مقالات

هل فهم العراقيون الديمقراطية؟؟؟؟

 حسام حمد جلاب الزيادي

الرابطة الانسانية العرقية لحقوق الانسان في الديوانية

ihlhrad@yahoo.com

عرفت الديمقراطية تعريفات جمة منذ ارسطو وافلاطون ومنتسكيو وجان جاك روسو وصولا الى المحدثين , وتجتمع تلك التعريفات تحت قاسم مشترك هو ان الديمقراطية تعني ( الحرية ) حرية التعبير وحرية التفكير وحرية اتخاذ القرار وحرية الديانة والعقيدة والمذهب ولكن شريطة الا تخدش الاداب العامة والاعراف المتبعة والسياقات الخلقية .

فالديمقراطية تعني حرية ليست بالمطلقة وانما حرية مقيدة وحينما نقول مقيدة لا نعني بذلك القيودالتي تكفن الانامل وتئد الاقلام وتحجم الفكر وجعله يسير في طرق ومسارات مؤدلجة بل المقصود هنا : الحرية التي تخضع للقوانين والاعراف والاداب العامة وعدم المساس بمشاعر الاخرين ,و انك تحترم الراي والراي الاخر .

 وهنا يظهر البون الشاسع بين الديمقراطية التي كما قلنا انها تعني الحرية بكل انواعها وبين الفوضى والاعتداء على الاخرين التي عدها البعض خطا مرادفة للديمقراطية , فالفوضى عمرها لم تكن ديمقراطية والديمقراطية لم تكن للحظة واحدة فوضى لانها تعني ان تمارس حقك الانساني المكفول بكل حرية وان تدافع عن ارائك ووجهات نظرك وان تحترم الراي والراي الاخر ولا تتبع سياسة التهميش المقصود .

 

فياترى هل فهمنا الديمقراطية ؟؟؟؟

 لندع الواقع يجيبنا عن هذا السؤال : اننا لازلنا الى يومنا هذا لم ندرك معنى الديمقراطية التي جنى الغرب ثمارها وحصدوا زرعها اليانع فنحن بحاجة الى وقت اكثرو اكثر لانها ليست وليدة اللحظة او بنت الساعة كما يفعل العسكريون حينما يخططون للقيام بانقلاب عسكري او ثوري فالديمقراطية لها دورة حياة تولد ضعيفة وتقوى شيئا فشيئا بحيث يزال عنها الغموض ويسلط عليها الضوءوتكون منهجا في النظرية والتطبيق .ونسال من يقوم بكل هذا ؟؟؟؟

 للجواب عن هذا السؤال :

ان اي تغيير منشود وفي اي مجتمع لابد ان تتظافر القنوات المثقفة والموعية احداها يكمل الاخر بحيث تعمل بكل قوة واخلاص بغية تحقيق الاهداف والوصول الى النتائج لان اليد الواحدة –كما يقال في المثل العربي القديم – لاتصفق .

اما تلك القنوات فيمكن ان نذكر منها لاعلى سبيل الحصر في ما ياتي

 

 1- المؤسسات الدينية :

قد يستغرب البعض ويتعجب : كيف يمكن للمؤسسات الدينية ان تكون اداة داعمة للديمقراطية ولكي يزال هذا اللبس هو اننا يجب ان نفصل ونمييز بين الدين والمؤسسة الدينية فبعض المؤسسات الدينية لا تمثل الدين لا من قريب ولا من بعيد لانهم ابتعدوا عن الدين ومضانه وعن الاصول التي كانت من المفروض ان تكون عماد افكارهم ونظرياتهم في كل شيئ الممثلة بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة فالذي يطلع لانقول يتامل في هذين الاصلين ( القران والسنة ) يجد كثيرا من النصوص الشريفة والتي هي ليست مدار نزاع او خلاف بين جميع المذاهب الاسلامية التي تصلح ان تكون مادة متكاملة لاعلان اسلامي خالص عن حقوق الانسان والديمقراطية .

فنحن بحاجة الى قراءة ثانية وفهم جديد للاسلام , فهم يزيل الشبه ويرد على الطعون التي توجه اليه في كل يوم بسبب القراءات والتاويلات الخاطئة والخطيرة في ان واحد والاقلام الماجورة التي شوهت ولازالت تشوه !!!!!!!

فالاسلام هو دين الحرية , دين السلام , لادين السيوف الفاتحة , دين الديمقراطية الصافية .

 

2- الاعلام :

يلعب الاعلام دورا بارزا في عمليات التثقيف والتوعية بكل انواعه وقنواته المتعددة , واذا ما اردنا ان نقسم الاعلام العامل في الساحة العراقية نجده على نوعين :

1- الاعلام الرسمي ( الحكومي )

2- الاعلام التجاري ( غير الحكومي )

واذا ما اردنا ان نقوم عمل هذين النوعين ونسلط الضوء عليها فالنوع الاول منشغل بنشر الاخبار الخاصة بالحكومة والبرلمان والتشكيلة الوزارية المتنازع عليها فضلا التحدث عن الاعمار والتطويرالذي لم يلح بالافق ولم يره النوربعد . اما النوع الثاني فمنشغل بجرد واحصاء السيارات المفخخة والتفجيرات التى تحدث في مناطق العراق بكل دقة والترويج لحدوث حرب اهلية مفتعلة بين كل مكونات المجتمع العراقي . فبعد كل هذاهل وجدت الديمقراطية لها مكانا في الاعلام العراقي الذي كان من المفروض ان يكون شفافا حرا ديمقراطيا . فالاعلام مدان ومقصر لانه قد ابتعد عن اهدافه السامية التبيلة بفعل تعدد التمويل والولاءات سواء كانت حزبية ام مذهبية ام قومية .

 

3- منظمات المجتمع المدني :

مسميات عديدة طرات على الشارع العراقي وقد تكون غريبة عليه ومن بين تلك المسميات التي ظهرت مصطلح ( المجتمع المدني ) وقبل ان نتكلم عنه وعن ماهيته اود ان ابين مسالة الا وهي ان هنالك نسبة من العاملين في تلك المنظمات لنا عليهم عدة ملاحظات وهي

- انهم يجهلون معنى المجتمع المدني .

- تحول عدد كبير من المنظمات الى محال تجارية همها الحصول على المنح والجري وراء المانح لتنفيذ مشاريع وهمية .

- انها لم تؤد عملها على النحو الصحيح على الرغم من الشعارات التي رفعوها والحقوق الانسانية التى تعهدوا بالمطابة بها والحفاظ عليها .

- افنقارها الكفاءة والقدرة والمهارة والطاقات العلمية والمهنية.

- فبعد كل هذا هل نجحت منظمات المجتمع المدني في العراق القيام بالمهام الموكلة اليها من تثقيف وتوعية وارشاد وتوجيه وافهام للمجتمع ؟؟؟؟؟

- الجواب بالتاكيد هو لا , والدليل على ذلك ان معظم شرائح المجتمع يجهلون الكثير الكثير ومن ضمن ما يجهلون ( الديمقراطية ) منهجا ومصطلحا والية للعمل واللوم يقع على تلك المنظمات التي تدعي انها انسانية ؟؟؟؟؟؟

فضلا عن القطيعة وعدم الثقة بين تلك المنظمات والمجتمع الذي هو عنوانا لمنظماتهم !!!!!!

 

4- المؤسسات التربوية والتعليمية :

تلعب المؤسسات التربوية والتعليمية في الدول المتقدمة دورا بارزا وقد يكون رئيسا في عمليات التوعية والتثقيف على جميع المستويات والاصعدة التي من شانها تجعل المجتمع في اعلى مستويات التطور والتحضر والدليل على ذلك ان تلك المؤسسات تركت بصمات واضحة وتاثيرات جلية على شعوبها من خلال رسم المناهج التعليمية والتربوية المبنية على اسس متينة ورصينة فاستطاعت ان ترسم للجيل معلم الديمقراطية السليم وجعلها منهجا ناجحا في الحياة العملية لهم بدا برياض الاطفال وانتهاء باعلى مستويات ومراحل التعليم .

اما في العراق فمؤسساته التربوية والعلمية مدانة اشد ادانة لانها لم تنهض بدورها التثقيفي والتوعوي بكل فروعها وانواعها فهي ذات اداء غير مقبول لانها بعيدة كل البعد عن الجيل الكفول برعايتها وتربيتها وعداده جيلا قادرا على استيعاب التحولات التي طرات على الشارع العراقي الذي هو جزء لا يتجزا منه ومن بين تلك التحولات واهمها ( التحول الديمقراطي ) والفهم الصحيح لها وزرع ثقافة السلم والسلام ورح التسامح ونبذ العنف والتعصب والطائفية بكل انواعها وصورها والوقوف على اسبابها ومسبباتها من خلال اعداد المنهج التربوي العلمي السليم .

صحيح انهم سنوا واقروا تدريس مادة الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان في التعليم الجامعي الا انها لم تنهض بدورها المرجو والمتامل فهي مادة مهملة ومقحمة لم تنل العناية والاهتمام .

فبعد كل هذا هل استطاعت المؤسسات التربوية ان تؤدي دورها الريادي الفعال ؟؟؟؟؟؟

 

5- الاحزاب السياسية

ان ظهور التحزب والاحزاب امر طبيعي في جميع بلدان العالم لانهما في نظرنا من افرازات الواقع السياسي والفكري والاجتماعي والديني والاقتصادي الذي يمر به العالم وهي في نظرنا ايضا من الحالات الصحية والايجابية ...... لكن شريطة ان يكون البرنامج السياسي المصاغ من قبل تلك الاحزاب والتيارات متسما بالوضوح وعدم التعقيد وعليها ايضا – وهو من الامور المهمة – ان يعمدوا الى شرح المصطلحات التي تتساقط من افواههم والتي شغلت حيزا واسعا من اجندتهم ومن بين تلك المصطاحات والشعارات ( الديمقراطية) فهل يا ترى استطاعوا ان يفهموا الناس مضانها ومرادها واصولها وقواعدها وخصوصا الاحزاب التي كانت الديمقراطية عنوانا لاحزابهم

فالديمقراطية في نظرنا لا زالت غامضة عن اغلب الاحزاب التي تتدعي انها ديمقراطية المنهج والسلوك وانها داعمة ومؤييدة لها .

واختم دراستي هذه بسؤال قد ابتدئت به ( هل فهم العراقيون الديمقراطية ) ؟؟؟؟؟

  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com