دعونا نعيش بسلام!!

 

وقف العراق يوم امس دقيقة واحدة حدادا على ارواح ابرياء جسر الائمة في ذلك الاربعاء الدامي.

وكثيرا ما طالبنا كل القوى العالمية والعربية والاسلامية ان تقف مع العراق ضد الارهاب ومحاولات القضاء على حركة الحياة الديمقراطية النابضة في الزمن العراقي وان يدعونا نعيش بسلام وامان على ارضنا.

ولكني اليوم ارى ضرورة ملحة تقضي ان اتحدث عن نوع جديد من الارهاب الخفي المبطن يمكنني ان اسميه (الارهاب النملي) لانه يعمل كدبيب النمل لا يسمع له صوت ولا يحس له حركة... يدخل فينا شيئا فشيئا حتى يفخخنا ذات يوم من حيث نشعر او لانشعر.

هذا النوع من الارهاب تمارسه علينا وسائل الاعلام الخارجية، واقصد بالخارجية التي تأتينا من خلف الحدود.

وسوف اضرب مثلا واحدا من جريدة (الغد) الاردنية الصادرة يوم الاربعاء بتاريخ 7 / 9 / 2005، حيث نشرت هذه الجريدة خبرا تحت عنوان: (حفل تأبين شيعي سني في ذكرى ضحايا جسر الائمة)، وهذه مقتطفات من الخبر: ( شارك مئات الشيعة والسنة في حفل تأبين في مسجد سني في بغداد ...) و(تكريم ذكرى عثمان العبيدي السني...) و(بين الاف الزوار الشيعة...) و(لرجل الدين الشيعي....) و(في حي الاعظمية السني...) وغير ذلك من العبارات التي رصها الخبر رصا محكما.

وكأن اللغة العربية خلت من الاوصاف ما عدا وصفي (شيعي وسني)، وكان العراقيون لا يعرفون الا بالسني والشيعي... وهذا من اكبر الاخطار التي تهدد واقعنا العراقي.

وفي خبر آخر نشرته الجريدة ذاتها تحت عنوان:(اقتراب موعد محاكمة صدام حسين) حيث ذكر الخبر التهم الموجه الى صدام حسين في ايحاء واضح بالتشكيك فيها، وفي ختامه جاءت العبارات التالية: (ولكن بدء اجراءات المحاكمة يمكن ان تؤدي من جهة اخرى الى زيادة وتيرة العنف حيث ان كثيرا من المسلمين السنة مازالوا معجبين بصدام وسيشعرون على الارجح بالاذلال عندما يشاهدونه في قفص الاتهام. وشكا المحامون الدوليون الذين سيتولون الدفاع عن صدام ويبلغ عددهم 24 محاميا من عدم السماح لهم باجراء مقابلات كافية مع موكلهم بسبب خطورة الاوضاع في العراق).

لا ادري ما هي علاقة محاكمة صدام بشعور السنيين العراقيين بالاذلال؟! او حسب ما عبر عنه الخبر المسلمين السنة؟!

هل محاكمة صدام عزة للشيعي وذلة للسني؟

هل قضية صدام حسين قضية محاصصة طائفية؟

هذا مثال واحد من مئات الامثلة على ما ياتي في الصحافة العربية والفضائيات العربية مما يدفعنا الى القول بان ارهاب هؤلاء يفوق ارهاب القاعدة وازلام البعث لان تفخيخ هؤلاء يقضي على الحياة في وجود المواطن العراقي، اما ارهاب الاعلام العربي فسيفخخ فينا اصالة الوجود العراقي في الزمن الاتي... وسيعمل على تغيير التركيب المعرفي لكثير من رؤانا كما يعمد على تشويه الواقع العراقي الجميل ويعطي صورة غير صحيحة عن تلاحم ابناء الشعب الواحد.

لهؤلاء واولئك... للجميع نقول: العراقي عندما يرى العراقي الاخر في محنة يهب لنجدته ولا يسال هل هذا سني ام شيعي؟ العراقي يسند اخيه العراقي ولا يفكر هل هذا مسلم ام مسيحي؟ عندما يسمع العراقي صرخة العراقي الاخر، يضع عنه كل موروثات الانا، ولا يتذكر الا انسانيته وهويته... ويصرخ: لبيك اني قادم.

نحن لا نفهم ما تقولون ايها الناس، وما تكتبون بعيد عن واقعنا... نحن بخير وسنبقى بخير بشرط ان تتركونا نعيش (على راحتنا).

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com