مجاملة الشخصيات على حساب المبادئ

 

يكتنف النسيج المعرفي لمجتمعاتنا الكثير من السلبيات التي قد تترك بصماتها على مدار زمني يتعد الجيل بل اجيال متعاقبة.

ولا اعرف تاريخ دقيق لولادة هذه الثقافة السلوكية الدخيلة على المنظومة الاخلاقية الاسلامية، ولكني اعلم جيدا انها قد تغلغت وبسرعة فائقة في خلايانا المعرفية والثقافية وغدت سمة بارزة لاغلبية ساحقة.
مجاملة الشخصيات ... ولا اريد اطلاق تسمية اخرى او اعتمد مصطلحا آخر... جامل ثم جامل ثم جامل، هذا هو شعار الجميع.

ولا اريد التحدث عن المجاملات الاجتماعية او مجاملات السوق ورجال الاعمال او المجاملات في عالم النساء وما اكثرها ... بل ما اريد التعرض اليه هو المجاملة التي تكون على حساب المبادئ وخاصة عندما تمارس من قبل النخبة المثقفة وصاحبة المبادئ!!

وعندما يعتمدها هؤلاء منهجا في معاملاتهم فهذا يعني سقوط حضاري للامة!!

فمحمد بن عبد الله (ص) لم يجامل احدا في حياته على حساب المبدأ وهو اكمل الناس خلقا واحسنهم منطقا وارحمهم وارقهم، كما انه قائد اعظم دعوة في التاريخ ورئيس اكبر جمهورية آنذاك وابرع سياسي زمانه، لم يشهد احد ان رسول الله قد جامل على حساب المبادئ ولم يرفع احدا لسبب القرابة والمحبة والصحبة كما انه لم يضع احدا لاي سبب من الاسباب، قد اعطى كل ذي حق حقه فكان سيد الناس من اولهم الى اخرهم.
ولم نسمع يوما ان على بن ابيطالب قد جامل احدا، او غبن حق احد لاجل احد آخر مهما كانت الاسباب والمبررات والاعذار...

وكل الائمة والصحابة والتعابين واولياء الله والمفكرين والمصلحين ومن سار على نهجهم ... لنقرأ سيرتهم ولنرى هل جامل احد منهم يوما ما على حساب المبدأ؟ فمتى اذن دخلت هذه السلوكية الى نسيجنا المعرفي واخذت تنخر فيه وتنخر ... يا ترى لماذا يا سادتي المثقفين والمصلحين تعتمدون هذه السلوكية؟ اظن بان ساسة العراق هذا اليوم هم بحاجة الى لقاح ضد هذه السلوكية الجاهلية؟ ام لعل الطلب جاء متأخرا؟!!
 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com