اخر، والجواب على هذا التساؤل يعود للمراة نفسها التي تستطيع منع ذلك فلها ان لا تقبل زواجا منقطعا الا اذا امن لها حالة استقرار مقبولة وتستمر عدة سنين او ما يقارب ذلك حينها يصبح شأنها شأن من تتزوج عدة مرات وتطلق فلا فرق من حيث النتيجة بين حال من تتزوج بالمنقطع او تتزوج ثم تطلق فهناك كثير من النساء والرجال الذين يتزوجون ويطلقون وقد سماهم الاسلام الذواقون والذواقات وهذا الامر مشابه لذلك الامر.

وشروط هذا الزواج ان تكون المراة ارملة او مطلقة او باكر باذن ولي امرها وان تحدد المدة ويحدد المهر، ولا يشترط نفقتها على الزوج الا بالشرط قبل العقد، اما صيغة العقد المنقطع هو ان تقول المراة للرجل (زوجتك او متعتك نفسي بمهر قدره كذا ولمدة قدرها كذا) وعلى الرجل ان يقول بالمباشر (قبلت التزويج لنفسي او قبلت التمتع لنفسي)، واذا اراد ان يتفارقا يقول الزوج لزوجته (وهبت لك المدة الباقية) هذه الحالة اذا ارادة ان تتزوج عليها ان تعد 45 يوما او حيضتين.  

المعروف عن الفرد العراقي, انه كان بعيدا ومعزولا فكريا وثقافيا لفترة عقودا من الزمن. وعاش تحت سياسة ونظام الحزب الواحد. هذا الحزب الذي جند الشعب بكل فئاته وطوائفه وقومياته, من اجل نشر فكر القائد الأوحد وبدون منازع. دون أن يكون هناك تطبيق لمفاهيم ونظريات وحتى مسائل شرعية هي بالأساس محللة. ولكنها لم تكن ظاهرة على السطح, لسطوة وقوة النظام البائد وسياسته الطائفية البغيضة, بمنع الشعب من ممارسته للشعائر الدينية الخاصة به. الزواج المؤقت زواج شرعي متفق عليه منذ ايام الرسول محمد (ص) والى يومنا هذا، لكن الوضع الاجتماعي الراهن القبلي المتعصب وعدم شيوع الوعي الديني والثقافي وعدم التزام الطرفين بشروط هذا الزواج فقد يتحول الى الخطا والزنى وهذا ما جعل اغلب الناس يعتقدون بان هذا الزواج غير شرعي وغير مقبول في الوسط الاجتماعي وغير منصف مع المراة من ناحية الزواج بالسر وعدم الاعتراف به في القانون القضائي والتعصب القبلي والتخلف الديني وقلة الوعي الثقافي واستغلال هذا النوع من الزواج تحت خيمة الاسلام من قبل بعض ضعفاء النفوس والعواهر والمتلبسين بالدين.   

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com