يوم انحنى الزمن

 

في اللحظة التي تلت انحناء الزمن ليلتقط جسد الانسانية المضرج بدمه، دوى انفجار رهيب مزق تلك الانحناءة لتتوقف دورة الحياة ايضا في شرايين الزمن، وعلى الارض رسم الدم المراق علامة استفهام كبيرة...  يا ترى لماذا يحدث كل هذا؟

*******

تلاقت وكالات الانباء خبر الانفجار الرهيب الذي اودى بحياة الزمن، واصاب الجميع الهلع، ماذا سنفعل بدون الزمن؟

كيف سنؤرخ أيامنا؟

ماذا عن شيء اسمه المستقبل يولد من رحم الزمن باستمرار وبدون عمليات قيصرية؟

 هل يمكننا اختراع شيء آلي يقوم بدور الزمن؟

وهب الجميع يفكر ويخطط ويعمل .... ونسى الجميع ذلك الجسد المضرج بدمه والذي لاجله انحنى الزمن مضحيا بحياته العلمية والعملية.

*********

بعد تلك الحادثة الاليمة... خسر كوكب الارض اهم مقومات الوجود، الانسان والزمن... وبقيت مصانع الاسلحة والديناميت تعمل وتعمل.... لعل مخلوقات اخرى تأتي من الفضاء وتحط على الارض لينشط سوقها من جديد ... ويزدهر الاقتصاد ثانية كما يزدهر الموت كل يوم على ارصفة الحياة في بلدي.

*********

لم اكتب اليوم حكاية خرافية، بل هو حقيقة ما يجري حولنا وان تغافلنا عنه!!

 حقيقة دمار الانسانية في مشاهد يومية نعيشها بكل مرارتها وقسوتها دون ان يتحرك احد ببنت شفة لانقاذ ما يمكن انقاذه!!

لن اتحدث عن الكهرباء المنقطع بشكل مستمر وعن البنزين المفقود نهائيا والذي يدفع ضريبته المواطن البسيط المنسي، كما لن اتحدث عن الامن المفقود وصفارة الموت التي تدوي في كل لحظة من يومياتنا... لن اتحدث عن كل هذا، ساتحدث اليوم عن نظرة آمنة تضطرب بين اهداب طفل عراقي، تبحث عن زاوية آمنة خلف الجفون .... وعبثا تحاول!!

لكي نضع فلسفة منطقية لحركة الانسان وكدحه في الحياة، نطلق مصطلحا ضبابيا نسميه (المستقبل)، والمستقبل في حقيقة ذاته، حاضر اطفالنا الذي يصوره الذهن وينتظر ارادتنا لتحقيقه.

فالمستهدف الحقيقي والاساس في حركة الانسان، هو الطفل!!

فكم هو مسكين طفلنا العراقي!!

بل كم هو مسكين مستقبلنا!!

بل دعوني اقول كم من مستقبل صنعه المساكين!!

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com