|
تحقيقات الأنحراف الخلقي .. ظاهرة العصر كيف نقضي عليها؟؟
حسين الفنهراوي
الجميع إتفق على ان اجهزة الستلايت والموبايل والأنترنت لها الأثر الكبير في إنتشاره يعد الأنحراف الخلقي ظاهرة خطيرة على المجتمعات لما تسببه من مشاكل وحوادث تصل أحيانا الى القتل . وظاهرة الأنحراف الخلقي لم تكن وليدة الساعة فهي موجودة على مر العصور وتختلف حسب الزمان والمكان في جميع المجتمعات ولكنها لا تخلو منها وفي مجتمع محافظ مثل المجتمع العراقي كان الأنحراف محدودا ويكاد لايذكر بسبب الألتزام الأخلاقي والأنحدار العشائري الذي له التزاماته الأجتماعية وعاداته وتقاليده وتمسكه بتعاليم الدين الأسلامي والأخلاق الحميدة . ورغم وجود ظاهرة الأنحراف في العراق منذ زمن بعيد ولكنها كانت محدودة الأشخاص والأماكن وبعد عام 2003 إنفتح العراق على العالم بعد سنوات من الأنغلاق التام وأغرقت بيوتنا وأسواقنا بالتقنيات والأجهزة الحديثة منها الستلايت والموبايل وصولا الى الأنترنت وبدأ الأستخدام الخاطيء لهذه الأجهزة التي جاءت نعمة للمجتمعات ولم تأتي كنقمة ولكن إستخدامها بالشكل الخاطيء جعل منها نقمة على المجتمعات ومنها المجتمع العراقي وللوقوف على أسباب الأنحراف الخلقي في العراقي وإزيادها بهذا الشكل الملفت للنظر في العراق إستطلعنا بعض اراء الباحثين ورجال الدين والمثقفين لمعرفته بآرائهم بخصوص هذا الموضوع .. الحاج خليل ابراهيم الكريمي تاجر وباحث في الشؤون الدينية قال ان انتشار ظاهرة الأنحراف سببها الكبت والبطالة رغم وجوده منذ الخليقة وبعض المنحرفين والمنحرفات من عوائل كبيرة ومعروفة بالثراء ومن الأسباب الأخرى طغيان الفكر الديني والتفرقة بين المجتمع على أساس الجنس وفصل الذكور عن الأناث في الكثير من المؤسسات كذلك تدني الجانب الأقتصادي يهيء الظروف الى الأنحراف وكذلك الضعف الأخلاقي والأبتعاد عن الأفكار الدينية الصحيحة كذلك دخول الأجهزة الحديثة من ستلايت وموبايل وانترنت واستخدامها بالشكل السيء كان له أثر كبير في الأنحراف الخلقي في العراق. أما الشاعر محمد عبد المحسن شعابث عبر عن رأيه بإتهامه سياسة النظام السابق الذي أبعد الأفكار الأصيلة عن المجتمع العراقي ومنع الكتب التي تحمل الأفكار الحميدة وأبدلها بكتب تمجد النظام وتخدم أفكاره وبعد الأنفتاح الكبير على الأجهزة الحديثة التي وصفها بانها سيف ذو حدين متأسفا على استخدامها بالشكل السيء البعيد عن الأخلاق والقيم الاسلامية كلها أسباب أدت الى كثرة الأنحراف الخلقي رغم عودة الكثير منهم الى رشده ودعا الله الى تخلص المجتمع من مثل هذه المظاهر السلبية وإشاعة ثقافة الفساد بينه". السيد جواد وتوت بدأ حديثة بآية من الذكر الحكيم " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " وأضاف ان سبب الأنحراف الزائر الثقيل على مجتمعنا سببه الأنفتاح على العالم الغربي وعدم الألتزام بالأسلام الحقيقي والأخلاق الحميدة وسيرة آل البيت والدليل ان في سبعينيات القرن الماضي لم تكن هذه الظواهر موجودة وان الموبايل والستلايت طامة كبرى في البيوت خاصة في الأستخدام السيء لهذه الأجهزة وان البعض من أفراد المجتمع إتخذو من الدين كغطاء وستار مع عدم تعميم قولي على الجميع نتمنى أن يهدي الله الجميع والتمسك بتعاليم الأسلام وآل البيت". شيخ الخطاطين وصاحب أقدم مجلس ثقافي في الحلة السيد المربي حسام الشلاه قال "الأنحراف الخلقي مرض خطير أسبابه البيت الحاضنة الأساسية للأخلاق فهناك قصور في تنشئة الجيل والسبب الآخر هو المدرسة حيث كان المعلم مراقبا وبمثابة الأب ولربما يهابه الطلبة أكثر كان له دورا كبيرا في تنشئة الجيل على الأخلاق الحميدة وهو مكمل لتربية البيت ولكن دور المدرسة والمعلم والمدرس غائبة وأستخدام العلم الحديث والأجهزة الحديثة بالشكل الخاطيء والسيء له أثر في هذه الظواهر ويجب أن يكون الأعلام له تأثير واضح في تنشئة الجيل وعلى الأسرة مراقبة ومتابعة مايشاهده أبناءهم من على شاشات التلفاز وإشاعة ثقافة الأخلاق الحميدة وحثهم على مشاهدة القنوات الثقافية التي تحمل أفكار بناءة وليست هدامة ". ولخص السيد الدكتور مضر الحلي رأيه فقال "ان النظام البعثي السابق عمل على إسقاط القيم الأسلامية الحقيقية وسحقها وانشاء قيم حديثة بعيدة الدين ومنها الحفلات التي كانت تقام في الشوارع والساحات بالمناسبات ومشاركة المومسات والمنحرفات (الكاولية)فيها عن طريق الغناء أو الرقص الذي يتمتع بها الشباب كذلك ماظهر بعد السقوط من دخول الستلايت وما يعرضه من أفلام الخلاعة والأباحية والجنسية وهذا كله يؤثر في أخلاق الشباب وهذه مؤامرة صهيونية موجهة ضد تعاليم الأسلام والمجتمعات الأسلامية للسيطرة على العالم كما يحلمون ويزعمون بني صهيون كذلك ارتداد الكثير من الشباب عن مبدئهم الأسلامية الصحيحة التي كانوا يمارسونها في زمن النظام السابق بسبب الضغوط النفسية واتجاههم الديني عادوا هؤلاء الآن الى ممارساتهم الخاطئة البعيدة عن تعاليم الدين الأسلامي ودعوتي لهم ان يعودوا الى رشدهم والى الله تعالى. وللعمل على إنتشال شبابنا من هذه الكارثة فيحتاج لها عملا مضنيا وكثيرا وجادا وتذكير الشباب بعملهم وواجباتهم إتجاه الدين الأسلام والاخلاق الحميدة وهذه مسؤولية رجال الدين وخاصة المنبر الحسيني فبدلا من أن يقضي الخطيب جل وقته في كلام لافائدة منه فيخصصه الى كلام في هذا الجانب الصحيح " السيد حسن الشلاه رجل دين كان رأيه واضحا وصريحا فقال"ان الأنسان حريص على مامنع فمازال المجتمع يرفض الكثير من التصرفات اللاأخلاقية فهناك من يحرص على العمل بها عملا بـ(الممنوع مرغوب) ورغم الأتجاه الديني الكبير لكن هناك أتجاه يعاكسه من خلال التقنية الحديثة في أجهزة الستلايت والموبايل والأنترنت والعمل على إستخدامها في غير هدفها وبشكل سيء جعل منها أدوات ساعدت وتساعد على كثرة ظاهرة الأنحراف بين المجتمع" وطالب السيد حسن الشلاه نشر القيم الأجتماعية الصحيحة من خلال البيت والمدرسة والمؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الأعلام والمنابر الحسينية في الجوامع والمساجد لتعريف المجتمع وخاصة الشباب واليافعين منهم بتعاليم الأسلام وثقافة الفكر الأسلامي وتعاليم أهل البيت الأطهار عليهم السلام. فيما قال الدكتور علي الشلاه عن هذا الموضوع "لعل تفشي ظاهرة الأبتذال الأخلاقي اليوم تعود الى الفهم المرتبك للحرية الشخصية خصوصا بعد توفر وسائل الأتصال الحديثة والأجهزة الهاتفية النقالة والتلفزة الفضائية التي أعتقد بان هذه المرحلة ستنتهي قريبا بعد أن تختفي وتنتهي هذه المرحلة".
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |