سيطل علينا بعد ايام عيد الام ليحتفل به العراقيون هذا العام بشكل آخر، فقد اضافت المرأة العراقية هذا العام الى خصوصياتها المميزة، خصوصية اخرى الا وهي مشاركتها في صناعة نصرٍ يسمى (الانتخابات).

الكل يستعد للاحتفال بهذا اليوم حسب قابلياته ورؤاه وامكانياته، فهناك من يقيم مسابقة للام المثالية وهناك من يقيم احتفالا وآخر ندوة وآخر مهرجانا شعريا وخامسا يقدم هدية لامه وسادسا يزورها مهنئا لها و....

المهم ان الكل سيفرح ويحتفل ويفكر كيف يبدع في فرحه وفي احتفاله لان كل ام في هذا اليوم لابد ان تفرح وتحتفل بعيدها وهو اقل شيء يمكن ان يقدمه المرء لامه في يومها.

وفي رأينا ان كل من سيسال من هي الام المثالية او من نرشح لتكون الام المثالية، سؤال لا معنى له في ارض الرافدين، لان كل امهات الرافدين هن امهات مثاليات ...

فالام العراقية هي التي قدمت اولادها شهداء ... وهي التي جاهدت ... وهي التي تحملت الجور والظلم والاجحاف ... هي التي تحملت شحة المواد الغذائية وقاست الكثير وهي ترى اولادها حيارى في لقمة عيشهم وكيف تهيأ لهم الافضل والاحسن في وضع انعدم فيه ما يسد الرمق، الام العراقية هي التي تحملت انقطاع التيار الكهربائي في اشد الايام حرا وحارت في امرها كيف تهيأ لاولادها تيار هوائي ولو ولو فيه شيء شيء من البرودة في حر العراق القائظ وشحة المياه وانعدام كل وسائل الراحة والترفيه التي تتنعم بها النساء الاخريات في بلدان العالم الاخر.

الام العراقية هي التي كيفت نفسها وكيفت اولادها على العيش بابسط وسائل العيش في الوقت الذي تعيش فيه الامهات الاخريات واولادهن حياة التطور التكنولوجي والرفاهية بانواعها المختلفة.

الام العراقية عاشت في الوضع الغير آمن ولم يرعبها ذلك، وقدمت ابنائها وزوجها واهلها ضحايا لارهاب جائر ولم تخف ولم يمنعها ذلك من ممارسة يومياتها او التقليل من نشاطها او اندفاعها نحو الحياة.

لذلك اقول ان المراة العراقية في الريف والمدينة جنوبا وشمالا وشرقا وغربا هي ام مثالية، وكل ام عراقية هي مثالية ونموذجية وعظيمة تستحق كل تقدير واجلال واكبار، فمن يعزم على تقديم جائزة للام المثالية في ارض الرافدين فليقدمها لكل امراة عراقية فهي جديرة بها.