|
تحقيقات مسلسل يوسف يشغف القلوب حبا ويلقي بالدراما التركية في غيابة الجب ﴿نحن نقصُّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين﴾
تحقيق: عباس السعيدي
وسط عواصف واعاصير المسلسلات التركية التي سرقت مشاهدي ومتابعي الشاشة الصغيرة والتي اطاحت بالمسلسلات العربية والمصرية جاء دورها للاعتراف ببراعة الدراما الايرانية واطاحتها بالمسلسلات التركية الهابطة، انه مسلسل يوسف النبي عليه السلام الذي سحب البساط من تحت اقدام الدراما التركية، وذلك بعدما عرضت قناة الكوثر الفضائية مسلسل يوسف الصديق عليه السلام, وعلى مدى إحد عشر شهراً متوالياً عرضت قناة الكوثر خلالها 45 حلقة أسبوعيا، فيما طالب العديد من المشاهدين قناة الكوثر بعرض المسلسل مرة اخرى ويومياً بدل من عرضه كل إسبوع لكي لاتطول مدة عرضه ويسبب الملل لدى المشاهدين وكانت العوائل تتحدث عن كل حلقة تعرض لمدة إسبوع وتنتظر بشغف عرض الحلقة القادمة في الإسبوع المقبل ومن تفوته أي حلقة يلجأ إلى الأنترنت ليرى ما فاته بل حتى في إعادته مرة أخرى تابعه الكثير من المشاهدين. يوسف، يوزرسيف، لاوي، بيناروس, زليخة, نفرتيتي، اسينات، أمنحوتب، آمون، بوتيفار، آخناتون، أسماء أصبحت مألوفة ومعروفة لدى الكثير من المشاهدين والمتابعين، وللتعرف على حقيقة شغف القلوب بشخصية يوسف والتي القت بالدراما التركية في غيابة الجب، اجري هذا التحقيق.
فرج الله سلحشور/ مخرج المسلسل: في احدى مقابلاته التلفزيونية: ان عدد الكادر القائم على كتابة السيناريو 20 شخصا، وقد استغرق 4 سنوات في العمل على كتابة القصة، وقد استعانوا بكتب التفسير والتاريخ والحديث وكذلك بعض الكتب للمذهبين السني و الشيعي، فصار لديهم ما يقارب 8000 صفحة، حتى اصبح سيناريو قصة النبي يوسف عليه السلام يتكون من 1800 صفحة، فيما اصبح المسلسل يتكون من 45 حلقة وهو من اضخم الانتاجات لعام 2008م، وهو يركز على يوسف نموذج خاص للتوكل على الله ونموذج الصبر والرجولة والفتوة، وسورة يوسف تعلم الإنسان كيفية التوسل والرجوع لله وترويج الوحدانية، وحول التساؤل بعدم تجسيد الأولياء الصالحين لكي تحفظ قدسيتهم وقداستهم وانه لا توجد شخصية تستحق أن تقوم بدور المعصوم، رد سلحشور قائلا: في الثقافة الشيعية لا نواجه مشكلة في عرض صور المعصومين كما ذكر الإمام الخميني حين قال ليست لدينا اشكالية في ذلك، وإذا لم نتمكن من عرض صورة تجسد وجه الأنبياء اعتقد أننا سوف نكون محرومين من ترجمة قصص القرآن على ارض الواقع وإيصال هذه الرسالة إلى الناس، واتساءل كيف السينما في هوليود تسعى لعرض الصور والوجوه والاشكال البشعة للانبياء والمعصومين والتي تثير شكوكا حول قداسة وعصمة الأنبياء. ولكننا بإمكاننا أن نظهر هذه الوجوه بصورة جيدة ونقدمها كقدوة للمجتمعات، ولم اعثر على رواية تحظر أو تمنع أو تحرم ذلك. والمسلسل أنتج من قبل شركة سيمافليم الإيرانية وقد قام أداء دور يوسف الصديق وهو في الصغر حسين جعفري كما قام بأداء دور يوسف عليه السلام في الكبرالفنان مصطفى زماني. وقام بدور رئيس الكهنة عباس أميري ودور نبي الله يعقوب عليه السلام محمود باك و دور بوتيفار جعفر دهقان وتم دبلجته مؤخراً في قناة الكوثر الفضائية إلى اللغة العربية.
احمد محمد/ طالب جامعي: إن حبي للمسلسل جعلني اترقب ساعة بثه من كل مساء لإشباع شغفي بأحداث هذا المسلسل، الذي بات يحضا بمتابعة متواصلة من العائلة وأنا أحببت المسلسل، واعتبرت منه كثيرا من شخصية النبي يوسف، وأتمنى أن نرى أعمالا بهذا الحجم تجسد شخصيات الأنبياء وقصصهم التي ذكرها القران الكريم والابتعاد عن عرض المسلسلات المدبلجة التي تحفز الشباب على الانحراف، وهو ما انعكس سلبا على واقعنا من خلال بعض الأفعال المشينة التي لمسناها في الفترة الماضية. كما إن التمثيل والديكور والإكسسوار والتفاصيل كلها كانت تدل على فن وذوق رفيع، واعتقد ان مسلسل يوسف الصديق من أفضل المسلسلات ولقد جاء في وقت كان الشباب غارقون بالمسلسلات المدبلجة وقد أثر تأثيرا كبيرا حيث أبعدهم عن تلك المسلسلات وأحسوا بالفرق بين مسلسلات لآ ياتي من وراءها إلا الفساد والانحطاط وبين مسلسل يحمل القيم والمبادئ والعشق الإلهي الذي لا يوجد أفضل منه.
ابو نور/ تاجر: أن مسلسل نبي الله يوسف عليه السلام قد سحب البساط من المسلسلات التركية فقبل مدة كان الحديث عن مهند ونور وجميع المجالس تعج بهذه الأحاديث وحتى أطفالنا كان حديثهم عن نور ومهند وحتى في السوق كان الاقبال على ملابس نور ومهند ولميس، إلا أن قناة الكوثر استطاعت أن تغير الموجة التركية إلى الموجة التاريخية الإسلامية أو النقل إلى السينما أو الدراما الإيرانية وذلك ببث مسلسل نبي الله يوسف عليه السلام، ونتمنى من العرب و المسلمين بتكثيف الإنتاج التاريخي الهادف حتى نسيطر على أخلاقيات أطفالنا وشبابنا وفتياتنا، لكن العجيب أن تجد مسلسلاً ينتج في السعودية ويبث في شهر رمضان المبارك جعل في إحدى حلقاته نور ولميس مما يدل على أننا ليس لدينا هوية في الفن ولا دين في رمضان.
ام زهراء/ مدرسة: نريد من مصطفى زماني تجسيد دور الامام الحسين عليه السلام في الطف واتمنى من المنتجين الإيرانيين إعادة تمثيل واقعة الطف تلك الملحمة التاريخية العظيمة بمثل الإبداع الذي تجلى في إنتاج مسلسل أصحاب الكهف ومسلسل نبي الله يوسف عليه السلام، لكن استفسر هل يجوز في ذلك الوقت الجمع بين الأختين حيث جمع نبي الله يعقوب عليه السلام بين الأختين راحيل وليا وتزوجهما على حياتهما، وجاء هذا المسلسل في وقت تعرض فيه القنوات والفضائيات العربية منذ فترة طويلة مجموعة كبيرة من المسلسلات التركية والأجنبية المدبلجة إلى اللغة العربية بكثافة غير منطقية بعد عزوف اغلب المشاهدين عن متابعة المسلسلات المصرية التي كانت تتسيد الشاشة العربية لسنوات طويلة، والتي كان لها تأثير سلبي على سلوكيات شريحة الشباب والمراهقين منها خصوصا بالاضافة الى الاطفال. وفي خضام هذا الكم الهائل من المسلسلات تطل علينا مسلسل إيراني مدبلج يتناول قصة تاريخية عن فترة النبي يوسف عليه السلام، وقد استطاعت استقطاب متابعة الجمهور العراقي بشكل لطيف يدعو إلى التفاؤل بقدرة الوسط الفني من إنتاج دراما إسلامية أو عربية بمستوى جيد قادرة على منافسة الدراما الأجنبية.
ابو مصطفى/ معلم: بارك الله بجهود العاملين على هذا المسلسل الرائع بكل معنى الكلمه ونتمنى ان يستمروا بتقديم مثل هذه المسلسلات والافلام التي تجسد قصص الانبياء واهل البيت والمسلسل قد ازاح الغبار عن كثير من القضايا التي شوهتها الحضارة المادية واهم تلك القضايا هي مفهوم الحب الذي ربطته الحضارة المادة بالشهوة والنزوة اما المسلسل فقط اعطاها بعدها الحقيقي وهي ان الحب الصادق لا يصدر الا عن القلوب الطاهرة ولا يكون العشق الا للمحبوب الحقيقي وهو الله جل وعلا، ان هذا المسلسل قد اسرنا من شدة مصداقيته وإتقان المخرج للصورة التي نراها فنحن شاهدنا نبي الله في صورة جميلة بشكل جيد ونرجوا منكم الكثير من هذة المسلسلات التي تحوي على الحكم والموعضه بدلا من سائر القنوات الاخرى التي تنشر الفساد، وهو فعلا مسلسل رائع جدا وفق الله العاملين عليه وخصوصا المخرج الرائع سلحشور ونتمنى ان تنتج قصة سيدنا موسى عليه السلام على هذا النحو، وانا الاحظ كافة الناس تركوا مشاهدة المسلسلات التركية المدبلجة واندمجوا بمشاهدة مسلسل يوزر سيف واخيراً اتمنى من كافة المخرجين والقنوات الفضائية الابداع في هكذا مسلسلات تتحدث عن حياة الانبياء والائمة.
ابو تبارك/ مهندس: انا لست من متابعي المسلسلات المدبلجه وكنت قد هجرتها منذ ايام المسلسلات المكسيكيه الهابطه ومؤخرا لفت نظري متابعة زوجتي وابنائي وبناتي للمسلسلات التركيه وقد اصطدمت بهم مرارا ونهرتهم وضيقت عليهم دون نتيجه الا انني لاحظتهم يسألون عن تردد القناة التي تعرض مسلسل يوسف الصديق وابلغتني زوجتي انه مسلسل قيم وفيه قدره وامكانيه اخراجيه مميزه، حينها شاهدت الحلقات لها من الجاذبية ما يشد المشاهدين كما انه هذه المسلسلات انتجت بنية خالصة لله تعالى مما جعلها تطغى على المسلسلات التركية الساقطة ولقد وفق المخرج باخراج وجه يوسف عليه السلام واتمنى ان يصوروا كل الأنبياء والأئمة لان لها تاثير شديد على المتلقي ولا انسى تذكيركم بقصة الأمام على الجديدة التي عرضت بقنواتنا الفظائية يوم ميلاده عليه السلام وكانت غاية في الروعة واتمنى ان يصورو قضية الطف على هذا المنوال وان من كتب النص لهم من الذكاء والحكمة، مايجعلني افتخر بان الامة الاسلامية تمتلك مثل هكذا شخصيات، النص مكتوب بذكاء ويحمل فكرة وافكار في غاية الروعة، كما انه نجح نجاحا منقطع النظير في ربط الانسان بربه، وهو اقوى من الوسائل التي اعتدنا عليها.
قصي الهلالي/ صحفي: ما إن عرض مسلسل يوسف الصديق على قناة الكوثر الفضائية حتى بدا متابعوه في كل مكان بمتابعة أحداثة بدقة والانتظار أسبوع بكامله لمتابعة الحلقة الأخرى بعد ما كان يعرض أسبوعيا. وصار هذا المسلسل الناجح برأي الكثيرين حديث الشارع فيما راحت العديد من مكاتب بيع أقراص السي دي و الدي في دي ببيع حلقات هذا المسلسل الذي زاد الطلب عليه كما بين اصحاب المحال لبيع الأقراص الليزرية إذ تبين إن مسلسل يوسف الصديق فاق بكثير بيعه مقارنة مع المسلسلات التركية والعربية الأخرى، ولم تقتصر محلات بيع أقراص الليزريه على الاستفادة من شهرة هذا المسلسل بل راحت العديد من المحال التجارية ببيع صور ممثلي هذا المسلسل الذي أنتجته قناة الكوثر الفضائية الإيرانية، والمواطنون ابدوا إعجابهم الكبير ومتابعتهم بشغف لهذا المسلسل الذي ألقى بالمسلسلات التركية والعربية الأخرى في غيابة الجب، وإننا نشاهد الحلقة الواحدة ثلاث مرات ولا نكاد نمله لنجاح المسلسل وتاثيره في نفوس المشاهدين والمتابعين والناس تقبل على شراء الأقراص وأكثر الأقراص التي تباع هي أقراص مسلسل النبي يوسف الصديق عليه السلام وهي موجودة على شكل خمسة أقراص مضغوطة DVD وبالنسبة لي فان المسلسل يضيف لي ثقافة دينية واخلاقية ودورس وعبر نتعلم ونستفيد منها.
مروة محمد/ طالبة جامعية: مسلسل يوسف الصديق من المسلسلات الرائعة التي تزيد روحانية الفرد فياحبذا لو أن كل الناس تتابع هذا المسلسل وهو دليل على ان الدراما الإيرانية لها تاريخ طويل لان المبدعين السينمائيين في إيران ليسوا الآن وإنما منذ عقود طويلة فنجد إن السينما الإيرانية لها باع كبير وحصلت على جوائز عالمية مهمة وهكذا عندما نتكلم عن الدراما الإيرانية على مستوى المسلسل التلفزيوني فإننا نشاهد شواهد مهمة كمسلسل الإمام الرضا عليه السلام ومسلسل أهل الكهف والكثير من المسلسلات التاريخية التي حاول المخرجون الإيرانيون إن يدخلوا البيئة التاريخية للدراما الحديثة، وان الحديث عن المسلسل التلفزيوني يوسف الصديق هو حديث له كثير من الفخر والاعتزاز في هذه الدراما التي جسدت الواقع التاريخي بكل تفاصيله فنجد البيئة المناسبة في مصر أو في فلسطين فالمكان هو تاريخيا، ونجد التجسيد الحقيقي لقصة النبي يوسف، فوجدناه مسلسلا واعيا مميزا ومهما ومثيرا للدهشة فانا أجد انه يمكن ان نطلق عليه المسلسل العالمي الذي يجسد الدراما الإيرانية، واعتقد إن العمل الإيراني يختلف عن الأعمال الأخرى فالإيرانيون يحاولون ان يعملوا على بنية القران الكريم وعلى بنية المستقبل من خلال القصص الموجودة في القران الكريم، وهكذا فإنهم قد استفادوا من البنية التاريخية وجسدوها في القضايا المعاصرة وهذه هي اهمية المسلسل فعندما تأتي بالمسلسل التاريخي وتضعه على الورق او تقدمه في التلفزيون كما هو فانه لم يؤدي دوره الحقيقي والأهم في الجانب الإبداعي.
ثمة سؤال بديهي يطرح نفسه لو خيرت بين اثنين ماذا تختار؟ ان تتابع مسلسل ديني يحكي قصة احد الانبياء مثل مسلسل يوسف الصديق عليه السلام او تتابع مسلسل تركي يحكي قصة حب و غرام و خيانات زوجية و علاقات غير اخلاقية، شاهدنا بالأونة الاخيرة الكثير من المسلسلات التركية و التي اشتهرت و انتشرت بشكل غير متوقع وتصوّروا على أن العرب أصيبوا بجنون الحب لشخصياتها التافهة، فهذا يطلّق زوجته بسبب المسلسل، وتلك تتمنى لو كان زوجها مثل أحد الممثلين، وهذا كله من أجل إستقطاب أعداد أكبر لمشاهدتها لاسيما من شريحة المراهقين الذين لا يفهمون هذه الطرق المحتالة للتجارة التلفزيونية. فهذه القناة تكسب ملايين الدولارات عبر إعلاناتها بين فقرات المسلسلات وكلما زاد عدد المشاهدين استطاعت استقطاب الشركات لتضع إعلاناتها التجارية على القناة، الا ان هناك من يعمل لله ويقوم بأنتاج مسلسلات دينية قيمة لها هدف معنوي واخرها كان مسلسل يحكي قصة النبي يوسف عليه السلام الذي أعطى للبشرية درساً أخلاقياً في كيفية التعامل مع الإغراءات الدنيوية، هذا المسلسل السينيمائي قد خطف الألباب واستحوذ على اهتمام الأسر الاسلامية صغاراً وكباراً وتفاجأ المشاهدين بالمستوى الراقي في تعامل الدراما الإيرانية بهذا الموضوع الحساس الذي يصعب تناوله بشكل يحفظ لجميع الشخصيات الحقيقية مقامها، وهاهي المرأة تشارك في الأعمال الدرامية وبحضور قوي بعيداً عن السفور والمجون الذي نجده في الإنتاج التلفزيوني العربي والتركي، من خلال المسلسل المليء بالقيم القرآنية والإنسانية والذي لا يقارن بتلك المسلسلات الهابطة والملوّثة، ولكننا نراه بديلاً ومن الدرجة الأولى.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |