محنة العراقي أن لا محنة له!!

 

نعم، فمحنته تكمن في ان الجميع لا يتحدثون عن محنته...

في زمن النظام البائد، هو عبارة عن عدد سكاني تُمارس عليه كل عمليات الالغاء والاقصاء عن واقع الحياة في ظل المنظومة البعثية التي لم تترك لا حرثا ولا نسلا الا اهلكته.

ولم ينصفه احد لا من دول الجوار ولا من غيرها ولو بخبر اعلامي واحد تنشره وسيلة اعلامية واحدة حتى لو كانت بالاسود والابيض، عن معاناته وواقعه المتعب الاليم، فغيبت حلبجة والاهوار والابادة الجماعية لقرى عديدة على خارطة العراق وغيرها من الاحداث والانتهاكات لتصبح فيما بعد ارقام تاريخية تضاف الى سجلات الامم المتحدة.

والزمن الذي تلى النظام البائد لم يكن افضل من صاحبه.

فدول الجوار تفكر في تعويضاتها ومصالحها الجديدة في عراق ما بعد صدام... تفكر في كل شيء الا المواطن العراقي.

ودول العالم الاخرى تفكر في ما يدعم سياساتها واعلامها ومصالحها في المنطقة وكيف يمكن ان يكون عراق ما بعد صدام نقطة مضيئة في تاريخها المشرق بما يخدم تاريخها وحاضرها.

والامة الاسلامية يهمها امر العتبات المقدسة والاماكن الروحية في العراق كعمران وتاريخ وقدسية وفي زحمة الاهتمام هذا ضاع الانسان العراقي المسلم وضاع دمه واماله واحلامه واحزانه.

الامة العربية يزعجها التواجد الامريكي في العراق ارض العروبة، ويؤرق نومها فكرة فاشية البعث العربي المتعفلق، ولا تنزعج لرؤية الدماء العراقية المستباحة باسم الدين والعروبة والمقاومة، لانها تفكر في كل شيء الا عراقية الانسان على هذه الارض.

لم يبق غير ملائكة السماء، تبدو هي الاخرى مشغولة بالارواح الصاعدة اليها ببراءة وطفولية وألم انساني يستصرخ ولا مجيب له، ومشغولة ايضا بصرخات المعذبين ونداءات الامهات وآهات الزوجات ونظرات الاطفال الفزعة تخشى حتى من اللعب في طرقات الحارة ... احتارت الملائكة هي الاخرى بشأن هذا الانسان، فهي المخلوقات الوحيدة التي تسمع صوت العراقي وتتعذب لعذاباته وتسجل يومياته ولكنها للاسف لا تقوى على الهبوط الى الارض ومشاركة الانسان العراقي لان ذلك خارج نظام الخليقة ...

فالى متى يبقى العراقي وحيدا؟

لا يمكن ان نكتب دستورا يضمن حقوق العراقي في زمن انعدم فيه الحس بالمواطن العراقي!

ولا يمكن ان نضمن تطبيق ما سياتي في الدستور في زمن ذابت فيه الامة في الانا!

نحن بحاجة الى قراءة واعية لانفسنا وواقعنا، لنصوغ هجائية لابجدية جديدة بحروف واقعية ذات نقاط حقيقية يستنطقها المواطن العراقي بملأ فيه دون تلكأ او لكنة لسان.

بحاجة الى هجائية ابجدية تعلمنا الصدق والموضوعية... ومن ثم نتساءل هل سنتمكن من تحقيق ضمانات لحقوقنا في الدستور؟

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com