ذكرى زواج امرأة؟؟!!

 

قبل يومين كنت اطالع تقويما للاشهر العربية، فلفت انتباهي ان يوم العاشر من شهر ربيع الاول يصادف يوم زواج الرسول بالسيدة خديجة (رض) على رواية، ويوم الواحد والعشرون من نفس الشهر على رواية اخرى.

اذن فالشهر الجاري هو الذكرى السنوية لزواج الرسول بخديجة الكبرى، اعظم امرأة عرفها التاريخ، كما انها اكثر امرأة مظلومية!!

فنحن المسلمون وخاصة المسلمات، نذكر كل الشخصيات في مناسباتهم المختلفة ما بين موت وحياة، سوى هذه المرأة، ولا ادري لماذا؟ ونحن العرب وخاصة العربيات، نمجد كل من ينادي بحقوق المرأة ونخلد ذكرى كل امرأة ناضلت وسعت لتحقيق ذاتها في عالم سعى الجميع الى تهميش المرأة واقصائها عن دورها، وننسى او (....) ولا ادري ايضا لماذا... اسم خديجة بنت خويلد!!

لذلك ادون هذه الاسطر عرفانا مني لتلك السيدة العظيمة التي كان لها الدور الاكبر في صناعة تاريخ امة بشرية ومنطقة جغرافية وحضارة انسانية.

تلك المرأة التي قهرت اعراف مجتمعها لتصنع لنفسها قدرا!!

خديجة بنت خويلد... هي التي كسرت اصنام الخوف العرفي في داخلها، لتخطب محمد بن عبد الله عندما خفق قلبها بحب ذلك الشاب!!

وخديجة، هي المرأة الثرية التي استطاعت بذكائها وسيرتها الطيبة ان تجعل لنفسها مكانة مرموقة في زمن تشيئ المرأة فكانت السيدة الكريمة التي يسعى الجميع الى كسب ودها.

وخديجة، هي الانثى التي جعلت من بيتها جنة زوجها، ومن اسرتها رياض العلم والخير والخلق فكانت فاطمة زهرة ذلك الرياض!

وخديجة هي المرأة المناضلة التي وقفت مع زوجها في دعوته الانسانية فكانت اول من آمن به ووقف معه ونصره بالمال والجهد والعمر!!

فكل مسلم مدين الى خديجة كما هو مدين الى رسول الانسانية محمد (ص).

ولا اظن ان امرأة احبت فضحت في سبيل من تحب، كما كانت خديجة... فهي قدوة للعشاق.

ولا اظن ان امرأة اخرجت الى المجتمع افرادا صالحين كما فعلت خديجة... فهي اساس الشجرة الطيبة وهي قدوة لكل المربين.

ولا اظن بان امرأة آمنت بقضية وفكرة فقدمت في سبيلها المال والجهد والعمر كما فعلت خديجة... فهي قدوة للثائرين والمصلحين على مر العصور.

ولم يخبرنا التاريخ عن امرأة عاشت مترفة لتموت جائعة مضطهدة في جبل اجدب لانها ابت ان تخضغ لصنم او طاغوت او تتنازل عن شيء من مبادئها... كما اخبرنا عن خديجة.

فالى كل من يدعي ان المرأة كائن تابع للرجل ومخلوق من ضلع اعوج... والى كل من يعاملها على انها مسلوبة الارادة، غير قادرة على ادراة شؤونها دونما ولي ، فليقرأ خديجة قراءة واعية ...

ولكن مهلا...

نحن نحتاج الى قارئ ماهر كمحمد (ص) لكي نتمكن من قراءة خديجة قراءة واعية!!

ومرة اخرى ... اقول لكن!

لكن يمكننا ان نكون شيء من محمد (ص)، ان نكون بضع من محمد (ص)، أليس هو قدوة لكل البشر؟!

ربما لو كنا شيء ولو بسيط ولو بسيط ولو بسيط منه، لتمكنا من قراءة المرأة بشكل افضل، قراءة واعية دونما نظارات بالوان شتى نضعها على اعيننا التي اتعبها السهر او اثقلها السكر .... أو اعياها الجهل.

يا ترى هل نحن امة تعرف القراءة؟

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com