|
تحقيقات النساء المدخنات .. بين المطرقة والسندان
تحقيق/ زينب الشمري بنت الرافدين \ بابل
لا يختلف اثنان على ان التدخين عادة ذميمة لما تنطوي عليه من مضار صحية كثيرة على الرجل المدخن او المرأة المدخنة على حد سواء لكن المجتمع الشرقي له رأي اخر في هذه المسألة فهو يتسامح مع الرجل المدخن من منطلق ان التدخين حرية شخصية يتحمل عواقبها الفرد نفسه الا انه لا يتعامل مع المرأة المدخنة من نفس المنطلق فالمرأة المدخنة لا تؤذي صحتها فحسب وانما ترسم علامات استفهام كثيرة ومخيفة حول سلوكياتها. بنت الرافدين استطلعت عدد من الأراء حول الموضوع من خلال هذا التحقيق: * تقول السيدة المهندسة ر.ف 35 عاما انا لا اشجع المرأه على التدخين ابدا بالاضافة الى انني اعتبرها وهو رأي الشخصي هي حالة مشينة جداً، فالمرأة التي تدخن غالباً ماتعطي انطباعاً خاطئاً للناس فمنظرها وهي تدخن بقدر مافيه اثارة وجاذبية للرجل بقدر مافيه من انتقاص لنظرته اليها كامرأة محترمة، ففي مجتمعاتنا الشرقية ومنها العربية بالذات تستهجن منظر المرأة التي تمسك سيجارة او تدخن علناً امام الناس ..الامر الذي يدفع الكثيرات من النساء الى ممارسة التدخين سرا وبمعزل عن مجتمعهن. وهذا الامر غير منطقي من حيث ان المرأه تتسابق مع الرجل بتدخين السجارة وهي طريقة غير لائقة بها باعتبار تكوينها رقيقة وشفافة فلماذا لاتتسابق معه بالعلم والمعرفة وبمجارات المعيشة وغيرها من امور الحياة المهمة. * اما السيده مها احمد 40 عاما لها رأي اخر في الموضوع وهي ربة منزل تقول انا عندما ادخن السجارة تنتابني حالة من السعادة واثبات الذات فهي تهدئ اعصابي وتريح بالي. وتضيف عندما كان عمري 20 عاما تعلمت التدخين من والدتي ووالدي فهما من اكثر الناس تدخينا فلماذا يتعامل الناس او بعضهم مع المرأة المدخنة كما لو انها ارتكبت جريمة؟ ولماذا لاتحاسب سيدات الاعمال والفنانات وغيرهن من النساء المشهورات ايضا؟ واذا كان عيبا على المرأة ان تحمل سيجارة في يدها فلماذا لايكون ذلك عيبا على الرجل؟ ام ان التدخين حلال عليهم وحرام علينا اضافة الى ان هناك امور تجوز لهم ولا تجوز لنا لماذا اليس النساء هن نصف المجتمع ام ان هذا قول فقط وليس يعمل به. *اما السيدة ام فالح 60 عاما وهي ربة منزل تقول: انا لم اكن اعرف التدخين في حياتي ابدا ولكن جور الزمان علمني كيف ادخن السجارة, قصتي وبأختصار انا ام لولدين وخمس بنات وقد توفي والدهم وهم صغار فاشتغلت وتعبت في تربيتهم حتى تخرجا ولدي من الجامعة وتوظفا فقلت في نفسي ها قد جاء وقت الراحه وما ان بدأت عيني برؤيتهما وهما يدخلان المنزل والابتسامة لاتفارق شفتيهما ابداً حتى انطفئ النور في المنزل تماماً عندما وصلني خبر قتلهما برصاص الارهابيين مع اخرين كانو معهم في نفس الباص الذي كان يقلهما الى مكان العمل وبهذا الخبر المشؤوم دخلت المستشفى لمدة خمسة عشر يوماً وانا غائبةً عن الوعي لم اكن ادرك ما حصل لبناتي وبعد ان استفقت من غيبوبتي رجعت الى منزلي حتى بدأ الناس بالتوافد الي لتعزيتي وفي بعض الايام جائت الي احدى قريباتي وما ان جلست حتى بدأت بتدخين سيجارة وطلبت منها ان تعطيني واحدة ومنذ ذلك اليوم وانا ادخن. * اما الصيدلاني احمد 25 عاماً يقول أن التدخين في الماضي كان حكرا على الرجل، لكن في هذه الأيام دخلت المرأة عالم السيجارة من أوسع أبوابه، فقد بينت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين من جامعة هارفرد، أن شركات تصنيع السجائر طورت وسائل خاصة لاجتذاب النساء وتشجيعهن على التدخين. وتقول الدراسة إن هذه الشركات استعملت طرقا مختلفة ومعقدة منها استعمال فكرة السجائر التي تحمل طعم الشوكولا وتخفف من الشهية للأكل . ويتابع ان التدخين السبب الرئيسي لأمراض السرطان بصفة عامة وسرطان الرئة والبلعوم بصفة خاصة وحالات التهاب القصبات الهوائية المزمن وأمراض القلب والجلطة الدماغية وحالات تمدد الرئة فقد كانت نسبة الوفيات في صفوف النساء نتيجة لمرض سرطان الرئة قد كثر في هذه السنوات القليلة الماضية وخصوصاً بعد الحروب التي مر بها العراق. * من جهتها تقول الدكتورة رجاء جواد تايه مسؤلة التوعية الصحية في دائرة صحة بابل عن تاثير التدخين بصحة المرأة الحامل: ان التدخين يؤخر نمو الجنين داخل الرحم بسبب تأثير غاز اول اوكسيد الكاربون المنبعث من السيجارة وتراكمه في الرئتين يؤدي الى قلة وصول الاوكسجين والمواد الغذائية المنقولة عبر المشيمة الى الجنين مما يؤدي في اكثر الاحيان الى موت الجنين داخل الرحم والحاملة المدخنة تكون اكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم وتسسم الحمل وزيادة احتمال اصابتها بالجلطة القلبية والدماغية وسوء التغذية وفقر الدم. وتؤكد الدكتورة رجاء على ان التدخين له تاثير كبير على المرضع وطفلها بالقول: حيث ان المرأة المدخنة تكون اكثر عرضة بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وامراض القلب والاوعية الدموية وتكون اكثر عرضة للاصابة بامراض السرطان وخاصة سرطان الرحم والمبيض وسرطان الثدي واكثر عرضة للاصابة بالامراض النفسية وعدم الاستقرار النفسي، واطفال الامهات المدخنات يكونون اكثرعرضة للاصابة بالالتهابات التنفسية (ذات الرئة والتهاب القصبات المزمن) والربو والحساسية واطفال الامهات المدخنات اكثر عرضة لمتلازمة موت المهد المفاجئ حيث يموت الطفل فجأة في المهد دون سبب، واطفال الامهات المدخنات اكثر عرضة للاصابة بالاضطرابات التنفسية منذ الاشهر الاولى وتميزهم بكثرة البكاء وعدم الرضا وذلك لسبب عدم استقرار الام نفسيا مما ينعكس على طفلها، وكذلك يكونون اقل وزنا من الامهات غير المدخنات ويتعرضون الى الاصابة بالهزال وفقر الدم دائما. * وختاماً اذا كان الرجل يستطيع ان يقدم الاعذار لكي يدخن فالمرأه ليس لها الحق بأن تعطي اي عذر يجعلها تتجه نحو التدخين وهي تعلم كل العلم بأنه مضر بصحتها واذا كانت لا تهتم لصحتها فعليها ان تركز على صحة اطفالها وان تتذكر المساوء لا (المحاسن).
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |