مسكينة انت ايتها العراقية

 

ومسكين هو الامل الذي يضطجع في حناياك منذ دهور، بان يكون لك بيت آمن وخبز متوفر واطفال يكبرون بسلام ويزدهر المستقبل في ايامهم فتقر عيناك بهم وبالحياة.

مسكين هذا الامل سيبقى مختفيا، ملوي العنق يخشى على نفسه من الظهور...

لانه لا يوجد من يتحسس ذلك الامل المختفي في الصدور، بل دعوني اقول لا يفكر احدا في املك لانه لا يضفي شيئا على قائمتهم السياسية او الاعلامية ولايخدم مصالحهم في المرحلة الراهنة او اللاحقة، او حتى الغيبية.

ما اسعد اولئك الضحايا الابرياء في لندن يوم الخميس الماضي فقد سكب عليهم رئيس الوزراء دمعه، واعلنت الحكومة برمتها ألمها على ما حدث للمواطنين ولا ندري ما ستتخذ من اجراءات لذويهم، المواطنون الاخرون اسرعوا لنثر الورد على الدم المراق، فله قيمة وله وزن في عالم الاوزان.

فما اشد مسكنتك يا امي العراقية وابنك يقتل يوميا وعلى طول الخريطة... ما اشد ماساتك يا امي العراقية واطفالك يذبحون يوميا كما يشتري اطفال العالم لعبهم وافراحهم الصيفية يوميا، ولا عين دمعت عليك ولا شفاه تفوهت بما يلئم بعض جراحك...

ضحايا الحلة في المجزرتين الاخيرتين في السوق الشعبي وامام المحكمة في دائرة الشرطة، الضحايا نساء واطفال وشباب... اين هي الحكومة من ذوي الضحايا؟ اين هي مؤسسات الدولة ورجالاتها؟ اين هم المتصدين للعملية السياسية او الفكرية او الدينية على الساحة العراقية الجديدة ذات الثوب الديمقراطي الحر، اصحاب الشعارات والمؤتمرات والاحلام الوردية الوعود الخلابة؟ اين انتم من ذوي الضحايا، من الامهات والزوجات واليتامي، وغالبية الضحايا من الطبقة الفقيرة المعدمة والبعض من الطبقة المتوسطة.

فاين انتم يا رجالات الحكومة؟

هل دمنا العراقي رخيص؟

هل ديمقراطيتنا طلاء نصبغ به تشوه السنين الماضية، لنظهر في وسائل الاعلام بصورة جديدة جميلة؟ لا اظن بان المراة العراقية هي وحدها المسكينة، بل كلنا مساكين...

مساكين لاننا نتخبط في متاهات المصطلحات والشعارات وواقعنا ينسفه الارهاب كل يوم، الارهاب الفكري والثقافي والجسدي...

مساكين نحن... مادام الدم العراقي يراق كل يوم بسهولة امام صمت ولا مبالاة الاخرين.
مساكين نحن... لان الوليد فينا يولد فنحتار كيف نشتري المولدة وربما نستدين وربما نرتشي وربما نسرق حتى نهيأ له تيارا كهربائيا يقلل من ضغوطات الحرارة المشتعلة في بلاد الرافدين، وعندما يموت الوليد فينا نحتار بدمعتنا وحيدة غريبة نذرفها بصمت وحسرة.

الا توافقوني باننا مساكين، وان الام العراقية المسكينة الاولى فينا.

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com