|
عيد ميلاد امرأة
من بين رزمة الاخبار التي تصل الى موقع بنت الرافدين، لفت انتباهي خبرا يعود الى مهرجان العنقاء الدولي… أثار في مكامن الوجع العراقي. الخبر يقول بان القائمون على مهرجان العنقاء الدولي سيكرمون السيدة فيروز لذكرى ميلادها وهي في العقد السابع من عمرها وستتوج (ملكة مهرجان العنقاء). ولكي يكون تكريمها متميزا فان القائمون على هذا المهرجان (مهرجان العنقاء العراقي) سيسيرون مشيا على الاقدام من دمشق الى بيروت حاملين الشموع بأيديهم ليقدموها الى السيدة فيروز. من موقعي اتقدم للسيدة فيروز بالتهنئة وكل عام وانت يا سيدتي بخير. ولكن... عتبي على ابناء العراق... ألم يتناهى الى اسماعهم انباء المراة العراقية المضطهدة المشردة في وطنها؟! ألا تحتضن محافظاتهم نساء عراقيات مهجرات عن بيوتهن بعد فقدهن المعيل، وحولهن الاطفال حيارى في قوت يومهم، ينتظرون مجلس المحافظة واحسانات المرجعية ليمنون عليهم بشيء من ضروريات الحياة بعد ان عجزت حكومتهم عن تأمين الاستقرار لهم في بيوتهم وتناستهم في غمرات الانشغال بالعملية السياسية مشردين هنا وهناك ... حاولت كثيرا ان لا اكتب عن هذا الموضوع الذي يدمي قلبي كلما فكرت فيه، وان لا اصرخ اين لنا بعلي يلبي نداء يتيم وارملة... اين لنا بمعتصم يجهز جيشا لنصرة امراة مظلومة هتفت باسمه... من اين لي بآلة الزمن الخيالي استعيرها من احد المخرجين السينمائيين لاعود الى التاريخ وآتي بالمخلصين من الرجال ذوي النخوة الاسلامية والشيمة العربية. ايها السادة القائمون على مهرجان العنقاء ... دعوني اخبركم عن الرقعة الجغرافية التي اعيش فيها فقد يكون حال غيرها افضل ولا علم لي به ... في الحلة المئات من العوائل المهجرة في وطنها... تسكن الان بيوت قديمة آيلة الى السقوط او في ابنية محطمة، يعيشون على صدقات الناس ومساعدات من هنا وهناك... ألا تستحق هذه المراة العراقية شيئا من احسانات مهرجان العنقاء الدولي الرحال؟!! ألا تستحق المراة العراقية المضطهدة منكم ... ان تسيروا بضع خطوات مشيا حاملين شموعا او كيس طحين لتضعوه امامها وتستميحوها عذرا لان كل رجالات العراق قد قصروا بحقها؟! ألا يحق للمراة العراقية ان يكون لها عيد ميلاد يحتفل به الاخرون ويمشون اليها حاملين شموعا او ضمادات طبية يضعونها على جراحاتها (وما أكثرها)، لعل هناك شيء من الفرح يزور قلبها الحزين المتعب. جميل ان يكون لنا مهرجان نكرم به الاخرون في كل مكان... ولكن ليس على حساب اهلنا وجراحاتنا ... ليس على حساب امنا العراقية الشامخة كنخلتنا. ألا تتفقون معي بان المراة العراقية أحق من غيرها بالتكريم؟! ولو بكسرة خبز... وشيء من الامل تستعين به على نائبات الدهر. علياء الأنصاري مديرة الموقع
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |