لاجل عيون العراق

 

وتلك الايام نداولها بين الناس, ودالت دولة الظلم والاستبداد لتاتي دولة الحق والاصلاح ... ألم يكن هذا هو حلم كل عراقي وامنيته في داخل العراق وخارجه؟ ألم يدفع ثمن هذا الحلم خيرة شبابه وارواح علمائه ومفكريه وخيرة رجاله ومصلحيه؟ ألم يسعى العراقيون جميعهم بكل مذاهبهم وقومياتهم وطوائفهم ومدارسهم الفكرية والثقافية الى تحقيق هذا الحلم ودفعوا ثمن ذلك الكثير من الغربة والتشرد والضياع في البلاد المختلفة او العيش تحت ضغوط الخوف والارهاب وثقل السلاسل والقيود؟ فماذا حدث؟ ها هي الحكومة العراقية المنتخبة تتسلم زمام الحكم من خلال ممارسة ديمقراطية رائعة قل نظيرها في العالم حتى في الشعوب الاكثر تحضرا ورقيا.
وها هو الحلم العراقي الجميل يتجسد في واقعنا المتعب لتداعب وجوهنا الحزينة نسمات عذبة تبعث فينا الامل بغد مشرق.
فاذا بالبعض يحاول تضعيف وتقليل شأن الحكومة الجديدة واثارت الاقاويل حولها أن لم نقل الفتن.

فاحدى الفضائيات العراقية تطل علينا بنشرة اخبارها المعنونة (الجعفري يفشل في تشكيل الحكومة)... وفلان من الناس يقول ان هذه الحكومة ليست من صالح العراق, وثالث يقول هي ليست حكومة وحدة وطنية, ورابع هي لا تمثل العراقيين وهكذا ....
لماذا؟ نعم بودي ان اصرخ بملا الفم الذي كان مكبلا سنين طويلة حرام عليه حتى النفس: لماذا ايها العراقيون ... تحرقون الفرحة التي كلفتنا العمر وافراحه وامانيه؟ كأن مشكلة العراق الان تكمن فيمن سيكون الوزير الفلاني ومأساة العراق تتمظهر في فلان وفلان؟ كل من تحدث وشكك في مصداقية الحكومة ونزاهتها لان كرسيا من كراسيها لم تكن له... هل هذا هو حلمنا؟ ايها السادة الكرام دعوني اسالكم هل ناضلتم تلك السنين كلها وتشردتم من دياركم واهلكم وقدمتم اصحابكم واخوتكم في النضال قرابين للحرية ام للمناصب؟ الم يكن هم الجميع هو سقوط صدام؟ الم يكن حلم الجميع ان نكون احرارا في ان نقول نعم او لا ... الم يكن املنا هو الانتخابات؟ وقد تحقق كل ذلك.
لتبدا الحكومة عملها, لنقف معها حتى تنجح لاجل عيون العراق, ألم نتعلم منذ الصغر من ضمن الاشياء العراقية الجميلة التي تعلمناها ان (لاجل عين الف عين تكرم), فلاجل عين العراق لنكرم كل العيون التي سهرت وتسهر عليه, لنكرم كل العيون التي ستسهد لينام العراق آمنا, لنكرم كل العيون التي ستذوي لتبني العراق, ولا يهم ان كانت هذه العيون تطل من على صفحة وجهي او وجهك او وجهه, المهم انها لاجل العراق.
فمن كان يعمل للعراق فاهلا به كائنا من يكون, لتعمل الحكومة ولنقف معها نساندها فالمهمة كبيرة وصعبة ... عندما تنجح نصفق لها وعندما تخطأ نقومها ... وما هي الا بضعة اشهر وتاتي الانتخابات ليقول الشعب مرة اخرى قولته الفصل وهو الذي سيحدد هذه المرة من سيكون حاكمه الجدير بادارة شؤونه فشعبنا عظيم واصيل قادر على ان يختار مصيره بنفسه.
لنبارك للحكومة اشراقتها لاجل العراق, ولنساندها مااستطعنا لاجل العراق, ولننسنا كل الصغائر والاهواء لاجل العراق, لنحطم الهة الانا في ذواتنا لاجل العراق فهو اهم من كل شيء.


 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com