|
تحقيقات هل الطـلاق هــو الحـل؟
تحقيق: عباس السعيدي
على الرغم من روعة الرباط الزوجي وقدسيته وقيامه على أساس الحب والمودة والرحمة بين كيانين إنسانيين تعاهدا في لحظة صدق وحب على الحياة معا طوال العمر، وأنجبا أطفالا تذوقوا طعم الحياة في كنف أسرة تجمع الأب والأم والاطفال معا تحت سقف واحد يشعرون تحته بالأمان والدفء، وعلى الرغم من كل هذا تأتي لحظة فاصلة تتجمد فيها معاني الود والرحمة في نفس أحد الزوجين أو كليهما فيفقد الإحساس بالآخر وتكون هذه هي العلامات المبكرة لموت العلاقة الزوجية، ثم تمر فترة ما بين ظهور هذه العلامات المبكرة وحدوث الطلاق تسود فيها خلافات زوجية مؤلمة وعلاقات بينية بائسة يعاني منها كلا الطرفين بدرجات متفاوتة، ويشاركهما المعاناة أطفالهما دون ذنب جنوه، وينقسم الطلاق الى نوعين الطلاق النفسي وهي علاقة مدمرة من الداخل بين الزوج والزوجة اما النوع الثاني هوالطلاق الشرعي ويعني اتخاذ القرار بالإنفصال وتحقيق الطلاق الشرعي أو الفعلي، وينعكس تدمير هذه العلاقة على حياة الزوجين أولاً وعلى أطفالهما وأهلهما وأصدقائهما لينتقل هذا التأثير إلى المجتمع بشكل أو بآخر والأمثلة كثيرة بل وبنسب مؤلمة، ثمة اسئلة عديدة تطرح نفسها ومنها هل الطلاق هو الحل؟ ولماذا شرع الطلاق؟ ما هي الاسباب التي تؤدي الى الطلاق؟ وللتعرف على اجوبتها اجري هذا التحقيق؟
محمد زغير/ محامي: ما نراه في واقع الحياة اليومية بكثرة هي معارك للطلاق التي يتفنن كل طرف فيها في الضغط على الطرف الآخر وإذلاله، وإذا لم تسعفه حيلته استعان ببعض المحامين ليدلوه على طرق للضغط القانوني على الطرف الآخر ووضعه في ظروف غاية في الصعوبة، وقد لا يكتفي بذلك بل يستخدم الأبناء كأوراق ضغط للي ذراع الطرف الآخر وإذلاله بلا أي مراعاة لمشاعر الأطفال واحتياجاتهم، وقد تمر سنوات وهذا الصراع محتدم حيث يصل كل طرف إلى أقصى درجات التعدي والكيد والظلم، والأطفال يحتاجون الأب والأم معا، ويحتاجون أن يحبوهما معا ويفخرون بهما معا، فإذا حدث الشقاق بين الزوجين فإن هناك انشقاقا موازيا يحدث في نفوس الأطفال فيصبحون في صراع، أينضمون إلى الأم ويتعاطفون معها، أم ينضمون إلى الأب ويتعاطفون معه، أم يقفون حيارى بين الاثنين، أم يكرهونهما معا كما أحبوهما معا، أم ينقسمون فريقين بين الأب والأم يعادي كل منهما الآخر؟ وهكذا تنقضي لحظات السلام الأسري والاستقرار النفسي، ويخيم على الأسرة جو من الخوف والترقب وعدم الأمان، فالأطفال يشاهدون مشادات الأبوين ويتألمون، ويتوقعون تفكك البنيان الأسري في أي لحظة، وينظرون إلى المستقبل بخوف وألم، خوفًا من فقد دفء الأسرة وأمانها واستقرارها، وألمًا لفقد أحد الأبوين أو كليهما.
الشيخ علي محمد/ رجل دين: إن الطلاق هو حل رابطة الزواج بلفظ صريح أو كناية مع النية، وقد يختلف حكمه، فقد يكون مباحاً إن كان به رفع ضرر لأحد الزوجين، بقوله تعالى (الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان) وقد يكون واجباً إذا كان ما ألحق بأحد الزوجين من ضرر لا يرفع إلا به، وقد يكون حراماً إذا كان يلحق بأحد الزوجين ضرراً لكنه لم يحقق للطرف الثاني منفعة، اوقد يكون عن تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها، مثل الصلاة المفروضة ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون غير عفيفة، ومن هنا فإن اللجوء إلى القضاء إنما هو لجوء المضطر، وآخر أنواع العلاج، وهو الكي إن تعذر غيره من الدواء، وإنما الطلاق الذي شرعه الإسلام أشبه ما يكون بالعملية الجراحية المؤلمة، التي يتحمل الإنسان العاقل فيها آلام جرح بل هو بتر عضو منه حفاظا على بقية الجسد ودفعا لضرر أكبر، وليعلم الطرفان أن الله يراقب أقوالهما وأفعالهما فيجب ان يتصرفان من هذا المنطلق، فالزواج قد تم بكلمة من الله والطلاق أيضا، وأن يحذر الطرف الأقوى من استغلال قوته لإذلال أو إضرار الطرف الأضعف، وليعلم أن قوة الله فوق قوته، وأن دعوة المظلوم مستجابة، وأن يحرص كل طرف على أداء حقوق الطرف الآخر المادية، وأن يتعامل الطرفان بالفضل لا بالعدل، بمعنى أن يتنازلوا عن بعض حقوقهم فضلا وكرامة ومروءة، وأن يتفاوض الزوجان ويتفاهما فيما يخص تفاصيل عملية الطلاق بشكل متحضر وناضج، وأن يعلن كلا الزوجين أن الطلاق لا يعني سوءا في أخلاقهما أو طباعهما وإنما يعود إلى عدم توافقهما، وأن يدعو كل واحد منهما للآخر بالخير والتوفيق في حياته المستقبلية، وأن يستبقي الطرفان قنوات اتصال مشروعة للتفاهم بخصوص إجراءات الطلاق، وأيضا لمتابعة أحوال الأبناء واحتياجاتهم المادية والتربوية، وأن تتم إجراءات الطلاق بشكل محترم يحفظ للطرفين كرامتهما، وأن يبقيا قدرا من الود والاحترام عسى أن تكون هناك فرصة للرجوع، وأن يترفع كل طرف عن إيذاء الآخر، وأن يحتفظ كل طرف بأي سر ائتمنه الآخر عليه في فترة زواجهما، وأن يترفع كل طرف عن تشويه صورة الآخر أمام الأبناء لأن هذا يؤذيهم أيما إيذاء، وأن يتذكر الطرفان أنهما انفصلا كزوجين لكنهما بقيا أبوين لأبنائهما، وأن يحذر الطرفان استخدام الأبناء كأدوات للضغط أو لي الذراع، وألا يستأثر أحد الطرفين بالأبناء أو يستقطبهما بعيدا عن الآخر، بل يحرص كل طرف على استبقاء دور الطرف الآخر كضرورة للنمو النفسي والتربوي للأبناء حتى ينشئوا بشكل سوي، وأن يكون هناك احترام للعائلتين الكبيرتين للزوج والزوجة، فهذا يتيح الفرصة لطلاق هادئ وعلاقات محترمة فيما يخص الأبناء بعد ذلك، ويفضل ان يلجأ بعض الأزواج المقبلين على الطلاق إلى متخصص في الطب النفسي أو العلاج النفسي أو الإرشاد النفسي أو الاجتماعي او رجل دين أو مراكز المشورة الزواجية، وذلك بهدف إدارة عملية الطلاق بشكل جيد ومتحضر، ويكون الشخص المتخصص هنا صمام أمان بين المطلقين، لأنه يرشدهما من موقف محايد، ويضبط إيقاع عملية الطلاق وما قبلها وما بعدها.
سيد عاد الداودي/ شيخ عشيرة : لا تزال التقاليد والعادات تفرض نفسها على هذا الإختيار، قد تختلف من بيئة اجتماعية لأخرى ولكن يبقى هامش حرية الإختيار مسلوباً في كثير من الأوقات، مثلاً في الكثير من المناطق الريفية يتعرف شاب على فتاة ويلتقيان وتنشأ بينهما حالة حب، ولكن حين يعلن الابن عن رغبته بالزواج من تلك الفتاة يكون موقف الأهل رافضاً إما من منطلق تجاوز سلطتهما وحقهما في اختيار الزوجة المناسبة أو لعيوب وهمية يضعونها في الفتاة، اوعلى الطرف المقابل تمنع العادات والتقاليد الفتاة من البوح برأيها وإذا أعلنت ذلك تلاحقها الأقاويل والإتهامات ويـُطعن في شرفها وسلوكها، ونتيجة هذه الضغوط يقرر الشاب والفتاة الزواج خطيفة لتتفاقم المشكلة فتصل أحياناً إلى ملاحقة البنت وقتلها من منطلق غسل العار الذي لحق بشرف العائلة، وإذا استطاع الأهل والأصدقاء التدخل ومنع حدوث هكذا جرائم قد يعود الزوجان إلى إطار الأسرة ولكن تظهر صعوبات أخرى، وهناك من يجبر على الزواج من كلا الطرفين طبقا للاعراف العشائرية السائدة ومنها بنت العم لابن عمها وما الى ذلك فيتنج عنها حياة اسرية بائسة مع الاحساس بعدم الارتياح والجبر والغصب مع ذلك لا توجد هناك حلول اخرى ولم يتحول هذا الزواج الى الطلاق بل يتحول في بعض الاحيان الى الخضوع للواقع والقبول بالقسمة والبعض الاخير يعيش مدى الحياة بالطلاق النفسي وعدم الاحساس بالزوجية والحنان والمشاعر الدافئة والرومانسية كما يقوال الشعراء.
ام تبارك/ مطلقة: ان العمة ام الزوج تشعر بأن زوجة الابن قد قاسمتها على ابنها، وشعورها بهذه القسمة يجعلها تفكر بعقلية المالك الذي يملك قطعة من الأرض وجاء جاره واغتصب نصفها، وليس بمقدوره أن يفعل شيئاً أمامه إلا أن يحقد ويكره، سواءٌ أختار الزوج زوجته وفق رغبة والدته أو بعيداً عن رغبتها، ورغم ذلك فإن الموقف السلبي الذي تتخذه الأم حيال زوجة ابنها لا مسوغ له وقد يدل على تدني مستوى الوعي لا أكثر، ومع ذلك قد تتفاقم المشكلة وتحدث آثار سلبية، بالاضافة الى ان الشاب الذي يختار فتاة ما لجمالها وثقافتها ووعيها وحسن سلوكها فذلك دليل قاطع على وعي هذا الشاب من جهة ومن جهة أخرى هذه الفتاة المثقفة الواعية يجب أن تكون قد اختارت هذا الشاب لتوافر الشروط نفسها فيه أو بعضها، أما الشاب الذي اختار فتاة ما نتيجة وضعها المادي فالزوج سيحاول استثمار النتائج بعد أن نجح مخططه المبني بعقلية تجارية، وعندما تكتشف الفتاة أن هذا الشاب لم يكن معجب بها أو يحبها بل كان معجب بملكيتها وأموالها وأن أهله قد شاركوه في هذه الصفقة وقتها تكون الفتاة أمام خيارين فإما أن تدفع لهذا الزوج الذي سيصبح جشعاً وسيطلب مرة أخرى دائماً، وحينها ستنشأ ثغرة في هذه العلاقة تتوسع يوماً بعد يوم لترك أثارها السلبية على الأطفال والأهل، وإما أن تقرر إنهاء العلاقة وتعود إلى أهلها الذي سيكون استقبالهم لها فاتراً ومزعجاً هذا إن استقبلوها كونها تمردت عليهم وستصبح مطلقة وغير مرغوبة اجتماعياً، ففي هذه الحالة تفضل اغلب النساء الخيار الأول لتعيش أقسى أنواع الطلاق وهي محرومة من ممارسة حياتها الإنسانية، تابعة لذلك الزوج الأناني الذي قد يهجرها حتى ويقيم علاقات مع غيرها فيما يفضل البعض الاخر الانفصال والطلاق للتحرر من هذه الحياة البائسة.
مهند الزبيدي/ استاذ جامعي: في بعض الاحيان يحتفظ الزوجين بعلاقتهما المضطربة، تجنبا لمشاكل الطلاق عليهما وعلى أطفالهما؟ وربما من الأفضل إنهاء هذه العلاقة للخلاص من الجو المليء بالكراهية والعدوان وسائر المشاعر السلبية؟ فيما تستغرق هذه الحالة سنوات تعيش فيها الأسرة جوا قد تشبع بسموم الكراهية والعدوان الصريح والعدوان السلبي، وربما تجرى محاولات ذاتية أو خارجية من الأهل والأصدقاء لانهاء هذا الجفاء واعادة الحياة من جديد في تلك الأحاسيس التي ماتت، وفي تلك العلاقة التي تصدعت، وفي النهاية يكتشف الجميع أن منابع المودة والرحمة قد جفت بين الطرفين، وأن استعادة السكن بينهما باتت غير ممكنة، وهنا يتم إعلان وفاة العلاقة الزوجية رسميا بالطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله وأبغض الحلول عند الناس، ولكنه في هذه الظروف لا مفر منه، لأن استمرار العلاقة الزوجية بصورتها التي وصلت إليها يكون أشبه بالميت الذي يرفض أهله أن يدفنوه فيتعفن وتفوح رائحته بعد أيام، وهكذا العلاقة الزوجية التي ماتت فيها معاني المودة والرحمة لا يمكن تركها دون شهادة وفاة رسمية، وحين يحدث الطلاق يشعر كلا الطرفين بالفشل، فشل مشروع حياته وحياتها، فشل الالتحام الإنساني بالآخر، فشل القدرة على حماية الأطفال تحت سقف الأسرة الآمن، فشلهما في أن يكونا زوجين سعيدين، وفشلهما في أن يكونا أبوين صالحين لاطفالهما.
سهى كاظم/ طالبة جامعية: ان الذين يديرون ظهورهم لتطور الوعي الإجتماعي والإقتصادي والثقافي يرفضون الفتاة المثقفة ويبحثون عن الفتاة الأمية التي نشأت في الزوايا الإجتماعية المظلمة لأن عدم خروجها يساوي عندهم تحلي الفتاة بالأخلاق الرفيعة، فتاة لا يعرفها أحد وإذا تطرق هؤلاء إلى الفتاة التي دخلت المدرسة فيجب ألا تكون متجاوزة للمرحلة الإعدادية لأن تجاوز هذه المرحلة يعني أن شرف هذه الفتاة وسمعتها وأخلاقها أصبح موضع استفهام، الفتاة التي دخلت المرحلة الثانوية فيها من العيوب ما يجعلهم يترددون كثيراًَ في أن تكون زوجة لذلك العريس، أما الفتاة الجامعية فعيوبها لا توصف عند هؤلاء بل أن هذه العيوب تفوق بنظرهم عيوب وتشوهات جسدية لفتاة أمية، ما يدعو للأسف فعلاً ليس نظرة هؤلاء للفتاة الجامعية فحسب بل نظرة الشاب الجامعي نفسه حيال زميالاته، فهذا الشاب حين يتحدث مع زميلته يستعير شخصية الشاب المثقف الواعي المتحرر من القيم البالية ومبادئ العشيرة والقبيلة، وبذلك فقد يخدع فتاة ما ويرسم لها الأحلام الوردية عن حياتهما بعد التخرج، لتثق الفتاة به وتلاطفه وتعبر عن حبها له، وحين يصل إلى ما يريد أو جزء مما يريده ينسحب ليخدع غيرها وتكون النتيجة أن هذه الفتاة تبدأ بفقد ثقتها بهذا الشاب أو بذاك، وفي مقابل ذلك نسبة كبيرة من الفتيات ينظرن إلى الزواج على أنه صفقة تجارية يجب أن تكون رابحة فهي قد تستهوي شاب معين وتبني معه علاقة وتظهر تمردها على العادات والتقاليد ولكنها تتمسك بما هو أصعب، فترفض أن تتزوج شاباً مثقفاً واعياً وطموحاً مجرد أن وضعه المادي لا يحقق طموحاتها في تأمين البيت وكمالياته، لأنها لا تقبل أن يكون وضعها المادي أقل من وضع جارتها أو أهلها أو صديقاتها واخواتها، وعلى الرغم من أن هذا الزواج المادي غالباً ما ينتهي إلى الطلاق النفسي وأحياناً إلى الطلاق الشرعي ومع ذلك فهو المفضل،
قصي الهلالي/ كاتب ومراسل صحفي: أن الطلاق الشرعي أهون ألف مرة من استمرارية الحياة بين رجل وامرأة اقتنع أحدهما أنه لم يعد بمقدوره الإستمرار وحتى لو تطلق هذا الرجل أو تلك المرأة ألف مرة، ومن هنا تولد الحاجة إلى التدقيق والوعي في اختيار الزوجة واختيار الزوج، حيث تتأكد حقيقية قرار الإختيار هذا بأنه أهم قرار يمكن أن يتخذه الإنسان في حياته كلها، ولكن بنفس الوقت يمكن للانسان مراجعة نفسه وترتيب اموره ربما هناك حل لهذه المشكلة وهذه تعود بدورها الى عدة عوامل اهمها ارتفاع مستوى التعليم والثقافة لدى الزوجين، وارتفاع المستوى الاجتماعي، وتمسك الطرفين بالقيم والمبادئ الدينية والأخلاق الرفيعة، والنضج الشخصي لدى الطرفين، وتحييد الأسرتين الكبيرتين والدخول في تفاصيل المشكلات، ووجود أبناء يحبهما الطرفان، وإحساس كل طرف بذاته إحساسا إيجابيا، مع الوعي بأن المشكلة تعود إلى عدم توافق بين الطرفين وليس إلى سوء طباع، وقرب الأبناء من الطرفين واحترامهما لهما، وإدراكهما لصعوبة استمرار الحياة الزوجية، بل اشتراكهما أحيانا في اتخاذ القرار وترتيب التفاصيل.
الشاعرة السومرية د. سلامة الصالحي: اذا كان الطلاق بوجود اطفال فهذا نسف ودمار للعائلة وكمجتمع ينظر للمطلقة نظرة شائنة ايضا تعتبر دمار ولو درس مشروع الزواج دراسة جيدة فلا تتوقع ان يحدث طلاق ولكن كمجتمع شرقي متزمت متعصب فضولي متطرف احيانا اهل الزوج او الزوجة يتدخلون الى الحد الذي يصل الى الطلاق ولا ننسى الظروف المادية الصعبة هي اساس كل المشاكل ومنها الطلاق وانصح المتزوجين بان يكون هناك استيعاب من قبل الطرفان والتنازل للاخر واستنفار حالة العصبية والعناد والاصرار والافق الضيق وعلى ابسط واتفه الاسباب وعدم التسرع في اتخاذ القرار وغالبا ما يكون الطلاق لاسباب تافهة جدا ضحيتها الاطفال ولامشكلة بالنسبة للرجل فانة يتزوج مرة اخرى بلا نقاش اما المراة ستعاني الامرين النظرة المجتمعية القاصرة وصعوبة توفيقها للزواج مرة اخرى وللحد من هذه الظاهرة او التخفيف منها توفير الدعم المادي والظروف المناسبة للمتزوجين تطور الوعي الاجتماعي وبناء العلاقات الطيبة بين الاسر والعوائل والتحلي بالافق الواسع والانفتاح والتفاهم والتعامل اللطيف للحفاظ على الاطفال على اقل تقدير.
أن بناء العلاقة الزوجية المتينة وتحقيق الإستمتاع لا بد أن توفر قوة الجذب بين الزوجين والتي تتحدد بعدة شروط منها حرية الإختيار دون تدخل طرف خارجي والعقل القادر على الإختيار والإرتياح والإعجاب بين كلا الزوجين والتوافق في السن والجمال وفي التفكير والمنطق والتربية والأخلاق والمنبت الطبقي، والزواج ضرورة لتكوين الأسرة الصغيرة المؤثرة بالأسرة الكبيرة وهي المجتمع، وتعتبر الأسرة الصغيرة هي المؤسسة الإجتماعية الوحيدة التي تتمتع بشرعية إنجاب الأطفال عن طريق مؤسسة الزواج المقدسة، وبمرور الوقت تختلف الافكار والرؤى داخل العائلة ونشوب الخلافات العائلية والمشكلات التي تواجة الاسرة في المجتمع والابن مثلاً يعتقد بأفكار وقيم ومقاييس تختلف عن أفكار وقيم أبيه، فلم تعد العائلة تتمتع بنفس الأهداف بل أصبحت العلاقات القرابية بين أفرادها تتميز بالضعف والبعثرة، وقد ينحاز احد الطرفين الزوج والزوجة الى اولادهما او عدم التزام الطرف الثاني ووفائه بحقوق الطرف الاخر حتى يصل الامر الى التعصب والعناد والغضب والذي يولد الحقد والكره ويزرع البغضاء بين الزوجين وقد يصل الامر الى الطلاق النفسي ومن ثم الى الطلاق الشرعي لعدم توافق الزوجين والتوصل الى حل يرضي الطرفين، وفي كل الاحوال الاطفال هم الخاسر الاول والاخير وهم من يتحمل اعباء الطلاق والحرمان من دفء الاسرة والجو الاسري بالاضافة الى معانات الزوجة والنظرة المجتمعية القاسية للمطلقة.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |