شعبي مسكين .. لكنه مبدع

 

لااريد سرد مفردات الحياة اليومية للانسان العراقي فهي اصبحت معلومة للداني والقاصي، بل قد وصلت الى من به صمم!!

ولكني ساتحدث في اسطري القليلة هذه عن ابداع الانسان العراقي، ذلك الابداع المغيب او الذي يحاولون تغييبه... ابداع العراقي في انه مازال يعيش... يتنفس الهواء... ويحيى الامل فيه.

الطالب في كل دول العالم اثناء فترة الامتحانات يهيأ له اجواء خاصة في البيت او المكتبة او المتنزه ليتمكن من التحضير لامتحاناته والتفوق فيها او النجاح...

الطالب العراقي بمراحله المختلفة، يتهيأ للامتحان في هواء يغلي مدعوم بانقطاع يكاد يكون متواصل للتيار الكهربائي... ومن يتمكن من شراء مولدة شخصية بيتية... فسيعجز عن توفير البنزين لها وخاصة بعد تفاقم ازمة الوقود في الاونة الاخيرة التي ظن فيها الانسان العراقي بانها ستفرج.

وينجح الطالب العراقي... ونجاحه هذا العام له طعم آخر خاصة لتلك العوائل المهجرة في ارضها... المطرودة من بيوتها في ظل حكومة منتخبة عجزت عن توفير الامان لمواطنيها كما عجزت عن تزويدهم بلقمة خبز او (جليكان) بنزين!!

فالى كل الطلبة العراقيين الناجحين وغير الناجحين، مبروك وتهانينا... لان مجرد الدخول الى الامتحان والرغبة في اداء الامتحانات وسط هذه الظروف، ابداع يسجله التاريخ لكم... رغم انوف الجميع!

وابداع المواطن العراقي يتجلى في اروع صوره عندما يدير هو بنفسه شؤون نفسه، فيكون المواطن الذي يؤمن لنفسه الكهرباء والماء والوقود وحتى الحياة لانه فقد الامل بالاخرين، في ان يقدموا له ما يحتاجه كانسان وكمواطن لادامة حياته اليومية البسيطة بتلك الاحتياجات الضرورية البسيطة كأي مواطن على وجه الارض.

هناك صورة رائعة لابداع المواطن العراقي، تتجلى في نبوغه في اختراع جهاز جديد يسمى (العاكسة)... وما ادراك ما (العاكسة)... جهاز لتوليد الطاقة الكهربائية، اكتشفه المواطن العراقي المبدع، هو عبارة عن بطارية سيارة يقوم احد المبدعين بتحويلها الى جهاز لتوليد الطاقة الكهربائية حيث تقوم هذه البطارية بخزن الكهرباء عندما تأتي الى البيت ومن ثم عند الانقطاء تقوم هي بتوليد الكهرباء، من مميزاتها انها لا تحتاج الى بنزين او وقود اخر ولا يصدر منها اصوات عالية كما المولدات ويمكن ان توضع في ركن من اركان البيت العراقي!!

انظر الى ابداع المواطن العراقي في حل مشاكله اليومية وما اكثرها... واروع ما في ابداعه انه مازال يحتفظ بتلك القابلية على الضحك والابتسامة وتبادل النكات ... مازال قادرا على ان يفكر ويخطط ويحلم بغد افضل... فلله درك يا عراقي كم انت مسكين ولكن حتى في مسكنتك انت عظيم!

ويبقى السؤال المطروح: المواطن العراقي يحاول ان يتغلب على مشاكله اليومية، فتراه يجعل من بطارية سيارة مولدة للكهرباء وقد ياتي يوم يجعل منها مضخة امل لما تبقى له من حياة، فمتى تتمكن حكومتنا القديرة ورجالها المنتخبون من حل مشاكل المواطنين ولو بشيء قليل من الابداع الذي لا يعوزه الا الاحساس بالوجع الانساني المتكدس على قارعة الطريق بعيدا عن حارة المنطقة الخضراء؟!

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com